المعارضة الحقيقية .. منتجة

حسن الأنصاري

ما زالت قضية التنمية البشرية تتصدر قضايانا المحلية إلا أننا حتى الآن لم نجد أي اهتمام من أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية أو محاولة جدية لوضع أسس العلاج لجعل المواطن عضوا ناتجا ومشاركا في إجمالي الناتج القومي للدولة!.

كثيرون من البرلمانيين وحتى من يعتقد أنه من أبناء المعارضة يصرون على أن الدولة ما زالت البقرة الحلوب، وعلى الحكومة أن تتحمل صرف كل ما لديها من أموال في خزانتها على المواطن حتى وإن كان لا يعلم جهة عمله!.

 وطبقا لنظرية دولة المؤسسات فإن أمثال هؤلاء الأعضاء يعتبرون من سراق المال العام لأن تشجيعهم للأفراد على هذا النمط السلبي غير المنتج سوف يؤدي الى كارثة اقتصادية وفي غضون سنوات!.

لم أجد أن أحدا من الأعضاء رفع أسئلة برلمانية بما يخص معرفة نسب الشباب العاملين في مختلف قطاعات الدولة والذين لا إنتاجية لهم لرفع قدراتهم من خلال صقل وتنمية مهاراتهم بهدف إلزام الحكومة على وضع خطط لجعلهم مهنيين لا موظفين وألا تكون الشهادة الجامعية مجرد رخصة للوظيفة التي تعطي راتبا فقط لأنه كويتي، ويجب أن يعطى علاوة «بودكير ومنيكير» حتى تكون أنامله ناعمة مدى الحياة!.

 المعارضة الحقيقية لا تبنى على شعارات ولافتات والصراخ في الساحات الترابية بل هي ضرورية لتغيير النهج العام لتحقيق مصالح وطنية وتدفع بالحكومة في اتجاه تبني مبدأ المعارضة حتى يمكن مراقبة أفعالها.

 أما المعارضة الحالية فما هي إلا مصلحية بل وحتى الكثير من الأسئلة البرلمانية لا طعم لها وليس لها خصائص تميزها وطبعا الاستجوابات التي يهددون بها ما هي إلا سلوكيات عبثية وعلى الشباب أن يضعوا أمثال هؤلاء الأعضاء في دائرة الشك لأن استمرارهم في هذا النمط سوف يجلب لهم المعاناة والفقر المهني لو أن هذا النفط أصبح سلعة غير مرغوب بها في ظل ثورة تقنيات الآلة الحديثة والطاقة النظيفة التي سوف تحدث طفرة في حياتنا خلال العقد المقبل، وبعد أن استطاعت «تسلا موتورز Tesla Motors» أن تتجاوز قانون انتهاك الهواء النظيف ودفعت مبلغ الغرامة 275 ألف دولار لتستمر في صناعة السيارات الكهربائية والمتوقع أن تغزو الأسواق الأميركية في عام 2013 بعد أن فتحت مؤخرا 16 مكتبا لوكلاء البيع في مختلف أنحاء أميركا.

 نريدها معارضة حقيقية منهجية تلزم الحكومة بتغيير نسبة 40 في المئة من الطاقات الشبابية غير المنتجة خلال السنوات الخمس المقبلة ومن خلال برامج متكاملة في صقل وتنمية المهارات.. أما استجواباتهم فماذا سوف نجني منها خلال الأشهر المتبقية من هذه السنة؟

[email protected]

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/نيسان/2011 - 19/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م