الاسلام والعالم الآخر... مخاض التطور والانتشار

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: كثيرة هي الدراسات الي تناولت مختلف الجوانب المهمة التي تهم الانسان وتخدم المجتمعات، لكن الدراسات التي تتناول الجانب الديني والعقائدي والتي تدخل في صميم الحياة الانسانية لها اهمية خاصة باعتبار ان الدين يمثل الجانب الروحي لدى الانسان بما يؤمن به من عقائد راسخة فيه بعيداً عن الحياة المادية التي يعيشها بأدق تفاصيلها.

ان هذه الدراسات ضرورية ايضاً في معرفة مدى تطور الاديان ونسب مريديها في العالم ورقعة انتشاره وتحدد بنسب علمية دقيقة معالمه للسنوات القادمة من حيث الزيادة والنقصان او الانتشار والافول وحسب طبيعة الاديان ومعتقداته، كما تشير الى بروز اديان جديدة لها اتباع يمارسون طقوسها بانتظام وان كان هذا الدين هو من خيال مخرج افلام في هوليوود، وكذلك الى طقوس غريبة في محاربة الشر والشياطيين في حالة تبرز ما للدين من اثر بالغ في النفوس وتعبر عن مدى الاندماج فيها.

مسلمي العالم ومعدلات المواليد

حيث أظهرت دراسة جديدة أن نمو عدد المسلمين في العالم سيتباطأ خلال العقدين القادمين نظرا لتراجع معدلات المواليد ليهبط معدل النمو الى 1.5 في المئة سنويا من الان وحتى 2030 بالمقارنة مع 2.2 في المئة في المتوسط في الفترة من 1990 حتى 2010، وأظهرت تقديرات منتدى بيو للدين والحياة العامة أن عدد المسلمين سيبلغ 2.2 مليار نسمة بحلول 2030 مقارنة مع 1.6 مليار في 2010 ليشكلوا 26.4 في المئة من عدد سكان العالم مقارنة مع 23.4 في المئة حالي، ولم تنشر الدراسة أرقاما بشأن عدد أتباع الديانات الرئيسية الاخرى في أنحاء العالم لكنها قالت ان منتدى بيو الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا يعتزم اعداد تقارير مشابهة بشأن توقعات النمو بالنسبة للمسيحيين والهندوس والبوذيين والسيخ واليهود.

وقالت "يرجع انخفاض معدل النمو أساسا الى تراجع معدلات المواليد في كثير من البلدان ذات الاغلبية المسلمة" مشيرا الى أن معدل المواليد يتراجع مع تزايد اقبال المسلمات على التعليم وارتفاع مستويات المعيشة وانتقال أبناء الريف الى المدن، واضاف "على المستوى العالمي من المتوقع أن ينمو عدد المسلمين بنحو مثلي المعدل بين غير المسلمين خلال العقدين القادمين اذ سيبلغ متوسط معدل النمو السنوي 1.5 في المئة بالنسبة للمسلمين و0.7 في المئة لغير المسلمين"، والدراسة التي تحمل عنوان (مستقبل سكان العالم المسلمين) جزء من برنامج لمنتدى بيو يحلل التغيرات الدينية وتأثيرها على المجتمعات في أنحاء العالم.

وقال الن كوبرمان المدير المشارك لشؤون البحث في منتدى بيو ان النتائج دحضت مزاعم بعض منتقدي هجرة المسلمين الذين يقولون ان معدلات المواليد المرتفعة ستجعل المسلمين يشكلون أغلبية في أوروبا خلال عقود قليلة، وتابع قائلا ان الاقليات المسلمة ستشكل حوالي عشرة في المئة من السكان في عدة بلدان أوروبية وأضاف "تلك زيادات كبيرة ولكنها بعيدة جدا عن سيناريو النمو السريع"، وقالت الدراسة ان نحو 60 في المئة من مسلمي العالم سيعيشون في منطقة اسيا والمحيط الهادي في عام 2030 و20 بالمئة في الشرق الاوسط و17.6 في المئة في دول جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا و2.6 في المئة في أوروبا و0.5 في المئة في الامريكيتين. بحسب رويترز.

وستتجاوز باكستان اندونيسيا كأكبر الدول الاسلامية سكانا بحلول 2030 في حين ستحتفظ الاقلية المسلمة في الهند ذات الاغلبية الهندوسية بوضعها كثالث أكبر مجموعة سكانية اسلامية في العالم، وأضافت الدراسة أن استمرار الهجرة سيزيد الاقليات الاسلامية في أوروبا بواقع الثلث بحلول 2030 الى ثمانية في المئة من السكان من ستة بالمئة، وسيرتفع عدد المسلمين في فرنسا الى 6.9 مليون أو 10.3 في المئة من السكان من 4.7 مليون أو 7.5 في المئة وفي بريطانيا الى 5.2 مليون أو 8.2 في المئة من 2.9 مليون وفي ألمانيا الى 5.5 مليون أو 7.1 في المئة من 4.1 مليون أو خمسة بالمئة، كما سيزيد عدد المسلمين في الولايات المتحدة من 0.8 في المئة في 2010 الى 1.7 في المئة في 2030 "مما يجعل عدد المسلمين مساويا تقريبا لعدد اليهود أو أتباع الكنيسة الاسقفية في الولايات المتحدة حاليا" وفقا للدراسة، وبحلول 2030 سيبلغ عدد المسلمين 2.1 مليون أو 23.2 في المئة من سكان اسرائيل دون حساب الضفة الغربية وقطاع غزة مقارنة مع 1.3 مليون أو 17.7 في المئة في 2010، ولاحظت الدراسة ارتباطا وثيقا بين التعليم ومعدلات المواليد في البلدان ذات الاغلبية المسلمة. فالمرأة في البلدان التي تقل فيها معدلات تعليم الفتيات تنجب نحو خمسة أطفال في حين يبلغ المعدل بالنسبة للمرأة في الدول التي يرتفع فيها معدل تعليم الفتيات 2.3 طفل في المتوسط.

وبحسب معهد دراسات "بيو فوروم للديانات والحياة العامة" فان معدل النمو السنوي للمسلمين سيرتفع خلال العقدين المقبلين الى 1،5% مقابل 0،7% لشعوب باقي الديانات، كما انه في العام 2030 سيشكل المسلمون 26،4% من اجمالي سكان الكوكب الذي سيبلغ عندها 8،3 مليارات نسمة، واليوم يمثل المسلمون 23،4% من عدد سكان العالم البالغ حاليا 6،9 مليارات نسمة، وفي غضون عشرين عاما سيرتفع عدد الدول التي يقطنها مليون مسلم على الاقل من 72 دولة حاليا الى 79، وفي 2030 سيكون اكثر من 60% من المسلمين مقيمين في منطقة آسيا(المحيط الهادئ) وستصبح باكستان الدولة الاولى في العالم من حيث عدد السكان المسلمين متجاوزة في ذلك اندونيسيا التي تتبوأ حاليا هذا المركز، وبالنسبة الى افريقيا سيتجاوز عدد السكان المسلمين خلال العقدين المقبلين في نيجيريا عدد المسلمين في مصر.

اما في اوروبا فتوقع معهد بيو في دراسته ان يتزايد عدد المسلمين في 2030 بنسبة الثلث ليقفز من 44،1 مليون مسلم حاليا، اي 6% من عدد سكان اوروبا الى 58،2 مليون مسلم اي 8% من الاوروبيين، وفي بعض الدول الاوروبية سترتفع نسبة المسلمين الى اكثر من 10% وهو الحال بالنسبة لبلجيكا التي ستقفز فيها نسبة المسلمين من 6% حاليا الى 10،2% وفرنسا التي تبلغ نسبة السكان المسلمين فيها اليوم 7،5% سترتفع الى 10،3% في 2030 وفي السويد ستتضاعف نسبة المسلمين من 5% حاليا الى 10% في 2030، اما في بريطانيا فان نسبة المسلمين سترتفع من 4،6% اليوم الى 8،2% في 2030، في حين سترتفع نسبتهم في النمسا من 6% حاليا الى 9،3%، وستتزايد اعداد المسلمين في الولايات المتحدة ايضا لتبلغ نسبتهم 1،7% في 2030 مقابل 1% حاليا، "ما سيجعلهم اكثر عددا من اليهود واكثر عددا من اتباع الكنيسة الانغليكانية"، كما جاء في دراسة المعهد الاميركي. . بحسب فرانس برس.

المسلمون والمسيحيون

من جهتها اكدت دراسة جديدة ان قبل عقدين من الزمان، كان عدد المسلمين في العام بحدود 1.1 مليار نسمة، وبعدين عقدين من الآن، سيصبح عددهم ضعفي ذلك العدد، وسيشكلون أكثر من ربع سكان الأرض، بينما لم تكن نسبتهم في العام 1990 تزيد على 20 في المائة، وبحسب الدراسة فإن عدد سكان باكستان، وغالبيتهم من المسلمين، سيزيد على عدد سكان إندونيسيا، التي تعتبر أكبر دولة إسلامية في العالم، وسيتجاوز عدد السكان فيها 256 مليون نسمة، وتتوقع الدراسة أن يزيد عدد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية على 6.2 مليون مسلم، في حين سيتضاعف عدد سكان أفغانستان، ويقترب من 50 مليون نسمة، لتصبح تاسعة دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وسيرتفع عدد المسلمين في إسرائيل إلى ربع عدد السكان، فيما تعتبر نسبة المواليد الفلسطينيين أعلى النسب في العالم. بحسب السي ان ان.

ومن المتوقع أن تصبح نيجيريا، التي شهدت عنفاً طائفياً بين المسلمين والمسيحيين أودى بحياة الآلاف من السكان خلال العقد الماضي، دولة ذات أغلبية مسلمة بحلول العام 2030، وستصل نسبة المسلمين في فرنسا وبلجيكا إلى 10 في المائة من السكان، بينما ستبلغ في السويد نحو 9.9 في المائة من إجمالي السكان، على أن نسبة المسلمين في أوروبا سترتفع في العام 2030، لتصل إلى 8 في المائة من إجمالي السكان في القارة العجوز، وفي إيران ستتباطأ نسبة الولادات خصوصاً وأن الإيرانيات يلجأن إلى استخدام ضوابط الحمل ويقتربن من نسبة الأمريكيات في هذا المجال، حيث تلجأ لهذه الوسيلة حوالي 73 في المائة من النساء الإيرانيات.

وبحسب التقرير، يعود سبب زيادة عدد السكان المسلمين في العالم إلى نسب الولادات المرتفعة بينهم، إذ تعتبر الأعلى بين سكان العالم، ورغم أن الزيادة بين المسلمين هي الأعلى في العالم، إلا أن نسبة هذه الزيادة أصبحت أقل من معدلاتها السابقة وتشهد تراجعاً بطيئاً قياساً بالأعوام السابقة، يقول ألان كوبرمان، المدير المساعد للمؤسسة "إنهم يزدادون، ولكن ببطء، إن الزيادة في السنوات العشرين الأخيرة أكبر مما نتوقع للعشرين سنة المقبلة."

ورغم الزيادة في أعداد المسلمين في العالم، إلا أن الديانة المسيحية تظل الأكثر انتشاراً، وسيظل أتباعها الأكثر عدداً خلال العقدين المقبلين، إذ يبلغ عدد أتباع المسيحية في العالم حوالي ملياري نسمة، أي ما بين 30 و35 في المائة من سكان العالم، ويتوقع أن يزيد عدد المسيحيين في العالم إلى 2.2 مليار نسمة بحلول العام 2030.

يعيشون من الزراعة

على صعيد اخر قال الأمير آغا خان، إمام الطائفة الإسماعيلية وصاحب الشبكة المعروفة دولياً للأعمال الخيرية، إن العالم الإسلامي مازال بحاجة للعمل على التنمية بصورة مركزة، خاصة وأن 70 في المائة من المسلمين يعتمدون بمعيشتهم على الزراعة، ولكنه دعا إلى دراسة متأنية لسبل التنمية، كي لا تواجه المجتمعات مع الوقت أزمة التقدم المتسرع الذي يصطدم مع طبيعته، وقال الآغا خان في لقاء متلفز أن الأولويات الأساسية بالنسبة لشبكة المؤسسات الخيرية العاملة تحت إشرافه هي إنجاز بناء شبكة متصلة من مؤسسات المجتمع المدني.

وشرح قائلاً "الأهم هو نظام المؤسسات المدنية، لقد توصلنا إلى خلاصة بعد نصف قرن من العمل الخيري إلى أن شبكة المنظمات الاجتماعية هي الضمان الأساس لتحقيق التنمية"، ولدى سؤاله عن العوامل التي تزعزع استقرار المنطقة الاقتصادي، وعلى رأسها مشكلة فارق النمو والثروة، والفجوة الهائلة في الدخل الفردي بين دولة مسلمة وأخرى قال الآغا خان إن الأمر لا يقتصر على الناتج المحلي، بل هناك عوامل أخرى بحاجة للمعالجة، وأضاف "القضية ليست الفرق في نوعية الحياة فحسب، بل هناك قضايا أخرى مثل تحديد السرعة المثالية للنمو، لأن الدول قد تقوم بعملية تنمية بسرعة أكثر من الضروري ما يولد المزيد من المشاكل غير المنتظرة، فالأمر ليس كيفية إخراج المجتمعات من حالة الجمود، بل تحديد الوسيلة الأفضل لذلك لأنه يجب عدم إرغام المجتمعات على التغيير. بحسب السي ان ان.

واعتبر الآغا خان أن مشكلة الانفجار السكاني حقيقية ومقلقة في الدول الإسلامية، لكن لفت إلى أن التنمية كفيلة بمعالجتها، إذ أثبتت التجارب التاريخية أن نمو المجتمعات يترافق عادة مع تراجع في نسب المواليد، ورداً على سؤال حول عودة اهتمام الدول الإسلامية بالتعليم وتخصيص أجزاء كبيرة من موازنتها لها، وإمكانية اعتبار ذلك محاولة لاستدراك السنوات الماضية باعتبارها "عقود ضائعة" وعلى مستوى التعليم قال الآغا خان "لا أعتقد أن المرء يمكن أن يصدر تعميماً مماثلاً للدول الإسلامية كلها"، وتابع "ماليزيا وإندونيسيا مثلاً استثمرتا بقوة في مجال التنمية البشرية، وهما اليوم تحصدان النتائج، بينما لم تسر دول أخرى بنفس السرعة، ربما بسبب النقص على صعيد المؤسسات المؤهلة، ولكن لا أظن أن الأوان قد فات لاستدراك الأمر كما يحصل الآن."

ورأى الآغا خان أن اهتمام دول شرق آسيا المسلمة، مثل ماليزيا، بالأسواق الخليجية، يدل على اتجاه متزايد لتعزيز التبادل التجاري بين الأسواق الإسلامية التي تضم قرابة 1.5 مليار مستهلك.

غير أنه لفت إلى ضرورة التمييز بين الدول التي فيها اقتصاديات تعتمد على الزراعة، والدول الأخرى ذات الأساس الصناعي، واعتبر أن عمليات التطوير يجب أن يكون هي حجر الأساس، لأن 70 في المائة من المسلمين يعتمدون بشكل أو بآخر على الزراعة في حياتهم ومعيشتهم.

حملة الامم المتحدة

الى ذلك تخلت الدول الاسلامية عن حملة بدأتها قبل 12 عاما لحماية الاديان من "التشويه" الامر الذي مكن مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة من اقرار خطة لتشجيع التسامح الديني، وانضمت البلدان الغربية وحلفاؤها من امريكا اللاتينية - وهم معارضون بشدة لمفهوم التشويه - الى الدول الاسلامية والافريقية في الدعم بدون تصويت للنهج الجديد الذي يحول التركيز من حماية المعتقدات الى حماية المعتقدين، ومنذ عام 1998 حصلت منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 عضوا على الموافقة بالاغلبية في المجلس وفي الامم المتحدة على سلسلة قرارات بشأن "مكافحة تشويه الدين".

وقال منتقدون ان مفهوم التشويه يتناقض مع القانون الدولي وحرية التعبير ويترك الباب مفتوحا أمام قوانين "التجديف" الصارمة مثلما في باكستان حيث استغل القانون هذا العام من قبل قتلة سياسيين اثنين معتدلين، وأضافوا أنه يسمح أيضا للدول التي يوجد بها ديانة مهيمنة بابقاء الاقليات الدينية تحت قيود مشددة أو حتى يتركهم عرضة للقمع أو التحول عن دينهم عنوة، لكن باكستان التي تتحدث باسم منظمة المؤتمر الاسلامي في المجلس قالت ان مثل هذه الحماية من التشويه ضرورية للدفاع عن الاسلام وغيره من الديانات من الانتقادات التي تغضب المتدينين العاديين. بحسب رويترز.

وأشارت الدول الاسلامية الى الرسوم الكارتونية الساخرة للنبي محمد في الدانمرك في عام 2005 والتي أثارت أعمال عنف مناهضة للغرب في الشرق الاوسط واسيا باعتبارها مثالا للمعالجة التي تنطوي على تشويه للدين الاسلامي والتي يريدون وقفه، غير أن التأييد انخفض في السنوات الاخيرة لتلك القرارات التي تشهد صراعا شرسا والتي كانت منظمة المؤتمر الاسلامي تسعى لتحويلها الى معايير رسمية لحقوق الانسان بالامم المتحدة، ويعترف القرار الجديد الذي جاء في ثلاث صفحات وصدر عقب مناقشات بين دبلوماسيين أمريكيين وباكستانيين في الاسابيع ألاخيرة بوجود "تعصب وتمييز وعنف" يستهدف المتدينين في كل أنحاء العالم، ويخلو القرار من أي اشارة الى "التشويه" ويدين أي تأييد للكراهية الدينية يرقى الى حد التحريض على العداء أو العنف ضد المتدينين ويدعو الحكومات الى التحرك لمنعها.

ووصفت حملة حقوق الانسان أولا التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا القرار بأنه "انجاز كبير لانه يركز على حماية الافراد وليس الاديان" وتخلى عن الجدل المثير للخلاف بشأن التشويه، غير أن دبلوماسيين من البلدان الاسلامية حذروا المجلس من أنهم قد يعودون الى القيام بحملة من أجل قانون دولي ضد التشويه الديني اذا بدا أن الدول الغربية لا تتحرك لحماية المتدينين.

الدين يتعرض إلى الانقراض

أظهرت دراسة جديدة أن الدين معرّض للانقراض في تسعة دول عالمية في كل من استراليا وكندا والنمسا وفنلندا وايرلندا وهولندا ونيوزلندا وتشيكيا وسويسر، يذكر أن الدراسة التي أعدها فريق اميري ضم خبراء من مؤسسة البحث للتقدم العلمي الأميركية وجدت أن ارتفاعاً ثابتاً في عدد الأشخاص بهذه البلدان الذين يقولون إنهم لا ينتمون لدين، وذكرت نتائج الدراسة أن الدين سيموت في كل الدول المذكورة، بعد ان راجعت بيانات تعود لقرن من الدول التي شملها إحصاء حول الانتماء الديني، وهي استراليا والنمسا وكندا وتشيكيا وفنلندا وايرلندا وهولندا ونيوزلندا وسويسرا.

وقال الباحث من مؤسسة البحث للتقدم العلمي، ريتشارد واينر، إنه "في عدد كبير من الديمقراطيات الحديثة العلمانية، هنالك نزعة بأن يصف الناس أنفسهم بغير المنتمين لدين، ففي هولندا بلغ العدد 40%، واعلى نسبة كانت في تشيكيا حيث بلغت 60%"، ووجد الباحثون الذين طبقوا في دراستهم نموذجاً ديناميكياً غير خطي حسابي، أن المؤشرات تبين في كل هذه الدول أن الدين متجه إلى الانقراض. بحسب يونايتد برس.

من جهتهم جاب قرابة مليوني مسيحي شوارع العاصمة الفلبينية مانيلا وهم حفاة وراء تمثال أسود للسيد المسيح يعتقد أنه يملك القدرة على الشفاء، والتمثال الخشبي للمسيح بالحجم الطبيعي ويعرف باسم "الناصري الاسود" ونحت في المكسيك ثم نقل الى الفلبين في أوائل القرن السابع عشر. ويتم اخراج التمثال من كنيسة كيابو في مانيلا في التاسع من يناير كانون الثاني من كل عام للقيام بأكبر مسيرة في الفلبين ذات الاغلبية الكاثوليكية، وسقط المئات مغشيا عليهم بسبب الحر وأصيب اخرون وسط تدافع الناس في الشوارع الضيقة، ونقل تسعة أشخاص الى مستشفيات قريبة بعدما أصيبوا بحالات ارتفاع في ضغط الدم وكسور وجروح.

وقالت الشرطة الفلبينية ان نحو نصف مليون شخص احتشدوا في قداس في الصباح الباكر أقيم في حديقة عامة، وقالت فلبينية تدعى جنيفر سوفو انها تشارك في المسيرة السنوية منذ أن كانت طفلة حتى تشكر الناصري الاسود على مساعدة أسرتها في التغلب على المرض والمشاكل المالية والشخصية، وقدرت الشرطة أن أكثر من 500 ألف شخص غالبيتهم حفاة الاقدام شاركوا في المسيرة التي امتدت لمسافة خمسة كيلومترات من متنزه لونيتا العام في مانيلا الى كنيسة الناصري الاسود مرورا بالاحياء القديمة في المدينة. بحسب رويترز.

الى لك ورغم أن الجدائية عقيدة خيالية تفتقت عن ذهن الكاتب والمخرج والمنتج السينمائي الأميركي جورج لوكاس لسلسلة أفلامه الشهيرة «حرب النجوم». لكن في وجود 40 ألف شخص يصرون على أن هذه هي ديانتهم، تصبح الجدائية رسمياً الديانة الرابعة في بريطانيا وتتفوق، من حيث عدد الأتباع، على اليهودية والبوذية، والآن وبريطانيا تتهيأ لإحصائها السكاني الجديد (كل عشر سنوات)، تعج مواقع الانترنت الاجتماعية على الدعوات لـ«إشهار» الجدائية وسط البريطانيين، وليس بوسع «مكتب الإحصاءات القومي» وقف هذا الاتجاه.

ونقل عن مدير المكتب، غلين واتشون، قوله «رغم أن الإجابة على أسئلة الإحصاء السكاني بالنكات والتعليقات الهزلية ليس مقبولاً، فلا شيء يحظر هذا بقوة القانون، ولذا فليس بوسعنا سوى القبول بأن شخصاً ما جدائي العقيدة»، ويقول نائب مدير المكتب، بيت بينتون، إن الإجابة على السـؤال عن الدين أو العقيدة اختياري (لأن البعض يعتبره تعديّاً على خصوصيته وحرياته العامة)، لكنه يضيف أن الإجابة عليه «مهمة لأنها تؤثر بشكل مباشر على خدمات المجالس البلدية التي ترسم سياساتها على أساس المعلومات الواردة في الإحصاء»، ويذكر أن الإحصاء يكلف الخزانة العامة 482 مليون جنيه (771 مليون دولار) ويوفر معلومات دقيقة يق ول بيت إنها تشمل 99.98 في المائة من سكان بريطانيا. 

من جهة اخرى وعلى جزيرة بالي الاندونيسية  توقفت الحركة على مدى 24 ساعة بمناسبة عيد هندوسي مخصص لطرد الشياطين، ففي كل عام تخلو الشوارع من المارة، وتتوقف الملاحة في المطار، وتقفل المتاجر ابوابها ويخصص النهار للصوم والتأمل في جزيرة بالي التي يطلق عليها اسم "جزيرة الالهة"، وخلت الشوارع سوى من "بيكالانغ"، وهم حراس تقليديون يجوبون الشوارع للتثبت من احترام التقاليد، ويتزامن هذا العيد، ويطلق عليه اسم عيد "نيبي"، مع رأس السنة لدى شعب ساكا في بالي، وبالي هي الجزيرة الوحيدة ذات الغالبية الهندوسية في اندونيسيا التي تعد أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/آذار/2011 - 24/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م