تلقّفوها بينكم كالكرة!

ياسادة في الـ P U K والـ K D P

مير ئاكره يي

ذكرت مصادر خبرية، منها موقع صوت كوردستان هذا الخبر: [قال مصدر في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الثلاثاء، إنه من المؤمل أن تنتقل رئاسة حكومة إقليم كوردستان الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تشرين الأول أكتوبر بعد إنتهاء مدة العامين المخصصتين للاتحاد الوطني الكوردستاني]!.

بالحقيقة ياسادة ياكرام؛ إنه ليس من المؤمل ولا الأمل ولا الأمر بحاجة للتأمل قليلا ناهيكم عن كثيره، ولا الأمر كذلك يحتاج الى التأويل كي تنفكّ الشفرة ويُحلّل اللغز، لأن الأمر بدهي أكثر من البديهي، حيث رئاسة إقليم كوردستان المقبلة هي حصرا للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وعلى الاطلاق، وبالقطع والجزم واليقين. وهكذا {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}. ومن يشك في ذلك فإنه إمّا أتى من الموزنبيق، أو إنه لبث مئات من السنين نوما في كهف ما فشبع نوما هنيئا كأصحاب الكهف والرقيم!.

إذن، ياسادة ياكرام؛ لِم الإستحياء والكناية والإشارة في القول والتصريح، وفي الخبر والأخبار والإخبار؛ فالساحة كالمريخ خالية – تقريبا – من التعرّض والتعارض والمعارضة لكم، وكونوا آمنين مطمئنين ومرتاحي البال تماما من السؤال والتساؤل والإستيضاح و{من أين لكم كل هذا، وكل هذه}! ؟. لذا فالساحة كانت وما تزال لكم، وبهذه الحال والأحوال والأوضاع فإنها ستظل لكم وتحت قبضتكم، وفي خدمتكم، وهي الآن بمن عليها، وما لشعبها من سلطات وحقوق حقة وحقيقية مغيّبة، وما عليها من الثروات، وما تحت الثرى من الخيرات هي لكم وإليكم ومنكم، وهي كذلك ضيعاتكم وملككم حصرا وحصريا وبالطاپۆ!.

لهذا لا تلتفتوا ياسادة ياكرام الى بعض المحتجين والمتظاهرين الغوغائيين في السليمانية، ولا في كلار وجمجمال وكفري ورانية وأربيل أو غيرها من مدن الاقليم سواء كانوا مع حركة التغيير أم كانوا من المستقلين المطالبون بالتغيير والاصلاح والتجديد والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة القانونية، لأن الاقليم ورئاسته وسلطته وسلطاته السلطوية هي واحة الديمقراطية ومدارها ومركزها.

 وكذلك لاتصغوا الى المثقفين من الكتاب والمفكرين والعلماء، ولا الى طروحاتهم في سبيل الحكم الراشد الرشيد الديمقراطي والعادل والمساواتي، حيث هؤلاء أيضا ينحسبون على قائمة الغوغائيين الطويلة والعريضة جدا.

على هذا ياسادة ياكرام بحسب منطقكم ومنطوقكم، وبحسب رؤاكم وعقيدتكم لكم الحق كل الحق في ضرب وقمع الغوغائيين والمطيلي اللسان على جلالة السلطان المعصوم والسلطة السلطوية المعصومة النزيهة، ثم البعيدة بالتنزيه والبراءة عن النقص والنقصان، وعن الاستبداد والدكتاتورية، وعن الحكر والاحتكارية للثروات والسلطة والرئاسة، وعن المحسوبية والمنسوبية والعشائرية والفساد الاداري.

حاشا وكلا، ومن يقول، أو يكتب عن ذلك، لا بل من يظن مجرّد الظنون لكل ذلك فقد ارتكبت من الجرم والجريرة وجب جره وجرجرته وسحله الى المحاكم سحلا، ثم التغييب في السجون والمعتقلات البريئة من العذاب والتعذيب، والبريئة كذلك من التنكيل والحط من الكرامة الآدمية!.

 إذن، ياسادة ياكرام؛ بصدور مطمئنة خالية من الوسواس والدغدغة والشك تلقّفوا السلطة السلطوية بينكما كالكرة، فوالذي يحلف ويؤمن به مير ئاكره يي إيمانا راسخا مادامت الساحة لها القابلية لهكذا حال وأحوال ستكونون أنتم تحديدا تتقاذفون السلطة السلطوية بينكما قذفا كما يتقاذف لاعبان شاطران ماهران كرة المنضدة بينهما؛ فهنيئا ومريئا لكم يا أصحاب الديمقراطية العريقة العتيقة العتيدة [65 عام من الديمقراطية الاسمية الشكلية!]، وهنيئا مريئا لكم يا مُدّعي الاشتراكية العلمية!.

لذا يا سادة ياكرام؛ من يتجرّأُ بمعارضتكم فهو غلطان، ومن يتظاهر عليكم فهو فوضوي، ومن يخالفكم فهو إرهابي، ومن يقول مُفردة {لا} النافية التي تكرهونها وتحتقرونها لحضراتكم الأجلاء المشحونين بالعدل والمساواة والديمقراطية والزهد والتقشّف، وذلك إستذكارا بالظمأى والمتضورين جوعا والمتسوّلين والمحتاجين من العمال وغيرهم فهو مُفتر ومارق ينبغي حسابه حسابا عسيرا، أو حذفه من الوجود حذفا. ومن لايقول {ئه ز به نى / سيدي} لفخاماتكم فقد ضلّ ضلالا بعيدا. ومن لا يلفظ بنعم وبلى فقد خسر خُسرانا مبينا، ومن لا يتزيّن ويتجمّل بالصفراء والخضراء فعيشه ورزقه وعمله منكود نكدا، ثم لايلومنّ إلاّ نفسه، لأنه كيف للرعية أن تتطاول على الرؤساء والسادة ؟. ذلك أن الرعية هي الرعية والسادة هم السادة والرؤساء هم الرؤساء، حيث هناك بون شاسع بينهما، فلِما الرعية لاتفقه هذا التقسيم والتقدير والتدبير من السادة الرؤساء! ؟. وهذه لعمر الحق مساواة ومساواتية وتساو وإشتراكية علمية وديمقراطية وعدالة وعدالتية حكرية وإحتكارية وحصرية مزدوجة قل مثيلها ونظيرها في تاريخ بني الانسان.

أما مع هذا كله لم يحسم عندي شيء واحد حسما قاطعا هو؛ اذا قمنا بعملية الحساب والحسبان والحسابية والتحليل للمدلولات المذكورة في هذه المقالة ماذا ستكون النتيجة العلمية القطعية النهائية لها وهي على هذا الشكل؛ الديمقراطية + الاشتراكية العلمية + الرأسمالية + الثراء الصاروخي للأقلية + حكومة مزدوجة بحزبين في آن واحد ووقت واحد + المحسوبية والمنسوبية + القبلية + التوارث السياسي للرئاسة =... ؟ أفيدوني أفادكم الله تعالى. وعليه أليس من حق رائد الاصلاح في العصر الحديث المعروف الأستاذ الشيخ محمد عبده [1849 – 1905] أن يقول؛ [أعوذ بالله من الشيطان، ومن السياسة]!!!.

وهكذا يا سادة ياكرام تلقفوها كالكرة، والعبوا بها كالنرد والشطرنج، وليطمئن بالكم إطمئنانا الى درجة اليقين واليقينية، حيث لامعارضة ولاتعارض، ولا خلاف ولا إختلاف، ولانقض ولاتناقض، ولا وقع لمفردات {لا} و{كلا} على سعادتكم من بعد اليوم، لأنها أصبحت عتيقة بالية من الماضي ولا هم يحزمون، ولا أنتم تحزنون كذلك، حيث معاذ الله من غضب الله، ومن غضب السلطان، والتعوّذ الثاني أولى وأحق للرعية بالتعوّذ منه، لأن الله سبحانه وتعالى غفور وغفّار، وإنه مسامح ومتسامح، وإنه مصدر الجود والكرم، وإنه رحمن ورحيم ورحمته وسعت كل شيء، وبخاصة للمظلومين والمضطهدين والمسحوقين والمقموعين والمعذّبين في هذه الحياة الدنيا. ولهذا فالله تعالى قد لا يحاسبهم أبدا في الحياة الآخرة.

 أما حضرة السلطان المُبجّل صاحب السطوة السلطانية التسلطية والمفاخر السنية والمآثر غير المحصورة بالعد والحصر فلا سماحة ولاتسامح، ولا عفو ولا غض عن الطرف، ولا تعامل إلاّ بالسطوة والسلطة وبمقامع من حديد، ومن جلود إيطالية أصلية أصيلة، وبالمعتقلات والسجون الظاهرة والباطنة السرية منها، وبالتكتيك والتكتيكية والتمثيل والتظاهر. وذلك كله حفظا على السلطة والسلطان وديمومة السلطوية على الجماهير المغبونة؛ فهنيئا لكم يا حضرات السلاطين السلطويين في كل قطر من أقطار المعمورة الواسعة!.

* كاتب بالشؤون الاسلامية والكوردستانية

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/آيار/2011 - 13/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م