الإمام علي (ع).. مقياس الإيمان

حسن الأنصاري

أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام له حضور متميز في الذكر منذ ولادته وهذا الحضور لم ينقطع بين أتباعه وشيعته منذ تلك اللحظة وحتى قيام الساعة فهو (عليه السلام) يوميا بل في كل ساعة له ذكر وحضور ما بين مشارق الأرض ومغاربها إلى جانب الأفواج والأمواج من البشر الذين يزورون مرقده الشريف في النجف الأشرف.

 الوفاء والولاء المركز المكثف من الشيعة لأئمتهم قد لا تجده عند أتباع بقية الطوائف والمذاهب والأديان ومن هذا الولاء المركز أصبحت مكانة ودرجة الاحترام والتقدير والتعظيم للأئمة عليهم السلام عالية رفيعة إلا أنها لا تصل أبدا درجة التعظيم والاحترام للمصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

 ومظاهر التبجيل والاحترام لا تعني ولا تدل على الشرك كما يدعي البعض فلو أن الشيعة لا يرفعون درجة أئمتهم فوق درجة النبي فإن تقول الأفاكين على الشيعة ما هو إلا كذب وافتراء سواء من حيث يعلمون أو لا يعلمون!. أما النواصب والخوارج فهم في الجبهة المضادة تماما وفي الاتجاه المعاكس للشيعة حيث إنهم من شدة عدائهم للإمام علي عليه السلام امتد هذا العداء ليشمل أبناءه وأتباعه وكلما سنحت لهم الفرص كانوا يمنعون الناس من زيارة مقام الامام في النجف ويصدرون الفتاوى بتكفير الشيعة يعني هؤلاء كل مسيرة حياتهم الايمانية وهمهم الوحيد محاربة الشيعة بغضا لعلي وأبنائه!. قوم آخر وهم الغلاة الذين أفرطوا كثيرا بتعظيم درجة الامام علي (ع) حتى اعتبروه إلها وهؤلاء حاربهم الامام وقد قتل وأحرق الكثيرين منهم إلا أنهم ازدادوا تعلقا وتعبدا وقد عرفوا بمصطلح «العلي الهية» ومنهم الكاكائية!.

جميع مراجع الشيعة وفقهائهم دون استثناء يفتون وحسب رسائلهم الفقهية العملية (الكتاب الجامع لفتاوى المرجع أو المجتهد) بنجاسة وكفر النواصب والغلاة وهؤلاء يختلفون تماما عن السنة الذين هم من أتباع المذاهب الاسلامية المختلفة!.

روى الامام أحمد في الفضائل بسنده عن مساور الحميري عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وعن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال : إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا!. من خلال هذا الحديث يتبين أن قياس الايمان هو «علي» فكلما كانت نقاوة دقات القلب تتجه نحوه عليه السلام بالولاء والوفاء طاعة في الله ورسوله كان المرؤ على الطريق الصحيح ولكن أن لا تتخطى الدرجة القصوى حتى لا يتحول للشرك أما من يسير في الاتجاه المعاكس فإن درجة القياس تتجه نحو السالب بالولاء والوفاء للامام علي عليه السلام كلما ابتعد المرؤ عنه!.

السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا إمام المتقين ووصي رسول رب العالمين يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين ورحمة الله وبركاته.

www.aldaronline.com

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/أيلول/2010 - 24/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م