التهريب... وسيلة تخلط بين السياسة والاجرام

 

شبكة النبأ: أحيانا يستخدم التهريب ليس لربح الأموال فقط بل تدخل فيه أغراض سياسية، لاسيما عندما تساعد إحدى الدول الأخرى في تهريب عدد من الأسلحة لتحارب دولة أخرى تعتبر عدوا لدودا لتلك الدولة الأولى لهذا تضرب عدوتها بواسطة أخرى.

فيما تكثف الجهات الأمنية على الحدود الدولية مراقبتها للبضائع الداخلة والخارجة منها بالإضافة الى دقة التفتيش التي تخضع لها. مازال المهربون يستمرون بتنفيذ عملياتهم مهما كلف الأمر ولم تحبطهم هذه التشددات الأمنية على الحدود بل بدئوا يفكرون ويختلقون طرقا جديدة للتهريب كتلك التي يستخدمون حفاظات الأطفال كغطاء للبضائع او أكياس الذرة وغيرها، كما هناك أنواعا متلفة للبضائع التي تهرب من بلد الى آخر فمنها المخدرات ومنها الآثار والتي قد لا يكون لها تمثل خطر كبيرا كتلك التي تدمر بلد كامل وهي الأسلحة او المواد كيميائية والأدوية نافذة الصلاحية التي تقتل الملايين الأرواح.

ولكن ما يخشاه العالم هو ودوله هو تهريب الأسلحة لكونه يهدد امن بلد بأكمله ويخلخل نظامه وينشر القتل ويزيد من سفك الدماء ويساعد الإرهاب في عملياته الوحشية ضد الأبرياء، كما ان هناك نوع آخر من التهريب أبشع من كل الأنواع التي سبقت وهو تهريب البشر وتعريضهم لأقسى تعامل حيث إنهم يستخدمون كل طاقتهم في تنفيذ الأوامر حتى يصل بهم الحال الى استخدام أجسادهم كسلعة للبيع والشراء لأجل المكسب المادي.

تهريب البشر واستغلالهم جنسيا

فقد قال مسئولون ان السلطات أغلقت 20 بيتا للدعارة تتخفى في هيئة دور للتدليك واعتقلت 22 شخصا لإدارتهم شبكة لتهريب البشر لغرض ممارسة الجنس والدعارة تشمل سيدات من كوريا بأربع ولايات أمريكية.

وكشفت قوة مهام نيويورك لمكافحة الجريمة الآسيوية المنظمة المؤلفة من محققين من مكتب التحقيقات الاتحادي وشرطة نيويورك شبكة من بيوت الدعارة في ولايات نيويورك وتكساس ونورث كارولينا وبنسلفانيا. وقال مدعون ان ملاك البيوت كانوا ينقلون سيدات كوريات في أنحاء البلاد بغرض الدعارة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وقال مدعي مانهاتن بريت بارارا في بيان "تهريب البشر واستغلال النساء جنسيا لغرض الكسب المالي امر شائع جدا وببساطة لن يتم التسامح معه." ووجهت لأغلب المعتقلين تهمة نقل أفراد عبر الولايات لغرض النشاط الجنسي غير المشروع وتصل أقصى عقوبتها في حال ثبوت الإدانة السجن خمس سنوات.

تهريب الأسلحة

فيما جاء في وثائق بثها موقع ويكليكس ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز ان تهريب الأسلحة هو مصدر قلق كبير لواشنطن التي تجد نفسها في مواجهة مع قضايا ضالعة فيها دول مثل سوريا وكوريا الشمالية.

وجاء في إحدى الوثائق ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تأخذ على الرئيس السوري بشار الأسد تزويده صواريخ لحزب الله في حين انه أكد لها العكس. وكتبت كلينتون في وثيقة دبلوماسية في شباط/فبراير "خلال لقاءاتنا الأسبوع الماضي، قيل لنا ان سوريا لن ترسل اي صاروخ +جديد+ لحزب الله اللبناني".

واضافت "نحن مع ذلك على علم بالجهود الحالية التي تبذلها سوريا لتزويد حزب الله بأسلحة بالستية. اشير الى ان هذا النشاط هو مقلق جدا لحكومتي ونحذركم بشدة من مثل هذا التصعيد". ولكن الموقع الالكتروني للصحيفة أوضح ان سوريا نفت هذه الادعاءات ولكن بالنسبة للبنتاغون فان اي شيء لم يظهر بعد تسعة أشهر ان سوريا وضعت حدا لهذه الممارسات. بحسب وكالة أنباء فرانس برس.

وكشفت وثائق ويكيليكس محادثات بين دبلوماسيين اميركيين مع حكومات اجنبية حول الشركات الوهمية او المصارف المشتبه بأنها ضالعة في تهريب الأسلحة. واثارت الصحيفة الأميركية هكذا برقيات اخرى بالنسبة لصربي حاول بيع بنادق لليمن وبيع الصين تكنولوجيا بالستية لباكستان او تصدير الهند لمواد كيميائية يمكن ان تدخل في صنع غاز حربي.

ومن ناحيتها، استعملت كوريا الشمالية شركة منجمية كتغطية لعملياتها واستعملت مصارف في الصين وهونغ كونغ لبيع أسلحتها، حسب وثائق أخرى. وأشارت الصحيفة الى ان الدبلوماسيين الأميركيين حاولوا في ربيع العام 2009 منع بيع بيونغيانغ قاذفات صواريخ لليمن ولكن بدون جدوى على ما يبدو.

روسيا هربت أسلحة إلى الكرد

بينما كشفت وثائق "ويكيليكس"، التي تنشرها تباعاً خمس صحف حول العالم، بينها "الغارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأميركية، أن "الروس دبروا تهريب أسلحة إلى الكرد"، بهدف زعزعة استقرار تركيا.

بحسب الوثيقة المسرّبة،  فإن المدّعي العام الأسباني خوسيه غونزاليس، الذي سعى طوال عقد التحقيق في أنشطة العصابات الروسية في أسبانيا، أبلغ المسؤولين الأميركيين في مدريد، في 8 شباط/ فبراير الماضي، أن "إستراتيجية موسكو تتمحور حول استخدام عصابات الجريمة المنظمة للقيام بكل ما لا يمكن للحكومة الروسية أن تقوم به، بوصفها حكومة".

وأوردت الوثيقة مثلاً عن "عمليات حديثة تشمل تهريب أسلحة إلى الكرد"، في مسعى "لزعزعة استقرار تركيا"، وكذلك "تهريب أسلحة" في شحنة كانت على متن سفينة تمت مداهمتها في القطب الشمالي في العام 2009"، قيل حينها أنها كانت متوجهة إلى إيـران، وتضـم صواريخ.

وأوضح غونزاليس في الوثيقة التي اطلعت عليها "أكانيوز" أن "رجل المافيا المشتبه به، المسمى "كالاشوف"، كان الرجل الذي استخدمته الاستخبارات العسكرية الروسية لبيع الأسلحة إلى الكرد.

تمرير مخدرات من إيران لماليزيا

من جانبها قالت السلطات الإماراتية في دبي إنها تمكنت من ضبط ما وصفته بأكبر شحنة من مخدر "كريستال،" في المنطقة، تزن نحو 113 كيلوغراما، كانت في طريقها إلى ماليزيا قادمة من إيران.

وقال مسؤولو الجمارك في دبي إن كمية المادة المخدرة، والتي تقدر قيمتها بنحو 12 مليون دولار، تم إخفاؤها بعناية في إحدى الشحنات الجوية القادمة من إيران، في طريقها إلى ماليزيا مرورا بدبي وسنغافورة.

وتزايد دور دبي كوجهة لعبور البضائع والأشخاص في المنطقة خلال العامين الماضيين، ما فرض مزيد من الضغوطات على السلطات في الإمارات التي تحاول تجنب مرور مواد ممنوعة عبر أراضيها، كان آخرها طرودا مفخخة أرسلت من اليمن إلى عدة دول غربية عبر دبي، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها.

وقال أحمد بطي أحمد رئيس مؤسسة الجمارك والموانئ بدبي، إن الإمارة تواصل تطوير قدرات المفتشين فيها واستخدام أحدث الأجهزة، من أجل مواكبة أساليب التهريب التي يتم استحداثها وتحديثها يوميا.

وأضاف أن مفتشي الجمارك وبعد ضبط الكمية من المادة المخدرة، سمحوا بمرورها إلى سنغافورة ومن ثم إلى ماليزيا من أجل اعتقال الجهة التي ستستلم الشحنة في وجهتها النهائية، بتنسيق بين شرطة دبي والأجهزة الأمـنية في تـلك الـبلدان. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وتعهد أحمد بمواصلة محاربة مرور المواد الممنوعة بكل أشكالها عبر دبي، وقال في إن الإمارة "ستحارب التجارة غير الشرعية بكل أشكالها،" مضيفا أن كون دبي تسهل مرور البضائع الشرعية عبر منافذها، فإن هذا "لا يعني أن المواد غير الشرعية ستمر بسهولة." ورفض المسؤول الإماراتي التعليق على كون الشحنة قادمة من إيران، كما لم يعط تفاصيل عن الإجراءات المتبعة لتفتيش البضائع القادمة من الجمهورية الإسلامية التي تخضع لعقوبات دولية وأوروبية.

وتواجه الإمارات العربية المتحدة ضغوطا أمريكية لتشديد العقوبات على طهران، إذ يعيش نحو 400 ألف إيراني في دبي، وهناك نحو 8 آلاف شركة إيرانية مسجلة في الإمارة، من بينها اثنان من البنوك الكبرى، بنك ملي إيران، وبنك صادرات إيران، وكلاهما حاليا يخضعان للعقوبات.

بنادق في أكياس للذرة

بينما اعتقلت الشرطة في شمال نيجيريا امرأة للاشتباه في محاولتها تهريب بنادق هجومية مخبأة في أكياس للذرة من تشاد المجاورة لمساعدة طائفة إسلامية متشددة.

وقالت الشرطة ان المرأة التي تبلغ من العمر 37 عاما وهي أم لسبعة أطفال ضبطت وبحيازتها بنادق آلية من طراز ايه كيه-47 مخبأة في أكياس بعد ان سافرت في زورق عبر بحيرة تشاد الواقعة على حدود أقصى شمال شرق نيجيريا مع تشاد والكاميرون. وقال محمد جنجيري أبو بكر مفوض الشرطة في ولاية بورنو بنيجيريا " الأسلحة غير المشروعة كانت مخبأة لكن تم اكتشافها في أربعة أكياس للذرة."

وأضاف قائلا "المعلومات المتاحة تشير الى إن المشتبه بها التي اعتقلت كانت وراء مساعدة أصوليين دينيين يبثون الرعب في قلوب مدنيين أبرياء في بورنو." ونسب الى جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة -التي كانت وراء تمرد في العام الماضي أدى الى اشتباكات قتل فيها المئات- المسؤولية في إحراق مراكز للشرطة وهجمات قنص قاتلة استهدفت ضباط شرطة وزعماء محليين في بورنو. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.

وتريد بوكو حرام -وهي جماعة إسلامية متشددة يعني اسمها بلغة الهوسا المحلية ان التعليم الغربي خطيئة- تطبيق احكام الشريعة على نطاق أوسع في إنحاء نيجيريا أكبر الدول الأفريقية سكانا والمنقسمة تقريبا الى شمال يغلب المسلمون على سكانه وجنوب غالبيته من المسيحيين.

مخدرات في حفاضات أطفال

كما أحبط مفتشو جمارك دبي في قرية دبي للشحن محاولتي تهريب مواد مخدرة كانت مخبأة داخل مستلزمات أطفال في طردين بريديين قادمين من الخارج ومتجهين إلى دولة آسيوية وأخرى أفريقية عبر دبي.

وكشف مدير أول إدارة عمليات الشحن الجوي في جمارك دبي عمر أحمد المهيري عن تفاصيل العمليتين اللتين نجم عنهما إحباط محاولتي تهريب 8ر1 كيلو غرام من مخدر الماريغوانا  و268 غراما من مخدر الهيروين.

وقال ان مفتشي جمارك دبي اشتبهوا في الضبطية الأولى، وكانت عبارة عن طرد بريدي لحفاضات أطفال، مرسل من دولة أفريقية ومتجه إلى دولة آسيوية عن طريق قرية دبي للشحن، فتم إحالته إلى التفتيش اليدوي وعثر بداخله على كيسين يحتويان على أعشاب خضراء جافة داكنة اللون بها بذور، تبين بعد الفحص بأنها مخدر الماريغوانا. بحسب وكالة أنباء الإمارات.

وأضاف بأنه قد تم إبلاغ الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي بالحادثة وإحالة المضبوطات إليها، حيث علمت جمارك دبي لاحقا أنه تم تنفيذ عملية تسليم مراقب للطرد وإلقاء القبض على شخصين حاولا استلامه في الدولة الآسيوية التي اتجه إليها الطرد.

ولفت الى انه فيما يخص الضبطية الثانية فقد اشتبه مفتشو جمارك دبي في قرية دبي للشحن بطرد بريدي آخر لشحنة ملابس، كان قادما من دولة آسيوية ومتجها إلى دولة أفريقية، وبالتفتيش اليدوي تم العثور على علبة بودرة للأطفال بين الملابس وبعد أخذ عينة منها وفحصها في الأجهزة المتحركة تبين أنها مخدر الهيروين، وقد تم إبلاغ الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي بأمر الضبطية ومصادرة الطرد.

تهريب المخدرات بـ 65 مليار دولار

في حين تشير تقديرات السلطات الأفغانية إلى أن حجم تداولات شبكات تهريب المخدرات في البلاد يبلغ 65 مليار دولار، كما أفاد وزير مكافحة المخدرات الأفغاني ضرار أحمد مقبل أثناء لقائه رؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في روسيا وباكستان وطاجيكستان وأفغانستان في موسكو.

وقال الوزير الأفغاني إن السنوات الخمس الماضية شهدت مصادرة 4.2 ألف طن من المخدرات وتوقيف نحو 100 تاجر كبير. ومثل 50 من رجال الشرطة أمام القضاء على خلفية صلاتهم بعصابات المخدرات. بحسب وكالة الأنباء الروسية.

وأشار إلى أن أفغانستان تستهلك 5 % فقط من إجمالي حجم المخدرات المنتجة فيها في الوقت الذي يعاني فيه 100 ألف من سكان البلاد من الإدمان. وفي هذه الأثناء ذكر مدير عام جهاز مكافحة المخدرات في باكستان سيد شكيل حسين أن نحو خمسة ملايين شخص في بلاده يتعاطون المخدرات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/كانون الأول/2010 - 8/محرم/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م