سباقات دولية... للتذكير والتفكير ونبذ العنف

شبكة النبأ: من السباقات القديمة والأكثر شعبية بين مختلف الرياضات، خصوصاً بعد أن تنوعت "سباقات قطع المسافات" بتنوع الوسائل الحديثة والمستخدمة في السباقات الحالية، فبعد أن كان الجري أو الحيوانات أو الزوارق، هو الأكثر انتشاراً في السابق، أصبح هناك، اليوم، تنوع ملحوظ في الوسائل المستخدمة في السباقات والتي ساعدت بدورها على كسب المزيد من الإقبال والمشاركة ولمختلف الأعمار والأهواء والرغبات، كما لا يخفى إن تنوع الأسباب والأهداف الموجبة لإقامة البطولات والمسابقات والتي جمعت بين الرياضية والإنسانية والسياسية..الخ، قد ساهم كثيراً في تقريب المسافات ووجهات النضر وإذابة الخلافات والفوارق، وجمع الكل تحت مظلة الرياضة والسلام.

إشاعة السلام

فقد شارك اكثر من الف متسابق من مختلف الفئات العمرية الجمعة في اول ماراثون من نوعه يقام في مدينة اربيل شمال البلاد يهدف منظموه الى لفت انظار العالم من اجل اشاعة السلام وتكريسه في العراق، وحمل الماراثون الذي نظم من قبل عدد من منظمات المجتمع المدني وشارك فيه عدد كبير من الرياضيين والمتسابقين القادمين من دول اوربية "لنركض من اجل السلام واللاعنف"، وقال ابراهيم اسماعيل عضو اللجنة التحضيرية للماراثون "نهدف من خلال هذه التظاهرة الرياضية الى لفت انظار العالم وايصال رسالة تؤكد ان الشعب العراقي يسعى للعيش دون عنف"، واضاف "ان بناء السلام ياتي من خلال الرياضة لذا نظمنا هذه المبادرة الدولية في العديد من الدول من أنحاء العالم يشارك فيها الكبار والشباب والنساء فضلا عن مشاركة عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة وعدائين محترفين ومحبين للسلام"، وقطع المشاركون في السباق الذي انطلق من امام مقر برلمان اقليم كردستان في مدينة اربيل بمشاركة وزير الثقافة والرياضة في كردستان محمود كاوة، مسافات محددة حسب فئاتهم العمرية 2 و10 و42 كلم، وفاز في السباق الاخير الايطالي سيرجيو ماريو (31 سنة)، وينتمي عدد من المشاركين الى جنسيات ايطالية والمانية واسبانية وبريطانية والسويدي والكندي والاميركية واليابانية والكينية والنيجيرية، وعقب انتهاء السباق اعرب الفائز الاول في سباق مسافة 42 كيلومتر سيرجيو ماريو عن سروره بهذه المشاركة، وذكر ماريو" لقد كان لدي شعور طيب من خلال هذه المشاركة واتمنى ان اكون قد ساهمت في ايصال رسالة الى العالم بان العراق بلد يحب السلام ويجب ان يعيش الشعب العراقي بسلام وان نساعده بنبذ العنف". بحسب فرانس برس.

أرياف توسكانة

في سياق متصل شارك نحو اربعة الاف شخص على دراجات هوائية من بينهم نحو الف اجنبي في الدورة الخامسة عشرة من سباق "إرويكا" للدراجات الهوائية القديمة الذي ينظم في محيط سيينا على طرقات صغيرة غير معبدة تمر عبر ارياف توسكانة، وحدها الدراجات الهوائية المصنوعة قبل العام 1987 يمكنها المشاركة في هذا السباق الخارج عن المألوف الذي يخصص موقعا مميزا للتقاليد و"للجهد الجسدي"، وشروط المشاركة الصارمة لم تمنع الف مشارك من 28 دولة من منافسة الايطاليين في عقر دارهم، من فرنسيين والمان وبلجيكيين وهولنديين فضلا عن كنديين ويابانيين واستراليين، ومن بين المشاركين ايضا 261 امرأة، وانطلقت مجموعات من الدراجات التي تتراوح سنوات صنعها بين الثلاثينات والثمانينات على الطرقات الترابية الضيقة التي تشتهر بها توسكانة وتعرف باسم "سترادي بيانكه" (الطرقات البيضاء)، والى جانب الدراجة يريد المشاركون ابراز التقاليد من خلال لباسهم فهم لا يرتدون القمصان التي تلتصق بالجسم بل كنزات مصنوعة من القطن الى جانب قبعات وحقائب عائدة الى تلك الحقبة وقد عثروا عليها في علية اجدادهم او على موقع "اي باي"، وخلال هذا السباق يمكن للمشاركين الاختيار بين اربع مسارات تراوح مسافتها بين 38 كيلومترا و205 كيلومترات نصفها على هذه "الطرقات البيضاء"، ووقع منظمو "إرويكا" اتفاقا مع سلطات منطقة توسكانة للحفاظ على هذه الطرقات القديمة وعدم تعبيدها. بحسب فرانس برس.

سيارات الطاقة الشمسية

من جهتها شاركت ثلاثون فرقة من سبعة بلدان الأحد في أول سباق للسيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية جرى في أميركا اللاتينية وتحديدا في صحراء أتاكاما التشيلية (شمال) وانتهى بفوز فرق تشيلية، وضم السباق الذي استمر ثلاثة أيام على حلبة طولها 1060 كيلومترا بين مدن ايكيكيه وأنتوفاغاستا وكالاما فئتين هما السيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية والدراجات الكهربائية بثلاث عجلات التي تعمل بالطاقة الشمسية والبشرية مع، وحققت السيارة الرابحة "اينتيكالبا" (ما معناه طاقة الشمس) متوسط سرعة بلغ 75 كيلومترا في الساعة، وهي من تصميم مهندسين متخصصين في التعدين وطلاب من مدينة لا سيرينا (شمال) استلموا جائزة قيمتها حوالى 30 ألف دولار، أما المركبة التي فازت في الفئة الثانية مسجلة سرعة ستين كيلومترا في الساعة فهي دراجة بثلاث عجلات تم تزويدها بجناحين من الألمنيوم لزيادة الحركة الهوائية، على ما شرح سائقها الذي فاز بتسعة آلاف دولار، ووقع الخيار على صحراء أتاكاما التي تعتبر الصحراء الأكثر قحلا في العالم وحيث تحظى بأشعة شمس قصوى، لتنظيم السباق "الشمسي" الأول في أميركا الجنوبية أسوة بسباقات مماثلة تنظم منذ التسعينيات في أوروبا والولايات المتحدة وأوقيانيا. بحسب فرانس برس.

عربات الريكشو

على صعيد مختلف يشارك 66 شخصا من 12 دولة في مغامرة سفر من العاصمة الاندونيسية جاكرتا الى بانكوك عاصمة تايلاند بعربات صغيرة بثلاث عجلات تعرف باسم (ريكشو) ولها تاريخ طويل في اسي، وينظم السباق أمانة رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) وشركة عالمية لهواة المغامرات تتخذ من بريطانيا مقرا لها بهدف جمع اموال لاعمال الخير واظهار ان دول المنطقة ذات التوجهات المتنوعة بينها ما يربطه، وتحركت عربات الريكشو التي تعرف أيضا في بعض الدول باسم (توك توك) وبها محرك صغير بقدرة نصف حصان من جاكرتا وتوجهت أولا الى جزيرة سومطرة، وبعد ان يتم نقلها عبر مضيق ملقا وصولا الى بينانج في ماليزيا ستنطلق الى ساتون في تايلاند ثم الى مقصدها النهائي بانكوك في رحلة طولها نحو 3000 كيلومتر، ومن المقرر ان ينتهي السباق يوم 30 اكتوبر تشرين الاول الجاري.وتحاول اسيان تعزيز روابط النقل بين دول المجموعة الى جانب تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية قبل مشروع السوق التجارية الموحدة التي ستضم نحو 500 مليون شخص. بحسب رويترز.

ولادة بعد سباق

الى ذلك أكملت امبر ميلر ماراثون شيكاجو ثم أمضت الامسية في المستشفى حيث وضعت طفلتها الثانية، وقالت متحدثة باسم مستشفى سنترال دوباج ان ميلر ( 27 عاما) كانت في الاسبوع 39 من فترة الحمل عندما شاركت في الماراثون البالغ طوله 42.195 كيلومتر وسرعان ما دخلت في عملية الولادة بعد انهاء السباق، وأكملت ميلر سباقات ماراثون في فترة الحمل السابقة لكنها أكدت للصحفيين في المستشفى انها لم تكن تتوقع انهاء سباق هذا العام، ونقل موقع ايه.بي.سي نيوز على الانترنت عن ميلر قولها "كنت انوي الركض لنحو نصف المسافة وربما الذهاب بعد ذلك وعبور خط النهاية"، وبعد السباق جلست ميلر وزوجها جو لتناول العشاء قبل ان تشعر بتقلصات وتذهب للمستشفى، وقالت المتحدثة ان ميلر انجبت طفلتها الثانية جون في الساعة 29 ر10 مساء وان الابنة والام في حالة جيدة، واضافت المتحدثة ان الاطباء كانوا على علم بخطط ميلر التدريبية خلال فترة الحمل ولم يكن لديهم اعتراضات على مشاركتها في الماراثون. بحسب رويترز.

معمر يحطم رقماً قياسياً

من جهة اخرى أنهى الهندي فاجوا سينغ، سباق ماراثون "سكوتيابانك تورونتو ووترفرونت"، بعد ثماني ساعات من ركض مسافة السباق البالغة 26.2 ميلاً، ليصبح أكبر رجل سناً ينهي سباق الماراثون، ويبلغ سينغ، الذي يلقب بـ"الإعصار المعمم" من العمر 100 عام، حيث ولد في العام 1911، ولم يبدأ سينغ بالمشاركة في سباقات الماراثون إلا بعد أن بلغ من العمر 89 عاماً، وذلك بعد أن غادر إلى إنجلترا في أعقاب وفاة زوجته وابنه، وبإنهائه سباق الماراثون الأخير، يكون سينغ قد أكمل المشاركة في 8 سباقات للماراثون، وقال مدربه ومترجمه هارماندر سينغ، "إنه يقول إن أحداً لم يجبره على القيام بذلك، فتلك هي رغبته للقيام بذلك، وأراد القيام بسباق عندما يصبح في المائة من عمره، وهو ما فعله اليوم"، وفي السباق، تخلف سينغ عن الفائز في السباق للمرة الرابعة على التوالي، الكيني كينيث مونغارا، بنحو ست ساعات، ويبلغ مينغارا من العمر 38 عاماً، أي بفارق يزيد على 62 عاماً. بحسب سي ان ان.

ويحمل سينغ حالياً الرقم القياسي في جماعة تزيد عمرها على التسعين عاماً ممن أكملوا سباق الماراثون، فهو أكمل السباق نفسه في العام 2003 عندما كان في الثانية والتسعين من عمره، غير أن لقب الأكبر سناً ما زال قيد نقاش وجدل، إذ يفيد اتحاد إحصائيات سباقات الطرق، بأن سينغ هو الأكبر سناً الذي يكمل سباق الماراثون عندما كان في الثالثة والتسعين من عمره، غير أن مؤسسة غينيس للأرقام القياسية تشير إلى شخص آخر هو ديمتريون يوردانيديس، الذي أكمل السباق عندما كان في الثامنة والتسعين من عمره خلال مشاركته في ماراثون أثينا عام 1976، ويشار إلى سينغ يمشي 10 أميال كل يوم، وهو أحد الأمور التي ساهمت في عمره الطويل، إلى جانب أنه لا يتناول الكحول ولا يدخن، كما أنه نباتي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/تشرين الأول/2011 - 29/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م