|
بعض الدول العربية تشهد هذه الأيام زحفا ديمقراطيا غير مسبوق ويعتقد
أن هناك دولا أخرى وضعت على قائمة المجتمعات الديمقراطية، وحسب تقييم
المؤسسات الدولية المعنية التي تدعم هذا الاتجاه نرى أن عملية التغيير
نحو النظام الديمقراطي في بعض الدول العربية تحتاج إلى صبر ووقت! ولكن
أفضلها تلك التي تنشأ من داخل المجتمعات نفسها ودون أي تدخل خارجي!
العملية السياسية الموروثة في الكويت خلقت النهج الديمقراطي منذ
تأسيسها ثم جاء الدستور وإنتقلت الدولة إلى مرحلة جديدة وبما يرضي
الحاكم والشعب في كيفية البناء الديمقراطي، بينما اليوم الكثير من
الدول العربية يعيش التخلف المنهجي في أنظمته وحتى الآن لم تستطع شعوب
تلك الدول تحقيق عملية التغيير رغم مرور ما يقارب عاما على الربيع
العربي..
والأحداث التي نشهدها اليوم في الكويت قد تكون مساهمة لتحسين نوعية
الديمقراطية لو أن المعارضة الكويتية حقيقية منهجية بعيدة عن الشخصانية
والأجندات الخاصة وتحترم الاختلاف ضمن الاطار الدستوري ومن خلال الحوار
لحل الخلافات بمقابل استمرار العمل التشريعي حتى نهاية الفصل حينها فإن
مثل هذه التجربة سوف تصدر لبقية الدول العربية في المستقبل.
المعارضة الحقيقية ترتكز على القيم الوسطية في المساءلة وبخطوط
قانونية وسياسية ومالية واضحة لضمان الأداء الفعّال والأمانة واحترام
سيادة القانون والفصل بين السلطات حتى تكون المساءلة دقيقة مفصلية.
المعارضة الحقيقية تعتمد مبدأ الشفافية على نفسها حتى تستطيع إخضاع
أعمال الحكومة للمراقبة ويصبح البرلمان منتدى للمناقشة والحوار الوطني
وتحترم وسائل الاعلام المستقلة ودون الحاجة لتجريح الآخرين.
المعارضة الحقيقية تمارس الضغط من خلال اجراءات وقنوات منظمة
وواضحة حتى تكون استجابة الحكومة للرأي العام في تنفيذ صياغة القوانين
وتحسين خدماتها وتسعى للاصلاح التشريعي لتكون الحكومة قريبة من المصالح
العامة.
المعارضة الحقيقية تعتمد مبدأ التضامن وتمتلك القدرة على التسامح
حيال الخلافات الداخلية وتعمل على دعم الحكومات الديمقراطية وتدعم كفاح
الشعوب من أجل الحرية وتطبق النظام الديمقراطي وتعمل على توفير طرق
الحرية بعيدا عن الازدواجية والمزاج القبلي أو الطائفي!
وبهمة رجال المعارضة الحقيقية تبنى الأوطان بالديمقراطية حين ترتفع
مقدار الثقة في قدرة المجلس والحكومة معا على حل القضايا الأساسية التي
تواجه المواطنين!
[email protected] |
