الملايين تتوافد على مدينة الحسين لإحياء الزيارة الشعبانية

 

شبكة النبأ: تمر علينا خلال هذه الأيام ذكرى ولادة الإمام المهدي عليه السلام الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة، الذي ولد في 15 شعبان من عام 255 هـ، حيث يتوافد على مدينة كربلاء المقدسة لغرض إحياء الزيارة ملايين الزوار من العراق وخارجه ويطلق عليها الزيارة الشعبانية أو زيارة النصف من شعبان.

وتجري على قدم وساق استعدادات مكثفة لتأمين انسيابية حركة الزائرين وضمان سلامتهم، حيث تقوم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بفعاليات متنوعة وعلى اكثر من صعيد.

استقبال الزيارة

فقد اكملت الاجهزة الامنية والخدمية في محافظة كربلاء استعداداتها لاستقبال الزائرين حسب ما اعلن عدد من المسؤولين في المدينة.

حيث قال محافظ كربلاء وكالة يوسف الحبوبي ان هناك شقين في الخطة التي اعدت بهذه المناسبة، الاول الامني اذ تم وضع خطة امنية من قبل قيادة عمليات كربلاء وتمت المصادقة عليها، اما الشق الثاني فيتعلق بالخدمات وتشمل خدمات الصحة الماء المجاري النقل الطاقة الكهرباء.

واضاف ان الدوائر الخدمية في المحافظة استنفرت جميع إمكانياتها البشرية والالية لاجل تقديم افضل الخدمات للزائرين، كما ان هناك ايضا جهدا للأهالي من خلال نصب الخيم والسرادق على الطرق الخارجية من اجل تقديم خدمات الماء والطعام للزائرين.

وبيّن الحبوبي: "ان دائرة الصحة نشرت مفاررز طبية داخل مركز المدينة وعلى الطرق المؤدية الى كربلاء مع توفير الادوية والمستلزمات الطبية لاجل تقديم العلاجات الطبية لمن يحتاجها من الزائرين ". بحسب وكالة الأنباء الوطنية.

وتابع: "تم التنسيق مع المحافظات المجاورة لاجل تزويدنا بعدد من السيارات الحوضية لتساهم في نقل الماء للمواكب والهيئات الحسينية خاصة على الطرق الخارجية، وبالنسبة للنقل تم التنسيق مع وزارة النقل والمحافظات المجاورة لاجل تهيئة المركبات لغرض نقل الزائرين من كربلاء الى مدنهم ".

وذكر: "ان مجلس المحافظة شكل لجانا للاشراف على اداء الخدمات يشرف على كل لجنة احد اعضاء مجلس المحافظة، فيما تمت مخاطبة وزارة الكهرباء لاجل استثناء مدينة كربلاء من القطع المبرمج للفترة من (10 -17 ) شعبان ".

وعن المبالغ التي طالبت بها المحافظة من الحكومة المركزية لاجل تغطية تكاليف الزيارة، اوضح الحبوبي: "طالبنا الحكومة المركزية بتقديم دعم مالي للمحافظة لاجل تغطية تكاليف الزيارة، ونحن ننتظر الرد، وكما حصل في العام الماضي اذ منحت المحافظة مليار دينار، اضافة الى اعتمادنا بالدرجة الالى على موارد المحافظة لاجل تغطية تكاليف الزيارة ".

واشار الى ان دائرة مرور المحافظة نشرت عددا كبيرا من الدراجات النارية وسيارات المرور لتلافي الاختناقات التي تحصل في بعض الشوارع وكما حصل في زيارة الاربعين العام الماضي.

من جهته قال رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي: "طالبنا الحكومة المركزية بتوفير 3 مليارات دينار لاجل تغطية تكاليف الزيارة الشعبانية وهذا الامر يتطلب عقد جلسة لمجلس الوزراء".

واوضح: "ان هناك تنسيقا مع الوزارات الخدمية وخاصة النقل والتجارة لاجل زيادة اعداد المركبات التي تشارك في نقل الزائرين".

وحول دخول الزائرين العرب والاجانب، تابع: "تداولنا مع الاجهزة الامنية لاجل تقديم التسهيلات للدخول الزوار العرب والاجانب مع توفير جميع الخدمات لهم".

30 ألف عنصر امني

من جهته قال قائد عمليات كربلاء، إن هناك معلومات استخبارية تشير الى استهداف متوقع لزوار محافظة كربلاء بمناسبة الزيارة الشعبانية من مناطق الانبار وشمال بابل، وان هناك معلومات بإدخال مواد سامة في المشروبات التي ستقدم للزوار، فيما اعلن مدير عام شرطة كربلاء عن نشر اكثر من 30 الف عنصر امني في أربعة أطواق وتسعة قواطع.

وأوضح قائد العمليات الفريق الركن عثمان الغانمي خلال مؤتمر صحفي في مبنى قيادة الشرطة، "بدأت منذ اليوم(الأحد) كل تفاصيل الخطة الأمنية بما فيها حركة المركبات ودخول الزوار من مناطق القطع حتى المدينة”، مضيفا ان “الخطة الأمنية التي تم وضعها خطة محكمة فيها الجانب الاستخباري فعال”. بحسب اصوات العراق.

وأشار الى ان “الجانب الاستخباري زودنا حتى بمعلومات مهمة تقول إن هناك خلايا تريد استهداف الزوار على طول طريق سيرهم من بغداد إلى كربلاء وتم إلقاء القبض على ثلاثة من تنظيم القاعدة في شمال بابل إضافة إلى تفكيك خمس إلى ست خلايا إرهابية مع إلقاء القبض على مجموعة كانت تزرع العبوات الناسفة في طريق الزوار”.

وشدد على انه “لا يوجد هناك حظر للتجوال في كربلاء أو اي محافظة عراقية لان طريق الزوار مؤمن إذا ما تعاون الزائر مع الأجهزة الأمنية”، مبينا ان “الطريق مؤمن حتى من النيران غير المباشرة والمقذوفات التي تطلق على الزوار وتجاوزنا مدياتها ومنها قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وصورايخ كراد”.

وتابع الغانمي قائلا ان “هناك معلومات استخبارية تفيد بوجود تهديد من الخلايا الموجودة في محافظة الانبار وشمال بابل وعلى الرغم من وجود عمليات واسعة هناك إلا إن قيادات القاعدة بدأت بالاتجاه إلى المناطق المتاخمة مثل جرف الصخر والعويسات، إلا إن قطعاتنا تقوم بمتابعة تحركاتهم”.

من جهته قال مدير الشرطة اللواء علي جاسم الغريري “نشرنا حتى اليوم أكثر من 30 ألف مقاتل في جميع مناطق المحافظة إضافة إلى أربعة ألاف مقاتل بزي مدني وخمسة آلاف مقاتل من الرد السريع مع نشر قطعات لمكافحة الشغب وألفي شرطية لأغراض التفتيش”.

وأضاف “لدينا كاميرات مراقبة حديثة لمراقبة منتسبينا إذا ما تهاونوا في عملهم مثلما هي تراقب الزوار وهناك كاميرات لغرض التوثيق والتحقيق اللاحق وهي تقوم بالتسجيل بشكل خفي”.

وتابع “لدينا نظام مراقبة جديد يعمل على الصور ومتابعة وكشف المطلوبين قضائيا وإلقاء القبض عليهم عن طريق الصور، كما ستكون هناك مراقبة مستمرة لكافة الأجهزة بما فيها أجهزة الموبايل والاتصالات الأخرى مع مسح الكتروني مستمر ومسح شعاعي يبدأ من مركز المدينة وحتى آخر منطقة في خارجها”.

القبض على 50 مشتبها

كما اعلن مدير عام شرطة كربلاء، انه تم إلقاء القبض على أكثر من 50 شخصا من المشتبه بهم خلال العمليات الاستباقية التي تنفذها الأجهزة الأمنية منذ ثلاثة أيام استعدادا للزيارة الشعبانية.

وأوضح الغريري “تقوم الأجهزة الأمنية وضمن استعداداتها للزيارة الشعبانية بعملية امنية واسعة في جميع المناطق”، مضيفا ان “العملية أسفرت عن اعتقال 50 شخصا من المشتبه بقيامهم بأعمال إجرامية وإرهابية في المحافظة من بينهم ثلاثة من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة”.

وأشار “كما نفذت أجهزتنا الأمنية أكثر من سبعة آلاف أمر قضائي لعناصر مطلوبة للقضاء العراقي خلال الاشهر الثلاثة الماضية”، مبينا ان “عمليات إلقاء القبض تمت بعد الحصول على معلومات استخباراتية تفيد بتواجدهم في مناطق متعددة من المحافظة”.

الشعارات الطائفية

من جانبه قال مدير إعلام شرطة كربلاء إن تعليمات صدرت، من قيادة عمليات المحافظة تؤكد على منع رفع صور الشخصيات الدينية أو السياسية مثلما يمنع ترديد الشعارات الطائفية أو المذهبية أو ما يدعو إلى الفتنة خلال الزيارة الشعبانية التي تشهدها كربلاء هذه الأيام.

وأوضح الرائد علاء الغانمي “أصدرت قيادة عمليات كربلاء عددا من التوصيات التي تأتي ضمن الخطة الأمنية التي تبغي من خلالها الحفاظ على أرواح الزوار وإنجاح الزيارة الشعبانية”.

وأضاف” هذه التعليمات تأتي مخافة أن تستخدم الشعائر الدينية وتحويلها إلى شعارات سياسية تستهدف الزيارة وتحويلها إلى منبر للصراعات”، مشيرا الى ان ” من بين هذه التعليمات هي منع تسييس الزيارة من قبل أية جهة كانت ومهما كان موقعها ويمنع طرح الشعارات السياسية والطائفية أو حمل صور الشخصيات الدينية أو السياسية حتى لو كانت من باب الدعاية أو تأكيد الولاء بما فيها صور المراجع الدينية”.

وتابع قائلا “نوصي الزوار القادمين سيرا على الأقدام بان يكون المسير في الطرق العامة وان يكون في النهار وعدم المسير ليلا لان هناك من يتربص بهم بوضع عبوات ناسفة في الطريق خلال الليل”، مضيفا ” كما دعت أصحاب المركبات التي تقوم بنقل الزوار إلى كربلاء بتفتيش الأمتعة والأغراض التي يحملها الزوار قبل الصعود إلى المركبة لتجنب حدوث تفجير أثناء حركة المركبة، كما تم الطلب من أصحاب المواكب بعدم إيواء المطلوبين للقضاء بين أفراد الموكب حتى لا يتحملون التبعات القانونية”

ضربة الشمس

من جانب آخر حذر وزير الصحة، من حدوث إصابات بضربة الشمس بين الزوار القادمين مشيا على الأقدام لأداء الزيارة الشعبانية، مشيرا إلى إن الوزارة خصصت مليارات الدنانير لدعم الزيارة.

وقال صالح مهدي الحسناوي في مؤتمر صحفي عقده في دائرة صحة كربلاء “هناك خوف من الإصابة بضربة الشمس والإنهاك الحراري بين الزوار ومن ضمن خطتنا الصحية توزيع المفارز الصحية مع مرابطة سيارات الإسعاف في المكان الصحيح مع تهيئة كافة مستشفيات المحافظة والمحافظات المجاورة وبغداد لاستقبال أي مصاب”.

واضاف “الخوف هو أن توقيت الزيارة مع ارتفاع درجات الحرارة وهو عامل خطر يؤدي إلى الإصابة بضربة شمس للمشاة و ننصح الزوار وخاصة كبار السن والحوامل والأطفال من استخدام وسائط النقل للوصول إلى كربلاء”. بحسب اصوات العراق.

ولفت الوزير إلى ” وجود نقص في الكوادر التمريضية النسوية إلا إن هناك ممرضات يعملن بالقدر المستطاع في المفارز الطبية لمراقبة ومعالجة ومراقبة النساء وخاصة الحوامل منهن”.

ودعا الوزير وسائل الأعلام إلى “المساهمة والمساعدة خلال هذه الأيام لتبيان خطر وقوع إصابات وكذلك نشر الوعي الصحي ونشر كل ما يتعلق بذلك خلال الأيام المقبلة لان المسؤولية تقع على الجميع بما فيها وسائل الأعلام”.

مليون عبوة ماء

الى ذلك قال عضو في جمعية الهلال الأحمر العراقية بكربلاء، إن جمعيته ستقوم ومن خلال عشرات المتطوعين بنشر 21 مفرزة طبية مجهزة بالأدوية والمستلزمات الطبية إضافة إلى توزيع مليون عبوة ماء خلال الزيارة الشعبانية.

وأوضح محمد عبد الصاحب الكعبي ان جمعية الهلال الأحمر العراقية في كربلاء “انهت كافة استعداداتها للقيام بالاعمال الإنسانية والاغاثية خلال زيارة النصف من شعبان التي بدأت طلائعها في الوصول إلى مدينة كربلاء”، مضيفا “لدينا العشرات من المتطوعين من الذكور والإناث للتنفيذ الخطة الإنسانية التي تم توفير لها كافة مستلزمات الجمعية المالية والبشرية”.

وتابع “سيتم نشر 21 مفرزة طبية في جميع مناطق المحافظة وخاصة تلك المناطق التي تشهد توافد الزوار على المدينة للوصول إلى العتبات المقدسة وهي مجهزة بالمتطوعين من الاختصاصات الطبية والتمريضية وكذلك الدوائية”، مضيفا “ستقوم الجمعية بتوزيع نحو مليون عبوة ماء جاهزة التصفية ومبردة بين الزوار كما ستقوم بنصب الخيم الإيوائية الكبيرة لاستراحة أو مبيت الزوار”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/تموز/2010 - 16/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م