انترنيت وبرامجيات وسباقات... الصدارة الرقمية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لقد اثبتت الشبكة العنكبوتية "الانترنت" خلال سنوات خدمتها السابقة، وبصورة قد لا يختلف عليها اثنان، انها بالفعل تحولت الى ركيزة مهمة من ركائز التقدم البشري ومصدر اساسي في توحيد وتحويل العالم الى "قرية صغيرة" بكل ما تحويه هذه الميزة من فوائد جمة خدمت الانسانية بكل حضارتها وافكارها واتجاهاتها.

ومع ما حوته هذه الشبكة من خدمات لا تحصى وفي مختلف الصنوف العلمية والمعارف الانسانية التي جسدت من خلال ادوات برمجية منوعة وتحت مسميات شتى تنافست فيما بينها لتحقيق صدارة رقمية طموحه، الا ان الابرز بينها هو المتصفحات التي تدعمها محركات البحث العملاقة، اضافة الى الشهرة المتنامية التي حققتها المواقع الاجتماعية والتي تأتي في طليعتها الفيسبوك.

ويأتي سباق التنافس في تصدر سوق الانترنت في سياق تحقيق المكاسب والارباح التي باتت من حسنات هذه الشبكة العالميةسيما وان اتباع رغبة المستهلك واتساع اعدادهم –بعد انضمام الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية والتلفاز الى قائمة مستخدمي الانترنت- زادت من اصرار هذه الشركات في تقديم الافضل.

المتصفح رقم واحد

اذ قبل مدة قصيرة، نجحت غوغل في رفع مرتبة متصفح الإنترنت "كروم"، الذي تمتلكه، إلى المرتبة الثانية بين برامج تصفح الإنترنت، متجاوزا بذلك برنامج فايرفوكس، واليوم، تسود التوقعات بأن "كروم" قد ينجح في القريب العاجل في إزاحة "انترنت اكسبلورر" عن رأس القائمة، ليصبح المتصفح رقم واحد للإنترنت، ووفقا لشركة "ستيتكاونتر"، المتخصصة في تحليل بيانات الشبكة، استأثر "كروم" بـ 27 في المائة من حصة استخدام شبكة الإنترنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مقارنة بـ" اكسبلورر" الذي استحوذ على 37 في المائة من السوق، وهو هبوط بمعدل 2 في المائة مقارنة بالشهر الذي سبقه، أما فايرفوكس، فقد حل في المرتبة الثالثة بنسبة 25 في المائة، ومنذ إطلاقه، كانت معظم ردود الأفعال بشأنه إيجابية، فقد كتب موقع PCMag)) حول كروم: "أداء سريع وفعال، كما أنه يتمتع بمميزات أمنية كثيرة، إضافة إلى سرعة تحميل المواقع الإلكترونية وغيرها." بحسب سي ان ان.

ويرى المحلل ديفيد ميتشل سميث أن "كروم" يستمد قوته من كونه منتجا قويا، ويضيف: "الناس يستخدمونه لأنه متصفح سريع، كما أن غوغل أنفقت الكثير للترويج له، وهو ما زاد من وعي المستخدمين بمميزاته"، ويقول سميث إن المستخدم اليوم لديه الكثير من الخيارات بشأن برامج تصفح الإنترنت، فلسنوات، كان انترنت اكسبلورر هو المستحوذ الأكبر على السوق، لكونه جزءا مجانيا من جهاز الويندوز، ويأتي نجاح "كروم" ضمن مساعي غوغل لتوسيع أدائها خارج محرك البحث الشهير، وأنظمة تشغيل الهواتف (أندرويد)، ومواقع التواصل الاجتماعي(غوغل بلص(، وفي الوقت ذاته، تخوض غوغل منافسة شرسة مع مايكروسوفت، التي حاولت في عام 2009 منافسة محرك البحث غوغل، عبر إطلاق محرك "بينغ"، الذي، ووفقا لخبراء، لم يتمكن من منافسة غوغل بحصوله على 15 في المائة من حصة السوق، مقارنة بغوغل ، الذي حصل على 61 في المائة، فيما أطلقت شركة غوغل مؤخراً نسخة من متصفح الإنترنت "كروم" مخصصة للهواتف الذكية العاملة بنظام "أندرويد" والأجهزة اللوحية، وهي خطوة يقول متابعون إنه طال انتظاره، وقد أطلقت غوغل كلا من "أندرويد" و"كروم" منذ أكثر من ثلاث سنوات، ومنذ ذلك الحين، والمستخدمون يطالبون بتوحيد الخدمتين، وقال نائب رئيس الشركة المسؤول عن متصفح كروم إن غوغل تأخرت في إطلاق نسخة الهواتف والأجهزة اللوحية لأنها لم تكن تريد تجزئته، مضيفا "كان هدفنا هو إطلاق نسخة كاملة من المتصفح للهواتف والأجهزة الأخرى"، وفي ديسمبر/كانون أول الماضي.

حصة "اكسبلورر" السوقية

في سياق متصل يبدو أن برنامج تصفح الإنترنت "اكسبلورر" لم يعد المتصدر لقائمة برامج التصفح اليوم، فخلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انخفض عدد مستخدمي الموقع إلى أقل من 50 في المائة من مجموع نسبة المستخدمين، منهيا بذلك عقدا من السيطرة على مجال التصفح الإلكتروني، وتبلغ حصة برنامج "سفاري" من سوق تصفح الإنترنت عبر الهواتف الذكية نحو 62.17 في المائة، والتي ساهمت إلى حد كبير في تخفيض نسبة "اكسبلورر"، فسفاري هو متصفح الإنترنت الأساسي لأجهزة أبل، وهو ما ساهم في سيطرتها على سوق تصفح الإنترنت على الهواتف الذكية ليكسب 6.58 % من السوق، ويرجع خبراء أسباب هذا التراجع إلى اختفاء "اكسبلورر"، الذي وصلت حصته في السوق إلى 49.6 في المائة، من برامج تصفح الإنترنت على الهواتف الذكية، والتي تصل نسبتها في سوق التصفح الإلكتروني إلى ستة في المائة، وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتل متصفح الإنترنت "فايرفوكس" المرتبة الثانية بنسبة وصلت إلى 21.20 في المائة، يتبعها غوغل كروم بنسبة 16.60 في المائة، ومن ثم سفاري بنسبة 8.72 في المائة، وغوغل كروم، الذي احتفل مؤخرا بعيده الثالث، شهد أكبر نسبة توسع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي وصلت إلى 1.42 %. بحسب سي ان ان. 

مخاوف من غوغل

من جانبهأثار باحثون ومختصون بتكنولوجيا الشبكة العنكبوتية، العديد من التساؤلات والمخاوف حول مدى معرفة غوغل بمستخدميها، وقدرتها على رصد وترقب المواقع والمواضيع التي يدخلها المستخدم بل إلى درجة إمكانية تخزين النصوص الكتابية، التي يطبعها المستخدمون، وأشار عدد من الباحثين إلى ورود تساؤلات كثيرة عن سبب ظهور صندوق صغير عند الدخول إلى محرك البحث الخاص بغوغل، يشير إلى "نحن نقوم بتغيير سياسة الخصوصية وشروطها"، ويقدم ثلاث خيارات هي: "اعرف المزيد،" أو "خيار آخر،" بالإضافة إلى الخيار الأكثر شيوعا وهو"استبعاد"، ابرز القضايا التي أثارت مخاوف الباحثين كانت تتمحور حول لماذا تقوم شركة غوغل بتخزين الرسائل الصادرة والواردة في البريد الالكتروني، حتى بعد إلغائها من البريد، بالإضافة إلى النصوص الكتابية داخل مواقع الدردشة والتي تحتاج على الأقل لمدة 6 أشهر ليتم إلغائه، وجاء رد غوغل، على أن الهدف من هذه التحديثات هو زيادة فاعلية التجربة الفريدة التي تقدمها الشركة لمستخدمي مواقعها، بالإضافة إلى تحديد أهداف أكثر دقة للمواد الإعلانية، المنشورة على مواقعها المتخلفة، الأمر الذي من شأنه تسهيل إيصال المواد الإعلانية للأشخاص المستهدفين بدقة عالية، وأظهر عدد من الدراسات إلى وصول عدد مستخدمي الإنترنت في العالم لأكبر بخمس أضعاف مما كان عليه في العام 2000، ليصل الرقم إلى 2.1 مليار مستخدم، أي نحو 30 في المائة من نسبة سكان الكرة الأرضية، ويتركز معظم هؤلاء المستخدمين في الصين والولايات المتحدة الأمريكية. بحسب سي ان ان.

وقد أثارت هذه الخطوة لعملاق محركات البحث حفيظة عدد من الأوساط الأمريكية والدولية، لتعلقها بأمور لجمع المعلومات عن المستخدمين في المواقع التابعة له، وأدت هذه الاتهامات التي تنص على أن غوغل، تتدخل في خصوصيات المستخدمين وتخزنها لأسباب غير معلنة، إلى إرسال ثمان أعضاء من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، رسالة إلى المدير التنفيذي لشركة غوغل، لاري بايج، تطالب بتوضيح التغيرات الجديدة في سياسة الخصوصية للمستخدمين، وتظهر بيانات الدراسة أن أكبر نسبة مستخدمي إنترنت حول العالم يتواجدون في الولايات المتحدة الأمريكية التي بها 245 مليون مستخدم إنترنت أي نحو 80 في المائة من سكان الولايات المتحدة، بينما وصل العدد في الصين إلى 485 مليون مستخدم أي نحو 36.3 في المائة من إجمالي السكان هناك.

فيسبوك إلى شركة عامة

من جهته بدأ موقع فيسبوك مؤخراًبعملية التحول إلى شركة عامة تُطرح أسهمها في البورصة وتبلغ قيمة الشركة ما بين 75 و 100 مليار دولار حسب التقارير، وتخطط الشركة لتقديم أوراق اعتمادها إلى هيئة المراقبة المالية الأمريكية، حسب صحيفتي الفاينانشال تايمز ووول ستريت جورنالو وأضافت الصحيفتان أن عملية طرح أسهم الفيسبوك في وقت لاحق من السنة الحالية ستجلب نحو 10 مليارات دولار، وسيكون طرح أسهم الفيسبوك في السوق المالية واحدة من أكبر عمليات البيع في وول ستريت مقارنة مع طرح شركة غوغل أسهمها للتداول العام عام 2004،

لكن لن تصل إلى مستوى شركة جنرال موتور التي حققت في نوفمبر 2010 رقما قياسيا بلغ 20 مليار دولار عند طرح أسهمها للبيع، وتشير التقارير إلى أن شركة مورغان ستانلي المتخصصة في الخدمات المالية ستكون أكبر مكتتب في عمليات البيع كما يتوقع أن تشارك شركة غولدمانساش بقوة في عملية اقتناء أسهم الفيسبوك، وكانت تقارير تحدثت قبل عدة أشهر عن نية الفيسبوك في طرح أسهمها للتداول العام لكن الشركة لم تعلق على هذه الإشاعات في البداية، وستكون شركة الفيسبوك واحدة من كبريات الشركات في العالم من حيث الحصول على التمويل،

وقال روبرت مردوخ في حسابه على تويتر " حقق فيسبوك إنجازات رائعة لكن مبلغ 75 - 100 مليار دولار سيجعل (أسهم) شركة أبل تبدو حقيقة رخيصة"، وأسس الفيسبوك مارك زوكربيرغ وزملائه من طلبة جامعة هارفاد عام 2004 وأصبحت بسرعة من أكثر المواقع شعبية في العالم،

ويذكر أن الفيسبوك تحصل على إيراداتها من الإعلانات التي تنشرها على موقعها. بحسب بي بي سي.

فيسبوك إسلامي

على صعيد ذي صلهأعلنت مجموعة من رجال الأعمال المسلمين في عدد من الدول الاسلامية تأسيس موقع الكتروني للتواصل الاجتماعي خاص بالمسلمين منافس لشبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر، ويقول القائمون على الموقع الجديد إنه سيكون بديلا شاملا لشبكات التواصل الاجتماعي التقليدية، ومنبرا للمجتمع الاسلامي الحديث، لا محرمات، لا حواجز، لا سياسة، هذه هي شعارات موقع التواصل الاجتماعي الاسلامي الذي أعلن عن انشائه في اسطنبول من قبل عدد من الناشطين من اثنتي عشرة دولة اسلامية وغير اسلامية، وأطلق على الموقع، الذي سيكون مقره مدينة اسطنبول التركية، اسم "سلام ورلد" أي عالم السلام الاجتماعي، ووفق أحد المسؤولين عن المشروع، فإن الثورات العربية ، التي يعتقد بقوة إن شبكات التواصل الاجتماعي التقليدية لعبت دورا حاسما فيها، ساهمت في فتح شهيتهم لانشاء موقع خاص بالمسلمين، ويقول الدكتور علاء إبراهيم عيد، مدير مكتب الموقع في القاهرة، " بعد ثورات الربيع العربي ارتفع سقف الطموحات لدى شباب العالم الاسلامي، ولما كان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الكبير في تسهيل التواصل أثناء الثورات العربية، حرص بعض شباب العالم الاسلامي على ايجاد بيئة تواصل اجتماعي آمنة، وعلى اقتحام العالم الافتراضي كي يكون للمسلمين موقع في هذا العالم." بحسب بي بي سي.

ويقول القائمون على المشروع إن الموقع الاجتماعي الجديد سيعمل على كسر الحواجز الأيدولوجية واللغوية والجغرافية بين المسلمين، وسيتيح الفرصة للشباب المسلم أن يتعرف على هويته ويكتشف ذاته، وسيثري الثقافة العالمية بتراث وانجازات الحضارة الاسلامية، وسيساهم في دعم وتنمية السوق الحلال، ومن بين أهداف الموقع ، كما يقول القائمون عليه، ويسعى من أجل ذلك إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من العلماء المسلمين المعاصرين، منهم الداعية الاسلامي الكويتي المعروف الدكتور طارق السويدان، وقال سويدان "العالم اليوم تغير تغيرا جذريا بسبب هذه السوشيال ميديا، ورأينا أثرها بشكل واضح في الثورات العربية، ورأينا أثرها على الشباب وسلوك الشباب، وآن الأوان لنا كمسلمين ألا ننتظر وننتقد، وإنما أن نقدم البديل، ونقدم البديل القوي الفعال"، ووفق المعلومات المتاحة عن المشروع ، فإن هناك نحو ثلاثمائة مليون مسلم يستخدمون الانترنت، ويهدف مؤسسو" الفيسبوك الإسلامي" إلى الوصول إلى خمسين مليون مستخدم في السنوات الثلاثة الأولى من انطلاق المشروع الذي سيبدأ في شهر رمضان المقبل، أي بعد نحو خمسة أشهر من الآن، وعلى الرغم من أن الموقع يؤسس من أجل المسلمين فإنه سيكون منفتحا على غير المسلمين الباحثين عن حقيقة الاسلام أيضا، وفق مسؤولي الموقع، ووفق القائمين على الموقع فإنه سيكون بديلا شاملا لشبكات التواصل الاجتماعي التقليدية وينشر محتوى اسلاميا أعده مسلمون من أجل المسلمين ومنبرا للمجتمع الاسلامي الحديث.

ولدت فكرة أول موقع تواصل اجتماعي اسلامي في جمهورية داغستان ذات الأغلبية المسلمة في روسيا، على يد الناشط والسياسي الروسي عبد الواحد نيازوف ، الذي كان أحد أصغر أعضاء مجلس الدوما-البرلمان الروسي– في دورة سابقة، ويقوم على المشروع فريق من المحترفين الدوليين من ألمانيا وآذربيجان والامارات والهند وانجلترا واسبانيا وقازاقستان وماليزيا ومصر وباكستان وروسيا وتركي، أما عن اختيار اسطنبول كمقر رئيسي للمشروع، فإن القائمين عليه يقولون إن المدينة "تربط الشرق بالغرب كما أنها إحدى أكبر المدن الاسلامية ومحور لوجستي، وتقع في إحدى أكثر البلدان الاسلامية ديموقراطية في العالم"، ويضيف هؤلاء أن تركيا فتحت أبوابها لجميع المسلمين وغير المسلمين ، وقدمت تسهيلات كبيرة لدخول أراضيها من خلال الغاء تأشيرات الدخول مع عدد كبير من الدول الاسلامية وغير الاسلامية، وإن ذلك يسهل على أعضاء موقع سلام ورلد التواصل واللقاء على أراضيها وقتما أرادو، ويقول القائمون على المشروع أنهم يسعون للوصول إلى جيل الشباب المحب للاسلام، والأسر المسلمة المعاصرة، والجيل الجديد من قادة المجتمعات المسلمة، وشبكة دولية من العلماء المسلمين المعاصرين، والتجمعات الاسلامية في العالم والباحثون عن حقيقة الاسلام.

فيسبوك وعالم السيارات

من جهة اخرى اصبح استخدام موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي مألوفا في المكاتب والمطاعم ودور العرض السينمائي، ناهيك عن الدور، بالنسبة للمشتركين في هذه الخدمة الذين بلغ تعدادهم اكثر من 800 مليون انسان، ويبدو الآن ان فيسبوك سيغزو مجالا جديدا، الا وهو السيارات الخاصة، فقد اعلنت شركة مرسيدس عن نيتها ادخال خدمة فيسبوك ضمن منظومات التحكم الالكتروني في السيارات التي تنتجها اعتبارا من عام 2013، وقد عرضت الشركة بالفعل نموذجا للنظام الجديد في معرض الالكترونيات الاستهلاكية المقام حاليا في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الامريكية، الا ان نموذج فيسبوك المثبت في السيارات لن يكون مطابقا لمثيله المستخدم في الحواسيب الخاصة، إذ سيفتقر الى العديد من الخواص التي يألفها المشتركون، وسيركز هذا النموذج على كيفية الاقتداء الى الاماكن والاصدقاء، الا ان نموذج مرسيدس، حسبما صرح به دان روز، نائب رئيس شركة فيسبوك لشؤون الشراكات والتسويق، يعكس التوسع في استخدام الموقع الى كل مكان تتوفر فيه الشاشات والاتصالات بشبكة الانترنت. بحسب بي بي سي.

وقال روز "بما ان السيارات الحديثة اصبحت تزود بالشاشات الذكية، نتوقع ان تتيح المزيد من شركات انتاج السيارات لمقتنيها القدرة على الاتصال باصدقائهم والاستفادة من البعد الاجتماعي الذي تسمح به هذه التقنيات، فمن الامور الاساسية التي تستخدم بها الشاشات في السيارات هي الاستدلال عن طريق الاقمار الاصطناعية، ولذا فمعرفة ما اذا كان اصدقاؤك على مقربة منك سيكون مهما بالنسبة للسائقين"، ولكن، وبخلاف استخدام فيسبوك في المواقع الثابتة، يثير استخدامه في السيارات مخاوف تتعلق بالامان خصوصا في وقت ينشغل فيه المشرعون في سن قوانين من شأنها منع السائقين من الهاء انفسهم بامور اخرى-كاجراء المكالمات الهاتفية وارسال الرسائل النصية- اثناء قيادة مركباتهم، ولذا قررت مرسيدس، حسبما صرح به روبرت بوليكانو، مدير المنتجات الالكترونية ومنتجات الاتصالات في الشركة، ان تبطل عمل خاصية كتابة النصوص اذا كانت السيارة متحركة، ولكن يمكن للسائقين ارسال اجابات قصيرة مكتوبة سلفا باستخدام زر خاص وبواسطة النقر على الشاشة.

انقاذ لغات من الانقراض

الى ذلك من المتوقع انقراض نحو نصف اللغات المعروفة حاليا على كوكب الأرض والتي يبلغ عددها 7000 لغة تقريب، وفيما يعتقد البعض أن العولمة سبب في انقراض بعض اللغات، تأتي بعض عناصر "العالم الحديث"، ولاسيما التقنية الرقمية، لتساعد على بقاء بعضه، ويوجد حاليا تطبيق لأجهزة "آي فون" يساعد على تعلم نطق كلمات من اللغة التوفانية، وهي لغة محلية يتحدث بها عدد من الأفراد في سيبيريا ومانغولي، ويقول ديفيد هاريسون، أستاذ اللغة المشارك في كلية سوارثمور والزميل بـ"ناشونال جيوغرافيك"، "تستخدم اللغات الصغيرة وسائل الإعلام الاجتماعية مثل يوتيوب والرسائل النصية للانتشار وتوسيع نطاق وجودها"، وتحدث هاريسون، الذي يسافر عبر أنحاء العالم بحثا عن آخر المتحدثين بلغات في سبيلها إلى الإنقراض، عن عمله خلال الاجتماع السنوي للرابطة الأميركية للعلوم المتقدمة في فانكوفر، وتمكن هاريسون من إنتاج ثمانية قواميس ناطقة، بمساعدة "ناشونال جيوغرافك"، وتحتوي هذه القواميس على أكثر من 32 الف كلمة من ثماني لغات معرضة لخطر الانقراض، وينطق كافة الكلمات المدرجة في القواميس متحدثون أصليون. بحسب بي بي سي.

ويمثل ألفريد لان أحد أواخر المتحدثين بطلاقه بلغة "السلتز دينية"، المحصورة على منطقة صغيرة بساحل ولاية أوريغون، وقال لان، "جاء علماء اللغة وقالوا إن لغتنا تحتضر، وقرر أفراد القبيلة ومجلسها منع ذلك. ولذا ابتكرنا خطة للمضي قدما وبدء البحث عن لهجتنا هنا في وادي سيلتز"، وقد سجل لان 14،000 كلمة للقاموس الإليكتروني، وتعد مارغريت نوري خبيرة في الدراسات الأميركية الأصلية بجامعة ميتشغان وتتحدث اللغة الأنيشينعابموينية، وهي من اللغات التي يستخدمها أكثر من 200 مجموعة أصلية في كندا والولايات المتحدة، ويكثر استخدام موقع "فيسبوك" في هذه المجتمعات، وتقول نوري: "نحاول استخدام التقنية لتجميع الناس، ونهدف من ذلك المحافظة على بقاء اللغة"، ويقول الدكتور هاريسون إنه لن يمكن لكافة اللغات البقاء، وسينقرض الكثير منها مع وفاة المتحدثين الباقيين، ولكنه يقول إن الوسائل الرقمية الجديدة تساعد على إنقاذ الكثير من اللغات بدت على وشك الانقراض قبل أعوام قليلة، وأضاف، "كل ما يعرفه الناس عن كوكب الأرض موجود في ثقافات البشر ولغاتهم، وقليل منه موجود في الأدبيات العلمية، وإذا كنا نرغب في بقاء هذا الكوكب، علينا الاستفادة من الحفاظ على بقاء هذه المعرفة."

اطلاق ويندوز 8 بدون زر البدء

من جانب اخر كشف احد مدوني ويندوز، بول ثورت، إن المفهوم العام لوجود زر البدء على الشاشة الرئيسية لويندوز 8، سيتم الاستغناء عنه، حيث سيتم إطلاق التطبيقات بصورة مختلفة كليا عن ما هو متعارف عليه في إصدارات البرنامج السابقة، وقال ثورت،"وتأتي هذه التعديلات على واجهة البرنامج على خلفية محاولة ويندوز تغيير الشاشة الرئيسية التي لم يتم تغيرها منذ أصدار ويندوز 95 في العام 1995، حيث لا تزال التطبيقات والبرامج ذاتها في جميع الإصدارات الاحقة، إلى يومنا هذا". بحسب سي ان ان.

وأضاف ثورت "ميكروسوفت تعتزم طي صفحة التطبيقات القديمة، واستحداث تطبيقات جديدة تحت مسمى "شاشة البدء النفقي"والتي تقوم على وسائل جديدة للوصول إلى المعلومات والقيام بالتطبيقات، وللبدء بمرحلة جديدة مختلفة عن المتعارف عليه في الإصدارات السابقة لويندوز"، ويرى محللون أن ويندوز 8 سيكون أكثر تطورا بالنسبة لمستقبل مايكروسوفت وفرصتها الوحيدة لتضييق الفجوة على منافسيها، مثل آبل وغوغل، اللتين تستحوذان على حصة كبيرة من سوق الحاسبات، ويذكر أن النظام الجديد مصمم للعمل بنفس الكفاءة مع الحاسوب الشخصي والحاسبات اللوحية، في محاولة لمواجهة المنافسة المتزايدة التي تمثلها أجهزة آي فون وآي باد التي تنتجها منافستها آبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/شباط/2012 - 3/ربيع الثاني/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م