تكنلوجيا اليابان... ابتكارات تجمع بين الغرابة والترفيه

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: اليابان وبعد خسارتها المذلة للحرب العالمية الثانية على يد الولايات المتحدة الامريكية تعلمت الدرس جيداً وتحولت في اقل من ثلاث عقود من الزمن من دولة زراعية الى ارقى دولة صناعية في العالم ومن دولة امبراطورية تحاول استعمار العالم عن طريق الحروب الى دولة استعمرت قلوب العالم وعقولهم بما قدمته للعالم من تكنولوجيا اسهمت في تقدم مختلف مجالات الحياة.

الايستحق هذا الشعب منا الاحترام والاعجاب، وان نسير حذوه ونفهم الدرس نحن ايضاً ونعرف ان الشعب اذا اراد ان يحقق ذاتة فلا شيء يقف في طريقة.

ماكينات توصيك بما تشربه

ابتكرت اليابان ماكينات لبيع المشروبات المعلبة توصيك بما يناسبك باستخدام تكنولوجيا التعرف على وجه المشتري، وتستخدم الماكينات الجديدة هذه التكنولوجيا "للتوصية" بالمشروبات بناء على سن المستهلك وما اذا كان رجلا ام امرأة، ونتيجة هذا الاسلوب زادت المبيعات الى ثلاثة امثالها بالمقارنة مع اجهزة بيع المشروبات العادية، وتستخدم هذه الاجهزة شاشات ضخمة مزودة بلوحات لمس بها اجهزة استشعار تمكن الجهاز من تحديد الصفات المميزة لاي مشتر يقترب، وقد تتغير المنتجات المقترحة ايضا اعتمادا على درجة الحرارة وتوقيت اليوم.

وقالت متحدثة باسم شركة جي ار ايست ووتر بيزنيس التي ابتكرت هذه الماكينات وهي احد فروع شركة جي ار ايست للسكك الحديدية "اذا كان المستهلك رجلا فمن المرجح ان يوصي الجهاز بمشروب قهوة معلبة لان الرجال يميلون لتفضيلها. رغم ذلك فاذا كان المستهلك في الخمسينات من عمره فان من المرجح ان تكون التوصية هي شاي اخضر"، كما سيوصي الجهاز اذا كان المستهلك فتاة في العشرينات بشاي اخضر او منتج مضاف اليه سكر او محلى بشكل طفيف لان ابحاث السوق اظهرت انهن يفضلن ذلك، واضافت "نعتقد ان الامر سيكون اكثر مرحا بالنسبة للزبائن ان يكون لديهم مثل هذا النوع من التفاعل مع ماكيناتنا هذا سيحسن خبرة البيع ككل." بحسب رويترز.

وجربت الشركة حتى الآن جهازا واحدا في احدى محطات القطارات بطوكيو ولكنها تعتزم اضافة خمسة اجهزة في محطة وسط طوكيو مع توسيع الشبكة الى محطات طوكيو الرئيسية الاخرى ومناطق الضواحي القريبة.

السعرات الحراري

من جهة اخرى لا داعي للقلق فهناك سلاح جديد لمكافحة الدهون في الطريق لمن يعاني من زيادة الوزن، انه برنامج على الهاتف المحمول يحصي السعرات الحرارية بعد التقاط صورة لما هو موجود في طبقك، وفي حين أن التطبيقات الحالية تتطلب من المستخدمين أن يكتبوا معلومات الغذاء والسعرات بأنفسهم فان البرنامج الذي طورته شركة (ان.تي.تي) اليابانية للاتصالات يقيم ألوان وأشكال الطعام ثم يقارنها بقاعدة بيانات ويحصي السعرات.

والمعلومات عن نحو 100 الف نوع مختلف من الاغذية مخزنة على خادم تديره الشركة ويمكن الدخول اليه باستخدام الهاتف الذكي، بل ان البرنامج يسجل حجم حصة الطعام ويعدل الاحصاء تبعا لهذا. بحسب رويترز.

وقالت متحدثة باسم الشركة "نأمل أن يمكن هذا الناس من أن يدركوا السعرات التي يأكلونها ويساعدهم في حمياتهم الغذائية"، وأضافت "تطبيقات الحمية الغذائية الحالية تتطلب ادخال الكثير من المعلومات بأنفسهم. لكن تطبيقنا يقوم بكل شيء بالتقاط الصور وهو ما يساعد الناس على مواصلة استخدامها والحفاظ على حمياتهم الغذائية."

ومضت تقول "انه جيد مع اشياء يأكل اليابانيون كميات كبيرة منها مثل الرامين لكنه ليس جيدا مع اشياء مثل الطعام التايلاندي. وبالتالي نعمل الان على توسيع نطاق قاعدة البيانات"، ولا يزال اليابانيون بوجه عام نحفاء نسبيا لكن نظامهم الغذائي الذي يكتسب طابعا غربيا متزايدا والحياة التي تتسم بقلة الحركة زادت الاهتمام باتباع حميات غذائية بين الرجال والنساء

ممثلة آلية

في سياق متصل صعدت المرأة ذات الشعر البني والعينين العسليتين على خشبة المسرح في طوكيو لاول مرة لتلعب دورا مأساويا عن فتاة تعاني مرضا قاتل، كان صوتها هادئا وأداؤها ميكانيكيا بعض الشيء، لم يكن ذلك بسبب توتر انتابها لمواجهة الجمهور لاول مرة بل لانها انسان الي.

وقدم العرض الذي يحمل اسم سايونارا أي (وداعا) والذي أخرجه الياباني أوريزا هيراتا في اطار مهرجان فني في طوكيو مؤخراً ومثل مشاركة غير معتادة بين روبوت صمم ليظهر ويتصرف كامرأة وبين الممثلة الامريكية بريرلي لونج، وقال هيراتا الذي اخرج بالفعل مسرحيتين شارك فيهما انسان الي " الامر لا يتعلق بأن يحل الروبوت محل الانسان في الدراما المسرحية بل أن نوعا جديدا من الممثلين ظهر في عالم المسرح." بحسب رويترز.

وتلعب لونج دور فتاة تعاني مرضا قاتلا ويستخدم والداها فتاة الية لرعايتها ثم يتخليان عنها. والفتاة الالية بحجم الانسان العادي وتمتزج فيها ملامح روسية وأخرى يابانية ولها شعر طويل مفروق من النصف وتقوم بقراءة أبيات شعرية لمريضتها.

وظلت الفتاة الالية جالسة على مقعد طوال العرض وأجرت حوارات وألقت مونولوجات وكانت ترتدي قميصا وسروالا داكنين، وفي حجرة عازلة للصوت في كواليس المسرح جلست ممثلة نقلت كاميرا حركات رأسها وجسمها للروبوت واستخدمت الميكروفونات لنقل صوته، والروبوت التي أطلق عليها اسم جيمينويد اف من انتاج هيروشي ايشيجورو وهو مصمم روبوت معروف بجامعة اوساكا في غرب اليابان وتباع منتجاته عادة بسعر 1.2 مليون دولار.

ولكن ايشيجورو عدل احد منتجاته لتلبي الغرض المطلوب في المسرحية ولم يستخدم سوى 12 محركا فخفض السعر الى العشر.

الى ذلك فاليابانيون معروفون بشغفهم بسباقات الماراثون التي يحرصون على المشاركة فيها في عطلة نهاية الاسبوع  والان ينضم اليهم منافس جديد هو الانسان الالي (الروبوت)، وشارك اربعة متسابقين سيخوضون أول ماراثون من نوعه للروبوتات في جلسة تدريبية امام وسائل الاعلام في مدينة اوساكا في غرب اليابان، وانطلق ثلاثة روبوتات يسيرون على قدمين ويبلغ ارتفاع اطول واحد فيهم 40 سنتيمترا واخر على عجلات في مضمار داخلي للجري امام الكاميرات، وسيكون على الروبوتات الجري في مضمار طوله حوالي 100 متر 422 مرة لاتمام ماراثون كامل يبلغ طوله 42.195 كيلومتر وسيستغرق هذا الامر منهم اربعة ايام لحين انهائه، وشجع روبوت يسمى روبوفي-بي.سي اقرانه قائلا "قوموا بعمليات الاحماء لتجنب الاصابات واجعلوا هدفكم هو المشاركة في الماراثون حتى النهاية"، وسيسمح للروبوتات بتغيير بطاريات واصلاحات اذا لزم الامر لكن سيكون عليهم الاعتماد على انفسهم للنهوض اذا سقطوا ارضا.

ماكينة الخبز

حققت ماكينة منزلية لطحن الارز وخبزه لانتاج ارغفة طازجة بكبسة زر واحدة رواجا كبيرا في اليابان حتى ان الشركة المنتجة قررت بسبب الاقبال الشديد ان تتوقف مؤقتا عن تلقي الطلبيات بعد اقل من ثلاثة اسابيع على طرح الماكينة للبيع.

ورغم السعر المرتفع البالغ حوالي 50 الف ين (600 دولار) قالت شركة سانيو الكتريك ان الطلبيات على ماكينة اعداد الخبز جوبان قد تصل الى 85 الف طلب في الشهر الواحد وهو ما كان اصلا هدفا للمبيعات، وقالت متحدثة باسم سانيو انها تعتقد ان الفكرة الجديدة للماكينة هي سبب شعبيتها لكن المحلل الغذائي هيساو ناجاياما ارجع الامر الى تغير عادات الاكل من خلال الاتجاه بدرجة اكبر نحو الطعام الغربي وضيق الوقت مما يزيد صعوبة ايجاد فسحة لطهي الارز الذي تراجع استهلاكه. بحسب رويترز.

وقال "يمكن للناس تناول الخبز بسهولة وطعمه جيد. لكن اليابانيين يأكلون الارز منذ الاف السنين ولذلك فهناك شيء في هذا الخبز يرضي طبائعنا الموروثة، ويضع المستخدمون الارز العادي المغسول وغيره من المكونات في ماكينة جابون -واسمها مزيج من معنى كلمتي "ارز" و"خبز" باليابانية- ويضغطون بعد ذلك على مفتاح التشغيل. وتتكفل الماكينة بالباقي بداية من طحن الارز الى عجنه وخبزه كما تفعل ماكينات منزلية اخرى لاعداد الخبز، وقال ناجاياما ان بواعث القلق بشأن سلامة الغذاء والحساسية هي ايضا جزء من اسباب رواج الماكينة.

واضاف "يوجد كثير من الناس الذين تزداد عصبيتهم بشأن ما يتضمنه طعامهم وبخاصة اشياء مثل الخبز الذي يمكن ان يحتوي على اضافات. هذه ( الماكينة) تسمح لهم ان يروا بالضبط ما يضاف، ومن المرجح ان تستأنف سوني تلقي الطلبيات لشراء ماكينة جابون في ابريل نيسان القادم بعد زيادة الانتاج.

مصعد يتكيف مع المعوقين

من جهتها أعلنت شركة يابانية مؤخراً عن تطويرها مصعدا يتجه مباشرة إلى الطابق الذي يرشده إليه المرء بصوت عال، كما أنه يحضر مباشرة إذا ما كان أحدهم ينتظره عند بسطة الدرج: وهذا أمر يعتبر حلا مثاليا بالنسبة إلى المكفوفين والمعوقين.

وكانت مجموعة "ميتسوبيتشي إلكتريك" للالكترونيات والمعلوماتية قد دمجت ما بين نظام تعرف بالصوت وآخر لاستشعار الحضور. بهذا يحضر المصعد بمجرد أن يتواجد المرء أمامه، وعندما يصبح الراكب في داخله، ما عليه سوى أن يشير بصوت عال إلى الطابق الذي يرغب ببلوغه.

فيؤكد المصعد صوتيا الوجهة قبل التوجه إليها.

ولفتت "ميتسوبيتشي إلكتريك" إلى أنه "مع هذه التكنولوجيات، لا يحتاج المصعد إلى استخدام الأزرار، أضافت المجموعة المتخصصة أيضا بالسلالم الكهربائية أن "مصعدا مماثلا يسهل استخدامه من قبل المسنين والمقعدين في كراسيهم والمكفوفين بالإضافة إلى الأشخاص الذي يحملون الأغراض"، وتؤكد المجموعة أن هامش الخطأ تم تقليصه إلى النصف، مقارنة مع تكنولوجيات أخرى متوفرة. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/نيسان/2011 - 10/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م