السائق الاجنبي والمرأة السعودية

حسين ابو سعود

بالرغم من الموقف الواضح للسلطة الدينية والسياسية في المملكة السعودية تجاه قيادة المرأة للسيارة الا ان المطالبات بالسماح للمرأة في السعودية بقيادة السيارة لم تتوقف باعتبارها حرية شخصية ولان محاسنها اكثر من مفاسد السماح للسائق الاجنبي بالاختلاء بها لفترات طويلة.

على اي حال فان السائق الاجنبي عندما يبدأ عمله مع عائلة يبدأه كانسان يبحث عن الرزق وهو حق شرعي طبيعي ولكنه مع الايام يواجه مشكلة الجوع الجنسي لان الدولة لا تسمح لشرائح معينة منهم السائقين باستقدام نسائهم الى المملكة وبالمقابل تسمح لفئات اخرى باستقدام الزوجات مع ان الشهوة عند جميع الفئات متساوية، فيبقى هؤلاء من فئة المتزوجين بالمراسلة.

 وقد اخبرني سائق في الامارات بانه لم ير زوجته خلال عشرين سنة الماضية سوى عشر مرات لانه كان يسافر اليها كل سنتين، ويقضي وطره في الغربة بالعادة السرية او الزنا فكيف من يجد امرأة جميلة قربه تقول له هيت لك وماذا يفعل السائق الاجنبي امام عطر المرأة الصارخ ورائحة الانوثة الطاغية والميانة التي تحدث اثناء الخلوات المستمرة لفترات طويلة في السيارة، وما ذا يستطيع ان يفعل امام هيام المرأة وهي ترى نفسها امام شاب قد يكون وسيما في اغلب الاحيان تطفح منه رائحة الشهوة والرغبة لا سيما ونحن نعيش عصر الفساد والانحلال الذي بدأ بدخول التلفونات الى المنازل ثم الموبايلات التي تحولت الى كارثة حقيقية مرورا بالوباء الاكبر اعني الانترنيت.

 وقد درجت العوائل على السفر الى الدول العربية والاجنبية في موسم الصيف حاملة معها براكين الشهوة المخزونة والرغبة المكبوتة التي تغذيها الانترنيت والاغاني والمسلسلات وغيرها وكلنا نرى ما يحدث في الصيف في سوريا ومصر ولندن وغيرها من امور يندى لها الجبين.

انا ارى ان تعطى المرأة في السعودية حق القيادة فورا وبلا تحفظ والتخلي عن ما يسمى بالأعراف الاجتماعية، فوا عجبا من اعراف تمنعها من ان تختلي بنفسها في السيارة وتجبرها على الاختلاء بأجنبي ملئ بالشهوات في سيارة وهي متعطرة متزينة في احلى حللها لاسيما وهي خارجة الى ضيافة او سوق او وظيفة، ويستحيل عقلا ان لا تكون هناك قصص مع كل سائق وامرأة كما كانت هناك قصص في الماضي مع الخياطين ومحلات بيع العطور وادوات التجميل والملابس النسائية.

 والحق يجب ان يقال بانه ليس من الضروري ان يكون التحرش من جانب السائق الاجنبي بل قد تكون المبادرة والاغراء من المرأة نفسها، وهل تعطرها الا اغراء فالشهوة بلاء، ويبدو انه لولا الستر لتكشف للناس امور عجيبة وغريبة، ومن الغباء اشتراط سن معين للسائق فان الشهوة لا تخبو بعد الاربعين عند الرجال ولا عند النساء، والمرأة تميل الى الاجنبي في قضاء الوطر اكثر من ابن البلد لانه كتوم وسكوت يخاف الفضيحة مع ان المسألة نسبية، وقد حدث ان قام السائق بابتزاز المرأة بشتى الطرق وان هناك قصصا لو انكشفت لتهدمت بيوت وانهارت أسر وقديما قيل: لوتكاشفتم ما تدافنتم، انه الستار المضروب من قبل ستار العيوب.

 على ان هذه ليست دعوة لاولياء الامور بمراقبة بناتهم وزوجاتهم مع السائقين او الطباخين وانصحهم بان لا يفعلوا ذلك فيسئلوا عن اشياء ان تبد لهم تسؤهم ولكني انصح الدولة بان تقف وقفة شجاعة امام الموروث وتتحرر من سطوة الاعراف المحلية والتقاليد وتسمح للمرأة بقيادة السيارة وعلى العلماء ورجال الدين تفهم هذا الامر والفصل بين الاف السائقين والاف النساء الذين يختلون يوميا في خلوات غير شرعية، تحت حماية القانون وان كان ولا بد فليتم الاستعانة بسائقات اجنبيات (ههههههه) لانها اهون الشرين مع العلم ان السماح للمرأة بقيادة السيارة لا يقضي تماما على الحاجة الى السائقين الاجانب، فهناك من النساء من لا تعرف القيادة وكم من امرأة هي تريد رجلا غريبا في البيت على شكل سائق او طباخ او حارس.

وفي الختام اقول اذا كان الامر سيظل على ما هو عليه فانه يمكن اتخاذ بعض التدابير منها اشتراط ان يكون عمر السائق الاجنبي 50 سنة فما فوق او يتم استبداله كل ستة اشهر حتى لا تحدث حالة من الالفة والتعود وانس كثير بين المراة وسائقها. ولحد الان لم يفهم احد مغزى عدم السماح للمرأة بالاختلاء بنفسها واجبارها على الاختلاء بالسائقين الاجانب: انه التناقض.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/تشرين الثاني/2011 - 23/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م