صلة العلاقات العامة بالإعلام

علي اسماعيل حمة الجاف

يعتبر الاعلام وسيلة فعالة للتأثير في الانسان وتوجيه افكاره وايضاح الامور له وقد عرف الانسان تأثير الاعلام منذ اقدم العصور وقد تطورت اساليب الاعلام بتطور الحضارة حتى اصبح الاعلام فنا له قواعده واسسه. وتختلف اساليب الاعلام باختلاف الجهة المعلنة وغايتها كذلك من مجتمع لآخر.

الاعلام في مجال العلاقات العامة يختلف عن الاعلام في المجالات التجارية والفرق يكمن في ان الهدف من الاعلام في العلاقات العامة هو اعطاء الجمهور توجيها صادقا" مع تجنب المبالغة او مجانبة الصدق واعطاء المعلومات الصريحة عن المؤسسة ونشاطاتها واوضاعها لكسب ثقة الجمهور واحترامه وليست غاية الاعلام في العلاقات العامة كسب المستهلكين لاستهلاك بضاعة معينة كما تفعل المحلات والشركات التجارية وانما ايضاح مركز المؤسسة وواقعها للجمهور دون مبالغة او تهويل.

الاعلام والعلاقات العامة

العلاقات العامة فى واقعها شيء وسط بين الاعلام والدعاية او بالاحرى انها تجمع العنصرين معا في ان واحد. لذا فهي نمط من السلوك او نوع من السياسة يتبع اسلوبا" فريدا" في اعلام الناس وفيه ((تحقيق المنفعة الذاتية مع مراعاة مصلحة الاخرين، لذا تنفرد العلاقات العامة بأتباع سلوك معين في العمل اولا" وفي معاملة الناس ثانيا". فالعلاقات العامة تهدف الى تقديم النماذج المتطورة لتذليل الاجتهاد وصدق الرأي والكفاءة، وان المؤسسة خليقة بأن يمنحها الناس ثقتهم وان يعتمدوا عليها في اداء الخدمات)).

ان كسب ثقة الجماهير في المؤسسة يعتمد اصلا "على مدى صدق الاسلوب الاعلامي للعلاقات العامة فيها وتجنب ايصال المعلومات الخاطئة اوالمبالغ فيها الى الجمهور فأعتماد الاحصائيات والتحليل العلمي وعرض الوقائع وعدم الافصاح عن امور لم يبت فيها بعد يجب إن تكون اسسا" لاية حملة اعلامية او نشاط اعلامي للمؤسسة.فالغاية من ((الاعلام)) في العلاقات العامة كسب ثقة الجماهير وعدم خداعها, لذا يجب ان يكون الصدق وعرض الحقائق بشكل موضوعي ووزن الامور بشكل علمي وعدم اطلاق التصريحات التي لا ظل لها من الواقع يجب ان تكون هذه الامور قواعد سياسية الى المجال الاعلامي.

مدير العلاقات العامة ومؤهلاته

ان نجاح العلاقات العامة يتعلق بشخصية مدير العلاقات العامة او من ندعوه احيانا" بخبير العلاقات العامة, فهو بالاضافة الى الصفات التي يجب ان يتصف بها والتي تتسم بالثقافة والكفاءة العالية يجب ان يمتلك قدرة على القيادة الادارية والتاْثير في الاخرين واقناعهم , لان مهمته بالدرجة هي ايضاح حقيقة المؤسسة والتعبير عن نشاطها ورسالتها , وهذه المهمة تتطلب قوة الاقناع والتأثير في الاخرين وشيئا" كثيرا" من اللباقة والثقافة والتدريب والاطلاع وقوة الشخصية.

ويمكننا ان نجمل الصفات التي يجب توفرها في مدير العلاقات العامة بما يلي:

1- قوة الشخصية والقدرة على التأثير في الاخرين باتباع اسلوب الاقناع المنطقي وعرض الحقائق وتجنب المبالغة او الكذب او التهويل.

2- الدراية بعلم العلاقات العامة اوفن العلاقات العامة فالالمام بالدراسات والبحوث والقواعد العلمية ضرورة اساسية وخلفية لا بد منها , اضافة الى الالمام بالعلوم ذات العلاقة كعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الاخرى ذات العلاقة بالسلوك الانساني.

3- ان يكون مقتنعا" قناعة مطلعة برسالة المؤسسة التي يعمل فيها اذ لا يمكن ان يتمكن انسان من اقناع الاخرين بقضية لا يؤمن بها. لذا يجب ان يكون على علم ودراية بدقائق العمل واتجاهاته والسياسات المرسومة للمستقبل لكي يعزز قناعته الشخصية بالحقائق والاحصائيات والارقام والاتجاه لدعم ما يدعو اليه وينادي به ويبشر له.

4- المرونة في التصرف وخاصة في الاوقات الحرجة , ومعالجة الامور بروح ديمقراطية بعيدة عن التشنج والحفاظ على العلاقات الجيدة مع الاطراف كافة التي تتعامل معهما مؤسسته.

5- السمعة الممتازة والاخلاق الحميدة , والتحلي بالروح الموضعية في تحديد المواقف والحكم على امر من الامور.

6- وهناك بعض الصفات الاخرى المرغوبة في مدير العلاقات العامة كالقدرة على الخطابة ومخاطبة الناس وحسن المظهر والالمام بأكثر من لغة اجنبية...الخ.

7- ومن الصفات الشخصية المطلوبة فيه الاتزان والذكاء وبنضج الشخصية والنزاهة والشجاعة والادبية والقدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار ات في الاوقات المناسبة وتحليل المشاكل.

8- القدرة على البحث والتحليل العلمي , ولا شك ان هذا الامر يحتاج الى خلفية دراسية معينة وتدريب خاص والوقوف على بعض العلوم التطبيقية واساليب البحث والمنهج العلمي.

* استاذ وباحث

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/تشرين الثاني/2010 - 2/ذو الحجة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م