تقسيم مطالب الشعوب طائفيا

باطل

بشرى الخزرجي

تابعت المجتمعات المنصفة في العالم الطريقة التي تعاملت بها السلطات البحرينية بمساندة قوات درع الجزيرة العابرة للحدود بحجة المساعدة في استتباب الأمن وعودة الأمور إلى ما كانت عليه! وشاهدنا الازدواجية والتمييز الذي تعرض له شعب البحرين المسالم..

واقع أسفر عن جرائم قتل متعمد في شوارع وقرى المملكة الصغيرة مورس أمام عدسات الإعلام العالمي فاق كل التصورات، فمن خلال المتابعات اليومية لما يجري من حراك شعبي كبير زلزل الأرض تحت عروش الطغاة، تلمسنا حجم الظلم والتمييز الوقح الذي تناول الانتفاضة البحرينية، ومن كل النواحي الإعلامية والدولية والإنسانية!

وانحازت بعض وسائل الإعلام العربية، بعد أن استنفذت قدراتها الهائلة وما بوسعها لنصرة الشعوب المنتفضة في دول عربية أخرى خرجت شعوبها مطالبة بإسقاط الدكتاتورية وتحقيق العدالة..

 وجدنا الصمت أو التبرير في أحسن الحالات (كعادة الإعلام العربي إذا تعلق الأمر بقتل الشيعة) ومقابل ما تعرض له الشعب البحريني الأعزل حيث الإنتهاكات المبيتة سلفا والمعدة بدهاء وخبث كبيرين..

وبحق أنها لفضيحة جديدة تضاف إلى فضائح الحكومات العربية الساقطة في الحضيض، وتعامل طائفي مرفوض مع غالبية بحرينية تطالب بالحقوق، فما ذنب شعب خرج لأجل التعديل والإصلاح، يقتل ويقمع وتشوه صورته من اجل التنصل عن الاتفاقات والورقة الإصلاحية التي كادت أن تبرم بين قيادات المعارضة البرلمانية وولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة، والعمل على حرق الفرص المطروحة من خلال المفاوضات!

لقد دفعت الحكومة البحرينية بالجماهير إلى المطالبة بتغيير النظام، عندما استعانت بقوات خارجية استخدمت العنف الغير مبرر في قمع المعارضين، ونعلم علم اليقين مستوى الحقد والعداء الذي تكنه المؤسسات الدينية والحكومية في الأوساط العربية والخليجية، بخاصة المؤسسة الدينية في مملكة السعودية، وتحاملها على المسلمين الشيعة! لكننا لا نقدر ولا نفهم بل نستنكر وباحتقار شديد تضامن حكومات تدعي التحضر مثل دولة الأمارات العربية وقطر المفتوحة ثقافيا!

 انه العار بعينه والسقوط بذاته، فقد تورطتم "يا شيوخ مجلس التعاون الخليجي" ويا حكومة البحرين العتيدة! وتلطخت أياديكم الآثمة في دماء شعوبكم، بتعاونكم على العدوان الجائر وسحق أحلام الشباب الواعد، الداعية لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وبإذن الله تعالى خاب مسعاكم في دحر الجماهير المسالمة، فلم تعد الثقة موجودة ولا المصداقية حاضرة على طاولة حواراتكم، بعد أن حكّمتم لغة السلاح ووصمتم المعارضة البحرينية الصابرة بالعمالة والإرهاب ولصق التهم والافتراءات التي تنال من ولاء الشعب البحريني الأصيل، وكذب ادعاء انتمائه لدولة إيران!.. تهما باطلة تعود شيعة العالم العربي سماعها من أمثالكم.

تنويه: ستنطلق يوم السبت المصادف19.3.2011 وفي الساعة 2.30 تظاهرة أمام السفارة البحرينية في لندن، تندد بالغزو السعودي الغاشم و بعمليات القتل والعنف الذي تعرض له الشعب البحريني المسالم.

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/آذار/2011 - 14/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م