الحاشية

كاظم العبودي

في عمودي هذا اتجنب الخوض في الامور اللغوية واعتمد على الألفاظ المتداولة بين الناس وذلك لان اللغة الدارجة والمتداولة هي اسهل نفاذا ووقعاً على القارئ في القضايا الساخرة وان لاقت بعض الانتقادات والاعتراضات من قبل اللغويين والادباء.

لذلك سوف استمر على نفس النهج مع كلمة "الحاشية " معتمداً على طريقتي الخاصة بعيداً عن اللغويات و"اللغوات ".

" الحاشية " تدل على خدم السلطان او الملك او الوالي سابقاً وخدم وحرس ومقربي المسؤول في الوقت الحاضر، لكنها لم تبقى على حالها من ناحية الدلالة حيث امتدت من لا شخاص لتشمل الجماد وخصوصاً الاواني فتلاحظ جميع العراقيين يقولون (حاشية الجدر وحاشية السطل) وغيرها وهي بذلك لم تفقد معناها الذي يدل على القرب والاحاطة لكنها اصبحت اكثر شمولية فشملت الانسان والجماد" الاواني" وهو ناتج من عدة اسباب اولها السلطان نفسة فهو على مر الحقب الزمنية وحتى في الوقت الحاضر لم يجعل للناس هماً سوى الاكل وشبع البطون لذلك ترى "الجدر و السطل " لا تفارق مخيلتهم بالإضافة لاعتبارها "الاواني " وعاء للنعمة ولها هالة من القداسة لذلك اطلقوا على اطرافها حاشية كما هو السلطان نعمة من نعم الله عليهم وربما لان احاطة الحاشية بالسلطان بشكل حلقة دائرية هو اشبه بأطراف "السطل " فيما يكون السبب الثالث هو التشابه في الغلظة كغلظة حاشية "الجدر" وغلظة حاشية السلطان.

 والسبب الرابع هو دخول المواد والماء للأواني مروراً بحواشيها كما يكون دخول المواطن للمسؤول عن طريق حاشيته، فيما يكون الخامس عدم قدرة "السطل والجدر" الخروج والاستغلال عن حواشيهم رغم كبره، وعدم قدرة السلطان الخروج على مشورة ورأي حاشيته على الرغم من سفه عقولهم ولذكر السفه اذكر هذا الموقف لاحد الولاة في العصر العباسي عندما قال : لاحد حاشيته الذي اسمه عنبر:

- يا عنبر متى صلينا اخر جمعة في بغداد؟

- نعم حضرة الوالي صلينا الجمعة الخميس الماضي!

ولعل السبب السادس والاخير هو ارجح اسبابي اذا اعتبرنا ان كلمة الحاشية تدل على حشو الشيء وهي اعلى درجات الملء فنقول حشونا "الجدر " حشواً " وملانا "السطل "ملءً (ترسته لاذانه) بينما يقول بطانة السلطان حشونا المسؤول حشواً اي عبأناه بما نريد (فرينه راسة) وهذه هي الحاشية حسب علمي والله اعلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/تموز/2011 - 23/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م