درع الجزيرة في مصر يهدم المراقد

سامي جواد كاظم

الافعال واحدة والافكار واحدة الا ان التسميات اختلفت وكم حاولت مصر ان تداري على الافعال الوهابية وتحاول ان توجد لها التبرير مرة والسكوت مرة اخرى، ولكن هذا لم يمنع بعض الاساتذة والمشايخ في الازهر من التنديد علنا بالتغلغل الوهابي في المنظومة الازهرية عندما كشفوا عن حجم المبالغ المصروفة على اجندة تعمل في جامعة الازهر لغرض بث الفكر الوهابي والتي قدرت باكثر من 70 مليار دولار.

 بل وزادوا على ذلك هو احتفاظهم بمستمسكات ووثائق تؤكد صحة الرقم وقد كشف عن ذلك مجموعة من الاساتذة في الازهر خلال انعقاد احد مؤتمراتهم مؤخرا عقد خصيصا لدراسة اثار التغلغل الوهابي في مصر عامة والجامع الازهر خاصة.

وبعد التغيير وثورة الشباب في مصر ظهرت عصابات هي اقرب الى الكفر منها الى الاسلام ولو كان في مصر تجمعات شيعية علنية او هنالك احياء في مصر معروفة الولاء لاهل البيت عليهم السلام لظهرت العمليات الارهابية فيها الا انهم لم يجدوا مكان يمارسون فيه ارهابهم غير المراقد والقبور الموجودة في مصر، وبالرغم من ذلك فان المصريين لا زالوا لا يصرحون باسم الجماعات الضالة التي ترتكب هذه الجرائم مكتفين بالتنديد واستخدام الاسم الدبلوماسي لهذه الجماعات الا وهو السلفيون يفجرون...السلفيون يحرقون...السلفيون يهدمون....من هم السلفيون وماهي مبادئهم ؟

انهم الوهابيون الذين ندموا على رحيل مبارك وكانت تتمنى اجهاض الثورة ولان الثورة نجحت واغلب القوى النافذة في مصر هي بين العلمانية واخوان المسلمين والاقباط وهؤلاء كلهم كفار بنظر الوهابية ولا يلبون اطماعهم فكان لابد لهم من استخدام ما استخدموه في العراق وافغانستان في مزار شريف والمناطق الشيعية في باكستان حتى يتسنى لهم فرض افكارهم التكفيرية.

لماذا لا تصرح باسمهم مصر ؟ لماذا التلويح باسم السلفية ؟ والمؤسف له وعليه ان التنديد واظهار المبادئ الاسلامية الحقة السمحة بدات تظهر على الساحة المصرية بعدما كانت مطمورة في غيابت الجب عندما مورست هذه الاعمال الشنيعة بحق كثير من مراقد ومساجد العراق.

ان من مصلحة الوهابية اشعال فتيل الطائفية بين اي مذهبين او ديانتين لانهم مقبلين على مرحلة حاسمة بدات تلوح في الافق الا وهي ما بعد عبد الله لاسيما وانهم الى الان لم يحسموا الية انتخاب ولي العهد بعد رحيل الملك، وهذه المرحلة اذا ما بدأت بعد تصفية الاجواء العربية من الطواغيت التي لها تأثير مباشر على السياسة السعودية منها البحرين واليمن فان هذا يعني بدء مرحلة زوال ال سعود مقرونا بالفكر الوهابي، اذا يتحتم على الفكر الوهابي اذا ما اراد ان يطيل فترة احتضاره ان يربك الشارع العربي من خلال الاعمال التي بدأت تظهر في مصر.

بقي ان نشكر الله ان اتهام مصر جاء للسلفيين وليس لدولة غير عربية كثيرا ما حملوها مصائبهم بل حتى ذكر احدهم انهم سبب خسارة مصر امام الجزائر في تصفيات كاس العالم 2010 م.

فالذي يقوم بالأعمال الاجرامية في مصر هم درع الجزيرة الجناح السياسي والاستخباراتي.

اضافة الى هدم المراقد هنالك ارباك وخوف بدأ يدب في الاوساط المصرية بعد ظهور تهديدات لكل من يرسل بناته الى المدارس او يخرجن من غير نقاب وما الى ذلك من الافتاءات الوهابية.

اذا مصر مقبلة على ظاهرة ارهابية وهابية جديدة اذا ما تداركت الامر واعلنت صراحة عن الاجندة التي تقوم بهذه الاعمال الارهابية التكفيرية واتخاذ الاجراءات الصارمة لردع هذه الاجندة والا فأقرأوا على مصر السلام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/نيسان/2011 - 6/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م