القادة العرب ما بعد ثورة التونسية... ازمة الطائرات الرئاسية!!؟

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بوتيرة متصاعدة باتت احداث تونس الاخيرة تنتقل بشكل مباشر على الدول العربية التي تعاني من اجواء تسلطية ذات شبه كبير بما كان تمر به تلك الدولة المنتفضة، فيما بدى ان الزعماء العرب لا يفهمون سوى لغة التهديد والخوف في التعامل مع شعوبهم، فالمضحك المبكي في ما جرى خلال الساعات القليلة الماضية، من تنازلات غير مسبوقة في سياسات السلطات العربية سيما على صعيد الاوضاع الاقتصادية المتردية، التي ترجمت على شكل زيادة الدعم الحكومي للسلع الاستهلاكية والاغذية، تظهر مدى القلق الذي ينتاب هؤلاء القادة من جهة، وحقيقة الغليان الشعبي من جهة اخرى.

ومن جانب آخر اشار العديد من المتابعين لشؤون الاوضاع العربية الى ضرورة تجهيز الرؤساء العرب لطائرات مجهزة للإقلاع في ساعة الصفر، خوفا من بوادر ازمة جوية قد تلو في الافق القريب، فيما لو انتقلت عدوى الثورة التونسية بالسرعة التي اطاحت برئيسها السابق زين الهاربين كما اطلق عليه مؤخرا.

الواقع الجديد

فقد ضرب الزلزال التونسي العالم الوادع للحكام العرب الذين يحكمون بلادهم منذ سنوات مديدة وحطم صورة الانظمة المتحصنة بالمؤسسات العسكرية في مواجهة الرفض الشعبي والمظالم.

ولا بد ان الصور التي بثتها القنوات الفضائية للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد أكثر من 23 عاما في السلطة قد هزت الزعماء العرب -من المحيط الى الخليج -الذين تلاحقهم سجلات مشابهة من الاستبداد.

ويقول محللون وشخصيات معارضة بارزة ومواطنون عاديون ان الثورة التونسية قد تكون معدية. فكثيرون من المواطنين العرب مثلهم في ذلك مثل التونسيين يعيشون حياة يسيطر عليها اليأس بسبب ارتفاع الاسعار والفقر والبطالة وعدد السكان المتضخم وأنظمة حاكمة تتجاهل أصواتهم.

ويقولون ان مثل هؤلاء الزعماء لم يعد بامكانهم مواصلة تجاهل شعوبهم الفقيرة او الاعتماد على اخضاع شعوبهم الهائجة بالقوة الغاشمة دون ان يتوقعوا ردا.

ووصف محمد القحطاني المعارض السعودي الناشط في الرياض التطورات التي جرت في تونس بانها "زلزال" وقال ان الحكام العرب سيحاولون تخفيف قبضة انظمتهم بمنح بعض الحريات وتوفير فرص عمل والتعليم واشياء من هذا القبيل الا انهم سيحاولون بعدها العودة الى القمع مرة أخرى. ومضى يقول ان السؤال هو ما اذا كانت الشعوب قد تعلمت الدرس وما اذا كانت ستترك الحكام يفعلون ذلك. بحسب رويترز.

وربما كان المواطنون العاديون في العالم العربي الان أقل رغبة في قبول التكتيكات السياسية العتيقة لحكوماتهم. ويتساءل كثيرون ممن شاهد ما جرى في تونس عما اذا كان ما جرى هناك يمكن ان يجري عندهم.

وقال أحد المعلقين في منتدى (حوار الامارات العربية المتحدة) النقاشي ان الطغاة لا يعيشون للابد وان ما جرى في تونس رسالة لكل نظام دكتاتوري يحكم بلاده بالحديد والنار.

وقال مصري يبلغ من العمر 55 عاما شارك في الحرب ضد اسرائيل عام 1973 وطلب عدم الكشف عن اسمه "التونسيون رجال بحق. لقد امسكوا بزمام الامور في ايديهم وكانت لديهم الشجاعة للسيطرة على مصيرهم بأنفسهم وقالو للاستبداد.. لا.

واشتعلت مواقع الشبكات الاجتماعية على الانترنت في المنطقة بدعوات للتحرك الشعبي. وغيرت مواقع مثل تويتر وفيسبوك القواعد أمام الحكام العرب الذين كانوا ذات يوم يسيطرون تماما على ما يصل الى شعوبهم من أخبار.

وقال جاسم حسين العضو المعارض في البرلمان البحريني ان الشعوب لم يعد من الممكن ان تشترى الى الابد بالمنح الاقتصادية في عصر تنتقل فيه المعلومات بحرية وفي وقت يمكن لهذه الشعوب ان تعقد المقارنات.

وفي مصر حيث يحكم الرئيس حسني مبارك منذ ثلاثة عقود ظهرت صفحة على موقع فيسبوك بعنوان "معا لمشروع تجهيز طيارة لكل رئيس" ودعت صفحات عدة الرئيس البالغ من العمر 82 عاما الى ان يبدأ في حزم حقائبه بينما دعا مشاركون الى التغيير على غرار ما حدث في تونس تحت شعار "كفاية" وطلب أحد المشاركين من بن علي ان يخبر مبارك بأن طائرة أخرى تنتظره.

واقترحت مها الجمل المشاركة في الصفحة في تعليق لها ان تقوم طائرة واحدة بجولة في الوطن العربي كله لجمع الحكام المستبدين دفعة واحدة.

لكن تبديد الغضب الشعبي في مواجهة زيادة الاسعار أو الكبت السياسي يتضمن خيارات صعبة يجب ان يتخذها الحكام العرب الذين ازعجتهم الاطاحة بنظيرهم التونسي.

وقال شادي حامد من مركز بروكينجز الدوحة ان الانظمة العربية الحاكمة في موقف سيء مهما فعلت فأي تساهل سياسي من شأنه أن يثير المزيد من الجرأة لدى المعارضة واي غلق للقنوات السياسية يحتمل تكرر الموقف التونسي حيث ظل الاحباط قائما فترة طويلة حتى انفجر دون سابق انذار.

ومن الممكن أن تؤجل في دول عربية عديدة خطوات الالغاء التدريجي للدعم وربما تلغى هذه الخطوات تماما تحسبا لغضبة شعبية ضد ارتفاع الاسعار الذي أضر بالكثير من سكان المنطقة التي تعتمد على استيراد كثير مما تأكل.

ومن شأن ذلك أن يزيد من حدة العجز في ميزانيات هذه الدول وهو امر يزعج المستثمرين الاجانب الذين يشترون ديون دول المنطقة ومن الممكن ان يقوض الاصلاحات التي تستهدف زيادة النمو وخلق فرص العمل. لكن تلك المخاوف البعيدة المدى تتراجع على الارجح أمام المشاكل الانية.

وقال حامد ان الحكام في هذه الحالة ليسوا مفكرين او مخططين استراتيجيين ينظرون الى المدى البعيد وانما حكام سلطويون لا يولون اعتبارا الا لما يبقيهم في السلطة ويتعامل مع المعارضة.

واستجابت دول يرشحها المحللون للانضمام الى قائمة الدول التي تهددها اضطرابات شبيهة بما حدث في تونس مثل الاردن وليبيا بخطوات للحد من ارتفاع الاسعار.

كما يمكن ان تعيد مصر التفكير في خطط لخفض الدعم الذي تقدمه على بعض السلع والخدمات على الرغم من تباطؤ الاصلاحات الاقتصادية فيها بسبب انعدام اليقين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام. ولم يعلن مبارك عما اذا كان سيرشح نفسه لفترة رئاسية سادسة ام لا.

وحاول وزير الخارجية المصري التهوين من شأن الاحداث التي شهدتها تونس. وعندما سئل عن عدم الاستقرار الذي يمكن ان يجتاح العالم العربي قال "هذا كلام فارغ."

واعتبر بعض المسؤولين ومن بينهم المسؤولون في الجزائر الذين واجهوا احتجاجات بسبب ارتفاع الاسعار تزامنت مع الاحتجاجات التونسية قبل خروج بن علي.

وكتب عبد العزيز بلخادم زعيم حزب الرئيس في صحيفة الخبر اليومية الجزائرية يقول "الامور التي حدثت لا تحدث للغير فقط والعاقل من يتعظ... ان أحسن حماية وأفضل شرعية هي شرعية الشعب وحينما يعطيك الشعب ينتظر منك المقابل."

وفي المغرب منعت السلطات مظاهرة امام السفارة التونسية دعت اليها مجموعة من المنظمات غير الحكومية والمستقلة وذلك قبل فرار بن علي من البلاد. لكن السلطات سمحت باحتفال نظمته المجموعة نفسها أمام السفارة نفسها بعد سقوط الرئيس التونسي.

ودول شمال افريقيا من المغرب الى مصر ومعها الاردن وسوريا من اكثر الدول المرشحة لانتفاضات الشعوب الغاضبة بينما تملك الدول الخليجية ما يكفي من الموارد لشراء هدوء المواطنين.

وقال تيودور كاراسيك المحلل السياسي في مجموعة انيجما في دبي "اعتقد ان الدول الخليجية اكثر امنا قليلا من دول أخرى ذكرت مثل مصر والاردن والجزائر. لذا فلا اعتقد ان الامر سينتشر الى هنا."

غير ان المعارضين الذين يسعون لحشد المواطنين للتصدي للانظمة الحاكمة يواجهون تحديات هائلة. ومن الممكن ان تغرق دعوات التظاهر مواقع الانترنت لكن ذلك لا يعني بالضرورة ان هذه الدعوات ستترجم الى حركة حقيقية في الشارع. وأدت عقود من التكتيكات الامنية القاسية الى سحق أحزاب المعارضة الرسمية في العديد من الدول العربية. والنقابات في العادة ضعيفة.

وينظر البعض بقلق الى المساومات الجارية حاليا بين السياسيين المعارضين وبين سياسيين كانوا موالين لبن علي في محاولة لتشكيل صيغة سياسية جديدة في تونس.

وقال يوسف درعاوي الطالب الجامعي المغربي "في البداية كنت سعيدا بانهم يتصدون لبن علي ثم يضغطون عليه كي يرحل. لكن يمكنك ان ترى بنفسك الان ان الامر اصبح مقلقا. النظام لا يريد ان يرحل."

لكن التجربة التونسية تشير الى ان عدم وجود معارضة منظمة لا يحول دون ان يتحول غليان الشعوب المحبطة الى ثورة.

كما تشير التجربة أيضا الى حدود ما يمكن أن تفرضه القبضة الثقيلة للجيش من سيطرة. ومن الممكن ان يمتنع رجال الجيش الذين يأتي أغلبهم من طبقات متوسطة وربما دنيا تعاني نفس المعاناة عن تنفيذ الاوامر باطلاق النار على مواطنيهم.

وقال حامد من بروكينجز ان الحكام العرب اذا كانوا يعتمدون على ذلك فموقفهم مزعزع اكثر مما نظن.

الجامعة العربية تحذر

من جانبه قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الدول العربية يجب أن تعي درس تونس التي أطيح برئيسها في احتجاجات على غلاء الاسعار والقمع. وتجنبت الدول العربية التعليق على أحداث تونس أو علقت عليها باقتضاب رغم أنها هزت النظم الشمولية المماثلة لنظام الرئيس زين العابدين بن علي. واستبعدت مصر انتقال العدوي اليها على أي نحو. وقالت ليبيا ان المحتجين في تونس تعجلوا اسقاط بن علي.

وقال موسى "علينا أن نتابع عن قرب ما يحدث في تونس. ونأمل في أن ينتهي المطاف بالشعب هناك الى بناء النظام الذي يريده. ومن الطبيعي أن هناك درسا وأن هناك رسالة مما حدث في تونس."

وكان موسى يتحدث للصحفيين في قمة اقتصادية عربية في منتجع شرم الشيخ المصري الذي يطل على البحر الاحمر ردا على سؤال عما اذا كانت هناك تداعيات لاحداث تونس على دول الشرق الاوسط الاخرى.

ولم يذكر قضايا بعينها يرى أنها حركت الاحتجاجات التونسية لكنه قال "المجتمع العربي فيه الكثير من بنية عناصر مماثلة وفعل ورد فعل وبالتالي لا يمكننا اعتبار تونس حادثة منعزلة." وموسى معروف بتصريحاته السياسية الصريحة في منطقة يشيع فيها الحذر والتكتم.

وتتذمر شعوب الشرق ألاوسط من نفس المشكلات التي جعلت التونسيين يخرجون الى الشوارع.. ارتفاع الاسعار والفقر والهوة المتزايدة بين الاغنياء والفقراء ونظم الحكم التي لا تسمح لهم بان يكون لهم صوت سياسي مسموع.

أمر يصعب التنبؤ به

في سياق متصل يتساءل مواطنون عرب اثملتهم الانتفاضة الشعبية في تونس عن امكانية تكرار السيناريو -الذي اطاح سريعا بزعيم يمسك بزمام السلطة بقبضة من حديد- في شمال افريقيا او دول اخرى.

وفي ظل الغضب المكتوم بسبب المعاناة الاقتصادية والقمع السياسي المستشري في العالم العربي باستثناء بعض الدول الاكثر ثراء اثبتت الانظمة مرونتها وخبرتها الكبيرة في كبح الضغط من أجل الاصلاح.

والعرب الذين يتوقون لان تسمع اصواتهم من بين من يأملون ان يتغير هذا الحال بينما يرى اسلاميون متشددون تونس مثالا لما ينتظر القادة العرب الذين يميل الغرب لغض الطرف عن افتقارهم لاي مؤهلات ديمقراطية طالما يستطيعون احتواء التطرف الاسلامي ويحاربون القاعدة.

وقال مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي العراقي ان الشعوب اقوى من الطغاة وأضاف ان الشعب التونسي طوى صفحة قاتمة بقوته الذاتية دون احتلال او تدخل خارجي.

ولكن ما من احد كان يتوقع ان تكون تونس التي تبدو مستقرة ظاهريا وتتمتع برخاء نسبي أول دولة تطيح بحاكم عربي شمولي من خلال انتفاضة شعبية.

لذا الحذر مطلوب عند تقدير ما اذا كان سيثبت ان الانظمة غير الديمقراطية في دول شمال افريقيا الاخرى وبقية العالم العربي - باستثناء العراق ولبنان- هي بنفس ضعف نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

ونجحت الجزائر حتى الان في احتواء احتجاجات عنيفة استمرت اسابيع بسبب البطالة ونقص المساكن والارتفاع الكبير في أسعار الغذاء ويرجع الفضل في ذلك جزئيا لخفض أسعار السكر وزيت الطعام.

وتحكمت عدة دول عربية من بينها ليبيا في الاسعار من خلال خفض الضرائب او تجميد قرارات خفض الدعم او العدول عنها في محاولة لتهدئة الغضب الشعبي الناجم عن مصاعب اقتصادية.

وقال سعد جبار وهو محام ومحلل سياسي جزائري يتخذ من لبنان مقرا له "اذا لم تقبل التغيير سيفرض عليك .. انها رسالة تونس للقادة العرب."

وأضاف ان حكومات الجزائر والمغرب ومصر لديها قاعدة نفود أكبر من بن علي ولكن شعوبها تعاني من نفس المشاكل وبصفة خاصة نقص الوظائف والسكن.

وقال جبار "بالطبع ينبغي ان يكون الجزائريون حذرين لكن مصر هي الاهم في هذا الصدد" وذكر ان سعي الرئيس المصري حسني مبارك لشغل منصبه لفترة سادسة أو لان يخلفه ابنه جمال اضحى اصعب الان.

وظل مبارك (82 عاما) نحو 30 عاما في السلطة ومن المتوقع الى حد كبير ان يخوض الانتخابات الرئاسية التي تجري في سبتمبر ايلول المقبل.

ووصف احمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري فكرة امتداد انتفاضة على غرار ما حدث في تونس لدول اخرى بانه "كلام فارغ."

وقال حمدي حسن القيادي بجماعة الاخوان المسلمين في مصر ان بلاده مثل تونس تعاني من حكومة قمعية وتزوير الانتخابات والمحسوبية والفساد والبطالة.

وتساءل قائلا "متي سينفجر الوضع.. الله وحده يعلم" واضاف ان كل زعيم عربي يقوم حاليا بتحضير طائرته او حساباته المصرفية وتشديد الاجراءات الامنية لتعزيز موقفه.

ولم يتضح الدور الذي لعبه الجيش التونسي في السقوط الاخير لبن علي ولكنه في النهاية لم يستطع او لم يرغب في سحق اعدائه بوحشية.

ويبدو مستبعدا ان تنهار بسهولة السلطة في مصر والجزائر- حيث قمعت قوات الامن في التسعينيات تيارين قويين لاسلاميين متشددين- في وجه احتجاجات لحشود غير مسلحة.

والمظاهرات وحدها لن تنجح بالضرورة في اماكن اخرى فقد قمعت قوات الامن احتجاجات ضخمة في شوارع ايران عقب انتخابات الرئاسة المثيرة للجدل عام 2009 .

وقال اسلامي متشدد سابق في ليبيا طلب عدم نشر اسمه ان بلاده لديها مناعة من امتداد العدوى التونسية باستثناء منطقة بنغازي المضطربة.

ويرجع ذلك بصفة اساسية لشبكة من التحالفات القبلية تدعم حكم الزعيم معمر القذافي والثروة النفطية للدولة وتباعد التوزيع الجغرافي للسكان ووعي باستعداد الدولة للجوء للعنف ضد المعارضين والمعتقلين السياسيين.

ورغم ذلك يتعين على القادة العرب ان يوازنوا بعناية بين مواصلة كبت المعارضة او بدء عملية اصلاح تدريجية لتفادي حدوث انفجار على غرار ما حدث في تونس.

وقال مايكل ويليس خبير شؤون شمال افريقيا بجامعة اوكسفورد "صحيح ان حكومتي مصر والجزائر بصفة خاصة لديهما خبرة كبيرة في التعامل مع هذا النوع من الاضطرابات.

"لكنها (انتفاضة تونس) ستجعل المواطنين العرب اقل هيبة للسلطة. سيتشجع العرب في كل مكان . اذا تحلت الحكومات العربية بالمنطق ستبدأ الاصلاح. تونس كانت مغلقة لدرجة ان ابسط انفتاح ادى لانطلاق الضغط."

واحتمال حدوث اضطراب قائم في كثير من الدول العربية ولكن في تونس فقط اطاح الضغط من أسفل برئيس الدولة.

وقالت مارينا اوتاواي مديرة برنامج الشرق الاوسط بمعهد كارنيجي للسلام "من الصعب تحديد النقطة التي تصل فيها حالة عدم رضا مزمن الى عصيان مسلح كامل" بصفة خاصة في دول تفتقر لحركات معارضة منظمة.

وقالت "بالطبع لا يمكن استبعاد ذلك وبصفة خاصة في شمال افريقيا ومصر وربما الاردن. حقيقة استسلام الرئيس في تونس تعطي حافزا لدول اخرى ولكن هذا لا يعني تكرار الامر."

مصر تتوقع ارتفاع فاتورة الدعم

الى ذلك قال وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد ان مصر قد تنفق ما بين 4.5 مليار جنيه وسبعة مليارات جنيه اضافية (776.1 مليون-1.21 مليار دولار) لدعم السلع الغذائية في 2010-2011 ارتفاعا من تقدير سابق تراوح بين 2.5 مليار جنيه وأربعة مليارات جنيه وذلك بسبب ارتفاع الاسعار العالمية.

وقال رشيد خلال مقابلة مع رويترز يوم الاحد "سنرفع (فاتورة دعم السلع الغذائية) بالقدر الذي تضطرنا اليه الاسعار العالمية."

وتستورد مصر نحو نصف المواد الغذائية التي يستهلكها السكان البالغ عددهم 79 مليون نسمة وتواجه تضخما في أسعار الغذاء في خانة العشرات.

ويقول مسؤولون ان مصر لن تشهد تكرارا لاعمال الشغب التي اندلعت في عام 2008 بسبب ارتفاع الاسعار ونقص الخبز المدعم أو احتجاجات عنيفة كالتي شهدتها الجزائر وتونس لان برنامج دعم السلع الغذائية يغطي نحو 80 بالمئة من السكان.

وتجاوبت دول عربية أخرى مع الاحتجاجات التي شهدتها تونس وأدت للاطاحة برئيس البلاد باتخاذ خطوات لحماية شعوبها من مزيد من الارتفاع في الاسعار العالمية.

وقال رشيد "لدينا بالفعل شبكة أمان كبيرة جدا لمحدودي الدخل فيما يتعلق بأسعار الغذاء. لذلك لا يؤثر واقع ارتفاع الاسعار العالمية اليوم على المستهلكين المصريين."

وقالت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) في الخامس من يناير كانون الثاني ان أسعار الغذاء سجلت مستوى قياسيا في ديسمبر كانون الاول يتجاوز مستويات عام 2008 الذي شهد اندلاع أعمال شغب في العديد من البلدان من بينها مصر.

وأضافت أن أسعار الحبوب الرئيسية قد ترتفع أكثر من ذلك بسبب تقلب الاحوال الجوية في العالم.

وقال رشيد ان مصر -أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان- ستواصل دعم السلع الرئيسية ومن بينها القمح والسكر والارز والزيوت النباتية لكي تضمن استقرار الاسعار المحلية واحتواء الارتفاعات العالمية. ويستفيد نحو 63 مليون مصري من دعم المواد الغذائية.

وقال رشيد "ليست لدينا في الوقت الراهن خطة لزيادة أسعار السلع لذلك فان مستوى الزيادة في الدعم سينعكس على استقرار الاسعار."

وكانت مصر -أكبر مستورد للقمح في العالم- قد قالت انها تعتزم انفاق 2.5 مليار جنيه الى أربعة مليارات جنيه اضافية في 2010-2011 لتعويض النقص بعدما حظرت روسيا صادرات القمح بسبب موجة جفاف شهدتها في الصيف الماضي وهو ما سبب قفزة في الاسعار العالمية.

وقال رشيد "نعتقد أن التكلفة سترتفع في الوقت الراهن. قد تكلفنا أسعار السكر والخضروات والزيوت ما بين مليارين وثلاثة مليارات جنيه اضافية من الدعم في السنة المالية 2010-2011."

وأضاف أن مصر تريد ابقاء معدلات التضخم دون عشرة بالمئة في 2011. وارتفع التضخم في المدن المصرية قليلا في 12 شهرا حتى ديسمبر الى 10.3 بالمئة من 10.2 بالمئة في نوفمبر.

وارتفع تضخم أسعار الاغذية والمشروبات التي تشكل 44 بالمئة من وزن سلة التضخم في مصر الى 17.2 بالمئة على أساس سنوي في ديسمبر من 17.1 بالمئة في نوفمبر.

لكن بعض المحللين يتوقعون أن يؤدي ارتفاع أسعار الغذاء العالمية الى ارتفاع التضخم الى مستويات 2008. وسجل التضخم أعلى مستوياته عند 23.6 بالمئة في أغسطس اب من ذلك العام.

وقال محللون ان دعم الغذاء يحمي المستهلكين من العوامل الاساسية مثل ارتفاع أسعار القمح لكنهم قالوا ان المستهلكين يتأثرون أيضا بارتفاع أسعار مواد غذائية أخرى مثل الخضروات والفواكه واللحوم.

ليبيا سلب ونهب يستبق اسقاط القذافي  

من جهة اخرى ذكرت صحيفة أويا التي تصدر الكترونيا على الانترنت أن مواطنين ليبيين احتلوا اخر مئات المساكن التي ما زالت تحت الانشاء وعاثوا فسادا داخل مكاتب مقاولين أجانب يتولون أعمال الانشاء.

وتبذل ليبيا جهودا مضنية لتلبية طلب متزايد على المساكن من أبناء الجيل الجديد الذين ينتهجون أسلوب الحياة العصرية ولا يريد بعضهم الاقامة مع أبويه.

وقالت أويا ان مشروعات الاسكان قيد الانشاء في العديد من المدن تعرضت "لموجة احتلال" في وقت متأخر يوم الخميس وصبيحة يوم الجمعة وان بعضها تعرض للنهب كما باع بعض المحتلين مساكن بأسعار زهيدة. وذكرت الصحيفة أن قوات الامن اعتقلت "جماعات اجرامية" سرقت مكاتب شركات أجنبية تنفذ تلك المشروعات.

يأتي تقرير الصحيفة في وقت تواجه فيه تونس المجاورة والاقل ثراء تداعيات الاطاحة برئيسها السابق زين العابدين بن علي الذي تولى الحكم زمنا طويلا وفر من البلاد يوم الجمعة في أعقاب اضطرابات عنيفة استمرت ثلاثة أسابيع اندلعت شرارتها بسبب مظالم اجتماعية. بحسب رويترز.

وترددت أصداء الاطاحة ببن علي في أنحاء العالم العربي واثارت مخاوف بخصوص الاستقرار في دول أخرى بالمنطقة تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية مثلها مثل تونس.

وقال الزعيم الليبي معمر القذافي يوم السبت ان تونس تعاني من اراقة الدماء وانعدام القانون لان شعبها تعجل في التخلص من بن علي الذي أثنى عليه القذافي لتطوير بلاده.

وقال صحفي من رويترز في طرابلس ان الوضع كان هادئا في العاصمة يوم الاثنين ولا يوجد انتشار ملموس لقوات الامن.

وحثت هيئة حكومية مسؤولة عن الشؤون الدينية أئمة المساجد في ليبيا على تحذير المصلين من أي نوع من أنواع الشغب الذي حدث في مشروعات الاسكان.

ونقلت أويا عن ابراهيم عبد السلام الامين العام للهيئة العامة للاوقاف وشؤون الزكاة قوله "ان الشغب الذي أحدثه هؤلاء المواطنون لا يمت الى اسلامنا ولا الى قيمنا الاسلامية بأي صلة. الخطبة القادمة (يوم الجمعة) ستحض كل المواطنين على الالتزام بتعاليم الاسلام الذي يدعو الى السماحة والنظام ويحرم الاعتداء على الاخ المسلم."

ولم تذكر أويا السبب المحتمل لموجة احتلال المساكن لكنها اضافت أن 80 في المئة من المساكن أخليت دون تدخل الشرطة.

وقال شاهد للصحيفة ان بلطجية استولوا على الشقق السكنية بالقوة وباعوها لمشترين موسرين يركبون سيارات فارهة.

وتدفع الحكومة بدل سكن لموظفي القطاع العام وتعهدت السلطات ببناء 250 ألف وحدة سكنية جديدة بحلول نهاية عام 2014.

لكن بعض المشروعات يواجه تأخيرا فيما يبدو. وذكر أحد مستخدمي الانترنت أنه ينتظر منذ عام 2004 لاستلام مسكنه.

الاردن وانهاء الحكم "المستبد"

من جهتهم دعا الإسلاميون في الاردن بدافع من الاحتجاجات التي شهدتها تونس وأطاحت بالرئيس التونسي إلى انهاء ما وصفوه بالحكم المستبد في بلادهم.

واحتشد نحو ألف إسلامي وبعض اليساريين أمام مجلس النواب الاردني للاحتجاج على ارتفاع الاسعار واصلاحات السوق التي يحملونها اللوم في تفاقم معاناة الفقراء في البلد الذي يبلغ عدد سكانه سبعة ملايين نسمة.

ودعت النقابات التي يسيطر عليها الاخوان وهي معاقل للمعارضة لسياسات المملكة المؤيدة للغرب الى هذا التجمع. ودعا المحتجون إلى اسقاط حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي مشيرين لما حدث في تونس.

وقال الشيخ همام سعيد مراقب الاخوان المسلمين في الاردن "هذا الشعب التونسي الذي وقف وقفة رجل واحد وأسقط الظلم والطغيان.. انه مثال للشعوب كلها." وردد كثير من المحتشدين "الله أكبر".

وأضاف سعيد "نحن في الاردن نعاني الكثير مما عانت منه تونس.. نعاني الاستبداد السياسي. لابد من الانتهاء من مسلسل الاستبداد السياسي ومصادرة الحريات وارادة الشعب. هذا الشعب الذي يريد أن يكون صاحب قرار وارادة حرة." بحسب رويترز.

وتحت ضغط الاحتجاجات العنيفة في تونس اضطر الرئيس زين العابدين بن علي الى الفرار من البلاد قبل يومين بعد أن ظل في الحكم زهاء 23 عاما. ويراقب العالم العربي عن كثب ما يجري في تونس.

والاخوان المسلمون أكبر جماعة سياسية في البلاد. ويقول حلفاؤها اليساريون ان الحريات السياسية في الاردن تراجعت في السنوات الاخيرة ويطالبون بالتغيير.

وحمل النشطاء لافتات عليها شعارات تنتقد "سرقة المال العام" و" الفساد المستشري". وحملت لافتات أخرى شعارات "كرامة الناس خط أحمر". وحذرت من ارتفاع الاسعار.

وجاء الحشد بعد احتجاجات على مستوى البلاد يوم الجمعة نظمها مزيج من النشطاء اليساريبن والقبليبن بهدف اجبار الحكومة على التراجع عن اجراءات التقشف الصارمة بما في ذلك الضرائب الباهظة من أجل محاربة الازمة الاقتصادية.

وسارعت السلطات التي يساورها القلق بشأن ما وقع في تونس والجزائر من احتجاجات لتطبيق برنامج لخفض الاسعار الاسبوع الماضي بقيمة 225 مليون دولار تشمل الوقود وسلعا في المتاجر التي تديرها الحكومة.

ومن أجل تهدئة ثائرة الناس أقر الرفاعي يوم السبت خطوات أخرى لتحديد أسعار بضائع في السوق ولاعطاء مفتشي التموين مزيدا من الصلاحيات بمعاقبة المستوردين الذين يتلاعبون بالاسعار.

وقال بعض المحللين إن الخطوات هدفها ابعاد شبح هذا النوع من الاضطرابات التي وقعت في الجزائر وتونس جراء ارتفاع الاسعار وتدهور مستوى المعيشة.

وشهد الاردن عددا من الاضطرابات المدنية في المناطق الاكثر فقرا على مدى العقود الماضية بعد ارتفاعات حادة في الاسعار.

وتشكل الاحتجاجات الاخيرة ضربة لحكومة الرفاعي التي تعاني بسبب ضعف الاقتصاد وسلسلة من الفضائح التي مست شركات شبه حكومية. وهو يواجه الان ضغطا شعبيا متناميا بسبب ما يقال عن فساد عند كبار المسؤولين.

سوريا تقرر زيادة دعم زيت التدفئة

منجهتها قررت السلطات السورية زيادة دعم زيت التدفئة في تحول في سياستها بعد الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي من السلطة بسبب احتجاجات على ارتفاع الاسعار والبطالة والقمع.

وأعلنت الحكومة السورية التي يسيطر عليها حزب البعث منذ توليه السلطة عام 1963 انها قررت زيادة دعم التدفئة للعاملين بالدولة بنسبة 72 في المئة اي بما يعادل 33 دولارا شهريا.

وكانت الحكومة تعمل حتى الآن على خفض الدعم مع رفع الحظر على المشروعات الخاصة في محاولة لاصلاح عقود من الركود الاقتصادي واستعادة رؤوس الاموال.

وفي الاردن المجاور أعلنت الحكومة عن خطة تبلغ تكلفتها 225 مليون دولار لخفض اسعار عدة أنواع من الوقود وسلع أساسية من بينها السكر والارز.

وقال وزير المالية السوري محمد الحسين إن الزيادة في دعم زيت التدفئة ستكلف الدولة 326 مليون دولار سنويا وسيستفيد منها حوالي مليونان من العاملين في الدولة والمتقاعدين من بين عدد السكان البالغ 20 مليون نسمة.

وقال الحسين للوكالة العربية السورية للانباء "ستكون لهذه السيولة اثار ايجابية على النشاط الاقتصادي."

وكانت الحكومة خفضت تعويض التدفئة قبل ثلاث سنوات مما ادى الى احتجاج من المزارعين الذين ارتفعت نفقاتهم بسبب استخدام الوقود ايضا في النقل والمضخات الزراعية.

وألغت السلطات السورية الدعم على الاسمدة الزراعية العام الماضي رغم معارضة الاتحاد العام للفلاحين المدعوم من الحكومة. وقال وزير الزراعة ان هذا الاجراء قلص الفساد.

وسلمت الحكومة كوبونات بقيمة 10 الاف ليرة سورية (217 دولارا) الشتاء الماضي لتعويض ارتفاع اسعار الوقود. ولكن بعد ذلك بعام توقف الدعم بعد ظهور شكاوى من عمليات فساد في توزيع الكوبونات وشرعت الحكومة في اقامة صندوق مساعدات للمحتاجين على وجه الخصوص.

ولم يستطع كثيرون الانتظار. وقال شهود انه في المناطق الواقعة على الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة يقوم اشخاص بقطع اشجار الغابات بصورة غير مشروعة مع تحولهم للمواقد الارخص التي تعمل باحتراق الحطب.

وفي تغطيتها الضئيلة للاحداث في تونس ركزت وسائل الاعلام الرسمية السورية على حالة الفوضى التي عمت تونس منذ فرار الرئيس زين العابدين بن علي الى السعودية.

وقالت صحيفة الوطن في افتتاحيتها إن بن علي اطيح به من السلطة لانه كان قريبا جدا من الغرب.

وأضافت أن "تجربة التفاف الشعب حول قيادته هي التجربة الصحيحة والمنيعة والضامنة لامن واستقرار الشعوب والاوطان وهذه تجربة سورية التي طالما كانت قيادتها إلى جانب خيارات وتطلعات الشعب."

لكن المسؤولين بالحكومة اقروا بأن الفجوة اتسعت بين الاغنياء والفقراء في سوريا. وتصل نسبة البطالة حسب التقارير الرسمية الى نحو 10 في المئة في حين تشير تقديرات مستقلة الى انها 25 في المئة.

ويقول خبراء إن الجفاف وسوء ادارة الموارد المائية أضر بمناطق كبيرة في شرق سوريا - الذي يستخرج منه كل انتاج البلاد من النفط والذي يصل إلى 380 الف برميل يوميا- وزاد من حدة الفقر.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يظل التضخم في سوريا عند 5 في المئة هذا العام مع ارتفاع طفيف في النمو الاقتصادي ليصل إلى 5.5 في المئة.

ساعة رحيل الزعماء العرب اقتربت

على الصعيد ذاته استخدم نشطاء من دعاة الديمقراطية ومدونون في العالم العربي الانترنت للاحتفال بسقوط الرئيس التونسي وحذروا القادة الآخرين من أنهم يواجهون نفس المصير.

ففي مصر حيث يتولى الرئيس حسني مبارك حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود حملت صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عنوان "مشروع لتحضير طائرة لكل رئيس" ودعت عدة صفحات مبارك (82 عاما) للبدء في حزم حقائبه استعدادا للرحيل.

وقال أحد مستخدمي فيسبوك "احنا (نحن) زهقنا (نفد صبرنا) خلاص. احنا مش هنخلي (لن نترك) البلد تضيع من أيدينا". ودعا آخر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي "لابلاغ مبارك بأن هناك ايضا طائرة في انتظاره".

وقالت مها الجمال في صفحتها على فيسبوك "خلوها (لتكن) طيارة واحدة تلمهم (تجمعهم) كلهم".

ولجأ النشطاء الحقوقيون الى الانترنت للالتفاف على القيود الصارمة المفروضة على وسائل الاعلام وفشلت وسائل الحجب التي اتخذتها السلطات التونسية في منع صور المتظاهرين القتلى والمصابين من الوصول الى الانترنت وإشعال احتجاجات أوسع نطاقا.

لكن هناك حدودا لمدى ما يمكن أن تصل اليه هذه الحملات في أماكن مثل مصر حيث تبلغ نسبة الأمية أكثر من 30 في المئة بين السكان البالغ عددهم 79 مليون نسمة وحيث يستخدم 16 في المئة فقط منهم الانترنت طبقا لتقرير البنك الدولي لعام 2008.

وقال ابو أحمد على موقعه على تويتر "كل الدول في العالم العربي تقف على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في أي وقت."

وقال مستخدم لموقع فيسبوك من الامارات عرف نفسه باسم بن خيماوي "الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت. قد نرى ما لم نكن نتصوره قط... كل النظم العربية نظم دكتاتورية وغير شرعية."

وحررت مصر جزئيا البث الفضائي لكن قانون الطواريء المطبق منذ أكثر من ثلاثة عقود يسمح للسلطات بفض مظاهرات الشوارع كما تحظر على جماعة الاخوان المسلمين ممارسة الانشطة السياسية رسميا.

وقد أدى ذلك الى أن تكون اضرابات المصانع وحملات الانترنت هي التحديات الاكثر مباشرة لحكومة مبارك الذي سيرشح نفسه على الارجح لفترة رئاسية سادسة في سبتمبر ايلول.

وقال موقع على فيسبوك أنشيء يوم الجمعة مع تنحي بن علي "نريد الغاء قانون الطواريء ... لا نريد قمعا في مصر ... نريد أن نكون أحرارا". وانضم الى هذا الموقع 25 ألف عضو خلال 24 ساعة.

وقال آخر "عايز (أريد) مخافش (الا أخاف) من أمن دولة ولا ضابط شرطة. عايز يتم معاملتي بآدمية. عايز أعرف أعبر عن رأيي في بلدي واحترامي بغض النظر عن جنسي ولا لوني ولا ديني ولا حالتي المادية."

وغير الكثيرون من مستخدمي فيسبوك صورهم الشخصية الى العلم التونسي علامة على التضامن مع الشعب التونسي.

وفي الامارات العربية المتحدة وضع تعليق بعنوان هبة ريح على منتدى حوار الاماراتي يقول "الطغاة لا يستمرون الى الابد ... هذه رسالة واضحة لكل نظام دكتاتوري يحكم بالحديد والنار."

وفي استطلاع على موقع صحيفةالمصري اليوم المصرية يسأل عما اذا كانت المظاهرات في تونس والجزائر ستنتقل الى دول عربية أخرى قال 69 بالمئة ممن شاركوا في الاستطلاع نعم بينما قال 17 بالمئة منهم لا وقال 15 بالمئة انهم لا يعرفون الاجابة.

وطالب المدونون باعتقال المسؤولين الفاسدين وحل البرلمانات والغاء قوانين الطواريء ورفع الحدود الدنيا للاجور.

وطالب آخرون بحل الحكومات واستبدالها بحكومات ائتلافية تشمل جماعات المعارضة. وقال بعض المعلقين المصريين انه ينبغي على مبارك ألا يرشح نفسه لفترة رئاسية سادسة ويتعين ألا يسعى احد من أفراد أسرته لخلافته. ويعتقد كثيرون انه يجري اعداد جمال نجل مبارك للرئاسة وهو ما ينفيه الرئيس وابنه.

وينظر بعض المدونين بعين الشك لهذه الطفرة في المطالب الثورية ويعتبرونها تنفيسا عن الاحباطات المتراكمة لدى الناس الذين يفضلون البقاء مجهولين وقد لا يحولون أفكارهم الى تحرك مباشر.

وقال المدون حسام حملاوي "الموجودون على الانترنت ليس بالضرورة أن يكونوا هم الموجودين في الشارع". واضاف ان النقابات العمالية القوية في تونس كانت محفزا رئيسيا للثورة.

وأضاف "النقابات الحرة دائما ما تكون الرصاصة القاتلة لأي نظام دكتاتوري مثلما شهدنا في بولندا وكوريا الجنوبية وفي أمريكا اللاتينية وايضا في تونس."

ودعت مجموعة مصرية على فيسبوك الى تنظيم احتجاجات في الشوارع في 25 يناير كانون الثاني وأطلقت عليه "يوم الثورة ضد التعذيب والفقر والفساد والبطالة".

وقالت المجموعة "يوم 25 يناير هننزل (سوف نسير) كلنا بأعلام مصر مش (وليس) بأعلام أحزاب ولا حركات سياسية .. يوم 25 يناير هنصحى ( سوف نستيقظ) كلنا ونفوق (نفيق) وننزل ونمشي في مسيرات في كل مصر ونهتف مطالبين بحقوقنا ومطالبين ان الشعب كله ينضم لينا .. يوم 25 يناير مش هو النهاية .. بس لو اتحدنا هيكون (سيكون) بداية النهاية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/كانون الثاني/2011 - 13/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م