ليكن شعار المسؤولين نعل امير المؤمنين

سامي جواد كاظم

السلطة... الرياسة.... الامارة هذه المناصب تقلب كيان المرء اذا ما تبوأها وهي سيف ذو حدين وتكون اثارها حسب اخلاقيات من يتسنمها، وفي احاين كثيرة تظهر شكل انياب من يمارسها وينقلب بشكل كامل على ما كان يحمل من مبادئ ليس الفقر الذي كان عليه علاقة بما اصبح عليه بعد التسليم لان الاصيل يبقى اصيل ويستخدم ما منح لترجمة ما يحمل من مبادئ الخير والاحترام والمحبة من خلال السلطة.

ايها المسؤول لا تغتر بمنصبك لان قيمته الحقيقة شخصها امير المؤمنين عليه السلام فيقول لك عبد الله بن عبّاس: دخلت علي أمير المؤمنين بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت: لا قيمة لها. فقال: والله لهي أحبّ إلىّ من إمرتكم إلاّ أن اُقيم حقّاً أو أدفع باطلا.

هذا المبدأ مشترك وعام بين كل المذاهب والقوميات ولا يختص بمذهب او دين دون اخر، غدا راحلون فاختر كيف يكون رحيلك؟ هل بالعقوبة ام الفشل بالانتخابات ام الاقالة ام برغبتك مع الحاح رعيتك على بقائك؟ الخيار متروك لك.

للأسف الشديد ما رأيناه في العراق لا يقدم عليه الا من يجهل ان هنالك بطل في الاسلام هو علي بن ابي طالب او انه يتجاهل والطامة الكبرى البعض يلهجون باسمه وعند الاختبار ينسوه.

فكرة الزهد ورفض السلطة فكرة عقيمة وسلبية نسبت الى الامامية ظلما وجورا نعم قد ترى رجل دين ينأى بنفسه عن السلطة سابقا وهذا لا يعني عجزه بل يعني اما اطمئنانه لاخوته المسؤولين من الطوائف الاخرى او لان السياسة عبارة عن نفاق ودجل ومؤامرات يعجز عن احتوائها اما اذا منح الفرصة وكل السبل متوفرة ومقومات نجاحه ممكنة فلماذا يرفضها؟

قد يعجز المسؤول من ان يظهر حق ويزهق باطل، هذا لا عجب فيه ولكن العجب العجاب عندما يجعل الباطل حقا والحق باطلا مع الاصرار على موقفه هذا واذا ما تمت مواجهته بما اقدم عليه من قبائح يندى لها جبين الشريف فقط تبدأ التبريرات غير المنطقية مع نشر الاغطية من قبل كتلته او حزبه الطائفي اما لتكرير اعماله الدونية او لتمريره خارج منطقة التغطية.

يقولون انه علي عليه السلام وهل يمكن لاحد ان يكون مثله؟ نحن لا نقول ان تكونوا مثله في علمه بل في تصرفه الاخلاقي فانه بمقدور البشر وتصرفه هذا هو حجة علينا لان نتعلم من اما انه يتصرف هكذا ونحن عاجزون عن التصرف مثله فهذا يعني احد امرين: اما انه يعلم عليه السلام ان ليس بمقدورنا ان نتصرف مثله وهذا يعني انه تصرف هكذا ليظهر شخصيته وهو امر شخصي وليس رسالي وهذا بعيد كل البعد عن علي عليه السلام واما انه تصرف هكذا لكي نقتدي به وعندها تكون الكرة في ملعبك ايها المسؤول فماذا تقول؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/شباط/2012 - 16/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م