مصر في يوم الغضب

 

شبكة النبأ: كما توقع المتابعون شهدت مصر احتجاجات ضخمة وكبيرة في معظم مدنها بعد نجاح ثورة الياسمين في تونس، سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى بين صفوف المواطنين وقوى الامن المصرية.

فيما واجه المحتجون خلال المظاهرات اشتباكات شرسة مع قوى الامن، قبيل اعلان وزارة الداخلية المصرية حظر التظاهر، التي شهدت اعتقال المئات ايضا.

وتعاني مصر من اوضاع اقتصادية ومعيشية متردية بشكل مستمر منذ عقود، فيما تهيمن نخبة سياسية على مقاليد السلطة دون تغيير محكمة قبضتها على مقاليد الامور بشكل مستبد بحسب اغلب المحللين.

قتلى وتظاهرات

فقد نزل عشرات الالاف من المصريين الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما وفرقت الشرطة بعد منتصف الليل اكثر من 10 الاف شخص كانوا لايزالون معتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة. وتعد هذه التظاهرات الاكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في كانون الثاني/يناير 1977.

والقت الشرطة غازات مسيلة للدموع بكثافة ما ادى الى تفرقة المتظاهرين وتوجههم الى الشوارع المتفرعة من الميدان. وتوفي ثلاثة اشخاص، متظاهران في السويس (شمال شرق القاهرة) وشرطي في القاهرة، متأثرين بجروح اصيبوا بها خلال اشتباكات تخللت التظاهرات التي الهمتها الثورة التونسية.

واعلن البيت ان على الحكومة المصرية ان تكون "حساسة" حيال تطلعات شعبها .وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان "الحكومة المصرية لديها فرصة هامة لان تكون حساسة تجاه تطلعات الشعب المصري وان تقوم باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها ان تحسن حياة الشعب وان تساعد على ازدهار مصر".

واضاف البيت الابيض في بيانه ان "الولايات المتحدة ملتزمة العمل مع مصر والشعب المصري من اجل تحقيق هذه الاهداف". بحسب فرانس برس.

وفي القاهرة خرج اكثر من 15 الف شخص، وفق تقديرات الشرطة، الى الشوارع حاملين الاعلام المصرية ومطلقين شعارات تستلهم النموذج التونسي وتطالب برحيل الرئيس حسني مبارك (82 عاما) وتؤكد ان مصر ليست اقل من تونس.

وامتدت التظاهرات الى محافظات عديدة من الاسكندرية في اقصى الشمال الى اسوان في اقصى الجنوب.

وقالت مصادر امنية ان سبعين شخصا على الاقل اعتقلوا خلال التظاهرات. ومن بين المعتقلين وكيل مؤسسي حزب الكرامة (الناصري) امين اسكندر، كما علم لدى اسرته.

ورفع المحتجون شعارات سبق ان استخدمتها الانتفاضة التونسية مثل "خبز، حرية، كرامة انسانية" او "بالروح بالدم نفديك يا وطن"، و"ارحل ارحل" في اشارة الى الرئيس حسني مبارك (82 عاما) او "يا زين العابدين الدور على مين".

كما هتفوا كذلك "تونس هي الحل" و"يسقط يسقط حسني مبارك" و"يا مبارك، يا مبارك الطيارة في انتظارك" في اشارة الى هرب الرئيس التونسي زين العابدين بن على تحت ضغط الانتفاضة التونسية في الرابع عشر من الشهر الجاري.

وفي العاصمة المصرية، بدات التظاهرات امام دار القضاء العالي (المحكمة العليا) قبل ان تمتد الى احياء عدة مثل المهندسين (غرب) وشبرا (وسط) والمطرية (شمال شرق) ومناطق اخرى.

وكان الشبان والشابات يمثلون العدد الاكبر من المشاركين في هذه التظاهرات التي نظمت تلبية لدعوة اطلقتها على فيس بوك حركات احتجاجية شبابية من بينها خصوصا حركة 6 ابريل.

واغلقت قوات الامن تماما الشارع الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية والشوارع المحيطة به كما انتشرت قوات الامن عند التقاطعات الرئيسية في القاهرة. وافاد شهود ان اشتباكات متفرقة وقعت بين مجموعات المتظاهرين ورجال الشرطة في بعض المناطق.

وافادت التقارير الصحفية ان ما بين الفي وثلاثة الاف شخص تظاهروا في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين (غرب) وهم يرددون "مصر زي تونس" و "بره بره يا مبارك"، كما جرت تظاهرات في منطقتي ارض اللواء وميت عقبة الشعبيتين المجاورتين لحي المهندسين.

وفي الاسكندرية شارك 10 الاف شخص على الاقل في مجموعة من التظاهرات كانت اكبرها في ميدان محطة الرمل بقلب المدينة الواقعة على البحر المتوسط.

وشهدت محافظات اسيوط وقنا واسوان في صعيد مصر تظاهرات. وفي دلتا النيل جرت احتجاجات في محافظات كفر الشيخ والمحلة والمنصورة، كما نظمت تظاهرات في الاسماعيلية (على قناة السويس) وفي شمال سيناء.

وناشدت وزارة الداخلية المصرية المتظاهرين انهاء تجمعاتهم حفاظا على "الامن العام" واتهمت جماعة الاخوان المسلمين بانها "دفعت باعداد كبيرة من عناصرها خاصة في ميدان التحرير حيث بلغ عدد المتجمهرين عشرة الاف شخص". بحسب فرانس برس.

وقالت ان "بعض هؤلاء المتجمهرين القوا الحجارة على قوات الشرطة واندفعوا يقومون باعمال شغب واحدثوا تلفيات بمنشات عامة ما ادى الى اصابة عدد من افراد الشرطة نتيجة قذف الحجارة".

وتعاني مصر من مشكلات اقتصادية واستياء شعبي ما يجعل هناك العديد من اوجه الشبه بينها وبين تونس تحت زين العابدين بن علي الذي فر الى السعودية بعد 23 عاما امضاها في السلطة.

واعتبر الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الاهرام عمرو الشبكي ان هذه "التظاهرات هي الاكبر منذ انتفاضة 1977 ولكن اهميتها لا تنبع فقط من امتدادها الى معظم المدن المصرية وانما لانها كسرت لاول مرة الهوة بين النشطاء السياسيين وعموم الناس".

وتاتي هذه التظاهرات قبل تسعة اشهر من الانتخابات الرئاسية المصرية وفيما تثير خلافة الرئيس المصري تساؤلات كثيرة.

وتتردد على نطاق واسع تكهنات حول رغبه نجله جمال مبارك (47 عاما) في ان يحل محله ولكن المعارضة المصرية ترفض بشدة ما تسميه "خطة توريث الحكم".

ورفض المسؤولون المصريون خلال الايام الاخيرة المقارنة بين مصر وتونس واستبعدوا انتقال العدوى التونسية غير انهم المحوا الى انه لن يتم المساس بدعم السلع الاساسية تجنبا لاثارة غضب المواطنين.

انهاء التظاهرات

من جهتها دعت وزارة الداخلية المصرية الى انهاء التظاهرات التي بدأت بعد الظهر في مصر للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك واتهمت جماعة الاخوان المسملين بالقيام باعمال شعب.

وقالت الوزارة في بيان انها "تناشد اغلب المجتمعين عدم الانسياق وراء شعارات زائفة يتبناها متزعمو هذا التحرك الذين يسعون الى استثمار الموقف في تحد سافر للشرعية". واكدت الوزارة "ضرورة انهاء التجمعات تفاديا لتداعياتها التي يمكن ان تؤدي الى الاخلال بالامن العام".

واتهمت وزارة الداخلية جماعة الاخوان المسلمين بانها "دفعت في حوالي الساعة الثالثة عصرا باعداد كبيرة من عناصرها خاصة في ميدان التحرير (في قلب العاصمة المصرية) حيث بلغ عدد المتجمهرين عشرة الاف شخص". بحسب فرانس برس.

وتابعت ان "بعض هؤلاء المتجمهرين القوا الحجارة على قوات الشرطة واندفعوا يقومون باعمال شغب واحدثوا تلفيات بمنشات عامة ما ادى الى اصابة عدد من افراد الشرطة نتيجة قذف الحجارة".

واشارت الوزارة الى ان "الوقفات الاحتجاجية تركزت في القاهرة والجيزة والاسكندرية والغربية بينما شهدت بعض المحافظات الاخرى تجمعات محدودة راوح عدد المشاركين فيها بين المئة والالف".

من جانبها حذرت جماعة الاخوان المسلمين، اكبر قوى المعارضة المصرية، نظام الرئيس حسني مبارك من انه "اذا لم يتحرك بسرعة" نحو الاصلاح فان "الاستقرار لن يدوم طويلا"، مشيرة الى ان العوامل التي فجرت انتفاضة تونس "موجودة هي بعينها" في مصر.

وقالت الجماعة في بيان ان الانتفاضة التونسية "رسالة الى كل الشعوب المقهورة والصابرة بانها يمكن ان تفعل الكثير"، و"رسالة الى الحكام الظالمين والانظمة الفاسدة بانهم ليسوا في مأمن (...) وانهم يعيشون فوق بركان غضب الشعوب".

واضاف البيان "نستطيع ان نقول بكل ثقة ويقين ان الاسباب والدوافع التي ادت الى الانتفاضة المباركة في تونس موجودة هي هي بعينها في الكثير من دول المنطقة وعلى وجه الخصوص وطننا مصر".

واكدت الجماعة ان "النظام القائم في البلاد يمتلك اكثر من غيره القدرة على الاصلاح والتغيير اذا كانت لديه الارادة والرغبة".

وحذر الاخوان المسلمون من انه "اذا لم يتحرك النظام (المصري) بسرعة نحو تحمل المسؤولية والاخذ بزمام المبادرة لبدء مسيرة اصلاح جادة فان كفة الاستقرار لن تدوم طويلا".

وتابع الاخوان انه تلافيا "لاثر الغضب غير المحسوب الذي قد يحدث" فانهم يطالبون بمجموعة من الاجراءات من بينها "الغاء حالة الطوارئ" المفروضة في البلاد منذ قرابة 30 عاما و"حل مجلس الشعب المزور واجراء انتخابات حرة ونزيهة" و"اجراء تعديلات دستورية" لاتاحة حرية الترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في ايلول/سبتمبر المقبل.

وكانت المعارضة المصرية اكدت ان انتخابات مجلس الشعب الاخيرة التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي شهدت تزويرا على نطاق واسع ما يجعل شرعية البرلمان المنبثق عنها موضع شك.

وتطالب المعارضة المصرية كذلك منذ سنوات بتعديل دستوري يتيح بصفة خاصة الفرصة لترشح مستقلين الى انتخابات رئاسة الجمهورية وهو امر يكاد يكون مستحيلا في ظل الشروط التي ينص عليها الدستور حاليا.

ولم يعلن الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يكمل في ايلول/سبتمبر المقبل 30 عاما في السلطة، ما اذا كان يعتزم ترشيح نفسه لولاية سادسة مدتها ست سنوات ام لا. ويحيط نجله جمال مبارك كذلك نواياه بالغموض رغم التكهنات حول رغبته في خلافة والده.

المطالبة بالتغيير

فيما يلي تعليقات وهتافات محتجين ونشطاء.

أحمد مجدي (20 عاما) طالب طب في القاهرة "كفي كفي. نريد التغيير. كفى لهذا الرجل الذي يحكم كل هذه السنوات. لا نريد توريث الحكم. هذه جمهورية وليست مملكة.

أيمن نور الذي خسر السباق على رئاسة الدولة عام 2005 خلال مشاركته في احتجاج "الشعب المصري عظيم. أرى عزما في المسيرة. النموذج التونسي يلهم جميع الدول العربية."

هتافات محتجين

"تونس.. تونس".

"يسقط يسقط حسني مبارك"

"قول يا مبارك عايز ايه.. عايزنا نبوس رجليه. لا يا مبارك موش حنبوس. بكره الشعب عليك حيدوس".

جورج اسحق مؤسس الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية

"اليوم مختلف عن اي يوم اخر. الكل سيكون هنا."

عبده (50 عاما) مهندس

"من حقنا ان نعبر عن ارائنا. المهم أن يكون ذلك بدون تخريب. هل تعتقد أن الشرطة لا تريد منا أن نكون هنا.. انتظر سوف تراهم قريبا (انضموا الينا).

طوبار صاحب محل أدوات رياضية أغلق محله

"نحن نحتج على كل القوانين التي أدت الى أسوأ ظروف معيشية من الصحة الى التعليم. كل ما نريده هو العمل. هذا كل ما نريد."

محتجون في المحلة الكبرى التي شهدت اضطرابات عام 2008

"قولوا للشرطة قولوا للجيش موش لاقيين رغيف العيش".

"يا جمال قول لابوك المحلة بيكرهوك".

محتجون في مدينة الاسكندرية

"ثورة ثورة كالبركان ضد مبارك الجبان".

محتجون في مدينة الاسماعيلية

"يا حرية فينك فينك."

سعيد رفعت (52 عاما) في احتجاج بالقاهرة

"هذه هي مسيرة الحرية التي أنتظرها طول عمري."

ضابط شرطة يتحدث في تليفون في القاهرة قرب مظاهرة

"عندنا أوامر بعدم الاشتباك معهم."

محمد م. في مجموعة على موقع فيسبوك قادت الدعوة للاحتجاجات

"أنا حنزل الشارع يوم 25 يناير عشان دي بلدي وأقسم أني مستعد أن اموت من اجلها."

ايساندر العمراني مدون

"في تقديري أنك اذا أنزلت عشر مؤيدي هذه المبادرة على الانترنت وعددهم 80 ألفا الى الشوارع فهذا سيكون نجاحا."

شخص متشائم في القاهرة

"هذا لا قيمة له. مهما يعملوا موش حتتغير حاجة واذا قبضوا عليهم (المحتجون حتكون نهايتهم).

ضبط النفس

في السياق ذاته حثت الولايات المتحدة كل الاطراف في مصر على الامتناع عن أعمال العنف بعد اشتباكات بين قوات الامن ومتظاهرين يستلهمون الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي هذا الشهر.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات المتحدة تعتقد ان الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لطموحات شعبها. بحسب رويترز.

وقالت كلينتون ردا على سؤال في مؤتمر صحفي "نحن ندعم الحق الاساسي في حرية التعبير والتجمع لكل الناس ونحث كل الاطراف على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن العنف."

وقالت كلينتون "تقديرنا هو ان الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لحاجات الشعب المصري ومصالحه المشروعة

الانتحار حرقا

الى ذلك أشعل ثلاثة مصريين اخرين النار في أنفسهم مستلهمين على ما يبدو ما قام به شاب تونسي قبل شهر في واقعة فجرت احتجاجات انتهت بالاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.

وقالت مصادر امنية وطبية ان مصريا عاطلا عن العمل يبلغ من العمر 35 عاما أقدم على حرق نفسه فأصيب بجروح خطيرة.

كما أضرم عاملان بقطاع النسيج - الذي خرج كثير من العاملين به في مظاهرات كانت الاعنف ضد الحكومة في السنوات الاخيرة - النار في جسديهما بعدما سكبا عليهما الوقود.

وشهدت مصر ثلاث حالات أخرى لحرق النفس على الرغم من أن شهودا ومصادر قالوا انها كانت مدفوعة أساسا باضطرابات نفسية أكثر من كونها احتجاجات سياسية.

ويقول محللون ان حالات حرق النفس أو الشروع فيها في مصر والتي تجاوزت 12 حالة حتى الان تبدو مدفوعة بشكاوى تتشابه الى حد كبير مع تلك التى دفعت التونسيين للنزول في الشارع والاطاحة ببن علي.

وبينما يقولون انه لا يوجد حتى الان مؤشر على حشد قوة دفع لانتفاضة أوسع في مصر الا أن أحداث تونس جذبت اهتماما واسعا ودعوات جريئة عبر الانترنت للتغيير السياسي.

وقالت مصادر أمنية ان صلاح سعد محمود (35 سنة) عاطل عن العمل انتقل الى القاهرة بحثا عن عمل لتوفير بعض المال لشراء مسكن والزواج لكن بدلا من ذلك عاش على أجر صغير من عمل يومي. واضافت المصادر أن صلاح أضرم النار في نفسه في الشارع قبل أن يقوم المارة باطفاء النار.

وقالت مصادر طبية ان عاملين اثنين بشركة للغزل والنسيج في محافظة المنوفية في دلتا مصر أشعلا النار في نفسيهما أيضا احتجاجا على تدني الاجور قبل أن يتمكن المارة من اطفاء النار. وأصيبا بحروق بنسبة عشرة و15 في المئة.

وكان اضراب لعدة الاف من عمال النسيج في دلتا مصر في عام 2006 قد أدى الى حصولهم على امتيازات في الرواتب والحوافز مما شجع على موجة من الاضرابات والاحتجاجات في مدن خرى في مصر منذ ذلك الحين.

القبض على 19 انتحاريا

من جهة أخرى قال وزير الداخلية المصري حبيب العادلي إن أجهزة الامن في وزارته ألقت القبض على 19 انتحاريا قبل قيامهم بمهاجمة دور عبادة في عدد من المحافظات.

ونقلت صحيفة الاهرام قول الوزير "أجهزة الامن أجهضت مخططا ارهابيا كان يستهدف شن عمليات ضد دور العبادة في عدة محافظات قبل جريمة الاسكندرية." وفي الساعة الاولى من العام الجديد وقع تفجير أمام كنيسة في مدينة الاسكندرية الساحلية وقت خروج محتفلين مما أسفر عن مقتل 23 منهم واصابة نحو مئة بينهم مسلمون.

ويبدو أن العادلي كان يقصد كنائس ومعابد يهودية بحديثه عن دور عبادة استهدفها الانتحاريون المدعى القاء القبض عليهم. وتقول مصر إن مهاجما انتحاريا شن الهجوم على كنيسة القديسين مار مرقص والانبا بطرس.

وقال العادلي هذا الاسبوع إن السلطات المصرية ألقت القبض على مصري يدعى أحمد لطفي ابراهيم محمد ساعد عناصر من جيش الاسلام الفلسطيني المرتبط بالقاعدة والذي يعمل في قطاع غزة في تنفيذ التفجير الذي تسبب في مظاهرات احتجاج مسيحية عنيفة.

ونقلت الصحيفة قول العادلي في مقابلة معها ان الانتحاريين "مدفوعون من خارج البلاد." وأضاف أن محمد "قبض عليه خارج البلاد وجرى تسليمه الى مصر واعترف بعلاقته بجيش الاسلام الفلسطيني بقطاع غزة."

ووصفت الصحيفة محمد بأنه "العقل المدبر لجريمة الاسكندرية". وقالت ان العادلي قال لها ان محمد كان على علاقة مباشرة بتنظيم الانتحاريين التسعة عشر.

ويقول العادلي إن محمد سافر الى قطاع غزة عام 2008 وظل مرتبطا بجيش الاسلام عن طريق الانترنت بعد عودته الى مصر.

وقالت الصحيفة إن العادلي شدد على أن منفذ تفجير الاسكندرية "ليس مصريا على الاطلاق." وأضاف أن جيش الاسلام الفلسطيني اتجه الى عدم الاعتماد في العمليات الانتحارية على مصريين.

وقال العادلي إن محمد اعترف بأنه عضو في القاعدة وأن جيش الاسلام كلفه برصد مجموعة من دور العبادة في بعض المحافظات.

وأشاد تنظيم جيش الاسلام بالهجوم على كنيسة القديسين ولكنه نفى تورطه فيه. وقبل واقعة التفجير دعا تنظيم القاعدة في العراق لمهاجمة المسيحيين.

وقال بيان عن وزارة الداخلية ان محمد اقترح على تنظيم جيش الاسلام تنفيذ عملية ضد كنيسة القديسين أو كنيسة ماكسيموس أو المعبد اليهودي في مدينة الاسكندرية وانه كلف بتوفير مكان لاقامة أعضاء في تنظيم جيش الاسلام لغرض القيام بالعملية.

ورفضت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فكرة وجود صلة بين تنظيم القاعدة والنشطاء في غزة ودعت مصر الى تقديم ادلة تدعم زعمها.

وكان الرئيس حسني مبارك أشاد في كلمة أذاعها التلفزيون المصري بجهود الشرطة للتوصل للمسؤولين عن التفجير وقال ان "العملية الارهابية حاولت الوقيعة بين الاقباط والمسلمين." وقال مبارك "لن نسمح للارهاب بزعزعة استقرارنا وترويع شعبنا أو النيل من وحدة مسلمينا واقباطنا."

وشارك جيش الاسلام في هجوم في عام 2006 عبر الحدود في قطاع غزة أسفر عن خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط. وفي وقت لاحق قطع التنظيم علاقاته بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة ودارت اشتباكات بينه وبين حماس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/كانون الثاني/2011 - 22/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م