الكوارث الطبيعية... ابرز الاحداث لعام 2010

شبكة النبأ: شهد العام الماضي موجة كبيرة من الكوارث الطبيعية التي القت بظلالها على معظم الاصعدة الانسانية والحياتية، سيما انها كبدت المجتمع الدولي خسائر في الارواح والممتلكات، الى جانب الخسائر في اقتصاديات الدول وحركة التجارة العالمية.

حيث اعتبر المراقبون ان ما حدث خلال عام 2010 من كوارث كان الاشد على الحياة في كوكب الارض منذ عقود، مما حدى بالمنظمات الدولية والانسانية وضع دراسات تقيم الاضرار وطرق التكيف مع ما حدث في الوقت الحالي والمستقبل ايضا.

تكلفة 2010 تبلغ 109 مليارات  

قالت الامم المتحدة ان الكوارث الطبيعية سببت خسائر اقتصادية بلغت 109 مليارات دولار العام الماضي مرتفعة أكثر من ثلاثة أمثالها عن 2009 مع تحمل شيلي والصين معظم النفقات.

وأظهرت بيانات من مركز بحوث الاوبئة الناجمة عن الكوارث أن الزلزال الذي ضرب شيلي في فبراير شباط وبلغت قوته 8.8 درجة كبدها خسائر تبلغ 30 مليار دولار. وتسببت الانهيارات الارضية والفيضانات الصيف الماضي في الصين في خسائر بلغت 18 مليار دولار.

ورغم أن زلزال هايتي في 12 يناير كان أكثر الاحداث دموية في 2010 بعد أن أسفر عن مقتل 316 ألف شخص وفقا للحكومة في بورت أو برنس فان خسائره الاقتصادية بلغت ثمانية مليارات دولار. وقدرت خسائر فيضانات يوليو تموز- أغسطس اب في باكستان بنحو 9.5 مليار دولار.

وقالت مارجريتا والستورم مساعد الامين العام للامم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث ان الدول التي نموا سريعا تواجه ارتفاعا في الاسعار جراء الكوارث الطبيعية.

وقالت في حديث مع الصحفيين في جنيف وهي مقر معظم وكالات المساعدات والاغاثة التابعة للامم المتحدة "ان قدرا متزايدا من الثروة المتراكمة يتأثر بالكوارث."

وأضافت أن المدن على وجه الخصوص معرضة لخسائر اقتصادية كبيرة عنما تتعرض بنيتها التحتية لزلازل أو عواصف كبيرة. بحسب فرانس برس.

وقالت ان المناطق الحضرية باتت في حاجة ماسة الى الاصلاحات مع تنامي الكوارث المناخية والزلازل في تلك المناطق.

وتشير بيانات الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث التابعة للامم المتحدة الى أن أكثر المدن سكانا الواقعة في مناطق الزلازل تتضمن مكسيكو سيتي ونيويورك ومومباي ودلهي وشنغهاي وكولكاتا وجاكرتا وطوكيو.

وقالت والستورم ان هناك ايضا كثيرين يعيشون في أجزاء من مناطق حضرية عرضة لانهيارات أرضية وفيضانات تتزايد توقعات حدوثها كنتيجة للتغيرات المناخية محذرة أيضا من مخاطر ناجمة عن "أحداث صامتة" مثل موجات الجفاف.

وقال مركز بحوث الاوبئة الناجمة عن الكوارث ان 373 كارثة تم تسجيلها العام الماضي من بينها 22 في الصين و16 في الهند و14 في الفلبين.

وأظهرت البيانات ان العواصف والزلازل والموجات الحارة والباردة أثرت على 207 ملايين نسمة وتسببت في مقتل 296 ألف شخص.

وتسببت موجة حارة في الصيف في وفاة 55736 شخصا في روسيا وأضرار للمحاصيل وساهمت في رفع أسعار الاغذية.

وقتل 2986 شخصا في زلزال ضرب الصين في أبريل نيسان كما لقي 1985 شخصا حتفهم في فيضانات باكستان.

ويتم تقييم الخسائر الاقتصادية بناء على بيانات من السلطات الوطنية وأيضا من شركات التأمين ومن بينها سويس ري وميونيخ ري ولويدز.

295 الف قتيل

من جانبها اعلنت شركة اعادة التأمين الاولى في العالم، الالمانية "ميونيخ ري" ان الكوارث الطبيعية التي ضربت العالم في 2010 وكانت مدمرة بشكل غير معهود، خلفت 295 الف قتيل وتسببت بخسائر مادية بقيمة 130 مليار دولار.

وكان اخطر هذه الكوارث الزلزال الذي ضرب هايتي في كانون الثاني/يناير (222 الفا و570 قتيلا) وموجة الحر وحرائق الغابات التي ضربت روسيا في الصيف (56 الف قتيل) وزلزال الصين في نيسان/ابريل (2700 قتيل).

اما افدح الخسائر فوقع في تشيلي بعد الزلزال الذي ضربها في شباط/فبراير (خسائر بقيمة 30 مليار دولار و520 قتيلا) والفيضانات التي شهدتها باكستان من تموز/يوليو الى ايلول/سبتمبر (9,5 مليارات دولار خسائر و1760 قتيلا). بحسب رويترز.

وفي الدول المتطورة، ضربت العاصفة سينتيا في شباط/فبراير اوروبا الغربية (65 قتيلا وخسائر بلغت 6,1 مليار دولار) بينما كبدت الاعاصير الولايات المتحدة خسائر قيمتها 4,7 مليارات دولار.

وفي المجموع احصت اكبر شركة عالمية لاعادة التأمين 950 كارثة طبيعية في 2010 وهو رقم اكبر بكثير من معدلات الكوارث في السنوات الاخيرة (615 سنويا).

وادت هذه الكوارث الى سقوط عدد ضحايا اكبر باربع مرات من معدل القتلى السنوي منذ 1980. فقد قتل فيها 295 الف شخص مقابل 66 الفا في المعدل. اما خسائرها فبلغت 130 مليار دولار مقابل 95 مليارا كمعدل خسائر سنوي.

فهم تأثير الكوارث

وخلال عام 2010، وقعت خمس من أشد الكوارث المدمرة من حيث الخسائر في الأرواح والسلع والبنية التحتية في قارة آسيا. غير أن الخبراء يقولون أن الاستثمار في التخطيط لمواجهة الكوارث يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً تجاه خفض عدد الضحايا.

وفي هذا الإطار، قالت ديباراتي جوها سابير، مدير مركز بحوث أوبئة الكوارث، الذي يتخذ من بلجيكا مقراً له: "تحدث الكوارث في آسيا بسبب الفيضانات إلى حد كبير والعواصف في المقام الثاني. أعتقد أن هناك وعياً متنامياً بأهمية إدارة الفيضانات، لأنها كثيراً ما تدمر المحاصيل الزراعية، فضلاً عن البنية التحتية، ولكن هذا الوعي ليس بالكافي".

وقد كان ضعف الأدلة على تأثير الكوارث الطبيعية على حياة الإنسان وسبل العيش على المستوى الجزئي السبب الرئيسي في عدم اتخاذ الحكومات إجراءات استباقية للحد من مخاطر الكوارث، وفقاً لجوها سابير. فعلى سبيل المثال، لم يكن هناك فهم للآثار القصيرة الأجل والطويلة الأجل التي تخلفها الفيضانات في القرى.

وقد أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز بحوث أوبئة الكوارث في ولاية أوريسا المعرضة للفيضانات في الهند، أن الأطفال في القرى المتضررة من الفيضانات يعانون من مستويات أعلى بكثير من سوء التغذية المزمن مقارنة بأطفال يماثلونهم في الفقر في القرى التي لم تتعرض لفيضانات.

وأضافت جوها سابير أن مجتمع الإغاثة الدولية، الذي يركز على الاستجابة القصيرة الأجل للكوارث، يتحمل جزءاً من اللوم. وأشارت إلى أنه في الحالات التي تكون فيها الدول غير قادرة على تعزيز الاستجابة على المستوى المحلي، ينبغي على منظمات الإغاثة الدولية والوطنية أن تحاول تمكين المجتمعات المحلية لتحسين قدرتها على التعامل مع الكوارث.

من جهتها، قالت مارغريتا والستروم، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة للحد من الكوارث أنه "من المهم جداً بالنسبة للحكومات المحلية وقادة المدن وشركائهم أن يدمجوا التكيف مع تغير المناخ في التخطيط الحضري". وأضافت أن "ما نسميه 'الحد من مخاطر الكوارث' – وما يسميه البعض 'التخفيف من المخاطر' أو'إدارة المخاطر' - هو أداة استراتيجية وتقنية لمساعدة الحكومات الوطنية والمحلية على الوفاء بمسؤولياتها تجاه مواطنيها" موضحة أن هذا "لم يعد إجراءً اختيارياً".

كانت الزلازل والفيضانات وموجات الحرارة والبرودة من بين 373 كارثة طبيعية مسجلة في عام 2010، أدت في مجملها إلى وفاة أكثر من 296,800 شخص، وتضرر ما يقرب من 208 مليون آخرين، وإلحاق خسائر تقدر بنحو 110 مليار دولار، وفقاً لمركز بحوث أوبئة الكوارث.

وقد تسببت الكوارث الطبيعية في الصين وباكستان في خسائر بلغت قيمتها أكثر من 27 مليار دولار، بالإضافة إلى مقتل ما يقرب من 8,500 شخص.

ففي الصين، أدت الزلازل التي ضربت البلاد في أبريل 2010 إلى مقتل 2,968 شخصاً بينما لقي 1,691 غيرهم حتفهم في الفيضانات ما بين مايو وأغسطس. بالإضافة إلى ذلك، قتل 1,767 شخصاً بسبب حوادث الانهيارات الطينية أو الأرضية أو تساقط الصخور التي نجمت عن الأمطار الغزيرة والفيضانات في شهر أغسطس.

أما في باكستان، لقي نحو 2,000 شخص حتفهم في مياه الفيضانات التي غطت خُمس الأراضي بعد انهمار الأمطار الغزيرة على شمال غرب البلاد، متسببة في ارتفاع مستوى نهر الإندوس وروافده في الفترة من يوليو إلى أغسطس 2010.

كما قتل زلزال هايتي 222,500 شخص في شهر يناير وتسببت موجة حرارة خلال الصيف في روسيا في حوالي 65,000 حالة وفاة، مما جعل عام 2010 الأكثر فتكاً خلال عقدين على الأقل.

وسلط مركز بحوث أوبئة الكوارث الضوء أيضاً على التضارب في قياس الخسائر بسبب الاختلافات الاقتصادية الهائلة. وحول ذلك قالت جوها سابير: "هبطت هايتي، التي تصدرت القائمة بأكبر عدد من الوفيات، إلى المركز الرابع في قائمة الأضرار الاقتصادية". أما تشيلي، التي ضربها زلزال في فبراير 2010، وعانت من سابع أعلى خسائر في الأرواح، تصدرت قائمة البلدان التي عانت من خسائر مالية.

وأضافت قائلة: "هذا مثال جيد على عدم ملائمة طريقة قياسنا للخسائر، إذ لا يتم تضمين الخسائر في الأرواح في هذا الإجراء. ولأن قيمة العقارات في تشيلي أعلى بكثير مما كانت عليه في هايتي، وانتشار التأمين فيها أكبر، فقد كانت الخسائر هناك أكبر أيضاً".

انزلاق للتربة يؤدي الى طمر حوالى مئتي شخص في كولومبيا

الى ذلك ادى انزلاق للتربة في موسم امطار لا سابق له في ميديين (400 كلم الى شمال غرب بوغوتا) كبرى مدن مقاطعة انتيوكيا الى طمر حوالى مئتين من سكان هذه المدينة الواقعة شمال غرب كولومبيا.

وقال الناطق باسم مقاطعة انتيوكيا خورخي اومبرتو سالازار "تمكنا في هذه المرحلة من انتشال جثتي راشدين. وامر الحاكم بمواصلة عمليات البحث ليلا و350 من رجال الانقاذ يعملون حاليا".

وكان نائب مدير عمليات الانقاذ للصليب الاحمر الكولومبي سيزار اوروينيا لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان "التقديرات الاولية تشير الى ان ما بين 150 ومئتي شخص مفقودون وعثر على ثلاثة حتى الان احياء". بحسب فرانس برس.

واضاف ان رجال الاسعاف يحاولون العثور على احياء بين الانقاض. وحصل الانزلاق عند الساعة 14,00 (19,00 تغ) في قطاع غابريلا شمال ميديين ثاني مدينة في كولومبيا.

واصاب انزلاق التربة حوالى عشرة مبان من ثلاثة طوابق حسب المسؤول نفسه الذي اوضح ان فرق الانقاذ تقدر عدد الذين كانوا في كل مبنى بين 15 وعشرين شخصا.

وقال مصور من وكالة فرانس برس في المكان ان حوالى 300 شخص انضموا الى رجال الانقاذ للبحث عن جيرانهم.

واوضح سالازار ان انزلاق التربة اصاب ايضا حديقة يرتادها اطفال موضحا ان السكان "قلقون جدا على الاطفال".

والحادث مرتبط بضعف التربة بسبب الموسم الثاني للامطار السنوية الذي بدأ في ايلول/سبتمبر في كولومبيا.

وميديين مدينة صغيرة محاطة بواد وتضم عشرات الاحياء التي تتضمن منازل هشة مبنية على سفح جبل وتتأثر الى حد كبير بانزلاق التربة.

وتشهد كولومبيا منذ مطلع العام هطول امطار غير مسبوقة ادت الى مقتل حوالى 174 شخصا، حسب اخر حصيلة لوزارة الداخلية.

وارتفع عدد المنكوبين بهذه الامطار الى 1,5 مليون شخص بينما اعلن 28 من اصل 32 اقليما في البلاد في حالة كارثة طبيعية.

معايير البحث والإنقاذ تبلغ عامها العشرين

في سياق متصل عندما ضرب زلزال بقوة 8.1 درجة على مقياس ريختر مكسيكو سيتي عام 1985، بحثت فرق الاستجابة للكوارث نفس المباني مراراً وتكراراً، وخلال جهود البحث والإنقاذ التي تلت زلزال 1986 في السلفادور، اصطدم فريقا إنقاذ أوروبيان حول النهج المناسب للقيام بالمهمة.

وقال جو بيشوب، وهو مستشار إدارة الطوارئ، أنه منذ عشرين عاماً كانت أعمال البحث والإنقاذ الدولية "فوضوية للغاية... فقد كان المجال مفتوحاً أمام الجميع، ولم يكن هناك قاسم مشترك على الإطلاق... كما كانت الأدوات المستخدمة غير مناسبة أبداً لهذه المهمة... وكان كل ذلك على حساب المتضررين".

ولكن الوضع تغير مع إنشاء الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ في شهر ديسمبر قبل 20 عاماً. وأضاف بيشوب قائلاً: "اعتقد أنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ولكننا قطعنا شوطاً كبيراً منذ وقوع زلزال المكسيك في 1985".

ويتفق معه في الرأي ينس كريستنسن، وهو مسؤول في الأمم المتحدة تم إنقاذه من بين الأنقاض بعد خمسة أيام من زلزال 12 يناير 2010 في هايتي، حيث قال: "لقد قطع الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ شوطاً طويلاً خلال الـ 20 عاماً الماضية".

وكانت الاستجابة الدولية للزلزال الذي ضرب هايتي الأكبر من نوعها على الإطلاق. وأوضح كيل لارسون، أحد كبار مستشاري الحكومة السويدية، أن "أفضل ما في ذلك حقيقة أن فرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية أنقذت عدداً أكبر من الأرواح من أية استجابة لزلزال آخر خلال العشر أو العشرين عاماً الماضية".

بدورها، قالت نيهان اردوغان، مسؤولة الشؤون الإنسانية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وعضو فريق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق في هايتي، أن عملية البحث والإنقاذ في هايتي "سمحت للفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ بتعلم دروس هامة".

وقد عقد الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ اجتماعه الدولي الأول في كوبي باليابان، في شهر سبتمبر، جامعاً بذلك 200 مشارك و79 بلداً وثماني منظمات دولية. وقد أطلق الاجتماع الذي شارك في تنظيمه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) احتفالات الذكرى العشرين لانشاء الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ، وأحيى الذكرى الخامسة عشرة لزلزال هانشين العظيم في كوبي. بحسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وتعتقد اردوغان أن الإنجاز الرئيسي للاجتماع هو إعلان هيوغو الذي اعتمد من قبل جميع الدول الأعضاء المشاركة. وأضافت أن الخطوة المقبلة هي تحقيق "فهم مشترك واستراتيجية مشتركة لإحداث فرق كبير على المستوى التشغيلي".

وتعتقد اردوغان أن أكبر درس تعلمه الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ على مر السنين هو الاتفاق على الحد الأدنى من المعايير الدولية. وفي إشارة إلى تجربتها في هايتي، قالت: "لقد كان تنسيق عمليات البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية تحدياً كبيراً، نظراً لأن الفرق كانت تملك آراء ومناهج مختلفة تماماً حول التدابير الأمنية".

وفي 16 ديسمبر 2002، صادق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 57/150 على وضع معايير دولية وبناء قدرات البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية بهدف تحسين كفاءة وفعالية عمليات البحث والإنقاذ الدولية، ولكن التحدي المتبقي كان اعتماد الفرق الدولية المؤهلة للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية. ومن الإجراءات التي سبق اتخاذها لمعالجة هذه الفجوة إجراء الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ لعملية التصنيف الخارجي التي بدأت في 2005 لتحديد الفرق المؤهلة.

وأفادت اردوغان أن "هايتي كانت أول كارثة كبيرة استخدمت فيها الفرق المصنفة". وفي ضوء ما حدث في هايتي، "نحن نعلم جيداً الآن أن التصنيف الخارجي الذي يقوم به الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ قد نجح بامتياز". مع ذلك، فمن أصل 60 فريقاً دولياً للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية استجاب لزلزال هايتي، كانت ثماني فرق فقط مصنفة من قبل الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ، حيث أشار لارسون إلى "أن العملية مكلفة وبطيئة إلى حد ما".

وقد يستغرق فريق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية الدولية سنوات لإكمال عملية التصنيف، كما أفادت اردوغان، وقائمة الانتظار للتأهل لتصنيف الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ تمتد حتى 2014. وأضافت أنه بمجرد حصول أي فريق على التصنيف، فإننا نبدأ "بتحدث اللغة نفسها وفعل الشيء نفسه".

من جهته، قال ماريوش فلتيناوسكي، قائد الفريق المصنف للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية في بولندا، في عرض للاستجابة لزلزال هايتي أن "التعاون مع الفرق المصنفة الأخرى تم دون أخطاء تقريباً، وهذا حدث لأن الفرق عملت وفقاً لنفس المعايير، وبمعدات متشابهة وبشكل رئيسي لأنها كانت تعرف بعضها البعض".

أما الدرس الآخر فكان الحاجة إلى تعزيز القدرات على المستويات المحلية والوطنية والدولية. فبسبب ضيق الوقت وطول المسافات، قد تمر 48 ساعة على الأقل قبل وصول فريق إنقاذ دولي في حالات الطوارئ.

وقال لارسون: "إذا استطعنا نشر هذه المنهجية على جميع مستويات وطبقات الاستجابة، سنتمكن عندها من إنقاذ المزيد من الأرواح. وإذا تم تدريب الفرق الوطنية، يمكنها عندئذ التعاون معاً والعمل على نحو أفضل مع الفرق الدولية في عملية الإنقاذ".

ويسعى الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ الآن إلى تصنيف الفرق الوطنية. وأشار توني فريش، رئيس الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ، أنه على الرغم من أن فوائد عملية التصنيف الخارجي في ضمان الحد الأدنى من المعايير التشغيلية الدولية ومطابقة الاحتياجات بالقدرات ظهرت جلياً في هايتي، إلا أن أهمية إدخال الحد الأدنى من المعايير ومنهجية مماثلة على الصعيد الوطني أصبحت واضحة تماماً كمفتاح لتحسين التأهب لمواجهة آثار الزلازل".

ودرس آخر تناوله الاجتماع الدولي في كوبي كان مفهوم "ما بعد الأنقاض". فقياساً على حريق محلي والاستجابة التي تقوم بها دائرة الإطفاء المحلية، أشار لارسون إلى أن رجال الإطفاء لا يأتون ويخمدون الحريق ثم يغادرون فحسب. فهناك إجراءات تتبع إخماد الحريق مثل نقل الضحايا والتعامل مع الصدمات النفسية وغيرها. وأضاف أن هناك مجالاً لتحسين الآداء في مرحلة ما بعد وقوع الكوارث.

وخلال هذه الفترة في هايتي، كان ينظر إلى توسيع دور فرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية كإضافة قيمة إلى المساعدة الإنسانية الشاملة، حيث قاموا بتقييم سلامة المباني العامة الحيوية واستعادة المعدات التالفة وجمع المتوفين. وقد أصبح الاعتراف بأهمية مرحلة إعادة الإعمار جانباً هاماً من جوانب تفكير فرق البحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية حول الاستجابات المستقبلية للكوارث.

ويشمل الفريق الدولي النموذجي للبحث والإنقاذ بالمناطق الحضرية مكونات البحث والإنقاذ والعناية الطبية، فضلاً عن الدعم الإداري واللوجستي، ويمكن نشره في غضون ثماني ساعات من الإخطار بحدوث حالة طوارئ. ويتألف الفريق المتوسط من 20 إلى 60 عضواً أما الانتنشار الدولي الكبير فيتطلب من 80 إلى أكثر من 100 عضو.

وقال بيشوب أنه "في معظم عمليات البحث يتم إنزال الكلاب في البداية، ولكن هناك حاجة أيضاً لوجود مهندسين إنشائيين وأطباء بيطريين ومسعفين. ويمكن للفريق البقاء في المهمة لمدة 10 إلى 14 يوماً قبل وصول امدادات جديدة، ولكن الفعالية التشغيلية لانقاذ الحياة محدودة بحوالي أربعة أيام. "فمعدل البقاء على قيد الحياة ينخفض بشكل كبير بعد اليوم الرابع".

وأضاف أن "السكان المحليين يقومون بـ 90 بالمائة من عمليات الإنقاذ، [بينما] تتعامل الفرق الدولية مع عمليات الإنقاذ عبر الاختراق العميق التي يطول أمدها".

وقال مسؤول كبير في مجال العمل الإنساني أنه "من الواضح جداً" أن الدول اكتسبت صورة إيجابية في وسائل الإعلام بسبب فرق البحث والإنقاذ الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، فهي وسيلة جيدة لصقل المهارات وتطوير "التجارب الحياتية الحقيقية" لاستخدامها في بلادها.

مع ذلك، وكما أشار بيشوب، "يتم نشر هذه الفرق مجاناً، وهي لا تكلف البلد المتضرر سنتاً واحداً إذ أن المحرك الأساسي لها هو تقديم الإغاثة الإنسانية". وأضاف أن الاستثمار الذي يقومون به في البلدان الضعيفة هو الاستثمار الصحيح، فالمعدات والتدريب وتكاليف الصيانة ستكون غير مستدامة في كثير من البلدان".

ورغم عدم وجود "ما يمنع شخص طيب من القدوم مع كلب ومعول... فإن أسرة الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ تعمل على تصفية ['سياحة الكوارث']،" كما أفاد بيشوب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8/شباط/2011 - 4/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م