ما بعد العملية الجراحية لملك السعودية

سامي جواد كاظم

الاسلوب المتبع لدى اغلب قواقع الحكم في العالم هو اذا ما بدات ازمة ما داخل قوقعتهم فعليهم ان يفتعلوا ازمة ينشغل بها الراي العام مع الرتوش الاعلامية التي تهول هذه الازمة مع اضفاء النتائج المتوقعة لهذه الازمة ان حلت بالشعب مما يؤدي الى تدوير بوصلة الراي العام من مشاكل وسلبيات قوقعة الحكم الى الاثار السلبية الوهمية للازمة الخيالية.

ملك السعودية وهو في العقد التاسع من عمره فحتى لو لم يصب باي مرض فان ادمانه على الكحول والسكائر اضافة الى انه للعمر احكام فالمتوقع قريب، والمعلوم ان في العائلة المالكة مشاكل مع السديريين ( ابناء حصة السديرية ) على التربع على عرش الحكم ولان ملوك ال سعود لديهم شغف بالنساء فان تعداد ال سعود بين الابناء والاحفاد حسب اخر احصائية تجاوز ستة الاف سعودي، واثار الكبر بانت على ملك عبد الله حيث انه قيل قبل اجراء العملية انه مصاب بانزلاق غضروفي وبعد العملية اصبحت رفع الدم الفاسد في العمود الفقري والله اعلم اين الحقيقة فقد تكون لا هذا ولا ذاك.

 هذه العملية الجراحية جعلت العناصر المؤثرة في البيت السعودي اعادة حساباتها لمن قد يتوثب على عرش الحكم لاسيما وان ولي العهد مصاب بالسرطان ويقضي ايامه في قصر اغادير في المغرب كما وانه لم ياتي اعتباطا تعيين متعب ابن الملك رئيسا للحرس الوطني اضافة الى مناصب اخرى، يقول السيد محمد فلالي المتابع للشان السعودي " بيان الديوان الملكي ما كان موفقاً في تعليقه على خبر إصابة الملك بانزلاق غضروفي، حين افتتح بيانه بالقول أن الإفصاح عن إصابة الملك برهان على الشفافية في التعامل مع الشعب صدر بيان الديوان في 12/11/2010 في اليوم التالي 13/11/2010 وحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) فإن الملك عبدالله أناب نايف بن عبدالعزيز الذي يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، أنابه ليس في تسيير شؤون المملكة، وإنما في أمرٍ محدد وهو (الإشراف على راحة الحجاج وحضور حفل استقبال رؤساء بعثات الحج)!كان يفترض بشفافية الملك ان تتقدم قليلاً وتعلن الأمر يوم الإثنين 8/11/2010، وهو يوم جلسة مجلس الوزراء التي لم يحضرها الملك، وترأسها الأمير نايف نفسه، أو يكون الإعلان عن خبر مرض الملك في اليوم التالي لجلسة مجلس الوزراء.

وكان يفترض بشفافية الملك والعائلة السعودية الحاكمة، أن توضح لنا ـ نحن الشعب المسعود ـ لماذا أناب الملك الرجل الثالث في الدولة الأمير نايف، وليس الرجل الثاني وهو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع؟!وشفافية الملك كان ينبغي أن تتسع، وتوضح للجمهور لماذا لم ينب الملك نايف في إدارة الدولة، وأوكل له مجرد إدارة شؤون الحجيج؟! "

هذه الازمات داخل العائلة المالكة بدات اثارها على الشعب الحجازي فسابقا كانت الازمة مع الشيعة افضل وجوه التمويه ومنها حادثة الحرم النبوي التي بسببها اعتقل مئات من الشيعة وكذلك حادثة الشيخ النمر والتي يقول احد متابعيها من المعارضة السعودية والمتابعين للشان السعودي ان الشيخ النمر لم يطالب بالانفصال واتحداهم ان استطاعوا ان يظهروا للملأ صوت النمر وهو يطالب بالانفصال بل طالب بالحرية وايقاف عمليات القمع ضد الشيعة السعوديين.

ومن ثم تم افتعال ازمة الحوثيين نتيجة مطالبة بعض افراد العائلة المالكة بمناصبهم واستحقاقاتهم وكذلك عجز ملك السعودية من تنظيم الية البيعة ومن هو الاحق بالملوكية فكان العبث ظاهرا في زمن ملك فهد وحاول عبد الله تلافي الامور الا انه ابقاها معلقة.

اخر ازمة نتائجها متعلقة بنتائج العملية الجراحية للملك في امريكا وما سيترتب عليها هي حادثة اكتشافهم مؤامرة وخلايا ارهابية بحجم لا يكاد ان يصدق وضبط مجموعة من الاسلحة والاجهزة التي تساعدهم على ذلك.

 السديريون على اهبة الاستعداد للانقضاض على العرش اذا ما حدث طارئ للملك عبد الله وهذا لابد من احتوائه فكان اول سيناريو هو الـ 19 خلية ارهابية التي اكتشفتها بالامس رجال الامن في السعودية.

اذا ما اشتدت او تفاقمت وعكة الملك فان على الشيعة التاهب لاي امر مفتعل قد يؤزم الوضع مع العائلة الحاكمة حتى يشغلون الجناح السديري بهم على اعتبار الشيعة العدو المشترك لكل اقطاب العائلة الحاكمة، وهذا السيناريو هو نفس سيناريو افتعال اغتيال نايف او ابنه التي كانت قبل شهور.

ولايغرب عن بالنا عودة بطل اليمامة بندر الذي استقبل استقبال حافل في الرياض له دلالاته المستقبلية على طبيعة الحكم في السعودية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/تشرين الثاني/2010 - 22/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م