|
قنواتنا العربية الاخبارية تنتقل يوميا من مصر إلى ليبيا والبحرين
وسورية واليمن لتنقل لنا أخبار القتل والدمار والمزيد من الفقر والتشرد
بدقة متناهية وبالتفصيل بل وبعضها يتعمد ألا تنقل إلينا إلا صور الدماء
والجرحى وآلام الأمهات والأطفال كل ذلك لأننا نعيش ربيعا كما يدعون ..
بالمقابل نجد أن القنوات الاخبارية الأميركية والغربية تحاول جاهدة
في مثل هذه الأيام ألا تنقل كل ما يدور حول ثورة الجياع واحتلال «ول
ستريت» واستخدام العنف ضد المتظاهرين، إلا أن الايرانيين وجدوها فرصة
سانحة لإظهار الوجه الآخر المظلم للغرب من خلال قناة «Press TV»
الاخبارية التي هي أيضا ضمن حزمة قنوات سكاي وفوكس نيوز ودخلت الصراع
وتحدي عولمة الإعلام حتى استنفر إعلامهم وبعض أعضاء الكونغرس ومعتبرين
ذلك تدخلا في شؤونهم!
ولذا تحركت إدارة أوباما بسرعة لتوجيه اتهام الى إيران بعملية
اغتيال السفير السعودي حتى تستطيع فرض عقوبة جديدة واعتقد أنها سوف
تسعى بفرض رقابة إعلامية مشددة على القناة الايرانية وقبل أن تبدأ حركة
المعتصمين بالتوجه نحو العاصمة «واشنطن دي سي» والمتوقع أن تشهد
أحداثها المزيد من العنف والتعسف مع انتشار حالات الفوضى في بعض المدن
الأميركية وذلك بعد انضمام جنود من المارينز بهدف حماية المتظاهرين!
الايرانيون استطاعوا فرض سيطرة على الاعلام الغربي بعد توجيه اتهام
بالتجسس لبعض مراسلي قنواتها الاخبارية وبذلك نجحوا في السيطرة على
حالات الفوضى والشغب التي وقعت في طهران عام 2009.
طبعا الأميركيون أيضا لا يفضلون نشر فضائحهم كما نحن نستمتع بنشرها
والحديث فيها لساعات تمتد حتى الفجر وبعد أن أصبحت حكوماتنا وشؤوننا
الداخلية مكشوفة بزوايا منفرجة للاعلام الغربي بإفراط شديد بحجة الحرية
وإبداء الرأي وبذلك رفعت عناء الاستخبارات والتجسس وأصبحت تكلفتها لا
تتعدى قيمة طوابع الفيزا التي تصدر للمراسلين وقد تتحمل حكوماتنا
تكاليف سفرهم ومن الكرم العربي لا يأكلون إلا «القوازي» ومع شرب القهوة
نفضح أنفسنا ونكشف لهم حتى عن مقاييس ملابسنا الداخلية!
فلماذا نلوم تقارير «ويكيليكس» والتي لم تنشر حتى واحد بالمئة من
فضائحنا! واليوم يتضح من الواقع على الأرض أن دولا وشعوبا عربية في
طريقها الى الانهيار بفعل دمار داخلي لو أنها لم تصبح ندا عنيدا
ومنافسا قويا لعولمة الاعلام!.
[email protected]
|
