|
أميرُ العاشقينَ الأتقياءِ
ونبعُ الصابرينَ الأوفياءِ
دليلُ الكاظمين الغيظَ حِلماً
ومولى الصابرينَ على البلاءِ
وحادي الصاعدين الى الوصايا
وقد دُفِنت بوهمِ الأدعياءِ
ومنتعلُ السجونِ دليلَ عشقٍ
الى الرحمنِ في قلقِ المساءِ
وفجرُ التائهينَ بألفِ شِعبٍ
بألفِ قرينةٍ في الإدعّاءِ
وحبلُ اللهِ في زمنٍ تلاشتْ
حِبالُ الضوءِ فيهِ الى السمــاءِ
ومن قاعِ السجونِ بزغتَ شمساً
طوتْ فيها دهاقــــــنةَ الرياءِ
عُبوركَ في الليالي نبعُ نورٍ
يمرّ بما يجودُ على الظِماءِ
أناديتَ الضمائرَ وهي صمٌّ
وهلْ يصحو أصمٌّ بالنداءِ؟
وهلْ يثبُ الشُعاعُ الى قلوبٍ
تسيرُ من العَماء الى العَماءِ
أتاكَ الساحرونَ بالفِ سِحرٍ
تعلّمَهُ فراعنةُ الدهاءِ
وألقَوا فانتهيتَ الى إلهٍ
فماً يتلو على جسدٍ مُضاءِ
تسبِّحهُ على المٍ كبيرٍ
فأعطاكَ العصا كفَّ الدُعاءِ
ومن عجبٍ رفعتَ يديكَ حُزناً
على تلكَ الضمائر بالرجاءِ
لماذا لا يرونَ الشمسَ شمساً
تليقُ بمعجزاتِ الأنبياءِ؟
وهل قدَرُ الكبارِ بأنْ يكونوا
وقودَ الفجر في ليلِ العناءِ؟
وأيُ المعجزاتِ عليكَ نُكرٌ
وأنتَ سليلُ خيرِ الأتقياءِ
أما كلّمتَ من كلمتَ طفلاً
بمهدِكَ وهو مهدُ الأنبياءِ
وأينَ الناصبونَ شِراكَ غدْرٍ
لأقمارِ الرسالةِ في الخفاءِ؟
وأينَ الضاربونَ بكلِ دفٍ
واينَ العاكفونَ على الغناءِ
همُ خطوُ السرابِ الى الخطايا
وهمْ خطوُ الهباءِ الى الهباءِ
فمنْ مسرى فناءٍ في رياحٍ
الى مسرى رياحٍ في فناءِ
طوى راياتِهم عصفُ المنايا
وأنتَ سطعتَ مرفوعَ اللواءِ
وقفتَ كصخرةِ الوادي ثباتاً
ووجهُكَ نورُ قلبِ الكبرياءِ
تمرُ من البهاءِ الى بهاءٍ
وتعبرُ في البهاءِ الى البهاءِ
تجاوزتَ الخلودَ الى خلودٍ
رهينٍ فيكَ من أجلِ البقاءِ
وكرَّمكَ الالهُ بسِّرِ بابٍ
تلوذُ بهِ حشودُ الأشقياءِ
ويا جسرَ الإمامِ شهِدتَ عِشقاً
عجيبَ الدرسِ في معنى العطاءِ
رأيتَ الأمسَ فيكَ يعودُ حيّاً
فعُدتَ بذكرياتكَ للوراءِ
رأيتَ النهرَ يمضي دون ضوءٍ
فشبَّ بنورِ موسى بالضياءِ
وعادَ الى الوجودِ بقلبِ موسى
جديدَ الروحِ من ضوءٍ وماءِ
وعدتَ لتشهدَ الظمأى أُلوفاً
وهم يتهافتونَ على الفداءِ
على ظمأٍ ويزدادونَ عشقاً
إلى ظمأٍ يظلّ بلا رَواءِ
فشبّ على حديدِكَ نورُ موسى
فكنتَ بنورهِ جسرَ الوفــاءِ |
