ثورة الياسمين تعري آل الطرابلسي

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: مع الاستبداد ينمو الفساد، ومع الديكتاتوريات تسرق الامم والشعوب، وهذا الحال حال معظم الدول العربية التي تهيمن على سلطاتها حكومات مستبدة تستند في بسط حكمها على قوة المقربين منها من المستفيدين بغير حق بأموال الشعوب المنكوبة بتلك السلطات القمعية.

والفضائح التي خلفها بن علي عقب هروبه من تونس قبيل ثورة الياسمين هناك، تؤكد مدى الانحطاط الاخلاقي الذي يزامن الدكتاتوريات في الدول، وكيف تمتص خيرات البلدان من العصابات الاجرامية التي تساند الطغاة.

فبعد سنوات على افتضاح عائلة الديكتاتور العراقي صدام، والعصابات التي كانت تسانده، اليوم يشهد العالم فضائح عائلة الطرابلسي وعائلة بن علي والعوائل المقربة منها، من خلال بعض الحقائق عما كانت تسهر على نهبه من اموال الشعب التونسي.

ويكيليكس وثورة الياسمين

فتُرى ما الذي يجمع بين نهاية حقبة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وبين زوجته مصففة الشعر السابقة ليلى الطرابلسي وموقع ويكيليكس وثورة الياسمين؟

والجواب، كما نستخلصه من التقرير المنشور على الصفحة السابعة من صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية هو أن لكلِّ من ليلى الطرابلسي وتسريبات ويكيليكس وثورة الياسمين دورا أساسيا في وضع حد لعهد بن علي الذي حكم تونس بقبضة من حديد لمدة 23 عاما.

يصوِّر التقرير حجم الغضب الذي ولَّدته تصرفات وأعمال ليلي الطرابلسي وأقربائها لدى التونسيين الذين ربما عجَّلت تسريبات ويكيليكس حول الفساد في بلادهم بالتقاطهم للشعلة التي أضرمها محمد البوعزيزي بنفسه قبل أيام احتجاجا على البطالة ليشعلوا بها بدورهم ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام بن علي.

يبدأ التحقيق، الذي أعدته مراسلة الصحيفة في العاصمة البريطانية لندن، رولا خلف، بالاشتراك مع زميلتها في العاصمة التونسية تونس، هبة صالح، بمشهد فرار أفراد عائلة الطرابلسي خارج البلاد، حتى قبل هروب بن علي نفسه إلى السعودية.

كما يصوِّر التقرير أيضا مظاهر سلب ونهب قصور ومنازل أفراد عائلة الطرابلسي على أيدي أشخاص كانوا حتى الأمس القريب يخشون مجرد الاقتراب من تلك المباني التي أُضرمت فيها النيران بعد نهبها والعبث بها.

ومن المشاهد التي يتوقف عندها التقرير اقتحام منزل عماد الطرابلسي، ابن شقيق سيدة تونس الأولى السابقة وصهرها المدلل الذي قُتل طعنا بسلاح أبيض، ليكون أول شخص يلقى حتفه من أقرباء الرئيس المخلوع وزوجته.

فقد اقتحم أشخاص في بلدة المرسى، الواقعة على مسافة حوالي 25 كيلو مترا شمالي العاصمة تونس، منزل جارهم السابق عماد وقاموا بنهبه وحرقه.

وتنقل الصحيفة عن سميرة، وهي موظفة تعمل في قطاع الصحة، قولها تعليقا على استهداف منازل أقرباء ليلى الطرابلسي: لقد تم شراء كل هذا بأموالنا، بأموال ودماء الشعب التونسي .

وتضيف سميرة بقولها: من يأتي بعدهم، كائنا من كان، لن يسرق بالتأكيد بقدر ما سرقوا. هذا هو، على الأقل، حلم التونسيين الذين يصبُّون الآن جام غضبهم على رموز الفساد في نظام بن علي، وخصوصا عائلة زوجته .

وينقلنا التقرير بعدها إلى ما كان قد نشره موقع ويكيليكس على شبكة الإنترنت العام الماضي من وثائق سرية مسرَّبة نقلت عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إنه، على ما يبدو، أن نصف مجتمع المال والأعمال في تونس يرتبط بأسرة بن علي وزوجته ليلي عبر بعلاقات المصاهرة .

ويمضي التقرير إلى رصد الكيفية التي جمع بها العديد من رجال الأعمال في تونس لثرواتهم خلال العقدين الماضيين عبر ممر إجباري كان يتمثل بضرورة إقامة الجسور والصلات مع أفراد عائلة الرئيس التي كان جشعها يزداد يوما بعد يوم .

ويدلِّل التقرير على هيمنة أقرباء ليلي الطرابلسي على مفاصل ومقدّرات الاقتصاد التونسي بسيطرة شقيقها بلحسن الطرابلسي على مجموعة قرطاج النافذة، والتي تهيمن على قطاعات السياحة والنقل الجوي والخدمات المالية والتأمين وتجارة السيارات في البلاد.

ويورد التقرير بشكل ساخر حادثة نقلت تفاصيلها إحدى المدونات على الإنترنت، زاعمة بأن بلحسن الطرابلسي وصل به الأمر إلى حد طلب الأموال مقابل كل ظهور له في صور مع أشخاص في حفلات الأعراس.

كما تذكِّرنا الصحيفة أيضا بدعوة بلحسن للرئيس بن علي لكي يرشِّح نفسه لرئاسة البلاد لفترة أخرى في الانتخابات الرئاسية لعام 2014.

ومن الأشخاص النافذين الآخرين في أسرة زوجة الرئيس السابق، والذي يسلِّط تقرير الفايننشال تايمز الضوء على نشاطاته الاقتصادية، صخر الماطري، صهر بن علي وزوجته ليلي.

يقول التقرير إن الماطري كان يترأس مجموعة برنسيس الماطري القابضة، وهي تجمُّع لعدد من الشركات في مجالات الخدمات المصرفية، بما فيها المصارف الإسلامية، وتجارة السيارات والنشر والاتصالات.

وينتقل التقرير إلى الحديث أيضا عن دور أسرة المبروك، وتحديدا رجل الأعمال الثري مروان المبروك، زوج سيرين بن علي، ابنة الرئيس المخلوع من زواجه الأول.

وتشمل استثمارات المبروك، التي يوردها التقرير، مجموعة مصارف وشركات اتصالات، بالإضافة إلى سلسلة متاجر ضخمة، مثل سوبر ماركت جيان في منطقة تقع على مشارف العاصمة تونس، والذي أحرقه المتظاهرون.

وعلى عكس الكثير من المعلقين الغربيين الذين توقعوا في صحف اليوم والأيام السابقة أن تكون أحداث تونس مقدِّمة لتغيير ربما يهز المنطقة العربية برمتها، يقدم روبرت فيسك، مراسل صحيفة الإندبندنت في منطقة الشرق الأوسط، رؤية مغايرة.

ففي مقال تحليلي تنشره الصحيفة اليوم، يتنبأ فيسك بأن نجاح التونسيين في خلع رئيسهم بن علي ليس مؤشرا على بداية النهاية للحكام المستبدين في المنطقة .

وينصح فيسك في مقاله بعدم الذهاب بعيدا في تفسير ما جرى، فمحمد الغنوشي، الذي كان خادما لبن علي لنحو عشرين سنة، سيشكل حكومة تضمن مصالح الغرب عوضا عن مصالح شعبه .

ويقول فيسك إنه يخشى من أن تتكرر ذات القصة القديمة في تونس، فالغرب يريد ديمقراطية هناك، لكن ليس الكثير من الديمقراطية .

ويذكِّر فيسك بما حدث في الجزائر التي أراد لها الغرب الديمقراطية في أوائل تسعينيات القرن الماضي. لكن عندما اتضح أن الإسلاميين قد يفوزون في الجولة الثانية من الانتخابات، عاجل الغرب إلى دعم الحكومة التي يساندها الجيش، والتي أشعلت حربا أهلية حصدت أرواح حوالي مئة وخمسين ألف شخص.

ويمضي فيسك إلى القول: إن الغرب معني بالاستقرار وبالنظام في العالم العربي، حتى في مصر التي يحكمها نظام حسني مبارك الفاسد، فالغرب سيحصل على ما يريد .

وعلى الموقع الإلكتروني لصحيفة التايمز نطالع اليوم صورة للرئيس التونسي المخلوع، وقد راح أشخاص يدوسونها بأرجلهم، وتحت الصورة تعليق يقول: غزيُّون يدوسون صورة بن علي تأييدا لانتفاضة التونسيين .

فرت ومعها طن ونصف من الذهب

كما ذكرت صحيفة "لو موند" الفرنسية أن قرينة الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، أحضرت من أحد البنوك طن ونصف من الذهب قبيل فرارها من تونس.

وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني استنادا إلى معلومات استخباراتية أن ليلى بن علي ذهبت بنفسها إلى البنك المركزي في تونس لهذا الغرض.

وجاء في تقرير الصحيفة أن قرينة بن علي صعدت بعد ذلك على متن طائرة توجهت على ما يبدو إلى دبي ومعها سبائك ذهب تقدر بنحو45 مليون يورو. ومن المفترض أن ليلي حاليا متواجدة حاليا مع زوجها في مدينة جدة السعودية.

ووفقا لمعلومات "لو موند" ، عارض رئيس البنك في أول الأمر إخراج سبائك الذهب التي طلبتها قرينة بن علي. ولم تتسلم ليلى السبائك إلا بعدما جعلت زوجها يتدخل هاتفيا. وأضافت الصحيفة أن بن علي عارض أيضا في أول الأمر إصدار أوامر بذلك.

واشتهرت ليلى بن علي وعائلتها ­ الطرابلسي ­ بطمعهم في السلطة والمال وتورطهم في الفساد والمكائد الإجرامية.

وفي أعقاب الإطاحة ببن علي قام تونسيون ثائرون بعمليات سلب ونهب لفيلات الرئيس وعائلته في المنتجعات السياحية بتونس ، كما قام مجهولون بقتل رجل الأعمال عماد الطرابلسي ، ابن شقيق قرينة بن علي ، والذي يعتبر رمزا من رموز الفساد في تونس. بحسب وكالة الانباء الالمانية. 

واضافت الصحيفة ان الرئاسة الفرنسية "تستند الى تقاطع معلومات لاجهزة الاستخبارات الفرنسية" التي "تسعى لتبين كيف انتهى يوم الجمعة 14 كانون الثاني/يناير الذي شهد رحيل الرئيس وعائلته وسقوط نظامه".

وذكرت نقلا عن اجهزة الاستخبارات الفرنسية ان ليلى الطرابلسي "زارت البنك المركزي لاخذ سبائك الذهب".

واضافت المصادر ان حاكم البنك المركزي رفض تسليمها ما تريد في بادئ الامر غير انه عاد ورضخ لضغوط بن علي نفسه الذي اتصلت به زوجته.

ثم اتجهت ليلى الطرابلسي اثر ذلك جوا الى دبي، بحسب معلومات فرنسية، قبل ان تتجه الى جدة. وقال مسؤول فرنسي "يبدو ان زوجة بن علي غادرت ومعها الذهب" ونقلت لوموند عن مصدر انها استولت على "1,5 طنا من الذهب ، ما يوازي 45 مليون يورو".

في سياق متصل أعلن مصدر رسمي من البنك نفى البنك المركزي التونسي ان تكون ليلى زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي استولت على 1,5 طنا من سبائك الذهب قبل ان تفر الى الخارج، تعليقا على معلومات اوردتها صحيفة لوموند الفرنسية.

وقال مصدر رسمي في البنك "ان احتياطي الذهب لدى البنك المركزي التونسي لم يلمس في الايام الاخيرة". واضاف "كما ان الاحتياطي من العملة الاجنبية لم يلمس هو الاخر وبلادنا لديها قواعد صارمة في هذا المجال" مؤكدا ان حاكم البنك المركزي "لم يستقبل في الايام الاخيرة لا ليلى (الطرابلسي) ولا بن علي".

بنك الزيتونة

فيما قال التلفزيون الرسمي في تونس ان البنك المركزي أصبح الان يسيطر على بنك الزيتونة الذي يملكه صخر الماطري زوج ابنة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وكان بنك الزيتونة -وهو أول بنك اسلامي في تونس- بدأ العمل في العام الماضي وهو ملك للماطري أبرز رجال الاعمال التونسيين رغم أنه ما زال في أوائل الثلاثينات من عمره. وساهمت شركة برنسيس القابضة التابعة للماطري بنسبة 51 في المئة في رأس المال الذي بدأ به نشاطه والذي بلغ 30 مليون دولار.

وقال التلفزيون ان بنك الزيتونة وضع تحت اشراف ومراقبة البنك المركزي. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من القاء القبض على 33 من أبناء عشيرة بن علي بتهمة ارتكاب جرائم في حق الامة. وأظهر التلفزيون لقطات لما قال انها مشغولات ذهبية ومجوهرات مصادرة. كما جمدت سويسرا أرصدة عائلة بن علي.

وتقول القيادة الجديدة في تونس انها ستحقق مع من كونوا ثروات طائلة خلال حكم بن علي. ويفتح هذا المجال لاعادة توزيع محتملة للاصول وربما يسبب متاعب للشركاء الاجانب.

ويقول الماطري الذي يوجد حاليا في دبي انه مستعد للتعاون مع أي تحقيق تجريه الحكومة الجديدة. وهو يملك مؤسسات في قطاعات عدة منها الاعلام والاتصالات والبنوك. بحسب فرانس برس.

وتمتلك شركة برنسيس القابضة حصة في شركة تونيزيانا للهواتف المحمولة. وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي انضمت الى وحدة شركة قطر للاتصالات (كيوتل) العاملة بالكويت وهي شركة (وطنية) في اطار كونسورتيوم لشراء حصة أوراسكوم تليكوم التي تبلغ 50 في المئة بالشركة.

كما أن الماطري رئيس مجلس ادارة شركة النقل للسيارات التي تبيع فولكسفاجن واودي وسيات وبورش. وطرحت الشركة 40 في المئة من رأسمالها المساهم في بورصتي تونس والدار البيضاء العام الماضي.

ومن بين وسائل الاعلام التي يمتلكها صحيفة الصباح أوسع الصحف التونسية اليومية انتشارا واذاعة الزيتونة الاسلامية التي يجري بثها بتردد اف.ام.

اعتقال 33 من اقرباء بن علي

كما اعتقل 33 من اقرباء الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي خلال الايام الماضية للاشتباه بارتكابهم "جرائم بحق تونس" وفق ما اعلن مصدر رسمي للتلفزيون.

ولم توضح المحطة العامة اسماء الاشخاص الموقوفين ولا درجة قرابتهم مع الرئيس السابق الذي فر الى السعودية بعد شهر من انتفاضة شعبية لا سابق لها.

وقال هذا المصدر الذي لم تكشف هويته ان تحقيقا سيفتح لاحالة اقرباء بن علي الموقوفين الى العدالة.

وبث التلفزيون التونسي مشاهد لمجموعة حلي وساعات وبطاقات مصرفية دولية صودرت خلال اعتقالهم في ظروف لم توضح. كما صودرت اسلحة بشكل اقلام حبر تطلق الرصاص الحقيقي.

وصدرت صحيفة لا برس التي كانت تؤيد نظام بن علي حتى فترة قصيرة، بعنوان "لم يحمل معه كل شىء".

ونشرت صور الاغراض المصادرة كما نقلت نداء عن رئيس اللجنة التونسية للمتاحف الذي طلب من السلطات ان تأمر "بمصادرة القطع الاثرية التي تضمها القصور والمنازل التي يملكها اهم الشخصيات التي كانت محيطة ببن علي".

وفتح القضاء التونسي تحقيقا ضد الرئيس المخلوع وعائلته بتهمة "حيازة ممتلكات بطريقة غير مشروعة" و"ايداع اموال غير مشروعة في الخارج".

ويستهدف هذا التحقيق خصوصا رئيس الدولة وزوجته ليلى طرابلسي و"اشقاء واصهار ليلى طرابلسي وابناء وبنات اخوتها وكل شخص يثبت التحقيق تورطه في هذه الجرائم". وقررت سويسرا بعد فرنسا تجميد ارصدة الرئيس السابق وافراد اسرته المتهمين بالفساد.

كما اعلنت ثلاث منظمات غير حكومية انها رفعت شكوى رسميا في باريس بحق بن علي ومحيطه بتهم عدة ابرزها الفساد.

فيما افاد مصدر حكومي في اوتاوا ان افرادا في عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وصلوا الى مونتريال، في حين اكدت الحكومة الكندية ان اقرباء الرئيس المخلوع "غير مرحب بهم" على اراضيها.

واكد المصدر الحكومي معلومة نشرتها صحيفة "لوجورنال دو كيبيك" الكندية على موقعها الالكتروني من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

وبحسب المصدر، فإن احد اشقاء زوجة بن علي وصل برفقة زوجته وولديهما ومدبرة منزلهما على متن طائرة خاصة الى مطار مونتريال-ترودو الدولي.

واكدت وزارة المواطنة والهجرة ان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين "بن علي، وافراد النظام التونسي السابق المطرودين من السلطة واقاربهم، غير مرحب بهم في كندا".

واضاف المتحدث باسم الوزارة دوغلاس كيلام انه "بسبب قانون حماية الحياة الخاصة، لا يمكنني التعليق على حالة بعينها".

وذكر بان التونسيين الراغبين بدخول كندا عليهم ان يستحصلوا اولا على تأشيرة دخول، وان الموظف الكندي الذي يمنح هذه التأشيرة لا يفعل ذلك الا اذا كان متأكدا ان طالبها سيغادر كندا قبل انتهاء صلاحية التأشيرة.

واضاف "نظرا الى ان افراد النظام التونسي السابق لا يمكنهم العودة الى تونس فان هذا سيكون صعبا جدا"، اي حصولهم على تأشيرة دخول.

ولم تستطع الصحيفة تحديد هوية افراد العائلة، وذلك لان لليلى طرابلسي، زوجة بن علي، اشقاء عدة. ويعتقد بان هؤلاء الافراد من عائلة الرئيس التونسي المخلوع نزلوا في فندق غرب مونتريال.

ويملك صهر الرئيس المخلوع رجل الاعمال محمد صخر الماطري فيلا فخمة في شارع راق في ويستماونت اشتراها قبل عامين بمبلغ 2,5 مليون دولار كندي.

وبحسب تحقيق لفرانس برس من المكان، فان هذا المسكن الفخم غير مأهول حاليا ويشهد ورشة اعمال جزئية.

ونددت رابطة التضامن التونسية في مونتريال التي سبق لها وان نظمت تظاهرات عدة مناهضة لحكم بن علي، السبت بدخول افراد من عائلة الرئيس المخلوع كندا، ولكن من دون ان يكون في مقدور الرابطة ان تتأكد من مصادرها الخاصة من صحة هذه المعلومة.

وقالت سونيا جليدي المتحدثة باسم الرابطة في ختام اجتماع شارك فيه حوالى مئة شخص ان "هؤلاء الناس عليهم ان يدفعوا ثمن ما قاموا امام التونسيين، في تونس".

العيش بجوار العائلة

من جهة اخرى تركت الاطاحة المفاجئة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومغادرته هو وعائلته البلاد بعد احتجاج شعبي فراغا كبيرا في نمط الحياة الرغدة بأحياء فخمة في العاصمة كانت مرتعا لهم في وقت من الاوقات.

فقد كان أعضاء عائلة الرئيس السابق لتونس التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة من المظاهر الثابتة في المشهد الاجتماعي بأحياء جامارث والمرسى وقرطاج حيث انتشرت بيوتهم وتشعبت مصالحهم.

ولا يزال كثير من التونسيين يخشون الكلام علانية عن زمرة ظلوا لسنوات عديدة يشيرون اليها في احاديثهم الجانبية باسم "العائلة".

ويقول موظفون في فنادق ومطاعم وحانات شاغرة- كثير منها مملوك لاعضاء من عائلة بن علي - انهم يأملون في أن ينجو نشاطهم من الاضطرابات. وظلت تونس تحت حظر التجوال وسحبت الشركات السياحة الاجانب من البلاد.

وقال رجل يعمل في حانة مملوكة لعضو من عائلة الطرابلسي التي تنتمي اليها ليلي بن علي زوجة الرئيس المخلوع "لا نعرف مصير تلك الاماكن .. لا ندري الى من ستؤول الملكية. ما زلنا نعمل ونأتي الى العمل كل يوم."

ووقف أحد القصور التي كان يستخدمها بن علي - الذي فر مع عائلته الى السعودية بعد احتجاجات شعبية لا مثيل لها ضد الفقر والفساد والقمع السياسي الاسبوع الماضي - مهجورا على تل يطل على البحر المتوسط.

كما لا يسمح الحراس لاحد بدخول فندق كبير مهجور مملوك لبلحسن الطرابلسي شقيق زوجة بن علي. وقال حارس "لا يمكنك الدخول هناك تجديدات جارية."

وفي المرسى أفسدت مشاهد البنوك المحترقة المملوكة لصخر الماطري زوج ابنة بن علي سكون الشوارع النظيفة التي اصطفت على جانبيها المحال التجارية والفيلات المصممة على الطراز المعماري التونسي المميز بلونيه الابيض والازرق.

وفي فرع محترق لواحد من تلك الفروع انشغل متسول بالتنيقب في الحطام بينما مرت بالجوار جنازة أحد الشبان الذين قتلوا في العنف الذي صاحب الاطاحة ببن علي. وفي نفس الشارع كان متجر ضخم مملوك لزوج واحدة من بنات بن علي خاويا.

وفي أحد الاحياء الفقيرة المجاورة قال السكان ان الماطري اعتاد المرور بسرعة كبيرة بسيارته على الطريق الرئيسي الذي يقطع الحي. وقال عاطل عن العمل يدعى صالح "لم نشاهده سوى وهو يقود سيارته الهامر على هذا الطريق. كان أسلوبه متعجرفا."

وشهدت تونس في السنوات الاخيرة اتساعا في الفجوة بين الصفوة الصغيرة الحاكمة صاحبة الثروة وبقية الشعب الذي يعيش في معاناة ويواجه البطالة وارتفاع الاسعار.

وكانت لعماد الطرابلسي - وهو أحد أشقاء ليلي بن علي ولم يكن التونسيون يحبونه على وجه الخصوص - فيلا في حي قريب.

لكن دار الرجل الذي كان يبث الرعب في قلوب كثير من السكان باتت مهجورة بعدما تعرضت للتخريب والتدمير.

وعلى جدران المنزل بدت كتابات بالعربية تسب بن علي وزوجته ليلي وتثني على محمد بوعزيزي الشاب الذي اضرم النار في نفسه قبل شهر ليفجر انتفاضة ضد ثقافة الرشوة والمحسوبية.

ومن بين تلك الكتابات "تونس حرة. بوعزيزي بطل" كما كتب أحدهم على الواجهة ساخرا "متحف عائلة الطرابلسي".

وقال رجل عرف نفسه باسم خميس "هذا الشخص (عماد) دخل البرلمان من دون أي خلفية ثقافية او سياسية. من أين له كل هذا.. قضت أختي ست سنوات بدون وظيفة بعد تخرجها من الجامعة."

عائلات مستفيدة

ومن فترة الرئيس زين العابدين بن علي اعتاد التونسيون على سماع أسماء بعض العائلات في تونس وربطها مباشرة بالفساد واختلاس أموال الدولة والاستيلاء على الأملاك العامة في فترة حكم زين العابدين بن علي، وهو ما تبين بعد رحيله إذ ردد الشارع شعارات دلت عن امتعاضه من هذه العائلات وعلى رأسها "الطرابلسي". فيما يلي عرض غير حصري لبعض هذه العائلات.

عائلة بن علي:

زين العابدين بن علي

تضم العائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وإخوته وأبنائهم. كان منصف بن علي وهو عريف سابق في الجيش والأخ الأكبر للرئيس السابق، قائد عائلة بن علي قبل أن يتوفى في ظروف غامضة في نيسان/أبريل 1996. ويقال عن منصف بن علي أنه كان يوزع التراخيص التي تُعطى بصعوبة من وزارة الداخلية: حانات، مقاهي، مطاعم وصالات ألعاب بقيمة 10000 دولار عن كل رخصة. كما نقل موقع "الشفافية-ليبيا" أن منصف بن علي كان يمد أصدقائه من تجار المخدرات بجوازات سفر تونسية لكن بأسماء مستعارة وأنه كان يملك قصرا فخما في منطقة "مرناق" ويتنقل في سيارة مصفحة.

وتمتلك عائلة بن علي بحسب الموقع نفسه، فندقين بقيمة 45 مليون دولار، كانت تملك أحدهما أخت بن علي حورية التي توفيت كذلك. وتنقل العديد من المصادر معلومات عن عمل أبناء إخوة بن علي في الاستيراد والاتجار بالمخدرات والكحول. في العام 2008، قدرت ثورة عائلة بن علي بخمسة مليارات دولار.

عائلة الطرابلسي:

تعتبر عائلة الطرابلسي الأكثر جشعا وتورطا مع نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بإجماع المراقبين. تسيطر عائلة الطرابلسي مباشرة على الحرس المقرب جداً من الرئيس بن علي.

اتسمت عائلة سيدة تونس الأولى السابقة خلال السنوات الأربع الأولى التي تلت زواجها بالرئيس بن علي أي عام 1992، بنوع من الرصانة والكتمان. لكن شهية العائلة "المتحدرة من مستوى اجتماعي وتعليمي متواضع" بحسب نيكولا بو، أحد مؤلفي "حاكمة قرطاج"، انفتحت وكبرت ابتداء من العام 1996، وهو ما دفعها إلى محاولة حصد حصة الأسد وصد الطريق أمام طموحات العائلات المقربة من بن علي الأخرى كعائلة شيبوب ومبروك وكمال لطيّف الذي كان مستشارا لبن علي.

وقد تمكنت عائلة الطرابلسي من وضع يدها على جميع القطاعات: الانترنت، الفنادق، العقار، النقل، التصدير والاستيراد، الاتصالات، الإعلام، الرسوم الجمركية... .

واعتمدت زعيمة العائلة ليلى بن علي التي استغلت منصب زوجها، على الشرطة بغية تخويف وإرهاب كل من قد يشكل منافسا لعائلتها، بحسب كتاب "حاكمة قرطاج". ولم تتوقف ليلى بن علي عن السعي لإغناء عائلتها منذ زواجها ببن علي.

بلحسن الطرابلسي:

في العام 2001، استولى شقيق ليلى الطرابلسي، بلحسن على شركة طيران "قرطاج إيرلاينز". ومنذ ذلك الحين، تبين أن عائلة الطربلسي لا ترغب بتقاسم الثروات مع الآخرين، ولم يعد يسلم أي قطاع أو صفقة مع المجموعات الأجنبية أو قطعة أرض استراتيجية من شهية أفراد العائلة الواسعة.

بعد بلحسن، يأتي منصف أخ ليلى الطرابلسي الذي بدأ مشواره المهني كمصور متنقل. وقد كان لمنصف ابنان هما معز وعماد -المُفضل لدى ليلى-، اللذين واجها مشاكل كبيرة مع القضاء الفرنسي بعد قضية ما عرف باليخوت المسروقة في جنوب فرنسا.

وعرف عماد الطرابلسي بسطوته لكونه الشخص الذي يفرض القانون في تونس العاصمة بمجرد مكالمة هاتفية واحدة، حيث كان بإمكانه عماد طرابلسي إسقاط خصم أو إطلاق سراح تاجر مخدرات دون أن يتجرأ أحد على مجابهته.

وقد تسببت عائلة الطرابلسي، في حرمان عائلات وأفراد من أملاكهم كعائلة "شمان" الثرية، إذ أُجبر المقاول فؤاد الشمان على الرحيل إلى الولايات المتحدة بعد عدة مضايقات من عائلة الطرابلسي وشيبوب للاستيلاء على القطاعات التي كان يعمل فيها خاصة الملابس.

وتقدر ثروة عائلة الطرابلسي بملايين اليورو، بحسب جريدة "لوفيغارو" الفرنسية. ويقال إنها تمتلك عدة أملاك في مالطا ودبي والأرجنتين، إضافة إلى حسابات مصرفية وشقق في الأحياء الباريسية الراقية وشاليه وفيلات في مدن فرنسية . وتقول كاترين غراسييه، "التونسي لا يستهلك إلا ما هو "طرابلسي": سيارة أجرة، سيارات، حافلات، مواد الغذائية، الهاتف،...كل ذلك مؤشر بإن عائلة الطرابلسي وضعت يدها على جميع القطاعات.

عائلة الماطري:

هي عائلة صخر الماطري، صهر بن علي وزوج ابنته نسرين. اعتمد في توسيع إمبراطوريته على مشاريع في قطاع السيارات والعقار والسياحة والمال والإعلام والزراعة. وحتى عشية ما سمي بـ "ثورة الياسمين" كان يعتبر خلف بن علي في رئاسة البلاد، بحسب "ليكسبريس" و"سود ويست"".

وقد صوّرت البرقيات المسربة عن موقع ويكيليكس مؤخرا، عائلة الماطري على غرار عائلة الطرابلسي بشبه "مافيا" وقالت إنه "متورط في عدة قضايا فساد وقضايا تحويل أموال". وفي وثيقة بعنوان "حقيقة طبيعة نظام بن علي" للكاتب عبد العزيز بلخوجة بتاريخ 17 يناير /كانون الثاني2011، نقرأ أن صخر الماطري اشترى شركة "النقل" لتوزيع السيارات بثمن بخس حتى قيل إنها تقريبا "أهديت" له. واستنادا إلى خبراء، فإن القيمة الحقيقية لشركة "النقل" "تفوق بـ 300 في المائة على الأقل قيمتها المعلنة في الصفقة" التي استفاد منها صخر الماطري. وقد كانت الشركة مسجلة في بورصتي تونس والدار البيضاء قبل تعليق أسهمها في 17 يناير/كانون الثاني 2011.

وبعد سقوط بن علي، توجه صخر الماطري إلى فرنسا حيث التقى بزوجته نسرين وأولادهما قبل أن يغادرا فرنسا إلى بلد أجنبي، بعد أن أبدت فرنسا عدم رغبتها في بقاء العائلة على ترابها، بحسب الناطق باسم الحكومة فرانسوا باروان.

وبالنسبة لمنصف الشيخ روحه، فإن "عائلة الماطري وبالرغم من أنها استفادت من نظام بن علي، فهي لم تغتن على حساب الدولة لأنها عائلة قديمة وثرية في الأصل، على عكس عائلتي شيبوب وزروق اللتين اغتنتا على حساب أموال العامة".

عائلة شيبوب:

تعتبر عائلة شيبوب من أبرز العائلات التي" نهبت " أموال تونس بحسب العديدين. وهي عائلة سليم شيبوب، زوج ابنة بن علي الكبرى دورصاف. زواج سليم شيبوب جعله يستفيد من المحسوبية وبالتالي اقتناء قطع أرضية واحتكار سوق الصيدلة في تونس والتي أخذت منه فيما بعد في إطار المنافسة بين عائلته وعائلة الطرابلسي.

في العام 2001، تمكن سليم شيبوب من إنشاء سوق ممتاز تحت علامة "كارفور" بالقرب من "سكرة" في الضاحية الشمالية لتونس، وذلك على أرض بيعت له بثمن رمزي.

وقد بدأ سليم شيبوب حياته كلاعب كرة يد. كما ترأس نادي الترجي التونسي عام 1989، قبل أن يدفع به إلى الاستقالة عام 2004، بعد خسارته ضد النادي الرياضي الصفاقسي التونسي في نهائي كأس تونس. ويملك شيبوب وزوجته دورصاف فندقا خاص في مدينة كان الفرنسية.

هو الآخر استفاد من وضعه كصهر للرئيس بن علي، إذ تلقى ترخيصا لإنشاء شركة الطيران "نوفيلير" التي دمجت فيما بعد مع شركة "كارتاجو إيرلاينز" التابعة لبلحسن الطرابلسي الأخ الأكبر لليلى الطرابلسي.

في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2010، أي حوالي شهر قبل سقوط بن علي، أسس سليم شيبوب شركته العقارية "ريل ليك إستيت" برأسمال يعادل 150 ألف دينار تونسي وهو الحد الأدنى لإنشاء شركة عقار في تونس.

وتقدر الأموال "المسروقة" من قبل عائلة شيبوب وشركائها، منهم الرئيس بن علي بمئات الملايين من الدولارات، مودعة في عدة مصارف أجنبية في أوروبا، وبعض بلدان أميركا اللاتينية.

وبعد رحيل بن علي عن تونس، روجت بعض وسائل الإعلام أنباء عن توقيف سليم شيبوب وبعض أقارب بن علي، في حين أعلنت قناة نسمة التونسية أنها تلقت مكالمة هاتفية من قبله، أكد فيها أنه حر وأنه يوجد في ليبيا.

عائلة مبروك:

عائلة مروان مبروك، زوج سيرين البنت الصُّغرى لبن علي من زواجه الأول. تزوجت عام 1996 من مروان مبروك، الذي كلف بمهمة الرقابة على المضامين غير المرخصة على الانترنت. كما مُنحت سيرين مهمة الإشراف على الانترنت تحت اسم "بلانيت" والتي درّت عليها أرباحا طائلة، بعد أن أجبر الرئيس بن علي كل المؤسسات العامة والمؤسسات الجامعية والثانوية والابتدائية على الاشتراك في الانترنت.

كما يقال إن سيرين منحت هي وزوجها مروان مبروك سكن عمل عبارة عن فيلا فاخرة في حي راق يُدعى" بيلفيدير".

وبحسب مقال على موقع مجلة "جون أفريك" بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2008، نقرأ أن الإخوة محمد وعلي واسماعيل ومروان مبروك يعتلون عرش مجموعة اقتصادية تبلغ معاملاتها 500 مليون يورو وتتحكم في سلسلات أسواق ممتازة منها 65 سوق ممتاز تحت علامة "مونوبري" بالإضافة إلى سوق ممتاز بعلامة "جيان"، إضافة إلى أملاك في مجال توزيع السيارات كشركة "لوموتور" التي تمت خصصتها في ظروف غامضة". يضاف إلى ذلك حضورهم في مجال صناعة البسكويت وقطاع الاتصالات، كما أن مجموعتهم تمتلك أسهما في مصرف خاص يدعى "بيات" BIAT.

عائلة زروق:

عائلة سليم زروق، صهر بن علي وزوج ابنته غزوة من زوجته الأولى. كان في الأصل موظفا معلوماتياً في وزارة الداخلية.

كما هو الحال لعائلة شيبوب، اغتنت عائلة زروق بسرعة على حساب أملاك الدولة كذلك.عائلة زروق هي الأخرى استفادت من مرحلة حكم بن علي، وخاصة في فترة خصخصة بعض الشركات كالشركة الوطنية لتربية الدواجن التي بيعت لزروق بثمن منخفض وأعاد بيعها بثمن مرتفع جدا.

وتمثلت إحدى عملياته الناجحة بشرائه لمدة أشهر فقط، شركة عامة عرضت للخصخصة هي شركة "سيراميك تونس"، بقيمة 17 مليون دولار، بعد أن ردع كل المشترين الأقوياء الذين تقدموا لشرائها عن طريق التهديد في أبريل/نيسان 1996. بعدها قام ببيع الشركة بقيمة 24 مليون دولار في سبتمبر/أيلول من العام ذاته، محققاً بذلك "ربحًا ماليًا بقيمة 7 ملايين دولار من المال العام.

وفي العام 2010، أطلق سليم زروق وكالة إشهار "هافاس" ومصرف استثمارات "ميديوبانكا" كما أطلق هو وزوجته غزوة شركة لصناعة البلاستيك مع مجموعة فرنسية، برأسمال يعادل مليون ونصف مليون دينار تونسي.

بعض المقالات تشير إلى عائلة كمال لطيّف وحبيب عمار ومحمد الجري كونها تنتمي كذلك إلى لائحة "العائلات المستفيدة" في تونس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/كانون الثاني/2011 - 22/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م