تعوازه

كاظم العبودي

ان من تقرع اسماعه هذه الكلمة يتبادر الى ذهنه مطعم كباب ذي قار او عزائم الناصرية او بقية المطاعم المعروفة لكنني لست بصدد الخوض في معنا الكلمة او دلالاتها، لكن لها حادثة لطيفة معي عندما جبت قبل اسبوع مدينة الناصرية مع صديق ليس من ابناء المحافظة وتنقلنا من منطقة الى اخرى ومن شارع الى اخر حيث تعترضنا في بعض الاحيان مسافات متروكة بين شارعين تم اكسائهم حديثاً قد تحولت الى "طسة " كبيرة تعرقل سير المركبات وتتسبب في حوادث مرورية.

 فقال: الصديق ما هذه الفواصل بين الشوارع ؟ فقلت حينها انها تعوازه فصاحب الشركة وصل لهذه المسافة وخسر ماله والمسؤول وصل لهذه المسافة ونفذت الميزانية وفي بعض الاحيان لم تنفذ بل نفذ مفعول المسؤول اصبح "اكس باير" بعد خسارته في الانتخابات.

 ان الامر حقاً محير ويثير العجب فهناك مسؤولون يمرون على تلك –الطسات- باستمرار دون ان يبادروا بتحريك اقلامهم التي تذبح الطير فيكتبون الى الجهة المعنية "طم الطسة فوراً " وهم يعلنون عبر وسائل الاعلام مراراً انهم في خدمة المواطنين من ابناء المحافظة ولا نعلم اي خدمة لم تصلح لطم الطسة ! وقد اجد لهم عذراً فهم لم يشعروا بالطسة لان سياراتهم اخر موديل ونظاراتهم شمسية.

واذا تركنا المسؤول جانباً وذهبنا الى الدائرة المستفيدة التي استلمت المشروع والمهندس المشرف الذي قام بالكشف الاولي قبل اعلان المشروع ثم قام بالاستلام بعد الاكتمال وهناك ثلاث امتار او اربعة لم يتم اكسائها حيث سببت فاصل بين الاكساء القديم والجديد او بين اكسائين جديدين.

فهل يا ترى ان " فيتت" السيد المهندس او الدائرة من نوع صيني ؟ ام روسية ترتفع حرارتها في فصل الصيف مما حال دون قياس الشارع بصورة صحيحة في الكشف الاولي وعند الكشف الختامي.

 ولو قلنا ان الكشف حدث فيه خطاً غير مقصود فلماذا تتكرر مثل هذه الاخطاء ؟! واين المقاول او مدير الشركة المنفذة والاخلاص في العمل وخدمة ابناء مدينته من أكساء امتار معدودة هي لا تسبب له اي تأثير خصوصاً وان ربحه تجاوز المليارات من جراء تنفيذ هكذا مشاريع لا سيما ان قيمت ما اشرنا اليه لا تساوي ثمن تعوازه السيد المقال في احد مطاعم الناصرية.

 من هذا يتضح لنا ان هناك فئات من المجتمع تساهم في انتاج اخطاء واضحة واهمالها مثل هذه الحالة التي اشرنا اليها وهي واحدة من الكثير التي شاركت فيها عدة جهات (الجهات المسؤولة والجهات المستفيدة والجهات المنفذة) فلم يكلف السيد المسؤول نفسه في التحري عن اسباب حدوث مثل هذه الظاهرة وغيرها وتوجيه الجهات المنفذة لتدارك الامر واصلاح الخلل فيما اغمضت الجهة المستفيدة "الدائرة" عينها عن الموضوع وقامت باستلام المشروع دون حرص منها بينما قامت الشركة المنفذة للمشروع بـ" لهمدة " القضية ولم تساهم بنزر يسير من المواد لإتمام عملها على اتم وجه لترضي به الله ثم الضمير قبل ان ترضي بني البشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/كانون الثاني/2012 - 2 /ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م