«سكوب» ضحية وزارة الإعلام

حسن الأنصاري

على الرغم من أنني لست من المتابعين لبرامج قناة سكوب الفضائية ولا أتفق بالرأي معها حول ما يبث في بعض المواضيع التي تثير الطرف الآخر فإن الاعتداء ضد أي جهاز إعلامي أمر مرفوض ويجب شجبه وعدم تشجيعه!

 الاتهام المفرط لقناة سكوب بلغ حد سخرية الكثيرين وكأن وزارة الإعلام لديها الوكالة المطلقة من الجميع برفع قضايا ضد الصحف والقنوات الفضائية، وهنا يحتم الوضع مراجعة قانونية لتفسير دقيق لقانون المطبوعات والنشر ووضع حدود وإطار لوزارة الإعلام لمعرفة متى يحق لها رفع قضية ضد الكاتب أو الجهاز الإعلامي؟! وبتوضيح للمادة والفقرة التي تستند اليها.

 ومن ناحية أخرى أعتقد أن السيد طلال السعيد لم يكن موفقا بسرد أحداث الماضي والتفاخر أوالتشكيك وكأنها قضية تاريخية مكررة بنسخة جديدة، وكان المفروض أن يواجه وكيل وزارة الإعلام بصفته لا بشخصه وأسرته الكريمة.

ولعل ما حصل وما يحصل بين حين وآخر قد يؤدي لأزمة حقيقية وقد تتقلص مساحة حرية الرأي في الدولة وتسجل تراجعا في مؤشر المستوى بعد أن بلغت أعلى مستوى في المنطقة مما قد يؤثر على مستوى الأداء في النظام الديمقراطي.

 لذا أعتقد أن من الواجب على جميع السادة الأعضاء الموقرين ضرورة مناقشة قانون المرئي والمسموع بجدية وإعادة مناقشة قانون المطبوعات والنشر للمزيد من التفسير مع تحديد مسؤولية وزارة الإعلام في كيفية التعامل وألا تعطى الحق المطلق برفع قضايا إلا في الإطار المسوغ والمعقول والأهم المصداقية في الدفاع عن حقوق الوطن وبعيدا عن الشخصانية وأن تكون مسطرتها واحدة مع عدم إلصاق تهم قد تكون كيدية أو مزاجية.

 ولو أن مسلسلا كرتونيا يثير غضب وزارة الإعلام فهناك مسلسلات أخرى أثارت حفيظة المجتمع وأساءت للكثير من المواطنين وبرامج أساءت لأبناء القبائل ولولا التحرك الشعبي حيث بلغ الغضب حد التهديد لما تحركت الوزارة ضد بعض الجهلاء الذين لا شغل لهم إلا إثارة المواطنين لاحداث حالات الشغب والفوضى في أرجاء البلاد! قناة «سكوب» أصبحت الضحية ونرجو ألا يطول صمتها، كما نرجو ألا تتطور القضية الى ما لا تحمد عقباه!

www.aldaronline.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/تشرين الأول/2010 - 11/ذو القعدة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م