العوامية مدينة نحرها الوهابية

سامي جواد كاظم

لانهم اناس ابرياء يطالبون برخاء معيشي وفكري اصبحوا اجندة لدول خارجية ومثل هكذا اتهام سوقي اصبح بضاعة مستهلكة حتى وسائل الاعلام الصومالية لا تستخدم هكذا خطاب اعلامي تبريري لهمجية سلطة حاكمة.

 وطبقا للمعاهدة الامنية التي وقعتها دول مجلس التعاون الخليجي فهل نستبعد ان تتدخل قوات درع البحرين لرد الجميل لدرع الجزيرة في قمعه لصوت الاحرار في البحرين؟

 المشكلة اكبر من ذلك وفي نفس الوقت اذا اردت ان تعلم بحقيقة ما يجري في العوامية هذه المدينة المنحورة فما عليك الا متابعة وسائل الاعلام السعودية حصرا في تغطية الاحداث وستعلم حقيقة ما يجري فيها.

 احد الامراض النفسية التي يعاني منها المريض نفسيا هو عندما يخشى شيئا ما يجعل سبب كل مكروه يصيبه هو الذي يخشاه حتى خارج نطاق العقل والتصديق كما فعل حجي راضي في مسلسله عبوسي عندما سجل مراقب الصف اسم عبوسي كطالب مشاغب سبب الفوضى في الصف وعندما اراد المدرس ان يحاسبه اتضح انه غائب، هذا بعينه ما تدعيه وسائل الاعلام السعودية بالرغم من ان هنالك كاتب مقال ـ علي سعد موسى ـ دغدغ الحقيقة على استحياء في مقال له نشر من على جريدة الوطن الصادرة اليوم الخميس بعنوان "العوامية كي تعرف اكثر" وذكر ان اهم اسباب الثورة في العوامية هو الحيف التنموي الذي لحق بالمدينة لا لسبب ما بل لانهم موالون لاهل البيت عليهم السلام.

اساليب الاعلام الرخيصة التي كثيرا ما استخدمها البعث الفاشي في العراق بداية السبعينيات هي بعينها تتكرر اليوم من على وسائل الاعلام السعودية بعد ما كانت نسخة طبق الاصل من اعلام طاغية العراق ايام الحرب العراقية الايرانية في اعتدائها على اليمن ها هي تبرر التململ الشعبي لطغيان ال سعود بانه مدفوع من دولة خارجية، انا لا استبعد ان ما اقدمت عليه سلطات ال سعود في العوامية هو لتمرير او لإعداد طبخة في البيت السعودي لاسيما وان الخلافات محتدمة الى هذه الساعة بين العائلة المالكة حول ولاية العهد فساعة الصفر ستنطلق حالما يحل عزرائيل ضيفا عليهم.

اسلوب اشعال الفتن والاضطرابات في اي دولة هي من اهم الاساليب الناجحة لدى الطواغيت لاسيما ان تمكنوا من ان يجعلوا شعبهم يعيش في قوقعة التخلف، ان الخطاب الذي وجهه الشيخ النمر هو قمة في العقل وانه استفزازي لجهلة ال سعود لانه شهر الكلمة كسلاح بدلا من البندقية وهذا ما لا يفقهون به، ماذا تعني الكلمة؟ وحتى هذه الكلمة سيتهموها انها جاءت من دولة خارجية.

بقي نداؤنا الاخير لمنظمات المجتمع المدني العالمية وخصوصا التابعة للامم المتحدة المتباكية بكاء التماسيح على حقوق الانسان في الدول ذات الاتجاهات الفكرية التي لا تتفق وظلاماتهم الفكرية اين انتم مما يجري في السعودية؟ اين انتم من حقوق سجناء منسيون في طوامير الوهابية؟ لماذا تطالبون بحقوق بعض المجاهيل هذا اذا لم يكونوا وهمين او لم يرتكبوا جرائم في سوريا وتغضون النظر عن ما يقدم عليه رجال الحسبة في السعودية؟ انا اعلم ان مشاعركم لا تهزها الكلمة ولكنني اكتبها لمن قد ينخدع باقوالكم وادعاءاتكم المزيفة حول حقوق الانسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8/تشرين الأول/2011 - 10/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م