المواقع الالكترونية... بورصة عالمية وتنافس تجاري

شبكة النبأ: بلغ اشتداد المنافسة التجارية في سوق الكترونيه وخاصةً بين الشركات الرائدة, خصوصا وانها تسعى الى سرقة الاضواء عبر سباقها المحموم في تقديم كل ما هو حديث وجديد، بات سلم الترتيب الدولي يتأرجح حسب ما يطرح من خدمات وتقنيات متطورة وسهلة الاستخدام، الى جانب مدى ما تتيح تلك الابتكارات من خدمات مستحدثة وهامة.

فيما تحتل خدمات المواقع الالكترونية حيزا كبيرا في التنافس التجاري، خصوصا بما يتعلق بالمنتديات والشبكات الاجتماعية على شبكة الانترنت، حيث سجلت بعض منها صعودا قياسيا في اوقات قصيرة في الترتيب الدولي، بعد ان استقطبت اعداد هائلة من المستخدمين.

عرش الانترنت 

فقد بات على غوغل الذي يتربع على عرش الانترنت ان يضع في حساباته موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك الذي نجح خلال ست سنوات فقط بمنازعته، السيطرة على الشبكة العنكبوتية، مع رؤية مختلفة جذريا.

شركة الاستشارات كوم سكور ما زالت تشير إلى تقدم واضح لصالح غوغل، إذ سجل عالميا نحو 977 مليون زائر خلال شهر في مقابل 633 مليون زائر لفيسبوك.

وقد أقر مؤسس فيسبوك مارك زاكربرغ أن تنافس المؤسستين في مجالات عدة هو أمر واضح.

والملياردير الأصغر في العالم البالغ من العمر 26 عاما والذي تقدر ثروته ب 6,9 مليارات دولار، لم ينف الهدف الذي ارتأته صحافية من محطة سي بي أس قائلة أنه يريد السيطرة على شبكة الانترنت بكاملها.

بالنسبة إلى البعض، يشكل صعود فيسبوك" الصاروخي بروز شبكة إنترنت ثانية. وقد تكون ربما قيمة أكثر من الأولى، إذ إننا جميعنا متصلون ببعضنا البعض في اطارها، على ما يقول لو كرنر محلل قطاع الإنترنت لدى مؤسسة "ويدبوش سيكيورتيز".

ويأتي موقع التبادل هذا كنقيض كلي لموقع غوغل الذي يضمن الحياد في المعلومات التي يقدمها بحسب فرانس برس.

أنشئ فيسبوك في العام 2004 كأداة للتواصل الاجتماعي بين طلاب جامعة هارفارد. وهو يوفر معلومات مشخصنة إذ أن متصفحي الموقع وشبكة أصدقائهم يختارون مسبقا هذه المعلومات. ويطلق زاكربرغ على شبكة الأصدقاء اسم الرسم البياني الاجتماعي أو الخريطة الرقمية للعلاقات الحقيقية بين الناس.

ويبدو أن هذا الاختلاف يلقى إعجابا مهما: فيسبوك يحصي أكثر من نصف مليار مستخدم مسجل. لكن كوم سكور كان قد لحظت أن متصفحي الإنترنت يمضون وقتا أطول على صفحات فيسبوك مما يفعلون على مواقع غوغل.

وراح فيسبوك يضاعف من ابتكاراته التي تجعله يتقدم باتجاه معاقل غوغل. وقد تهدد خدمته للرسائل مع عنوان بريدي خاص به يؤمنه لمستخدميه، نفوذ جي ميل وقدرته. هناك ايضا وظيفة كويستشنز اي أسئلة وهي محرك بحث يتيح لمتصفحي موقع التبادل الإجتماعي هذا تلقي إجابات على إسئلتهم من خلال اقتراحات أعضاء فيسبوك وليس من خلال برامج إلكترونية محددة.

ويدفع ذلك ببعض المراقبين إلى خلاصة مفادها بأن فيسبوك وغوغل، يخوضان حربا مقنعة وتحديدا في مجال التوظيف. فمئتان من موظفي فيسبوك أي ما يساوي 10% من مجموع مستخدميه كانوا يعملون سابقا لدى غوغل. وبهدف وضع حد لهذا النزف، اتخذ غوغل قرارا برفع الأجور بنسبة عامة قدرها 10%. وعلى الرغم من ذلك لم يحد فيسبوك من ازدهار غوغل، وإنما أضاف جديدا بهدف توسيع سوق الإنترنت.

ويوضح داني سوليفان رئيس تحرير موقع سيرتش إنجن لاند الإلكتروني أن المعلنين لا يقررون القيام بحملاتهم على فيسبوك بدلا من غوغل، وإنما بدلا من وسائل الإعلام التقليدية.

ويساهم صعود فيسبوك أيضا في خدمة بعض مصالح غوغل، إذ يستطيع مؤسساه لاري بيدج وسيرغي برين القول بسهولة للسلطات التي تعنى بالمنافسة في أوروبا كما في الولايات المتحدة: كما تعلمون لدينا منافس قوي، على ما يؤكد سوليفان.

من جهة أخرى يجد غوغل عزاء في نقطة اخرى. فالمدافعون الشرسون عن خصوصيات البيانات الشخصية يجدون في فيسبوك هدفا آخر لهم.

في جميع الأحوال، ما زال فيسبوك بعيدا جدا عن إمكانية إخراج غوغل من الساحة. فعدد موظفي غوغل يزيد عشرة اضعاف عن العدد لدى فيسبوك، كما أنه قادر على تحقيق رقم أعمال يصل هذا العام إلى حوالي 22 مليار دولار.

فيسبوك إلى 50 مليار

الى ذلك أشارت تقارير أولية إلى أن موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، الذي بات الموقع الأول في العديد من دول العالم من حيث حجم الزوار، تلقى تمويلات واستثمارات تصل إلى 500 مليون دولار لقاء عشرة في المائة من حصصه، ما يجعل قيمة الموقع 50 مليار دولار، أي أكثر من شبكات عملاقة مثل ياهو وتايم ورنر نفسها.

ولفتت التقارير لم يتأكد من صحتها بشكل مستقل، أن مصرف غولدمان ساكس قدم 450 مليون دولار، بينما قدم مستثمر روسي لم يكشف عن اسمه مبلغ 50 مليون دولار.

وقد رفض الناطقون باسم فيسبوك وغولدمان ساكس التعليق على هذه المعلومات التي قد تدفع الموقع الاجتماعي الشهير إلى السير بخيار طرح أسهم في البورصة.

ويسجل فيسبوك عوائد سنوية تتجاوز ملياري دولار، بينما لا يعمل لديه أكثر من ألفي شخص، ما يعني أن النسية الأكبر من العوائد هي أرباح صافية بحسب السي ان ان.

وتأتي هذه المعلومات بعد أسبوع من إشارة شركة ميل الروسية، التي تعتبر واحدة من أبرز داعمي الموقع والمشتركين فيه، إجراء طرح أولي في بورصة لندن.

وتعتبر ميل أكبر شركات الانترنت في روسيا، ويقدر طرحها بقرابة خمسة مليارات دولار، وهي تمتلك عشرة في المائة من أسهم فيسبوك.

ويعتبر الثري الروسي، علي شير عثمانوف، أكبر ملاك ميل، وهو شخصية معروفة باستثماراتها المتنوعة، وخاصة منذ أن أصبح ثاني أكبر المساهمي في نادي أرسنال الإنجليزي.

يذكر أن موقع فيسبوك يضم مئات ملايين المشتركين، وهو ينافس بصورة جدية موقع محرك البحث الشهير غوغل دوت كوم ليصبح أكثر المواقع الأمريكية زيارة، ما يؤشر إلى تحول في طرق البحث عبر الإنترنت، غير أنه لم يتحول إلا الربحية إلا في الأشهر الأخيرة.

مواقع بالمليارات

 من جهتهم اعتبر المحللون أن شركة ياهو للبرمجيات التي تدير محرك البحث الشهير هي بمثابة مقبرة للمواهب، فإلى جانب تعثرها التجاري فإنها أخفقت طوال السنوات الماضية في جميع عمليات الاستحواذ التي أنجزتها، بحيث أن الكثير من الشركات التي اشترتها وهي في قمة تألقها بالأسواق منيت لاحقاً بفشل تجاري كبير.

وقال المحللون إن الشركة التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأمريكية تشبه الملك ميداس في الأساطير اليونانية، التي كان يحول كل ما يلمسه إلى ذهب، ولكنها تقوم بأمر معاكس، فتحول الذهب إلى خردة، كما فعلت مع قرابة سبعين شركة استحوذت عليها خلال 15 عاماً.

واستدل المحللون على صحة رأيهم بالقول إن هناك قرار لدى إدارة ياهو بوقف مجموعة من الخدمات، بينها موقع Delicious الذي كان في يوم من الأيام الوسيلة الأولى عبر العالم لتبادل عناوين المواقع الإلكترونية والنطاقات وتخزينها ضمن قوائم عناوين مفضلة يمكن الوصول إليها في وقت لاحق.

ومن بين الخدمات التي ستغلق أيضاً موقع UpComing الذي احتل المركز الأول على مستوى العالم في مرحلة ما، على صعيد عرض جداول مفصلة بكافة الأحداث المرتقبة والفعاليات والاحتفالات الخاصة بكل مدينة حول العالم.

وقال ناطق باسم ياهو إن الشركة تعتزم إنهاء هذه الخدمات لأنها تريد التركيز على حقول أخرى، وبينها تكنولوجيا الهواتف الجوالة وخدمات الاتصالات بحسب السي ان ان.

لكن رد الناطق لم يكن كافياً لشرح أسباب وصول الكثير من المواقع تحت إدارة ياهو إلى الحضيض، دون ذكر انعكاسات ذلك على ميزانية ياهو التي دفعت مبالغ طائلة في عمليات الاستحواذ هذه.

فعلى سبيل المثال، قامت الشركة عام 2000 بشراء موقع Geocities الذي كان في ذلك الوقت أحد أقوى المواقع على شبكة الانترنت لأنه يقدم خدمة لا نظير لها، تسمح لكل شخص بإنشاء صفحته الخاصة على الشبكة، وكان يحظى باهتمام عالمي كبير.

وقامت ياهو بشراء الموقع مقابل ثلاثة مليارات دولار، ويقول مالكه السابق، جون ريزنر: كان بيع الموقع أمراً مربحاً بالنسبة لي، ولكن الموقع لم يتقدم خطوة واحدة منذ ذلك الحين، بل إنه تعرض للخنق منذ اليوم الأول. وأضاف: لم تعرف ياهو أبداً قيمة وأهمية الموقع، وقد قامت عام 2009 بإغلاقه وإنهاء خدماته.

ومثال آخر على تصرفات ياهو غير المدروسة كان استحواذها على موقع Broadcast الذي كان مخصصاً لنقل الموسيقى الحية وحقق نجاحات باهرة دفعت المستثمرين إلى التهافت على شراء أسهمه خلال الطرح الأولي، قبل أن تقوم ياهو بشرائه مقابل 5.7 مليارات دولار.

وعوض أن تقوم الشركة بتطوير الموقع وتقنياته، قامت بتقسيمه إلى أجزاء بدعوى التركيز على التخصص، وكانت النتيجة انتهاء تجربة Broadcast بفشل ذريع، وهي نفس نتيجة الاستثمار في موقع Musicmatch لتحميل الموسيقى الذي اشترته ياهو مقابل 160 مليون دولار، غير أنه انهار بعد ظهور موجة iTunes من آبل.

كما تخبطت ياهو في مساعيها لمنافسة غوغل ومايكروسوفت في البرمجيات، فقامت بشراء شركة Zimbra مقابل 350 مليون دولار، واضطرت لبيعها بمبلغ زهيد لصالح VMare.

وكان لـ ياهو تجربة مماثلة مع موقع Hotjobs الخاص بالبحث عن الوظائف، الذي استحوذت عليه مقابل 436 مليون دولار، ولكنها فشلت في إدارته لتضطر بيعه لصالح منافسه الأبرز في القطاع، مانستر بنصف السعر.

خرق الخصوصية

من جانب اخر تشهد محكمة اتحادية أمريكية رفع دعوتين منفصلتين ضد شركة أبل، تتهمان شركة البرمجيات وثمانية صناع تطبيقات شعبية لهاتف آي فون، بأنهم عملوا على تيسير تبادل معلومات خاصة عن العملاء مع عدد من المعلنين.

ورغم تقرير إخباري زعم أن العديد من التطبيقات تتقاسم هذه البيانات الشخصية، إلا أن الدعوتين القضائيتين استهدفتا ثمانية تطبيقات أبرزها القاموس، وقناة الطقس، وراديو الإنترنت، وتطبيق تكست بلس، للرسائل، وغيرها.

وقال ديف ستامبلي، وهو شريك في شركة كامبرلو، القانونية التي رفعت القضية في محكمة مقاطعة سان خوسيه، بولاية كاليفورنيا، إن المدعي في أحد الدعوتين هو رجل من لوس انجلوس يدعى جوناثان لالو، وقد استخدم أربعة من تلك التطبيقات على هاتفه آي فون بحيب السي ان ان.

وأضاف ستامبلي السيد لالو استخدم بعض هذه تطبيقات منذ صدرت لأول مرة، لافتا إلى أنه مستخدمي هواتف آي فون وقعوا ضحايا انتهاكات الخصوصية والممارسات التجارية غير العادلة.

وكانت دعوى أخرى رفعت نيابة عن ثلاثة رجال وامرأة في كاليفورنيا، وجميعهم من أصحاب آي فون، واتهموا الشركات بالحصول على المعلومات الشخصية والخاصة دون علمهم أو موافقتهم.

ويطلب المدعون مبلغ تعويض غير محدد في القضية.

انتل تتودد

من جهة اخرى تتضمن رقائق جديدة تروج لها شركة انتل باعتبارها أضخم قفزة لها على الاطلاق في قوة المعالجة حماية مدمجة للمحتوى ستمكن استوديوهات هوليوود من توزيع أفلام عالية الجودة عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصي بأمان أكبر.

وقال مولي ايدن نائب رئيس انتل والمدير العام لمجموعة الكمبيوتر الشخصي بالشركة ان وحدة التوزيع الرقمي لشركة تايم ورنر واستوديوهات أخرى تعتزم تقديم أفلام عالية الوضوح للمستهلكين الذين تستخدم حاسباتهم الالية الرقائق الجديدة التي تحمل الاسم الكودي ساندي بريدج وذلك بالتزامن مع طرحها على أقراص دي.في.دي.

وقال في مقابلة استطعنا تطوير حل شبكي سيسمح ببث المحتوى عالي القيمة الى أجهزة الكمبيوتر المزودة برقاقات ساندي بريدج نبرم كل الصفقات اللازمة مع الاستوديوهات وموزعي المحتوى لجعله متاحا.

وتعد المعالجات التي شحنت في الاونة الاخيرة الى المصنعين رهانا كبيرا في وقت تكابد فيه انتل ومقرها سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا اقتصادا أمريكيا ضعيفا وطلبا استهلاكيا راكدا على أجهزة الكمبيوتر الشخصي.

والى جانب حماية الاستوديوهات من القرصنة تملك الرقائق التي ستعرضها انتل خلال معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس قدرات محسنة لمعالجة الوسائط المتعددة.

وتدمج ساندي بريدج التي ستباع تحت العلامة التجارية انتل كور المعالجة المركزية بمعالجة الرسوميات في قطعة سيليكون واحدة للمرة الاولى مما سيجعلها أسرع وأعلى كفاءة في استهلاك الطاقة وعلى الارجح أعلى ربحية.

وقال هانز موسمان المحلل لدى ريموند جيمس هيكل التكلفة أفضل والرقاقة أصغر والاداء أفضل ستكون مهمة جدا للشركة.

وقالت انتل التي تشغل معالجاتها 80 بالمئة من أجهزة الكمبيوتر الشخصي في العالم ان القدرات الرسومية لساندي بريدج تناسب من يزاولون ألعاب الكمبيوتر من حين لاخر.

وفي حين يرفض المنافسون ذلك قال ايدن ان ساندي بريدج ستجعل رقائق الرسوميات منخفضة المستوى والمركبة في كثير من أجهزة الكمبيوتر غير ضرورية وهو ما قد يخفض التكاليف على المصنعين.

وقال ايدن منتجنا سيكون في أكثر من 500 طراز لاجهزة الكمبيوتر المحمول وسطح المكتب. سترون الكثير منها في مختلف الفئات من الاجهزة متعددة الاستخدامات الى أجهزة الالعاب الكبيرة الى أجهزة الكمبيوتر المحمول.

لكن مصمم رقائق الرسوميات شركة نفيديا كورب سارعت الى الدفاع عن سوقها قائلة ان المستهلكين يريدون أداء رسوميا محسنا ويبدو أن بعض المصنعين يحتاطون في رهاناتهم بدلا من الاعتماد بالكامل على رقاقات ساندي بريدج.

وتقول نفيديا ان المصنعين اختاروا رقاقاتها لمئتي طراز كمبيوتر محمول جديد في هذا العام مزودة أيضا بمعالج ساندي بريدج من انتل مقارنة مع حوالي 125 جهازا محمولا في 2010.

وتعرض أدفانسد مايكرو دفايسز ايه.ام.دي تشكيلة رقاقاتها الجديدة التي تدمج أيضا المعالجة المركزية مع الرسومية خلال معرض الالكترونيات الاستهلاكية. ومن غير الواضح كيف سيكون مستوى أدائها وأسعارها بالمقارنة مع ساندي بريدج.

وتبيع انتل رقاقتها كور اي3 المزودة بنواتين أو محركين الى المصنعين بسعر 117 دولارا ورقاقتها من المستوى الفائق كور اي7 الرباعي النواة بسعر 1096 دولارا.

وفي ظل تأثر مبيعات الكمبيوتر المحمول في 2010 بضعف معنويات المستهلكين تراجعت حصة انتل من سوق أشباه الموصلات العالمية الى 13.8 بالمئة من 14.2 بالمئة في 2009 بحسب شركة جارتنر لابحاث السوق.

وتعاني مبيعات الكمبيوتر المحمول مجددا في 2011 مع قيام البعض بشراء جهاز اي.باد من شركة أبل أو أجهزة مماثلة يطلقها منافسون مثل هيوليت باكارد.

وفي حين مازالت انتل أضخم منتج للرقاقات في العالم وبفارق كبير عن أكبر منافسيها الا أن الشركة متأخرة كثيرا في السوق سريعة النمو لاجهزة الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي التي يقول الخبراء انها قد تصبح أداة الاتصال الرئيسية بشبكة الانترنت لكثير من الناس مما سيفضي في النهاية الى تراجع الاعتماد على الكمبيوتر الشخصي.

وتهيمن رقاقات أتوم من انتل على أجهزة الكمبيوتر المحمول الصغيرة لكن مصنعي الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي يرفضونها بوجه عام مفضلين عليها رقاقات أعلى كفاءة في استهلاك الطاقة ترتكز على بنية معالجات ايه.ار.ام هولدنجز التي تنتجها شركات مثل كوالكوم ومارفل تكنولوجي جروب.

وتراهن انتل على أن رقائق أخرى جديدة تطرحها هذا العام ستساعدها على اقتناص حصة من سوق الاجهزة المحمولة.

بطاقات المعايدة الالكترونية

في صعيد شبيه للمرة الأولى تتحول بطاقات المعايدة الإلكترونية من البريد الإلكتروني التقليدي لتجد لها استثمارا ناجحا عبر الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية.وهذه البطاقات المسلية التي يمكن تزويدها بصور وبأفلام فيديو خاصة، تأتي مجانية

بالنسبة إلى جانبيار فاني مدير عام موقع سايبر كارت لبطاقات المعايدة الإلكترونية الذي يتقاسم السوق الفرنسي مع منافسه درومادير, نسجل هذا العام ظاهرتين: إرسال البطاقات من الهواتف الذكية واستخدام فيسبوك.

وكان فاني قد أوضح في نهاية العام المنصرم أنه وبمناسبة عيد الميلاد تم تبادل ما بين 700 ألف و 800 ألف بطاقة معايدة بواسطة الهواتف الذكية. ويعتبر ذلك عددا هائلا وأمرا مستجدا، خصوصا وأننا لم نطرح هذا التطبيق للتداول ويضيف لم نكن نتوقع كل هذا العدد، ونعتقد بأن البطاقات المتبادلة سوف تبلغ مليوني بطاقة بين عيدي الميلاد ورأس السنة.

أما رفيق سماتي مدير عام موقع درومادير لبطاقات المعايدة، فرأى أن الولع بإرسال البطاقات على شبكات التواصل الاجتماعي يعود بغالبيته إلى الأشخاص الذي يضعون بطاقة على حائط فيسبوك الخاص بهم أو الذين يرسلون لأصدقائهم بطاقات على جدرانهم بحسب بحسب فرانس برس.

وعمليات الإرسال هذه لا تشكل سوى ما نسبته 5% من بطاقات المعايدة الإلكترونية المتبادلة. فقد تم إرسال 20 مليون بطاقة معايدة افتراضية بمناسبة عيد الميلاد.

ولفت سماتي الى أن ذلك يوفر في الوقت ويعتبر كذلك مكسبا ماديا، إذ إن هذه البطاقات مجانية. وشرح فاني أن هذه المواقع ترتكز على الإعلانات فبطاقة واحدة من أصل 10 آلاف بطاقة هي مدفوعة الأجر فقط. ويرسل أكثر من ثلثي البطاقات عبر الهواتف الذكية إلى الشبكة الاجتماعية فيسبوك، أما البقية فإلى البريد الإلكتروني.

وشدد فاني قائلا نحن مذهولون لسيطرة فيسبوك هذه. لكن الأمر عملي جدا، كما تسجل هنا سهولة في الاستخدام لا تضاهى. فأنت لست ملزما للاستحصال على العناوين يدويا. وإذ كنت تملك 300 صديق، بإمكانك إرسال بطاقتك إلى الجميع في الوقت نفسه.

أما الصيحة الكبرى لدى سايبر كارت كما لدى درومادير فهي البطاقة المتحركة التي يمكن شخصنتها من خلال إدخال صور خاصة إليها. واعتبر سماتي أن هذه البطاقات المتحركة أصبحت متداولة بشكل كبير، بعدما لقيت استحسانا استثنائيا لدى متصفحي الإنترنت.

فهذا الجيل الجديد من البطاقات الإلكترونية ينطوي على شحنات كبيرة من العواطف، إذ نستطيع شخصنتها والعمل عليها بالصوت والصورة.

استمرار الشكاوى

من جهة اخرى شكا مستخدمو اي فون في اسيا وأوروبا من تعطل نظام المنبهات في أول عمل في عام 2011 حتى بعد أن طمأنت أبل المستخدمين على أن الساعات الداخلية في هواتف اي فون التي تنتجها ستعمل.

وقال مدونون ومستخدمو مواقع مثل فيسبوك وتويتر ان رحلات جوية فاتتهم أو وصلوا الى العمل في موعد متأخر نظرا لعدم انطلاق المنبه الداخلي في اي فون لليوم الثالث على التوالي بالنسبة لبعض المستخدمين.

وشكا أحد المستخدمين من سنغافورة في موقع تويتر سجل نفسه تحت اسم سوين لاف من تعطل اي فون قائلا لم ينطلق المنبه في هاتفي اي فون مرة أخرى حان الوقت كي أبحث عن المنبه القديم منذ أيام المدرسة بحسب رويترز.

وتم بعث رسائل مماثلة من مستخدمي اي فون في بريطانيا وهولندا ودول أوروبية أخرى.ولم تقتصر المشكلة على الهواتف اي فون اذ ان بعض أصحاب منتجات أخرى لابل مثل مشغلات الموسيقى اي بود شكوا أيضا من مشكلة مماثلة في المنبهات.

وقالت كارولينا ميلانيسي المحللة في جارتنريجب أن تصلح أبل المشكلة في أسرع وقت ممكن لكني أشك أن هذا سيؤثر على المبيعات أو ينعكس بالسلب على أبل ذاتها.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أبل في اسيا وأوروبا لكنها قالت انها على علم بمشكلة أن المنبهات لا تنطلق من تلقاء نفسها وان منبه اي فون سيبدأ العمل بشكل طبيعي مرة أخرى.

وقال بعض المستخدمين ان المنبهات كانت تعمل بشكل معتاد وتقول تقارير اعلامية ان نظام المنبه في اي فون لم يتمكن من ادراك فارق التوقيت في 2010 مما جعل بعض المستخدمين ينامون ساعة زائدة.

وكانت اخر مرة تنخرط فيها أبل في مشكلات تمس الدعاية لها بعد اطلاق اي فون 4 عندما وردت أنباء عن سوء الاستقبال وهي مشكلة تضخمت بشدة وأجبرت الشركة على عقد مؤتمر صحفي لتناول هذه المسألة التي أطلق عليها اسم الهوائي جيت في اشارة الى فضيحة ووتر جيت الشهيرة في الولايات المتحدة التي تورط فيها الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون.

ولم يكن لهذا تأثير ملحوظ على مبيعات أبل اذ ان الشركة باعت أكثر من 14 مليون جهاز اي فون وهو معدل يزيد عن أي فترة سابقة وهي الان الشركة الثانية في العالم لصنع الهواتف المحمولة الذكية لتحتل المرتبة الثانية وراء نوكيا الرائدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/كانون الثاني/2011 - 6/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م