صراع القنوات التلفزيونية

المسلسلات للمرأة والرسوم المتحركة للاطفال والسياسة والرياضة للرجال

عبد الكريم ابراهيم

تشهد العوائل العراقية اليوم صراعا من اجل الفوز بـ(ريمونت كنترول) التلفزيون، لاجل مشاهدة البرنامج المفضل لدى احدهم، حيث تتعدد الرغبات والاذواق فلا يستطيع جهاز واحد ان يستوعبها دفعة واحدة. البعض ابتعد عن هذا الصراع فقرر شراء اكثر من جهاز مع (ستلايت) في محاولة لحسم الموقف قبل ان يتطور الى امور قد لاتحمد عقباها كما يقال.

الاستاذ حسن علي (مدير مدرسة ابتدائية) شكى من دكتاتورية ابنه الصغير احمد في السيطرة والاستحواذ على التلفزيون اكبر قدر ممكن من الوقت: ابني الصغير مولع بالرسوم المتحركة (افلام كاتون) وهو يقضي جلَ وقته في مشاهدتها ولاسيما ان هناك فضائيات مخصصة لعرض مثل هذه الافلام تعمل 24 ساعة، وهذا يعني حرماني من مشاهدة من الاخبار السياسية والرياضية.

ربما يكون هناك ميل نسوي الى مشاهدة المسلسلات والافلام، ولكن هذه النظرة قد تغيرت في ظل الظروف التي يمر بها العراق كما تقول الباحثة الاجتماعية حنان فوزي: العراقي سواء كان رجلا ام امرأة هو شخص متابع للاحداث السياسية حيث يريد ان يتعرف على امور قد تكون خافيه عليه، وتزداد هذه المشاهدة عند سخونة الاحداث لاسيما في الانفجارات والازمات السياسية لان كل الاشياء متوقفة عندنا على الوضع السياسي بشكل مباشر.

 اما زميلتها سها رجب فتقول: ان مشاهدة المسلسلات والافلام نتيجة حتمية لعملية الهروب من دوامة العنف والاوضاع المأساوية فلا بد من شيء يطرد عن المرأة هذا الشعور ويدخل الى قلبها السرور ولو بصورة مؤقتة، وربما تكون بعض المواد الدرامية علاجاً يخفف عن المرأة هذا الشعور. اما متابعة المرأة للبرامج السياسية فهو امر شائع اليوم لانها جزء من المجتمع وتتأثر فيه سلبا او ايجابا.

الصراع على البرامج في البيوت التي لاتملك اكثر من جهاز واحد على اشده، فيكون الغلبة في هذا الامر لقوة السلطة النافذة كما يقول هادي موحان (مدرس اعدادية): عقلية الشخص ومدى نضجه هي من تتحكم في مثل هذه الامور حيث أن هناك اصراراً من قبل الاطفال على الاستحواذ على كل شيء ما يجعل الاستجابة لهم امر حتمي. ويضيف موحان: اما المرأة فلديها بعض السطوة ولكنها تختلف من بيت لآخر.

الست نسرين والي (معلمة ابتدائية) تحاول ان تدافع عن بنات جنسها قائلة: المرأة العراقية مسكينة وهي دائما محصورة داخل البيت بحكم الظروف التي نمر بها، فهي تحاول ان تعوض كل هذا من خلال مشاهدة برامج تطرد عنها الملل والعنف، وايضا هذا يعتمد على عمل المرأة من عدمه.

 في حين عد الاستاذ علي صادق(مدرس متقاعد) كثرة القنوات الفضائية نوعا من حرية اختيار الافضل: الفضائيات بهذا العدد اضاف للمتابع التنقل بين اكثر من واحدة، وايضا منح الاطفال فرصة للجلوس في البيت اكبر قدر ممكن وعوضهم عن الخروج الى الشارع. هذ لايعني عدم وجود سلبيات لهذا الموضوع، حيث الاكثار من المشاهدة لها اضرارها. اما الصراع على التلفزيون فهي حقيقة موجود تنتهي غالبا بانتصار الاطفال على بقية الفئات وربما يكون الرجل الخاسر الاكبر في حالة وجود زوجة تملك سلطة من نوع ما.

 الاختلاف في الاذواق قد يفعَل من حدة هذا الصراع واحيانا يسلك بعض الاشخاص اسلوب الهروب من المواجهة دفعا للخروج باقل خسائر ممكنة كما يقول جبار محمود (موظف حكومي): احاول دائما ان اكون المضحَي في هذا المجال من خلال الخضوع لمشاهدات الآخرين او الهروب من هذا الوضع بقراءة الصحف او زيارة احد الاصدقاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/كانون الثاني/2012 - 14/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م