الإسلاميون والديمقراطية!

حسن الأنصاري

الأحزاب الإسلامية ومنذ أن ظهرت كمجموعات على الساحة السياسية لا هم لها غير الدعوة إلى فرض الحجاب وإطلاق اللحى وتقصير الدشداشة ولبس العمامة، وكأن هذه الأمور ركائز أساسية لنقل المجتمع من حالة الركود والتخلف التكنولوجي إلى الانتعاش والتطور والانطلاق نحو الفضاء!

بداية علينا أن نعرف أمرا مهما وهو: هل الأحزاب الإسلامية شريكة في عملية بناء الديمقراطية أم أنها مناهضة لها؟!

الإسلام والديمقراطية قد يلتقيان وقد لا يلتقيان، ولو أن الالتقاء هو المهم بالنسبة لنا فالمفروض عصرنة القوانين الاسلامية لا أن نعود بالديمقراطية للعصور الماضية وحكم دول الخلفاء، وعدم قدرة الاسلاميين على تجديد استنباط أحكام اجتهادية بما يتواكب مع التطور الاجتماعي والحياة المدنية سوف يجعل مستقبل التمسك بالأحكام الاسلامية في خطر، فمن غير المعقول أن تكون الركائز التي لها ارتباط مباشر في عملية بناء الدولة الديمقراطية تعتمد على التنمية بينما الأحزاب الاسلامية حتى الآن لا برنامج لها غير إنشاء شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!

 حيث هذا يعني أن التهديد بالعقاب سوف يظل ماثلا أمام جميع المواطنين، وسوف يعيش الفرد تحت وطأة التهديد دون ارتكابه أي جريمة! وعلينا ألا نستغرب من سيناريوهات انتزاع الحرية الفردية وقد تكون «كابوسية» لا تطاق وخصوصا بالنسبة لجيل الشباب المندمج مع ثقافات شعوب العالم، وبهذا الأسلوب المتطرف طبعا لا يمكن للاسلام أن يلتقي مع الديمقراطية حتى وإن كانا يلتقيان في الكثير من القيم الانسانية والمبادئ، والمادة الثانية من الدستور هي التي تربط العلاقة ما بين أصالة الاسلام والديمقراطية التي تحقق التطور المدني فأين الضرر في ذلك؟!

الاسلام دين الله عز وجل ولا يحتاج لمن يقوم بدور الحراسة عليه بقدر حاجة الناس الى تطبيق مبادئه كعقيدة ايمانية وحقوق إنسانية.

 أما الديمقراطية فهي بحاجة الى من يحميها ويقوم على حراستها لا أن نهجرها فقط لأن هناك من لا يرغب في أن يكون شريكا في عملية البناء ولا يمتلك قدرة الابتكار، معتقدا أن الأنظمة الدولية متعلقة بموديلات الحجاب وطول اللحية والمسواك! أنا مسلم وأفتخر بأنني ولدت لأبوين مسلمين إلا أنني بحاجة لاستراتيجيات تنموية تجعلني منافسا قويا للعالم الغربي!.

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/كانون الثاني/2012 - 10/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م