أيها العسكر إذهب الى ثكناتك.. أو المحاكمة

محمود جابر

تمر مصر ومن قرابة عام بمرحلة ثورية كبيرة انطلقت من كل المحافظات والمدن والقرى؛ من الشوارع والحارات، ثورة انتظم فيها الكبير والصغير المرأة والرجل الطفل والشيخ، لانها ثورة تعبر عن كل المصريين.

استطاعت الثورة أن تحصد أولى مراحلها بإسقاط مبارك وحاشيته، وظل الثوار يدفعون من دمائهم الذكية حتى ينال هذا المجرم هو وحاشيته وأسرته جزاء ما ارتكب من جرائم في حق الوطن والمواطن، ونجحت ايضا هذه المرحلة بشكل جزئي.

هذا النجاح الجزئي كان حصيلة نضالات معسكر الثورة الحقيقي بعد أن تمكن – العسكري- من بذر أول بذرة لفرز المعسكر الوطني في فتنة الاستفتاء/ أو غزوة الصناديق الاولى.

وكان النتائج الأول لهذه الفتنة أو الغزوة أن رفع فصيل الغزو عبارة " إسلامية" وهى كلمة اصبحت مرادف لـ "للوهابية" أو الإسلام الثوري الذى يمثل اتجاه البترودولار الخليجي الغربي، في مواجهة الإسلام الثوري الذى يتمسك بمدنية الدولة وحقوق المواطنة ودولة القانون، وهذا هو الصراع الذى عبرت عنه وثيقة الدكتور على السلمى.

حاول العسكري دفع الاستحقاقات الثورية من: محاكمة للمجرمين والفاسدين – تكريم الشهداء ومصابي الثورة – الإفراج عن المعتقلين السياسيين وعدم تحويل المدنيين الى محاكم عسكرية - وتحديد شكل النظام عن طريق دستور معبر عن كل قطاعات الشعب- توفير الحد الادنى للحياة لكل المحرومين والمهمشين.

الا أن كل هذا لم يحدث واستمر – العسكري – في افتعال الأزمة بعد الأزمة، مع استمرار الانتخابات ودعم فريق بعينه من أجل شق صفوف الثورة المصرية وليس حبا في هذا الفصيل، مع غياب متعمد للدور المصري الإقليمي الذى استمر – العسكري – باللعب بنفس أدوات مبارك وحاشيته... بما أصبح واضحا للعيان أن هناك فريقين الأول هم شعب مصر الثائر والذى يريد أن يستكمل ثورته.. والثاني: العسكري والاخوان والسلفيين وكثير من اليمين السياسي والذى يريد أن يعود الناس الى بيوتهم واعمالهم وكفي.. أي يريدونه انقلابا عسكريا...

في الختام يجب أن يعلم الجميع أن الشعب قال كلمة وهو عازم على تنفيذها.. دولة مدنية... وعلى العسكري أن يعود الى ثكناته وإلا فالمحاكمة.

[email protected]

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/كانون الأول/2011 - 26/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م