هذا ما قاله القنصل المصري عن أهل كردستان

بشرى الخزرجي

من المعلوم أن الشمال العراقي استقل بإقليم بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991، فهو ينفرد ببرلمان خاص به ونواب وطاقم حكومي متكامل يعمل بإرادة وصلاحيات مستقلة، منها العلاقات الخارجية والصفقات التجارية التي يبرمها الاقليلم مع دول العالم، اخرها زيارة الوفد الكردي بقيادة الدكتور برهم صالح لدول شمال افريقيا وجمهورية مصر العربية التي بدأت تتحدث مؤخرا عن فتح باب الاستثمار على مصراعيه في مجالات الإعمار والتجارة والسياحة وغيرها، تحديدا في مدينة اربيل عاصمة الإقليم، إذ شهدت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكردستان العراق تطورا ملحوظا وعلى مستوى فتح قنصلية.

 ولا يبدو الأمر علينا غريبا أبدا، خاصة وقد تراكمت تجارب الإقليم في الممارسة الديمقراطية، وإدارة الشؤون العامة مما خلق منه تجربة نموذجية ناجحة باستطاعة باقي مدن العراق الحذو حذوها والاستفادة منها، وهذا واقع حال يعيشه العراق منذ أكثر من عقدين من الزمن، يتطلع به إلى الأمام على أمل الانفراج والانفتاح وتوفير مناخات سياسية مستقرة وجلب استثمارات تنهض بالبلاد وتوفر فرص عمل تنتشل الشباب من دائرة البطالة والضياع. وكل هذه الأماني يجب أن لا تكون على حساب مكانة العراق أو إذلال وتقسيم شعبه إلى طوائف ومذاهب وقوميات، كما عودنا الإعلام العربي

وفي ذات السياق والمنطق كان لقاء مستفز أجرته قناة النيل الإخبارية يوم 28/10/2010 مع القنصل المصري المقرر أن يزاول أعماله قريبا في اربيل تحدث فيه عن أسباب اختيار منطقة كردستان لم يخل للأسف من نفس طائفي وهو يقول:

أولا: إن اربيل مدينة سياحية لها مستقبل واعد يبشر خيرا.. وهذا معروف.

ثانيا: إن أهلها غالبيتهم من أهل السنة والجماعة يعني زينا مثلنا لا يختلفون عننا؟؟!

وثالثا: ستوفر اربيل فرص عمل واسعة للمصريين.

نقول للقنصل: أبهذا الشكل والمقاييس يا سيدي الكريم تقيمون علاقاتكم مع الدول؟ أم أنكم استوطئتم حيطان العراق وأهله؟.. أم ماذا؟ وهل يعقل أن شخص بدرجة دبلوماسي رفيع مثلك يتحدث بهذا النفس الطائفي الهزيل!...أي دبلوماسية هذه يا عرب! ماذا لو عزمت مصر وهذا وارد جدا، فتح قنصلية في مدينة البصرة ذات الأغلبية الشيعة! هل ستتحدث حينها بنفس المنطق؟ أم أنكم ستعلنون امتعاضكم وعدم ارتياحكم من العمل في مناطق غالبية أهلها من الشيعة؟..

وخلاصة أن فكرة عودة العراق لمحيطه العربي التي صدعتمونا بها، واستقدام شريكات مصرية او غيرها يجب إن يخضع لقنوات قانونية صارمة تغربل وتفرز وتمحص وتدقق، قبل وقوع الواقعة وقول ليت اللي جرى ما كان، فالقانون ساعتها لا يحمي المغفلين يا عراقيين على حد قول اخوتنا المصريين!

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/تشرين الثاني/2010 - 27/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م