ناصر أبل خارج ساحة الإرادة!

حسن الأنصاري

قضية الحريات الفكرية وإبداء الرأي تبقى قضية محورية قد تصل الى حد النزاع بسبب ثقافة المجتمع وكيفية تعامل الأفراد مع هذه الحرية والتعاطي من خلالها!. ولكن أن تطبق إجراءات بوليسية للقمع وانتهاك حرية الفرد والاعتداء على حقوقه من قبل رجال الأمن فهذا أمر مرفوض.

إذا كان الهدف هو تنظيف الدولة من عناصر التطرف والطرح الطائفي فنحن أيضا نؤيد ذلك، لكن أن تستخدم وزارة الداخلية أدواتها التعسفية وتستقوي على بعض الشباب بينما لا تتحرك ضد العناصر المعروفة التي تبث سموم الطائفية والتطرف العنصري جهارا نهارا، فنحن نرفض ذلك، ولو أن وزارة الداخلية تهتم كثيرا بالحفاظ على الأمن الاجتماعي لكان عليها أن تثبت أنها غير عنصرية ولا يتحكم فيها بعض الطائفيين الذين ما زالوا يمارسون دورا كبيرا وهذا يضع الوزير نفسه أمام مسؤولية سياسية.

الأمثلة كثيرة ولا نريد أن نعود الى الوراء ولكن ماذا عن المستقبل؟ وهل سوف تستمر هذه الاجهزة في الاستقواء فقط على شباب الشيعة وزجهم في متاهات السجون بدون توجيه تهم لهم وكأننا في بلد يحكمه نظام بوليسي؟!.

إنني على يقين أن «ناصر أبل» أفرز عن غضبه مكرها لأن هناك من نظم نفسه لنشر الاثارة بين الشباب وهؤلاء هم أشد خطورة على المجتمع!. واذا كان ناصر أبل ارتكب جريمة بحق نفسه فهو يستحق العقاب طبقا لقانون دولة الكويت، وليس طبقا لقانون «التخشيبة» الشيوعية ! ولماذا يبقى الطرف الآخر طليقا حرا وتخشاه صناديد الأجهزة؟!. الأمر واضح لا يحتاج الى تفسير!.

والغريب أن الذين خرجوا وتجمهروا في ساحة الارادة لم يأتوا أبدا على ذكر «ناصر أبل» وهم يدعون حرية التعبير وفي نفس الوقت يتطاولون على رموز الدولة ووثيقتهم المزيفة تقول: لقد ضاق الشعب الكويتي ذرعا بسوء الادارة الحكومية للدولة!. بل نقول لهؤلاء ان الشعب الكويتي ضاق ذرعا بكم وبما تدعون لأنكم فعلا مزيفون حيث تناسيتم وعن عمد المطالبة بالافراج عن «ناصر أبل» !. ولا يحق لكم أن تتكلموا باسم الشعب الكويتي فما أنتم إلا أنفسكم ولا تمثلون شيئا بالنسبة لنا!.

«ناصر أبل» أبن لهذا الوطن أبا عن جد والاجراءات القانونية هي التي تحدد معاقبته أما الاجراءات القمعية فمرفوضة!. بل نتمنى ألا تكون عضلات «الداخلية» مزيفة وهزيلة لا تقدر إلا على الضعيف!. أما ساحة الارادة، فلا عذر ولا مقام لك بعد أن أصبحت مرتعا للمزيفين!.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/حزيران/2011 - 11/رجب/1432