العربانة سيدة الموقف

سامي جواد كاظم

في المناسبات السعيدة او الحزينة تتجلى لنا صور غير مألوفة سواء كانت سلبية او ايجابية وفي بعض الاحيان تكون هنالك صورة واحدة تطغي على كل ما يتمخض عن تلك المناسبات، وكربلاء اشتهرت بالزيارات المليونية على مدار السنة والصورة التي تستحق ان نمنحها لقب سيدة الموقف هي "العربانة " فبعد الاستعدادات الكثيفة لقوى الامن والشرطة والجيش لصد هجوم محتمل على كربلاء حيث درجة الانذار بأقصاها ووضع المتاريس والحواجز الكونكريتية وسد الافرع والازقة بالسواتر الترابية والتأهب لصد هجوم متوقع في الزيارة وكأنهم يعلمون هوية العدو او ان العدو ينتظرهم عند استعدادهم ليشن هجومه هذا اذا لم يكن قبل شهر قد اكمل العمليات اللوجستية لأعماله القذرة، هذه الاستعدادات مزقت شوارع كربلاء اربا اربا وهنا كيف يمكن للزائر الكريم التنقل واستخدام الشوارع؟

نعود الى العربانة ودورها المميز في هكذا مناسبات فالعربانة ذات الثلاث عجلات افضل من ثلاث مسؤولين من المتهاونين في عملهم وخذلوا من انتخبهم من الشعب العراقي هذه العربانة تقدم عدة خدمات،على سبيل المثال لا الحصر، منها خدمة نقل الزائرين بين القطوعات حيث يقوم اصحاب العربات المختصين بهذه الخدمة تهيئة عربتهم بوضع البطانيات المستهلكة على العربة بدلا من ( الكشنات ) والزائر الراكب لا يجد حاجة الى تبريد لان العربة كشفة، الخدمة الاخرى بعض العربات اصبحت سوبر ماركت حيث يجد الزائر كل ما يحتاجه من بضاعة غذائية او منزلية فانها معدة سلفا لهكذا خدمة.

 البعض الاخر من العربات اختصت بلعب الاطفال حتى لا يزعلون الجهال على العربانة، وعربات الحمالة هذه معروفة ولا جديد في خدمتها، وعربات البقالة لبيع الخضروات هي الاخرى لها حصة من ذلك، وعربات لبيع الملابس والعطور ولكلا الجنسين ولمختلف الاعمار، والجديد ان بعض العربات هي ملك خاص لدافعها والبعض الاخر استأجرها دافعها من اصحاب الساحات والخانات.

للعربانة مواقف مشهودة تشهد لهم سيارات الاسعاف لما حدثت التفجيرات الارهابية في الاعوام الماضية حيث قامت بنقل الشهداء والجرحى وبهمة يشكرون عليها، هذه العربانة هي العدو اللدود للعسكر اذا ما انتهت الزيارة المليونية.

ليجد خدمات العربانة مستعدة لهم اتم الاستعداد لسد حاجياتهم، بعد ثمان سنوات منذ سقوط الصنم ولحد الان لم يستطع المسؤولون في كربلاء بناء مراب متخصص واحد لايواء السيارات.

عملية غلق الشوارع بالكتل الخراسانية والسواتر الترابية لو قمنا بمقارنة بين الجهود التي بذلت لذلك والجهود المطلوبة لدفن الحفر وترميم الارصفة سنجد ان نصف الجهود المبذولة لوضع الكتل الخراسانية والسواتر الترابية كافية لردم الحفريات وترميم الارصفة، فانهم يعرفون مخارج الشوارع والازقة شارع شارع زقاق زقاق ولكنهم لا يعرفون اين هي الحفريات والارصفة المهدمة!!!!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/تموز/2011 - 16/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م