الهواتف الذكية... ضيوف مرحب بها دائما

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: ذلك هو حال سوق التكنولوجيا العالمي، يرقص على واقع الصعود والأفول والعرض والطلب، الذي تحدده رغبة المستهلك، في بحثه عن كل ما هو جديد في عالم الإبداع والدهشة، وقد برزت في الآونة الأخيرة أجهزة هواتف جديدة ذات بعد تفاعلي وأداء خارق من حيث النظام والمواصفات والتقنية أطلق عليها اسم "الهواتف الذكية"، لتحل ضيفاً مرحب بقدومه بعد أن سيطر على الأسواق من خلال شركات عملاقة أمثال "ابل" و"سامسونج" و"نوكيا" و"سوني اركسون"، وبيع عشرات الملايين من هذه الأجهزة عبر القارات لتستقر في أيدي المتعطشين لتقنيات القرن الحالي.

وقد أدت الاكتشافات الجديدة في عالم الهواتف والتي تمت من خلال إعلان شركة "غوغل" لنظام جديد "الاندرويد" خاص بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحاسبات أيض، وكذلك عندما دخلت "ابل" إلى سوق الهواتف الذكية وما أبدعته من نقلة نوعية في أجهزتها "الايفون"، إلى انهيار إمبراطورية "نوكيا" العملاقة، وسيطرتها على الأسواق لسنين طويلة، بعد أن أكل الدهر وشرب على نظامها المعتمد "السمبيون"، وعدم رغبتها في التجديد والحداثة، في حين إن المنافسة على أشدها بين العمالقة للسيطرة على الأسواق العالمية من خلال الهواتف الذكية وما تحويه من أنظمة تشغيل وكذلك الأجهزة اللوحية أو دمج الاثنين معاً.

الأكثر شعبية

اذ أصبح متصفح "اوبرا ميني" الخاص بالهواتف الذكية الذي يعمل على تقليص عدد الميغا او كتت التي يتم تحميلها عبر صفحة انترنت، الأكثر رواجا بين الزبائن الذين غالبا ما يتجاوزون رصيد بياناتهم المحدد مسبق، وكانت حصة "اوبرا ميني" من سوق الهواتف الخلوية في حزيران/يونيو، 23 في المئة بحسب مؤسسة "ستاتكاونتر" للتحليل التي صنفت المتصفح النروجي متقدما جدا مقارنة مع متصفح نوكيا (17،6%) واندرويد (17،25%)، ويستخدم أكثر من 120 مليون شخص "اوبرا ميني" على هواتفهم الذكية او اجهزتهم اللوحية، على ما أكدت مؤسسة "اوبرا سوفتوير"، وقال ماهي دو سيلفا احد مدراء اوبرا "نحن نقلص كمية المعطيات المحملة، نظن ان زبائننا وفروا الأموال بفضلنا"، وتقلص تكنولوجيا أوبرا كمية المعطيات التي يتم تحميلها لتصفح إحدى صفحات الانترنت على الهاتف الذكي لغاية 90% بحسب المؤسسة، وهي تضغط المعلومات المرسلة من الجهاز لتوفير تناقل البيانات (باندويث)، بحسب دو سيلف، وبات توفير تناقل البيانات حاجة ملحة أكثر فأكثر بالنسبة للزبائن في الوقت الذي يتزايد فيه استخدام الهواتف الذكية، ما يؤدي إلى تشبع شبكات الاتصالات، ويتخلى المشغلون تدريجيا عن نموذج رصيد الانترنت غير المحدود الذي يكلفهم الكثير، وبالإمكان "تصفح الانترنت في اماكن حيث تكون الشبكات مشبعة"، وأعلن مشغل "فيرجن موبايل" عن بدء وضع حد أقصى لمعدلات سرعة تحميل المعطيات للزبائن الذي يدفعون لقاء رصيد غير محدود للانترنت والبريد الالكتروني، وقد يلجأ المشغل الأميركي سبرينت وهو المؤسسة الرئيسية التي تتبع لها فيرجن موبايل، إلى المثل، أما المشغلات الثلاث الكبرى الأخرى في الولايات المتحدة "آيه تي اند تي" و"تي موبايل" و"فيريزون"، فقد وضعت بالفعل حدا لأرصدة الانترنت الخليوية غير المحدودة، وألزمت الزبائن على الدفع وفقا للميغا اوكتت التي يستهلكونه، وقال دو سيلفا ان "الزبائن يهجرون نموذج الرصيد غير المحدود، إذ أنه يتم استهلاك تناقل بياناتهم او اشباعها". بحسب فرانس برس.

الدفع عبر الهاتف

الى ذلك وعندما أعلن عن إطلاق نموذج تجريبي ل"غوغل ووليت"، يكون عملاق الانترنت أول من يشق طريق عمليات الدفع عبر الهاتف، لكن طريقه تلك لن تكون سهلة، فعند المنعطفات يتربص له منافسون لن يسهلوا عليه مهمته، وقد بدأ العملاق "اي باي" بالفعل هجومه، ورغم ان "آبل" و"أمازون" و"اي باي" وحتى "فيبسوك" كانت تعتزم كل واحدة منها اطلاق حلها الخاص للدفع عبر الهاتف الخلوي، بالاعتماد على تقنية "ان اف سي" اللاسلكية، إلا أن مجموعة "غوغل" كانت اول من يخوض التجربة في هذا المجال، مطلقة تطبيق "غوغل ووليت" (محفظة غوغل)، وفي هذه المرحلة، لا يزال الإعلان مجرد إعلان رمزي، فلن يتوفر التطبيق قبل هذا الصيف وفقط في مدينتي نيويورك وسان فرانسيسكو، ولمستخدمي الهواتف العاملة برقاقة "ان اف سي"، مثل نكسوس اس الذي صممته غوغل، والذي يستخدم مشغل "سبرينت" (الثالث في البلاد)، على ان يشتري هؤلاء حاجياتهم من متاجر شريكة لغوغل في هذا المشروع، وهذه المتاجر ليست بكثيرة حتى الآن، من بينها متاجر "مايسي" الكبرى، وسلسلة مطاعم "سابواي" ومحلات بيع الألبسة "اميركان ايغل اوتفيترز"، ولكن بالنسبة لجاستين بوست، المحلل المالي لدى "بنك اوف اميركا ميريل لينش"، فإن الاعلان "يصنف غوغل كرائد عمليات الدفع عبر الهاتف"، اضاف لدى "غوغل ووليت طموحات ستواجه عقبات كبيرة، لكن (نظام استعمال الهواتف) "اندرويد" ونظام البحث الجغرافي يعتبران عنصرين ضروريين قد يساعدانه"، الشرك الأول يتلخص بالهجوم الفوري الذي تعرضت له غوغل من موزع "اي باي" وفرع الدفع عبر الهاتف التابع له "باي بال" الذي يرتكز في جزء من توسعه على عمليات الدفع عبر الهاتف الخلوي، وقد يعاني من مبادرة غوغل، ويشكو "باي بال" من أن غوغل استقطبت أحد مؤسسيه اسامة بيدييه الذي كان يقود مفاوضات طويلة مع غوغل حول عمليات الدفع عبر الهاتف "ان اف سي"، منذ كانون الثاني/يناير، ليرأس عمليات الدفع عبر الهاتف لدى عملاق الانترنت، ومذاك، يقاضي "باي بال" غوغل وبيدييه وموظفة سابقة لدى "باي بال" هي ستيفاني تيلينيوس التي انتقلت إلى "غوغل" والتي من المتوقع أن تكون قد أدارت عملية انتقال بيدييه، أما التهمة فسرقة سر صناعي من قبل بيديه. بحسب فرانس برس.

ويرى المحلل جين مانستر من مؤسسة بايبر جافراي ان هذه الدعوى القضائية "دليل على ان (باي بال) قلق من منافسة المجموعات القوية"، أما استاذ الحقوق في جامعة بوسطن مايكل مورير فيرجح نظريتين، إما ان يكون "بيديه شخصا سيئا سرق بالفعل اسرارا مهنية او ان يكون "باي بال" يائسا وعلم بأن غوغل تعتزم دخول سوقه بكل قوتها لمنافسته، وعليه فهو مستعد للقيام بأي شي لإعاقة غوغل"، وهذا أمر ممكن لأن هذه الملاحقات قد "تربك غوغل، لأنه سيتعين على العديد من الموظفين والمهندسين ان يدلوا بشهاداتهم"، على المدى البعيد، قد تجد مجموعة غوغل امامها عمالقة أخرى من عالم الانترنت يعترضون طريقها، اولها "آبل"، وتسري شائعة أن "أي فون" الملائم لنظام "سكوار" الذي يسمح بالقيام بعمليات الدفع عبر بطاقة ائتمانية عبر الهاتف، سيتمكن قريبا من العمل بنظام "ان اف سي"، وتعزز طموحاته في ذلك خدمتا البيع الالكتروني "أي تيونز" و"آب ستور"، ويلوح عملاق التوزيع الالكتروني "امازون" في الأفق، وكذلك موقع "فيسبوك"، الذي يعتبر اليوم منافسا جزئيا، بما ان مجموعة مارك زاكربرغ تقدم لمستخدميها "صفقات جيدة" مركزة جغرافيا للتحميل عبر الهاتف الخلوي، ويعتبر هذا أحد أوجه تطبيق "غوغل واليت"، الذي يفترض ان يعود بالنفع المادي على غوغل.

دعوى قضائية

في سياق متصل رفعت شركة "بي بال" لخدمات الدفع عبر الإنترنت، دعوى قضائية ضد شركة "غوغل"، تتهمها فيها بسرقة موظفيها وأسرارها التجارية، والتي ربما قادت الأخيرة إلى إطلاق خدمة للتعاملات المالية إلكترونياً، عبر الهاتف النقال، وتضمنت وثائق الدعوى، التي جاءت في 28 صفحة مقدمة إلى إحدى المحاكم في مدينة "سان جوسيه" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، اتهامات لشركة "غوغل"، إضافة إلى اثنين من الموظفين السابقين في "بي بال" يعملان الآن لدى غوغل، بسرقة الأسرار التجارية الدقيقة لبي بال، الخاصة بتكنولوجيا الدفع عبر الهاتف، وجاءت هذه الدعوى القضائية في نفس اليوم الذي كشفت فيه غوغل عن إطلاق جهاز هاتف محمول ذكي، أطلقت عليه اسم "محفظة غوغل" Google Wallet، يتضمن مميزات متقدمة لخدمة الدفع الإلكتروني، مما يغني صاحبه عن حمل بطاقات الائتمان أو الدفع البلاستيكية التقليدية، وأشارت الدعوى إلى أن الشخصين اللذين قاما بعرض "المحفظة الإلكترونية" الجديدة، وهما أسامة بدير، وستيفاني تيلينيوس، كانا يعملان في السابق لدى شركة بي بال قبل أن ينتقلا للعمل لدى غوغل، مطلع العام الجاري، وكانت الشركتان قد دخلتا في مفاوضات استمرت نحو عامين، بهدف سماح بي بال بتزويد غوغل بنظام للدفع الإلكتروني عبر نظام "أندرويد" الخاص بتشغيل الهواتف النقالة، إلا أن شركة بي بال ذكرت أن غوغل وضعت العراقيل لإنهاء الصفقة مع بي بال، لتقوم بدلاً من ذلك بـ"بناء نظام منافس من خلال الاعتماد على موظفين ومديرين سابقين لدى بي بال"، بحسب ما جاء في وثائق الدعوى، ويُذكر أن نظام التشغيل "أندرويد"، الذي تصنعه شركة غوغل، كبرى الشركات العالمية في مجال محركات البحث والبرمجيات، أصبح النظام الأكثر انتشاراً في الهواتف الذكية، سواء في الولايات المتحدة أو الخارج من بقية دول العالم. بحسب السي ان ان.

من نوكيا

بدوره أزاح ستيفن ايلوب الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا الستار مؤخراً عن هاتف ذكي جديد يعمل بنظام تشغيل تعتزم الشركة الغاءه في خطوة قال محللون انها قد تبعد الجهاز عن بؤرة الضوء، وبعدما كانت نوكيا يوما قائد سوق الهواتف المحمولة بلا منازع فقدت الشركة مكانتها سريعا في سوق الهواتف الذكية لصالح أجهزة اي.فون من ابل وتلك التي تعمل بنظام اندرويد وفي سوق الهواتف الرخيصة لمنافسين اسيويين مثل زد.تي.اي الصينية ومايكروماكس الهندية، وأكد ايلوب مجددا خلال مؤتمر للاتصالات في سنغافورة أن نوكيا ستطلق أول هاتف ذكي يعمل بنظام ويندوز من انتاج مايكروسوفت في وقت لاحق هذا العام وذلك في نفس الوقت الذي أزاح فيه الستار عن هاتف ان9 الذكي الذي تخلو شاشته من أية أزرار ويعمل بنظام ميجو، ويمكن تصفح جميع وظائف الهاتف "وهو أول واخر هاتف نوكيا يستخدم نظام ميجو" بلمسة واحدة وتتوفر منه الالوان السماوي والاسود والارجواني، وقال ايلوب ان هاتف ان9 جزء من مساعي نوكيا لتقديم "تجربة مثيرة فيما يتعلق بواجهة المستخدم والتصميم الصناعي ونظام التشغيل"، وأضاف المسؤول الذي انتقل الى نوكيا من مايكروسوفت العام الماضي "استراتيجيتنا الرئيسية للهواتف الذكية هي التركيز على نظام ويندوز فون"، وقال "لدي ثقة كبيرة في أننا سنطلق أول أجهزتنا التي تعمل بنظام ويندوز في وقت لاحق هذا العام وسنشحن كميات كبيرة من المنتج في 2012"، وظهر نظام ميجو الوافد الجديد الى سوق تهيمن عليها جوجل وابل في فبراير شباط 2010 حينما اعلنت نوكيا اندماج نظامها لينوكس مايمو مع موبلين من انتاج انتل والذي يعتمد ايضا على نظام لينوكس مفتوح المصدر، وانسحبت نوكيا من المشروع قبل أربعة أشهر، وقال بن وود رئيس البحوث في شركة سي.سي.اس انسايت لاستشارات الهاتف المحمول في لندن "ان9 جاء في وقت قريب من الموعد المتوقع لاطلاق جهاز نوكيا الذي يعمل بنظام ويندوز فون مما لا يتيح له فرصة حل أي من مشاكل الشركة في سوق الهواتف الذكية". بحسب رويترز.

900 مليون مستخدم

من جهتها ذكرت الحكومة الصينية ان البلد الاكثر تعدادا للسكان في العالم كان يعد أكثر من 900 مليون مستخدم للهواتف الخلوية في نهاية نيسان، ما يعني ان اكثر من ثلثي الصينيين يستخدمون هذه التكنولوجي، وأوضحت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات ان عدد مستخدمي الهواتف الخلوية في الصين ارتفع بأكثر من 41 مليونا في الربع الأول من العام 2011، ما يرفع الى 900،39 مليون عدد مستخدمي هذه الهواتف، وشهد استخدام الهواتف الخلوية طفرة في الصين في السنوات الأخيرة، مع تراجع اسعار اكسسوارات الهاتف والتكاليف المفروضة على المستخدم، بينما يعزز طرح تقنيات جديدة في الأسواق، المبيعات، وبحسب الأرقام الرسمية، كان عدد المسجلين لدى خدمة الهواتف الخلوية في شباط/فبراير 2009 نحو 565 مليون، وذكرت الوزارة انه في الربع الأول من 2011، بلغ النمو السنوي لرقم الاعمال المقدر بـ308،36 مليار يوان (47،44 مليار دولار)، نحو 9،4 في المئة، وفي نهاية نيسان/ابريل، وصل عدد مستخدمي الجيل الثالث من الهواتف الخلوية في الصين الى 67،57 مليونا، اي بزيادة 21 مليونا عما كان عليه في نهاية 2010، وكانت الوزارة اعلنت ان عدد مستخدمي الانترنت في الصين، التي تعتبر حاليا اكبر سوق للانترنت في العالم، وصل الى 477 مليونا في نهاية آذار، مقارنة مع 457 مليونا في نهاية 2010، ما يعني ان أكثر من ثلث سكان الصين، البالغ عددهم 1،3 مليار نسمة، موصولون على الانترنت. بحسب فرانس برس.

منافسة بين الكبار

فيما توقعت شركة «إنترناشيونال داتا كوروبوريشن»، المتخصصة في مجال الأبحاث، أن تتفوق مبيعات الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل «ويندوز فون 7» الخاص بشركة «مايكروسوفت» على مبيعات أجهزة «آي فون» الذي تنتجه شركة «آبل» بحلول 2015، غير أن كلا النظامين سيأتي في موقع متأخر كثيراً عن نظام تشغيل «أندرويد»، الخاص بشركة «جوجل»، والذي يتوقع أن تصل حصته في السوق إلى نحو 44% بحلول منتصف العقد الجاري، ولكن بفضل تبني شركة «نوكيا»، كبرى شركات الهواتف المحمولة في العالم، لنظام «ويندوز فون 7»، فمن المتوقع أن يتفوق نظام «مايكروسوفت» على «آي فون»، لتصل حصته في السوق إلى 20،3% مقابل 16،9% لأجهزة شركة «آبل»، وتشير الدراسة إلى أن ذلك يعد بمثابة قفزة كبيرة لنظام تشغيل «ويندوز فون 7»، إذ إن حصته الحالية في السوق تبلغ 3،8% فقط، كما أظهرت الدراسة أن نظام التشغيل التابع لشركة «مايكروسوفت» سيسجل نمواً سنوياً متراكماً نسبته 82،3%، مقابل 17،9% لأجهزة «آي فون» و23،7% لنظام «أندرويد»، وقال تقرير شركة «آي. دي. سي» إن «نظام «ويندوز فون 7» سيستفيد من دعم شركة نوكيا ونطاق عملها وسعة حصتها في الأسواق، التي صارت «نوكيا» تتمتع فيها بوجود قوي للغاية، ورغم ذلك، لفت التقرير إلى أنه «حتى تبدأ «نوكيا» في إنتاج الهواتف الذكية التي تعمل بنظام «ويندوز فون» بكميات كبيرة في عام 2012، فإن "نظام تشغيل ويندوز فون 7 سيستحوذ على حصة صغيرة فقط من السوق"، ويذكر أن نظام تشغيل «أندرويد» يحظى حالياً بحصة قدرها 39،8% في السوق العالمية للهواتف الذكية، مقابل 18،2% لـ«آبل»، ومع ذلك، تقول الدراسة إن سوق الهواتف الذكية سيشهد قفزة كبيرة بحلول عام 2015، مشيرة إلى أن المبيعات ستزيد عن ثلاثة أمثال مستوياتها في عام 2010، ليرتفع حجمها من 305 ملايين جهاز إلى 982 مليون جهاز في 2015، ومن المتوقع أن يصل حجم مبيعات الهواتف الذكية إلى 472 مليون جهاز خلال 2011. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ارتفاع عدد المشتركين

من جهة اخرى اعلنت وزارة الاتصالات المصرية الخميس ارتفاع عدد المشتركين في خدمات الهاتف المحمول بنسبة 29،1% علي أساس سنوي لتصل إلى 72،94 مليونا في نهاية شباط/فبراير 2011، واكد تقرير اصدرته الوزارة ان نسبة انتشار الهاتف المحمول في مصر "بلغت 93،1% بالمقارنة مع 72 % قبل عام، بمعدل تغير شهري نسبته 1،76%، ومعدل سنوي نسبته 19،69%، وقبل عام كان عدد المشتركين في الشركات الثلاث للهاتف المحمول في مصر وهي موبينيل وفودافون مصر واتصالات مصر 56،49 مليون شخص من اجمالي عدد السكان البالغ 83 مليونا، وفقا للتقرير، ويقول خبراء في شؤون الاتصالات أن نحو 20% الى 25% من المشتركين لديهم خطان، ومن ناحية أخرى، افاد التقرير أن "مشتركي شبكة الإنترنت في مصر ارتفع إلى 23،98 مليون مستخدم في نهاية شباط/فبراير 2011 مقابل 17،1 مليون مستخدم في الشهر نفسه من العام الماضي، ووفق التقرير، بلغ عدد مشتركى خدمة الهاتف الثابت التي تحتكرها الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للحكومة 9،65 مليون مشترك في نهاية شباط/فبراير 2011، مقابل 10،41 مليون مشترك في نهاية الشهر نفسه في 2010، وقالت نادين غبريال الخبيرة في شؤون الاتصالات فى بنك استثمار المجموعة المالية هيرمس، ان الشركة بدأت بتقديم عروض تتضمن إلغاء رسوم الاشتراك لتشجيع الاشتراك في خدمة الهاتف الثابت، وخدمة الهاتف الثابت هي الخدمة الوحيدة التي ظلت تعمل دون انقطاع، بعدما قام نظام مبارك، بقطع خدمات التليفون المحمول والانترنت عن المواطنين لمدة خمسة ايام في الفترة من 28 كانون الثاني حتى 2 شباط وذلك لمنعهم من التواصل. بحسب فرانس برس.

وأعلنت وزارة الاتصالات ان مجمل عدد المشتركين في الهاتف الخلوي في لبنان تجاوز عتبة الـ3 ملايين مشترك، واشارت الوزارة في بيان الى ان ارتفاع عدد المشتركين بالهاتف الخلوي جاء " بفعل الاجراءات التي اتخذتها، لجهة توسعة الشبكات وخفض التعرفات، اضافة الى تقديم عروض جديدة، ومنها ما تم اطلاقها مؤخراً وتتضمن تخفيضات اضافية تتراوح بين 25 و50% على الكلفة الفعلية التي يتكبدها المواطنون"، وقالت الوزارة ان "نسبة الاختراق في الهاتف الخليوي بلغت 75% من مجمل المقيمين في لبنان، بإرتفاع بلغ 30% (نحو 700 الف مشترك جديد) منذ نهاية العام 2009".

شاشة منحنية

على صعيد اخر قالت تقارير متابعة للشائعات التي تدور في الحقل التقني أن شركة "آبل" تخطط لتقديم هاتف "iPhone" من الجيل الخامس في حلة جديدة، وذلك من خلال إدخال عنصر الزجاج المنحني في الشاشة العاملة باللمس، وذلك في خطوة تتوقع الشركة أن يكون لها أثر إيجابي بين المستهلكين، ونقل موقع "ديجي تايمز" عن "مصادر في قطاع الاتصالات" لم يكشف هويتها بأن "آبل" اشترت بالفعل مابين 200 و 300 آلة لقطع الزجاج بصورة منحية، وذلك بعدما ترددت كبرى شركات تصنيع الزجاج في الإقدام على الخطوة نظراً للتكلفة الباهظة للعملية، وبحسب المصادر، فإن آلات القطع باتت في مصنع التجميع الخاص بـ"آبل،" وأن الشركة العملاقة تخطط لإدخالها في الخدمة وفق جدول زمني يتحدد مع دخول الطلب على إنتاج "5 iPhone" مستويات جيدة، وحول أسباب القرار، ذكرت المصادر أن الشركة ترغب في أن يكون منتجها الجديد من الهاتف الذكي وفق أفضل المعايير، خاصة وأن جهاز "نيكسوس S" الذي طرحته منافستها "غوغل" في ديسمبر/كانون الأول الماضي يحتوي على شاشة منحنية، أما الميزة الثانية فهي إضافة المزيد من المرونة المريحة للأذن أثناء التحدث على الهاتف، إذ تساعد الانحناءة الموجودة في الزجاج على تحسين وضعية التحدث، وذلك رغم أن الشركة تنصح دائماً باستخدام سماعات الأذن. بحسب السي ان ان.

الهواتف الذكية

من جانبها دخلت الهواتف الذكية اسواق الهواتف النقالة من اوسع ابوابها لتستحوذ على 80 في المئة من نسبة المبيعات مقارنة بالهواتف التقليدية التي انخفضت مبيعاتها الى 10 في المئة بعد أن كانت تشكل 75 في المئة قبل نحو عامين، واكد عدد من اصحاب محال بيع اجهزة الهواتف النقالة في لقاءات متفرقة ان الزيادة الكبيرة في مبيعات الهواتف الذكية المتصلة بالشبكة العالمية (انترنت)، وقالوا ان الاقبال الشديد من قبل قطاع الشباب على ما بات يعرف ب(الهواتف الذكية) ادى الى تحول كبير في قطاع الاتصالات بالسوق الكويتي منذ عام 2009 حتى الان، وذكر مدير المبيعات في احدى شركات الهواتف النقالة محمد الشمري انه بسبب الاقبال المتزايد على الهواتف الذكية لاسيما من مصانع كـ(ابل) و(سامسونج) و(بلاك بيري) قررت الشركة وقف التعامل مع اجهزة تقليدية اخرى وحولت اهتمامها فقط الى خدمة الزبائن مستخدمي الهواتف الذكية فقط، واضاف الشمري ان مبيعات تلك الهواتف زادت في الفترة الاخيرة مما ادى الى اضطرارها الى تقليل الطلب على الاجهزة التقليدية الاخرى بسبب قلة الاقبال عليه، واعاد السبب في ذلك الى ان البرامج التي تتمتع الهواتف الذكية اصبحت في متناول الجميع بعد فتح كبرى المصانع لاسواق الكترونية موجهة خصوصا الى السوق الكويتي مما اعطى شهرة واسعة لتلك البرامج بين المستخدمين، واشار الى ان القوة الشرائية للهواتف الذكية بالسابق كانت تقتصر على قطاع الشباب والمراهقين "اما الان فنجد انتشار تلك الاجهزة حتى بين الشريحة العمرية التي تتجاوز الاربعين" ما ادى الى ازدياد كبير في الطلب لا تغطيه محال الاجهزة النقالة في بعض الاحيان.

بدوره اكد مسؤول المبيعات في شركة للاتصالات ضياء سليمان ان نسبة مبيعات الهواتف الذكية لدى شركته تبلغ 80 في المائة في خطوة تعد تحولا سريعا على ما اعتادت عليه الشركة من قبل، واوضح سليمان ان الاجهزة التقليدية المعروضة لدى محال الشركة لا يقبل عليها الا ذوو الاستخدام البسيط للهاتف النقال كالعمالة الاسيوية التي تكتفي باستخدام الاتصال الصوتي التقليدي، وعن السبب في زيادة مبيعات الهواتف الذكية قال سليمان ان البرامج التي توفر للمستخدم الكثير من التكاليف لاسيما برامج الاتصال المرئي والصوتي المجاني وارسال واستقبال الصور ومقاطع الفيديو لها الاثر الاكبر في تلك الزيادة، واوضح ان البرامج التي تتصمنها الهواتف الذكية كانت تعتبر "معقدة الاستخدام" في بداية التعامل معها اما الان فأصبحت سهلة جدا ولا تحتاج الى اي خبرة سابقة في هذا المجال ما ادى الى دخول شرائح "غير متوقعة" في سوق الهواتف الذكية، واشار الى دخول غير متوقع من شريحة كبار السن الذين باتوا يتواصلون حتى مع احفادهم عبر البرامج المثبتة على اجهزتهم "ونجد اقبالا كبيرا من هذه الشريحة على شراء كل ما هو جديد من برمجيات تطرح اسبوعيا في السوق"، وعن هبوط نسبة مبيعات الاجهزة التقليدية ذات الاداء المحدود قال مسؤول المبيعات في احدى الشركات احمد كمال انه قبل عام 2009 كان مبيع الشركة من تلك الهواتف تمثل نسبة 75 في المئة "اما حاليا فلا تشكل اكثر من 10 في المئة" بسبب التغير الكبير الحاصل في اتجاهات سوق الاتصالات، واوضح ان الاتجاه الحالي للسوق يشير الى احتلال الهواتف الذكية المركز الاول في مبيعات معظم شركات الاتصالات ووصلت المنافسة في هذا المجال الى تقديم كبرى شركات الاتصال عروضا تنافسية لم يشهدها السوق من قبل لاسيما الخصومات الكبيرة على تلك الاجهزة في سبيل جذب اكبر عدد ممكن من المستخدمين. بحسب وكالة الانباء الكويتية.

ولفت كمال الى ان هذا العامل يعد من الاسباب الرئيسية في زيادة مبيعات الهواتف الذكية بعد ان يكتشف الزبون انه يستطيع الحصول على هاتف ذكي بصورة مجانية اذا اشترك في الخدمات التي توفرها شركات الاتصال الثلاث العاملة في البلاد "وهذا ما شجع الكثيرين على التخلي عن اجهزتهم التقليدية"، وذكر ان الهواتف الذكية اصبحت اكثر من مجرد هاتف بل تعدت ذلك الى التأثير على مبيعات اجهزة الكمبيوتر المحمول بعد ان اصبحت هناك مزايا لهذه الهواتف لا تختلف كثيرا عما يستطيع الكمبيوتر تقديمه للمستخدم، وعن حركة الاسعار لتلك الهواتف قال ان اسعارها لا تتأثر بشكل كبير حتى بعد الاستخدام عندما تتم مقارنتها بالاجهزة التقليدية "وهذا عامل اخر من عوامل زيادة الاقبال عليها"، وبين انه عندما يتم شراء هاتف ذكي بقيمة 200 دينار كويتي تقريبا فان سعره في سوق (المستعمل) لن يقل عن 145 الى 160 دينارا بحسب حالة الجهاز ومدة الاستعمال وهذا يعتبر مبلغا جيدا مقارنة مع الاجهزة التقليدية التي تخسر اكثر من 70 في المئة من قيمتها بعد شرائها بمدة قليلة، وتتوقع اخر التقارير المتخصصة التي نشرت مؤخرا ان يقوم 82 في المئة من غير مالكي الهواتف الذكية في منطقة الشرق الاوسط باقتناء تلك الهواتف خلال عام في حين يتوقع ان يقوم 49 في المائة من مستخدمي الهواتف الذكية بتحديث اجهزتهم في الاشهر الستة القادمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/آب/2011 - 22/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م