قناة الجزيرة... داينمو الانتفاضات العربية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لعبت قناة الجزيرة في تغطياتها المتواصلة للاحتجاجات التي شهدتها بعض الدول العربية خصوصا في تونس ومصر دورا فاعلا في ايصال صوت الانتفاضات وما يتعرض له المحتجون من قمع ومواجهات شرسة، كان لها الفضل في الوقت ذاته بتأجيج مشاعر المناهضين للديكتاتوريات القابعة على صدور المجتمعات العربية، بالرغم من تعرض القناة الى عمليات غير شرعية من قبل تلك السلطات وصلت الى حد وقف البث واعتقال العاملين في مكاتبها.

لاعب اساسي

حيث يرى محللون ان قناة الجزيرة القطرية التي اغلقت القاهرة مكاتبها الاحد، باتت اكثر من اي وقت مضى لاعبا اساسيا في تحريك الشارع الذي اسقط الرئيس التونسي ويهز النظام في مصر، ولكن وسط جدل حول اجندتها السياسية المفترضة.

وعبر شاشة الجزيرة يوسف القرضاوي، وهو احد "نجوم" القناة التي اشتهر في العالم العربي بفضلها، صوته بعد ظهر السبت الى الاصوات المطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك فيما بثت الفضائية على مدار الساعة صور الجماهير الغاضبة والساحات الممتلئة بالرغم من حظر التجول. وقال القرضاوي المصري الاصل والمقيم في قطر "ارحل يا مبارك، ارحم هذا الشعب، وارحل حتى لا يزداد خراب مصر".

وقررت القاهرة مؤخرا اغلاق مكاتب الجزيرة وسحب اعتمادات صحافييها كما تم قطع بث القناة على قمر نايل سات المصري. واعتبرت القناة ان منعها من العمل في مصر يهدف الى "اسكات اصوات الشعب المصري" ووعدت باستمرار تغطيتها "الشاملة والمعمقة" للاحداث.

وقال الاكاديمي والمحلل السياسي الاماراتي عبد الخالق عبد الله لوكالة فرانس برس ان "النظرة العربية تتهم الجزيرة بتحريض الشارع وهذا الاتهام بمحله، لكن هذا وسام للجزيرة".

واعتبر عبد الله انه "لا شك ان الجزيرة خلال الازمة التونسية وخلال المظاهرات في مصر كانت لاعبا مهما" و"لولا الجزيرة لما تحرك الشارع بهذه القوة" فاسقط النظام التونسي ويهز اليوم النظام في مصر، وسط تظاهرات احتجاجية في عموم العالم العربي. بحسب فرانس برس.

وبحسب عبدالله، فان الانتفاضات الشعبية كانت ستحدث من دون الجزيرة لكن القناة جعلت هذه الانتفاضات "حدثا ملهما للجماهير العربية".

وفي نفس الوقت باتت الجزيرة ايضا واكثر من اي وقت مضى، تقلق انظمة عربية وقد تتسبب بازمات جديدة بينها وبين قطر على غرار سلسلة ما حصل في الماضي مع السعودية والمغرب والاردن وتونس والعراق وغيرها.

ورأى عبد الله ان "بعض الانظمة والزعماء وجدوا ان ما تقوم به خطير. فقد ساهمت في تحريك الشارع الذي استهانوا به على ما يبدو".

وفي هذا الاطار، طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي تشهد بلاده ايضا تظاهرات مطالبة بسقوطه، من امير قطر الخميس التدخل لدى الجزيرة "للتهدئة الاعلامية والابتعاد في ممارستها للمهنة الاعلامية عن اساليب الاثارة والتاجيج والتحريض". واعتبر ان "تلك الممارسات" من قبل الجزيرة تخدم اسرائيل وتنظيم القاعدة.

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت ان وثائق المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي كشفت عنها القناة هذا الشهر واوحت بان السلطة الفلسطينية قدمت تنازلات كبيرة، "اكاذيب حاولوا ان يروجوها لانهم اعتقدوا ان ما حصل في تونس يمكن ان يحصل هنا وربما أسهل".

لكن المحلل السياسي اللبناني المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان قال لوكالة فرانس برس ان تغطية الجزيرة لاحداث مصر اختلفت في ايامها الاولى عن تغطية الانتفاضة التونسية التي نقلتها باهتمام بالغ منذ ساعاتها الاولى. وقال "في تونس الجزيرة سبقت الشارع، وفي القاهرة لحقت به".

وبحسب بدرخان، فانه في الايام الاولى من الاحداث "اعطت الجزيرة اشارات بانه ليس لديها استعداد لمعالجة الموضوع المصري بنفس طريقة الموضوع التونسي".

وكانت القناة تتابع في المقابل تعطي الاولوية في تغطيتها للوثائق السرية حول المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.

لكن تطور الاحداث والمنافسة خصوصا مع قناة العربية التي كانت موجودة على الارض، فرض نفسه على القناة بحسب بدرخان و"بات من الضروري التعامل مع الموضوع المصري واعطاءه اولوية قصوى"، وترجم ذلك في الايام الاخيرة من الاحداث.

لكن جدلا يدور منذ سنوات حول اتهام الجزيرة بالانحياز الى حركات المعارضة والقرب من الاسلاميين، فضلا عن تساؤلات حول مدى تناغم الاجندات بين القناة وقطر.

وقال عبد الخالق عبد الله ان الجواب يكمن في شعار الجزيرة نفسه الذي تبثه القناة يوميا، والذي يظهر اسم القناة على شكل نقطة تنزل في البحر الراكد "فيتحرك وتنطلق منه الامواج".

وبحسب المحلل، فان الجزيرة التي تاسست في 1996 "لم تخف منذ اللحظة الاولى انها تريد ان تكون حصى تحرك ركود الشارع العربي".

ويؤيد ذلك عبدالوهاب بدرخان الذي قال ان "الجزيرة من الاساس تريد ان تفتح المجال لكل المعارضات".

لكن بحسب بدرخان، فان القناة لمست ان المشاهد لا يكتفي بالخبر بل يريد التحليل والرأي. وهنا انفتحت "الاجندات السياسية على التغطية، سواء كانت تمثل قطر نفسها او لا تمثلها".

وعن اتهام الجزيرة بالميل الى الاسلام السياسي في تغطيتها، قال بدرخان ان القناة نشأت في خضم صعود التيار الاسلامي وواكبت صعود هذا التيار.

وذكر انه "بعد حرب العراق في 2003 وتطورات الوضع في فلسطين، اصبح هناك راديكالية اكثر بالنسبة لتجذر التيار الاسلامي واصبح التيار يسيطر على مستوى استقطاب الاعلاميين" في القناة.

لكن بالنسبة لعبد الخالق عبد الله، فان قطر والجزيرة "وجهان لعملة واحدة" و"القطريون سعداء بالجزيرة والجزيرة اضافت الى قطر ما لم تحلم به على الاطلاق".

واشار عبد الله الى ان الدوحة هي الآن "عاصمة سياسية" لدول الخليج العربية عبر دورها الدبلوماسي في لبنان والسودان وفلسطين وغيرها ولدى القطريين "طموح حقيقي بالزعامة السياسية" و"الجزيرة ليست الا اداة لتحقيق الطموحات القطرية".

حظر القناة الجزيرة

والقرار الذي اتخذته مصر مؤخرا باغلاق مكاتب الجزيرة يظهر الدور البارز الذي لعبته القناة في تغطية الانتفاضات الشعبية التي لم يسبق لها مثيل ضد الحكام العرب.

وكثيرا ما ضايقت مصر القناة التلفزيونية الفضائية التي تتخذ من قطر مقرا لها منذ أن بدأت البث عام 1996 لتطلق ثورة في الاعلام العربي في وجه الاعلام الخاضع لسيطرة الدولة لكن مصر لم تحاول قط من قبل إغلاق عمليات القناة بشكل كامل.

وكان للقناة دور بارز في تغطية الانتفاضة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في وقت سابق من هذا الشهر رغم أنها كانت محظورة بالفعل في تونس.

ولإحساسها بأن النموذج التونسي سيطلق حركات تقلده في أماكن أخرى لعبت القناة دورا في التعبئة في مصر أدت الى احتجاجات هائلة في الاسبوع الماضي تطالب بالاطاحة بالرئيس حسني مبارك.

وقال شادي حميد من معهد بروكينجز بالدوحة "رأت الجزيرة خطورة الوضع (في تونس ومصر)... ورأوا أنها ستكون كبيرة قبل أن يرى الآخرون ذلك ورأت أن هذه (الاحتجاجات) ستكون واحدة من اللحظات التاريخية في التاريخ العربي."

وكثيرا ما أغلقت الحكومات العربية مكاتب القناة التي ساعدت في وضع دولة قطر الخليجية الصغيرة على الخريطة وعززت مكانتها كزعيمة للدبلوماسية الاقليمية.

وتوظف قطر كدولة تملك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز موارد هائلة لدعم القناة التي أذاعت هذا الشهر مجموعة من الوثائق المُسربة تكشف تنازلات محرجة قدمتها السلطة الفلسطينية لاسرائيل في محادثات السلام.

وقالت برقية دبلوماسية أمريكية مُسربة نشرها موقع ويكيليكس في ديسمبر كانون الاول ان دبلوماسيين أمريكيين يرون أن الجزيرة هي "أداة للمساومة" تستخدمها قطر في سياستها الخارجية.

وقال عماد جاد من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان محاولة اسكات قناة الجزيرة هي المحاولة الأخيرة لنظام استبدادي يحتضر للسيطرة على الأحداث بطريقة غليظة تقليدية.

وأشار الى تحرك الحكومة لتعطيل الانترنت وشبكات المحمول يوم الجمعة في محاولة لمنع الناس من التجمع.

وتساءل جاد هل قطع الانترنت وشبكات المحمول في عام 2011 هو الحل؟. ومضى يقول انه سلوك دولة دكتاتورية تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وذكرت تقارير أن وسائل الاعلام الاجتماعية وتكنولوجيا الهواتف المحمولة لعبت دورا في تعبئة الشارع في الشهر الماضي والتي مست اليمن والاردن أيضا.

وبعد أن تجاهل التلفزيون المصري الاحتجاجات لخمسة أيام يركز الان على الفوضى التي اندلعت بعد انسحاب قوات الامن من الشوارع يوم الجمعة بدلا من أن يركز على الاحتجاجات.

وحاول التلفزيون المصري مؤخرا تحديث نفسه كي يتماشى مع القناة القطرية التي أرست اتجاها بأن قال ان عددا قليلا من المحتجين كان في وسط القاهرة.

ولكن الجزيرة استمرت في بث صور حية للحشود في ميدان التحرير باستخدام كاميرا ثابتة في الميدان. وللجزيرة أيضا قناة مباشرة حاولت مصر منعها من البث عن طريق نايل سات الاسبوع الماضي.

وقال أحمد ضياء الدين محافظ المنيا انه كان لا بد على مصر ان تتخذ خطوات ضد هذه القناة قبل ذلك لانها أكثر تدميرا على البلاد من اسرائيل وطالب بمحاكمة مراسلي الجزيرة باعتبارهم خونة.

وقال صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة القاهرة الاسبوعية ان الاسلاميين الذين قالوا كثيرا انهم يسيطرون على سياسة الجزيرة التحريرية يحركهم الثأر من مبارك. وقال ان مديري القناة يعتقدون أنهم يصنعون ثورة أولا في تونس والان في مصر.

وقناة العربية المملوكة للسعوديين أكثر محافظة في تغطيتها للانتفاضات العربية وهي أقل حركة في تغطيتها للاحتجاجات في مرحلتها الاولى وأسرع في الترويج للعودة الى الاستقرار بمجرد تقديم تنازلات.

وكتب أسعد أبو خليل استاذ العلوم السياسية في الولايات المتحدة على موقعه الالكتروني الذي يتمتع بشعبية ان الاعلام المصري والاعلام السعودي يحاولان تشويه الحركة الاحتجاجية.

وأضاف "جهاز الدعاية التابع لال سعود يعمل أكثر من طاقته. انهم يبذلون حقا قصارى جهدهم لتشويه الاحتجاجات في مصر." وساق تأكيدا لكلامه عنوانا رئيسيا لصحيفة الشرق الاوسط السعودية يقول "مصر تنكل بنفسها."

صوت العرب

من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قناة الجزيرة أصبحت الصوت الذي يوحد العرب، مشيرة إلى أن العالم العربي يشهد لحظة غير مسبوقة يشعر فيها الناس بالتقارب والحكومات بفقدان الشعبية.

وأضافت الصحيفة في تقرير من مراسلها في بيروت أنطوني شديد، أن القوة المحركة التي تجمع الشرق الأوسط فيما مضى كان راديو صوت العرب الذي أطلقه الرئيس السابق جمال عبد الناصر. أما اليوم فقد أصبحت شبكة الجزيرة والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي هما اللذين يحددان الاحتجاجات وآمالها.

وقد غطت الجزيرة الاحتجاجات في مصر دون توقف، كما غطت أحداث تونس، وحركت الاحتجاجات، وساعدها في ذلك فيسبوك وتويتر التي جمعت مناطق عديدة بلغة واحدة.

وأوقفت الحكومة المصرية خدمات الإنترنت يوم الجمعة الماضي في احتجاج على قوة تلك الأدوات، بينما لجأ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى تكتيك قديم، مشتكيا إلى أمير قطر، البلد الذي تنطلق منه الجزيرة، قائلا إن القناة تساند الذين "يسعون إلى إشعال الفتنة".

واستعرضت الصحيفة الأميركية واسعة الانتشار ما يحدث في المنطقة من حركة احتجاجات شعبية، قائلة إن الشرق الأوسط يتابع ما يحدث في مصر بينما يردد المتظاهرون في اليمن شعارات رفعها التونسيون للإطاحة بالرئيس بن علي كتب كلماتها شاعر توفيفي العام 1934.

وأشارت إلى أنه منذ هجمات سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، أصبح الصراع بين الغرب والعالم العربي، حيث غذت الحروب في العراق ولبنان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وسياسات إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش الشعور الطاغي بـ"هم ضدنا".

وفي الأسبوع الماضي وبينما انفجرت الاحتجاجات في اليمن والأردن ومصر وبينما بقيت الولايات المتحدة على الهامش، أصبح النضال في الشرق الأوسط تأكيدا للذات، ويتعلق بنا "نحن".

فلأول مرة في جيل كامل لم يعد الدين أو مغامرة قائد واحد أو الحروب مع إسرائيل هي القوة الدافعة.

وفي مصر والشرق الأوسط أصبح هناك توق إلى الهوية العربية تتقاطع مع رغبة كامنة في تحسين نوعية الحياة، تجمع كلها المنطقة في بوتقة مستقبل مشترك.

وفي مقال نشر الجمعة الماضي، قال طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية  "إن تجربة تونس تظل النبراس الذي يقود مصر، وقد تكون كذلك للشعب في اليمن والسودان وبقية العالم العربي الذي يتطلع إلى التغيير، مع الاستعداد لقبول المخاطرة، حيث إن أسوأ الاحتمالات هو أفضل من الوضع الراهن".

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه ربما لم تمر لحظة على الشرق الأوسط شعر فيها الناس بالتقارب، والحكومات بفقدان الشعبية، والتوافق بين الناس على الرغبة في التغيير، مثل اللحظة الحالية، رغم نجاح الحكومات في قمع بدائل الدكتاتوريات القائمة.

وقد جمع الشرق الأوسط المشكلات الاقتصادية التي تواجهها شعوبه، والشعور بالمرارة بسبب فقدان الهوية والاحترام، فمن السعودية إلى مصر وغيرها هناك شعور بالفشل والإحباط، كما تقول الصحيفة.

ونقلت عن الكاتب اللبناني فضل شلق الوزير السابق أنه بعد سنوات عديدة من الركود السياسي "فإننا أصبحنا بين خياري السيئ والأسوأ". ويضيف "الآن يحدث شيء في العالم العربي .. إنه يتم السماع لصوت واحد".

وعلقت الصحيفة على دور قناة الجزيرة في نقل صوت مشترك. لكنها نوهت ايضا بأهمية المواقع الاجتماعية ووصفت رسائل فيس بوك وتويتر قائلة إن بعضها اصبح أداة للإثارة والدعاية.

فعلى صفحات فيسبوك تعهدت مجموعة في القدس بمساندة مصر وتونس. وقالت "إن العالم العربي يتحرك إلى النور من الظلام .. من الدكتاتورية إلى الحرية".

وقالت نيويورك تايمز إن التغييرات قد يكون له انعكاسات عميقة على الولايات المتحدة. ونقلت عن معين رباني المحلل الأردني إن الإحباط الاقتصادي عكس حالة الغضب التي يشعر بها الناس إزاء الحكومات التي تعتقد الشعوب بأنها عميلة للولايات المتحدة وعملائها.

وفي الواقع إن عالما عربيا أكثر ديمقراطية سيكون بالتالي أكثر عداء للسياسة الأميركية، حسب استطلاع حديث للرأي. لكن الانشغال حاليا هو انشغال داخلي.

كما نقلت عن عبد العزيز أبو حمد الوشيج الاقتصادي السعودي أنه لو استطاعت الدول العربية حل مشكلاتها الاقتصادية  لتغاضي الناس عن الفساد وسوء الإدارة والدكتاتورية. لكن عندما فشلت الحكومات في حل مشكلة الخبز بدأت الشعوب في بحث وضع  تلك الحكومات. وقد تكون هذه الفكرة قد شكلت الأساس لقضية جمعت الكل.

واختصر ليث شبيلات أحد أبرز زعماء المعارضة في الأردن شعور الكثيرين بالقول "إن الشعب يريد حريته، إنه يريد الخبز، إنه يريد وقف سلب هؤلاء الطغاة لبلدانهم"، مرددا كلمات أبو القاسم الشابي، التي كانت الشعار الذي رفعه المتظاهرون في تونس "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر".

الافراج عن مراسليها

من جهتها ذكرت قناة الجزيرة الاخبارية ان ستة من مراسلي الخدمة الانجليزية بالقناة اطلق سراحهم في مصر بعد ساعات من اعتقالهم يوم الاثنين وذلك بعد يوم واحد من ابلاغ السلطات المصرية الجزيرة بوقف عملياتها في مصر.

وتقول الجزيرة انها تستطيع الوصول الى 220 مليون منزل في اكثر من 100 بلد . وكانت اشارات بث قناة الجزيرة لبعض مناطق الشرق الاوسط قد قطعت مؤخرا في الوقت الذي نزل فيه عشرات الالاف من المصريين الى الشوارع مطالبين بانهاء الحكم المستبد للرئيس حسني مبارك الذي بدأ قبل 30 عاما في احتجاجات اثارت موجات من الصدمة في شتى انحاء العالم العربي.

واعلنت الجزيرة نبأ الافراج في نبأ عاجل على قناتها الصادرة باللغة العربية . واضافت ان قوات الامن صادرت كاميرا من مراسليها.

وامرت السلطات المصرية الجزيرة في وقت سابق بوقف عملياتها في مصر على الرغم من ان مراسليها مازالوا يرسلون اخبارا عن طريق التليفون. واوقفت شركة نايلسات المصرية للاقمار الصناعية ايضا بث اشارة الجزيرة. ودعت وزارة الخارجية الامريكية في وقت سابق الى الافراج عن مراسلي الجزيرة. بحسب رويترز.

وللجزيرة التي اطلقت في قطر عام 1996 اكثر من 400 مراسل في اكثر من 60 دولة وذلك حسبما يقول موقعها على الانترنت.

ارسالها يتعرض للتشويش

كما قالت قناة الجزيرة الفضائية إن ارسالها تعرض للتشويش في أجزاء من منطقة الشرق الاوسط مؤخرا بعد ايام من اغلاق مصر مكاتب القناة على أراضيها وقطع بثها على القمر الصناعي المصري نايل سات.

وتابعت الجزيرة في بيان أن ارسالها على القمر الصناعي نايل سات قطع كما تتعرض تردداتها على القمرين عرب سات وهوت بيرد لتشويش مستمر مما يجبر ملايين المشاهدين في أنحاء العالم العربي على تغيير ترددات القمر الصناعي طوال اليوم.

وخرج مليون مصري على الاقل الى الشوارع مؤخرا في مشاهد لم ترها مصر طوال تاريخها الحديث مطالبين بتنحي الرئيس حسني مبارك واستقالة الحكومة الجديدة.

وقال المتحدث باسم الجزيرة في بيان أرسل بالبريد الالكتروني انها تعمل على مدار الساعة لضمان استمرار البث على ترددات مختلفة. واضاف ان هناك قوى لا تريد للجمهور أن يشاهد رسائل القناة التي تحث على الديمقراطية والاصلاح.

وكانت تغطية الجزيرة للاضطرابات السياسية في مصر يشاهدها جمهور كبير في المنطقة. وقالت القناة مؤخرا ان 12 شبكة عربية أصغر قطعت برامجها لنقل بث القناة.

وكانت السلطات المصرية قد احتجزت لفترة وجيزة ستة مراسلين من العاملين لدى الجزيرة باللغة الانجليزية في القاهرة يوم الاثنين وصادرت كاميرا. بحسب رويترز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/شباط/2011 - 29/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م