اقروا بما صدر عن الخليفة الثاني

 بعد ما عجزوا عن التبرير

سامي جواد كاظم

المعتاد في النقاش الخلافي بين الامامية والوهابية هو تأويل او انكار ما يدعيه الامامية بحق بعض الصحابة لاسيما الخليفة الاول والثاني والثالث والامر ذاته يمارسه الامامية بما تدعيه الوهابية بحقهم والمزية التي يمتاز بها الامامي المحاور هي ان ادلته موثقة في مصادرهم على عكس ما يستدلون به هم.

اسلوب جديد استخدمه مشايخ الوهابية لتبرير افعال الخليفة الثاني الاكثر جدلا بين المسلمين الا وهو الاقرار بما صدر منه معتبرين ان هذه التصرفات هي عين العقل بل هي النهج الذي يجب ان يتبع الحكام المسلمين في ادارة امور بلادهم، وكما اسلفت نحن نعتمد مصادر ادلتنا من توثيقاتهم، وما قرأت من غريب ما كتبوا استوقفني للكتابة عنه ولو بشكل يسير لان هذه الادعاءات غريبة الاطوار للبعض ولكني اجدها طبيعية جدا ودليل قاطع على ان تأويلاتهم لتصرفات الخلفاء الثلاثة غير منطقية ومرفوضة فاتخذوا قرار الاقرار والدفاع.

في جريدة دار الحياة السعودية الصادرة يوم الاربعاء 4 اب 2010 نشرت مقالة تحت عنوان عمر والاجتهاد في النص للكاتب عبد الرحمن الخطيب تضمن عبارات التأييد والمدح لكل ما اقدم عليه الخليفة الثاني حتى تهجمه على النبي يوم وفاته واستبداله نصوص القران باجتهادات شخصية اعتبره من عبقريات الخليفة الثاني بل المنهج الصحيح الذي يجب ان يسير عليه اليوم الحاكم الاسلامي.

فقد ذكر الكاتب "كان، رضي الله عنه، يعتد برأيه ويصر عليه، على رغم مخالفته لنص صريح في الكتاب، مثل: موضوع سهم المؤلفة قلوبهم، والزواج من الكتابية، ومسألة التيمم للصلاة عند غياب الماء، وموقفه من صلاة الاستسقاء، ومسألة الطلاق بالثلاث" هذه المخالفات يعتبر الكاتب الاسس الصحيحة لبناء دولة اسلامية !!!

وعاد ليناقض نفسه في موقف شاذ ومدان حتى من قبل جهلة الوهابية فقد ذكر " فلم يكن يعترف بسلطة نصية سوى سلطة الكتاب، وقد ظهر ذلك جلياً في موقفه في منع الرسول، صلى الله عليه وسلم، من أن يكتب في مرضه الذي توفي فيه، كتاباً للمسلمين غير القرآن الكريم" اي ان الرسول في موته والعياذ بالله خالف الكتاب.

ان الابعاد التي يريد ان يصل اليها الكاتب والخليفة الثاني هي فضل الكتاب عن العترة لاحتواء حديث الثقلين وهو في نفس الوقت يكون قد لطم على فم القائل ان رسول الله خلف الكتاب والسنة باعتبارهما الثقلين حيث ان امر الخليفة الثاني بحرق السنة وعدم التحدث بها، وجعل سنة عمر بديلة لسنة الرسول وهي التي يعمل بها اليوم من قبل مشايخ الوهابية بل الانتقائية فيما يتفق ومنهجهم العدواني ضد الاسلام والمسلمين.

وعاد الكاتب فذكر " لم يكتفِ عمر، رضي الله عنه، بمنع تدوين الحديث الشريف، بل نهى الصحابة عن الانتصاب لروايته في الحلقات. وقد جاءت أصداء هذا النهي في بعض شكاوى المقبلين إلى المدينة المنورة في عهده " واضاف " كان عمر، رضي الله عنه، يرفض الحديث عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لرفضه تحول الحديث الشريف إلى سلطة " فان كان كذلك فلم اعتمد حديث الخليفة الاول الذي انفرد هو بقوله عن رسول الله (ص) نحن معاشر الانبياء لا نورث وسلبتم حق فاطمة استنادا الى هذا الحديث الموضوع ؟ ولم لم تتمسكوا بالآيات القرآنية التي ذكرتها فاطمة كما ادعيت يا خليفة المسلمين كما ذكر الكاتب قول عمر "، قال: «إن الله أبقى فيكم كتابه الذي هدى به الله رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإن اعتصمتم به هداكم لما كان هداه الله»". وقبله قول الخليفة الاول حسبنا كتاب الله، الم تستشهد فاطمة عليها السلام بكتاب الله لإثبات حقها وليس ارثها؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/تشرين الأول/2011 - 2/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م