أمريكا تشدد العقوبات وايران تعد نفسها للحرب

خليل الفائزي

على ضوء تصريحات وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون فان واشنطن تعتقد من انها نجحت في تشديد العقوبات على إيران واستطاعت إجبار العديد من الشركات العالمية مثل شركة (شل) الفرنسية إخراج استثماراتها من قطاع النفط والغاز من ايران ومنعت وصول البنزين اليها ولم يبق لإيران اي جهة مصدرة لها من البنزين سوى فنزويلا بعدما امتنعت تركيا مؤخراً عن تنفيذ عقد بيع وقود السيارات لايران وتم فرض رقابة كذلك على وصول الشاحنات التي كانت تنقل البنزين من شمال العراق لإيران.

الرئيس الإيراني احمدي نجاد ورداً على هذه الإجراءات اكد من ان حكومته ترحب بالعقوبات الغربية وتعتبرها نعمة من الله وانها ستحول هذه العقوبات الى فرض جديدة لوصول إيران الى مراحل الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.

وتقول تقارير إعلامية ان بعض دول العربية في المنطقة وبالأخص الإمارات بدأت تطبق السياسة الأمريكية بشأن فرض العقوبات الاقتصادية والتجارية على ايران حيث أقدمت الإمارات على إغلاق العشرات من الشركات الإيرانية الكبيرة في دبي وميناء جبل علي وصادرت اوجمدت أموال أشخاص كانوا يستوردون أجهزة متطورة من دول أخرى ويرسلوها الى إيران عبر الإمارات حيث لا تتمكن ايران من الحصول على هذه الأجهزة والمعدات بصورة مباشرة من تلك الدول بفعل العقوبات الأمريكية.

وتدعي واشنطن ايضاً من انها استطاعت فرض إجراءات مشددة على نشاط الحرس الثوري الإيراني والمصارف الحكومية الإيرانية وانها أفشلت تنفيذ مشاريع وعقود لبيع الغاز الإيراني لدول في المنطقة والعالم وهي (واشنطن) عازمة ايضاً على حرمان الحكومة الإيرانية من عائدات النفط التي تبلغ سنوياً ما بين 70 الى 80 مليار دولار من خلال إجبار الدول التي تشتري النفط من إيران لشرائه من دول أخرى اوربما منع تردد ناقلات النفط الإيرانية والعالمية من المرور عبر مضيق هرمز التي تقول أمريكا انها قادرة على إغلاقه من الجهة الجنوبية، فيما تؤكد إيران ان التحكم بمضيق هرمز هوخاص بها وحدها وهي قادرة فتح اوإغلاق هذا المضيق متى شاءت.

وأكدت طهران ايضاً من ان إغلاق مضيق هرمز سيحرم العالم من 40% من إنتاج النفط في العالم وسيرفع سعره الى اكثر من 200 دولار للبرميل الواحد.

وضمن موضوع المضيق ومياه الخليج فان بعض التقارير الإعلامية من الطرفين المتخاصمين نشرت بشأن احتمال ان تكون هناك جهة اودولة في المنطقة هي التي سمحت لعناصر تنظيم القاعدة من الوصول الى ناقلة النفط اليابانية العملاقة ومحاولة تفجيرها لزعزعة الامن في المنطقة، فيما ادعت تقارير اخرى عن نشر أمريكا وايران لقوات اوأجهزة ومعدات على الساحلين الشمالي والجنوبي للخليج لضرب السفن وناقلات النفط وكذلك تدمير القطع البحرية العسكرية في حالة اندلاع اية مواجهة بين الطرفين مستقبلاً.

ايران بدورها أعلنت رسمياً انها ألحقت 4 غواصات حديثة بخدمة البحرية العسكرية وهذه الغواصات هي من نوع (غدير) وقادرة على إطلاق طوربيدات حديثة من نوع (مرصاد).

وأكدت تقارير إعلامية نقلاً عن قادة عسكريين ان هذه الغواصات غير قابلة للرصد وهي معدة لمهام تدمير ناقلات الطائرات العملاقة وإيصال الغواصين الى أعماق المياه للقيام بمهام زرع الألغام تحت السفن الحربية التابعة للعدو، وان الحرس الثوري الإيراني قد قام مؤخراً بإلصاق شعاره المعروف على إحدى المدمرات البحرية الأمريكية في مياه الخليج لإيصال رسالة للقوات الأمريكية من ان قوات الحرس قادرة إلصاق الغام مدمرة بدلاً من هذه الشعارات.

وكانت إيران قد أعلنت في الأسبوع الماضي عن تحويل جنوب أراضيها الى منطقة عسكرية لانها تتوقع من ان تشن أمريكا الحرب من هذه المنطقة وان مياه الخليج ستكون جبهة مفتوحة لمواجهات عسكرية لا يمكن التنبؤ بمساحتها اوالأهداف التي ستطالها الصواريخ والطائرات والسفن والغواصات.

ووفقاً لتقرير عسكرية فان إيران قد استطاعت بالفعل إنتاج منظومة الصواريخ المتطورة المعروفة باسم (اس 300) وهي الصواريخ التي كانت روسيا قد وعدت إيران بإرسالها قبل عدة اشهر للدفاع عن مواقع إيران النووية حيث ان الصواريخ هذه قادرة على إصابة العديد من الأهداف الجوية (صواريخ وطائرات) في آن واحد وإسقاطها، الا ان روسيا وبسبب الضغوط الأمريكية والإسرائيلية رفضت تسليم إيران منظومة (اس 300) وأكدت وكالة فارس الإيرانية المقربة من الحرس الثوري ان إيران أنتجت ونصبت منظومة صواريخ مشابه بل اكثر تطوراً من (اس 300) في الواقع الاستراتيجية، الا ان هذه الوكالة ولاسباب غير معروفة أزالت هذا الخبر بعد ساعة واحدة من نشره، في وقت زعم فيه خبراء عسكريون روس من ان ليس هناك اي دولة في العالم قادرة على إنتاج منظومة (اس 300) سوى روسيا التي كانت قد باعت دولاً صديقة لها هذا النوع من الصواريخ وانه ربما ـ حسب قول هؤلاء الخبراء الروس ـ ان روسيا البيضاء اودولة أخرى باعت لإيران أربع منظومات منها دون موافقة وعلم روسيا.

التجارب السابقة علمتنا من ان إيران ومن اجل الحفاظ على نظامها وأهدافها استطاعت المضي قدماً في التقنية النووية وانها تمكنت من غزوالفضاء وتقول انها أضحت في مصاف الدول التي تمتلك القدرة النووية والعسكرية ولها إمكانيات هائلة في إنتاج السفن الحربية والغواصات والصواريخ البعيدة المدى وإنها تمكنت من استنساخ طائرات اف 4 و5 وغيرها من الطائرات الأمريكية والروسية واسمها بأسماء متعددة مثل "صاعقة وآذرخش"

بالمقابل تعد أمريكا نفسها لخوض الحرب على إيران اوفرض المزيد من العقوبات عليها لتطبيق القرار الذي أصدرته أمريكا في مجلس الأمن والداعي لتفتيش السفن والطائرات الإيرانية وتطبيق رقابة صارمة على وارداتها وصادراتها وقطعاً ان مثل هذا الإجراء سيواجه برد إيران الشديد خاصة وان بعض التقارير تحدثت عن احتمال مرافقة سفن حربية إيرانية لسفنها التجارية كما تفعل إيران الآن لتأمين عبورها من مضيق باب المندب والساحل الصومالي، واذا ما نفذت أمريكا تهديدها بتفتيش السفن الإيرانية فان المواجهة بين الطرفين ستقع حتماً وان هذه الحرب قطعاً لن تتحدد بإيران بل ستتوسع لتشمل كل الدول التي فيها قواعد وقوات أمريكية.

الجميع في المنطقة ينتظرون بترقب من الذي سيفتعل الحرب ومن يكون البادئ بها ومن هي الجهة المنتفعة اوالمتضررة منها، وهل ان هذه الحرب ستكون مدمرة وواسعة وستغير خريطة المنطقة، وهل المواجهة ستكون بالقدر وألإمكانيات التي اعد لها الطرفان ام إنها ستكون حرباً تتحدد فقط بضرب المواقع العسكرية وتدمير البنى التحتية وإغراق السفن الحربية، ام إن الطرفين سيقتنعان قبل الحرب المتوقعة اوبعد الضربة المحدودة الأولى بضرورة إنهاء الأزمة الراهنة من خلال القبول بطاولة الحوار المباشر اوالمثول لقرارات مجلس الأمن الدولي؟!.

* كاتب وإعلامي مستقل

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/آب/2010 - 14/رمضان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م