تحيات طيبة لفضيلة الشيخ أحمد الطيب

حسن الأنصاري

رجل الدين العالم، هو من يوصف بالفضيلة والتقوى والأخلاق الحسنة والحكمة والورع والزهد والموعظة الحسنة ثم بالعلم! المعادلة بسيطة سهلة، فلو سقطت تلك الفضائل من طرفها يصبح هذا العلم غير متزن ولا نفع منه للأمة لأن رجل الدين عالم يخدم الأمة ولا يخدم الدين!

الأزهر الشريف والنجف الأشرف وقم وكربلاء المقدستان منابع تخرج منها علماء أفاضل كانت رسالاتهم خدمة الأمة الاسلامية وتضييق فرص الأعداء للنيل من الاسلام، وأمثال هؤلاء العلماء يترجمون المعنى الحقيقي للرحمة حيث اختلفنا منذ قرون مضت وأصبحنا مذاهب رغما عنا!

 في العام الماضي كشف فضيلة الشيخ المجاهد أحمد الطيب زيف فتاوى وعاظ السلاطين في قضية القرآن وكان سدا مانعا لما تبثه أوكار الخفافيش الفضائية من سموم لنشر الفتنة بين المسلمين، واليوم نراه يجدد مسؤوليته تجاه الأمة الاسلامية بالمطالبة بمنع عرض الأعمال الدينية من خلال مسلسلات تسيء لأهل البيت عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم.

المسلمون أمام منحى خطير ويجب كشف من يدفع لاستمرار مسلسل الاساءة للاسلام واثارة الفتنة بين الشيعة والسنة حيث هؤلاء الخبثاء جاؤوا بمكر وخديعة التقارب بمسمى «أهل البيت والصحابة» حيث يتم عرض مشاهد تاريخية مزيفة بقصد الاساءة للشيعة!

المشاهد والمقاطع الاسلامية التاريخية لو وضعت في مختبرات البحث العلمي لكشفنا عن صور مخيفة وأيضا يمكن تمييز الأشباح مثل عبدالله بن سبأ وغيره. لكن لا يمكن إنكار الزمرة المتمردة والطغاة والمنافقين الذين كانوا يتقربون للدين لتحقيق مصلحة خاصة وبهدف إرجاع الناس لحظيرة الحكم والسيطرة على رقابهم.

ومفهوم الصحابي لم يظهر إلا في القرن الثالث للهجرة، إلا أن استخلاص الصحابي الحقيقي كان موضوع نقاش وجدل، ولأن لقب «خليفة» كان يطلق على من يحكم بلاد المسلمين وقد يكون سيئا مستبدا ظالما، اتسع نطاق الخلاف بين المسلمين في مفهوم الصحابي، وبالطبع كانت كفة الخليفة هي التي ترجح الأمر بمفهوم عام مطلق وكما نجد ذلك في كتاب «الاصابة في تميز الصحابة» لابن حجر العسقلاني القرن الثامن للهجرة، في زمن «همايون» الحاكم المغولي في شمال الهند (المولود في كابل) حث العلماء على إحياء سيرة وفضائل الصحابة والسلف ومنهم ابن حجر الهيتمي إذ شجعه وحثه على تأليف كتاب في فضائل ومناقب معاوية بن أبي سفيان!

 الجدل التاريخي قد لا يمكن القضاء عليه ولكن يمكن الحد من الخوض فيه بالحوار والاحترام المتبادل بالآراء وبما يخدم ويعزز المبادىء الأصيلة ويدافع عن الدين الاسلامي خدمة للأمة لا خدمة لأشخاص والدفاع عنهم تلبية لارضاء نفوسنا أو لاشعال الفتنة! لذا يجب إعداد العدة لمنع عرض كل ما يسيء لوحدة المسلمين وحتى لا نتحول في شهر رمضان الفضيل من عباد صائمين قائمين إلى مهزلة وأضحوكة للعدو المتربص بنا، إليك تحياتي الخالصة الطيبة يا فضيلة الشيخ المجاهد أحمد الطيب.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 24/تموز/2011 - 22/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م