يوم السقوط!

حسن الأنصاري

نزل غضب الشعب الكويتي على الذين استدرجوا للخروج في يوم حسرتهم، لأنهم فعلا أساءوا للديمقراطية، ولم تكن أصواتهم وشعاراتهم إلا مشاهد غوغائية مستهجنة لا تعبر أبدا عن واقع المجتمع الكويتي الأصيل في أعرافه ومبادئه وسمو أخلاقه!.

علينا ألا نلوم هؤلاء الشباب وأيضا ألا نلوم بعض الأعضاء والشخصيات الذين كانوا برفقتهم يؤيدون صرخاتهم الجنونية لأنها فعلا تعبر عن العقد النفسية عند هؤلاء الأعضاء والشخصيات!.

الغرور، جنون العظمة، الشخصية الهتلرية والصدامية .. هذه معالم لمن يحاول أن يندس بين الجماهير لينصّب نفسه قائدا عليهم!. لكن الكويتيين لا يمكن خداعهم، فهم ليسوا سذجا، ويدركون أن قياس الحريات في الكويت من نوع (XXL)، وهو القياس الوحيد المتوافر في المنطقة!.

ودرجة سعة هذا القياس من الحرية بلغ حدا استوعب غير المواطنين، والذين لا يمكنهم الخروج في بلدانهم من شدة الرعب، وإليكم الدليل: إحدى الصحف المحلية نشرت صورة للمحتشدين في «جمعة الغضب» على صفحتها الأولى، وكتبت تحت الصورة (في الموقع الالكتروني) الفقرة التالية: «متجمهرون من جاليات مختلفة عصر أمس عند ساحة الصفاة التي تتمركز فيها الوحدات الخاصة» طبعا وهؤلاء جميعهم تلقوا تهنئة الأعضاء الذين شاركوهم في المسيرة!.

الآن، ألا تصدقون أن أمثال هؤلاء يعانون عقدة نفسية اسمها «الشيخ ناصر المحمد» فأحضروا من يقيم لهم حفلة الزار وهم يرددون «ارحل..ارحل» حتى دخلوا في غيبوبة «الزيران» فأفرغوا شحنات الصرع التي في عقولهم حتى يمكنها أن تفرز هرمونات مهدئة تمكنهم من الاسترخاء في النوم العميق بدون كوابيس الاستجوابات التي سقطت أمام حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد!.

وقد يجدون الراحة التامة من عناء تقديم الاستجوابات بعد حل المجلس كما كان يطالب به الشباب أثناء مسيرتهم!.

هؤلاء البعض الذين شاركوا الشباب في مسيرتهم أضافوا قيمة ضحك الشعب الكويتي عليهم لأنهم فعلا أصبحوا أحسن تفسيرا للمقولة «شر البلية ما يضحك»!. ومن ركب موجة الجمعة الماضية اعتقد أنه أوشك على السقوط!

[email protected]

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31/آيار/2011 - 27/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م