بقاء دولة إسرائيل!

حسن الأنصاري

اختفت جميع مظاهر العنف والغضب ضد الكيان الصهيوني منذ أن اندلعت ثورات الربيع العربي، ومع استمرار حالة الفوضى والعداء والتمزيق بين الشعوب العربية فلا شك أن دولة إسرائيل سوف تزداد قوة فوق قوتها!.

الاسرائيليون أمضوا معظم تاريخهم في الحروب والقتال وتطورت قوتهم العسكرية لتصبح الأعظم في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كانوا لا يشكلون 10 في المئة من سكان فلسطين. والغطرسة الصهيونية دخلت مرحلة جديدة بعد أن ألغت الحكومات العربية مناهج العداء للسامية لتشمل مساحة العداء والتمزيق الأمة الاسلامية بأكملها، وهذا الهدف لا يتحقق إلا بضم إيران لجعلها طرفا في معادلة عداء الأمة العربية ضدها وبمساعدة تركية!.

تاريخ العنف الاسرائيلي والاضطهاد والمجازر وقتل الأطفال والنساء وهدم البيوت والتشريد ومخيمات اللاجئين والأسر والاعتقال والاغتيالات وبناء الجدار العنصري والحرب على جنوب لبنان وقطاع غزة لم يعد له وجود في ذاكرة الانسان العربي وملفات تلك القضايا مسحت من أرشيف الاعلام العربي.

 ونجح الكيان الصهيوني في القضاء على مشروع قيام الدولة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى لكنه يتأمل في المستقبل القريب أن يجعل حياتنا على حد سكين مع ايران لتستمر دولة إسرائيل باقية مع حلول عام 2050 .

 هذه هي الاستراتيجية القادمة والتي سوف تبدأ بتنفيذها مع مطلع عام 2012. الاسرائيليون سوف يعملون على ثلاث محطات إستراتيجية وهي:

مكافحة المعدل المرتفع في النمو الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

 إشغال الأجهزة الأمنية والجيوش العربية في مجريات الفوضى الخلاقة وتهميش المؤسسة العسكرية.

 ضخ المزيد من وقود الفتن الطائفية والعنصرية بهدف غسل الأدمغة وخلق التوتر في أعماق الانسان العربي بأنه يواجه خطرا إيرانيا وعليه أن يكون مستعدا بعد أن تتهيأ أجواء للمواجهة الكلية بين القطبين الشيعي - السني أو العزل الكلي!.

 الاسرائيليون يتعاملون مع الأحياء من العرب معتقدين أن التقارب نحو سلام دائم لا يتحقق إلا من خلال إذلال الشعب العربي ولضمان استمرار بقاء دولتهم. لكنهم يجهلون معادلة ان دماء الشهداء هي التي تطهر الأرض العربية لتنجب جيلا لم يدنس بمفاسدهم منهم رجال اولو بأس شديد وجند تغمرهم عزيمة أرواح الشهداء حيث الجنود الإسرائيليون مثبطو الهمة ويخشون المواجهة بعد أن شاهد العالم أنهم يلاحقون أطفال فلسطين العزل وهم على متن دبابات تزن عشرات الأطنان!.

 والخسران المبين سوف يلحق بمن يراهن على بقاء هذا الكيان الصهوني اللقيط!.

www.aldaronline.com

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/كانون الأول/2011 - 6/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م