حزب الحمير وسياسة التغيير

صادق حسين الركابي

يبدو أن خيبات الأمل التي انتابت الشارع العراقي أجبرت البعض على اللجوء إلى فئة جديدة من السياسيين ممن بعملون بجد ويتحملون الأعباء الشاقة. وذلك على العكس تماما ً من سياسيي هذه الأيام ممن يعملون قليلا ً ويقبضون كثيرا ً. وتنتسب هذه الطبقة الجديدة من السياسيين إلى (حزب الحمير) الذي يتوقع له انتشارا ً واسعا ً على الساحة السياسية في العراق ويعتبر منافسا ً قويا ً في أية انتخابات مقبلة.

وقد يغير الحمير مجرى السياسة في العراق بشكل جذري يتناسب مع متغيرات المنطقة ويخرج البلاد من عنق الزجاجة ومشكلات الصراع على السلطة. كما يأمل حزب الحمير الذي أعلن عن تأسيسه في كردستان العراق في أن يؤسس لعصر جديد من الديموقراطية على غرار تلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، متفائلين بشعار الحزب الديموقراطي الحاكم فيها وهو(الحمار).

وعلى عكس بقية الأحزاب التي (تترافس) فيما بينها للحصول على أكبر قدر من المكاسب فإن رفسة من أحد الحمير تؤهل الشخص المنتسب  للحصول على عضوية هذا الحزب. لذا يرجح أحد المراقبين السياسيين أن يكون هناك قاعدة شعبية واسعة لحزب الحمير في العراق فالكل مرفوس أو يرغب في رفسة توصله إلى وظيفة ما أو منصب معين.

والملفت للنظر أن حزب الحمير حزب مستقل لا يتبع لجهة ما ولا ينتهج سياسية تميز بين عضو وآخر . فالكل بحسب اللائحة الداخلية للحمير متساوون ويجمعهم العمل الجاد لخدمة الوطن والمواطن. كما أن الرفسة التي يتلقاها العضو المنتسب تسري على جميع الطبقات فلا تمييز بين حمار وحمار أو أتان وأتان ولا حتى بين جحش وآخر.

ويخشى البعض في العراق أن يتم استعانة عدد من المسؤولين العراقيين بحزب الحمير للوصول إلى مراكز أعلى أو للهروب من تلال الأزمات إلى أخرى أكثر بساطة. وهو ما يذكر بالحقوق الضائعة للحمير في أي مكان في العالم طالما بقي الأعضاء في صمت يخرقه نهيق هنا وهناك بين فترة وأخرى.

وللتغلب على هذه المعضلة يسعى حزب الحمير إلى تأسيس إذاعة النهيق. فالإعلام الحر والمسموع لا يمكن أن يكون حكرا ً على الأحزاب الأخرى في حين يبقى حزب الحمير غائبا ً عن الساحة. وسوف تنقل هذه الإذاعة في حال تم تأسيسها أخبار الأعضاء من الحمير وغيرهم بشفافية وموضوعية.

كما يتوقع لهذه الإذاعة أن تكون منبرا ً حرا ً لتحاور الحمير مع غيره من الأحزاب عسى أن يكون هناك قاعدة مشتركة يبنى عليها حوار وطني شامل.

 وفي حال حدوث انتخابات مقبلة فإن حزب الحمير سوف يكون بالتأكيد من المشاركين فيها. ويعتقد البعض أن هذا الحزب سوف يحقق نتائج مفاجئة قد تسفر عن فوز أحد أعضائه بمنصب رئاسة الوزراء.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/آب/2010 - 23/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م