لماذا الانشقاق وفي الدين متسع

برير السادة

اكثر ما يدعوا للاستغراب والتساؤل, ويتركني في حيرة من امري اصرارنا نحن المسلمين على الفرقة والانشقاق والمبالغة في امتهان الاخر, واقصائه وهدر كرامته وحقوقه, والاغرب ان تاتي هذه المصادرة باسم الدين.

الاختلاف في الرؤى والافكار والتوجهات والتطلعات, لا يعني باي حال من الاحوال اتهام الاخرين وتخوينهم, ولا يعطي الحق بمصادرة ارائهم وتطلعاتهم ومحاربتهم-فالشريعة لم تعطي هذا الحق حتى لرسولها فخاطبته مرار, وتكرار بان عليه البلاغ والانذار, واليك بعضها قال تعالى"فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد"

وقال "واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين" وقال "ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون" وقال "وان ما نرينك بعض الذي نعدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب" وقال "فان تولوا فانما عليك البلاغ المبين"

فما بال البعض يصر ان يكون ملكيا اكثر من الملك, ومتدينا اكثر من الدين, وكانه وكل بالحساب والعقاب, وعلم ما في الصدور, ولا تخفى عليه خافية, وما من ذرة من اعمال العباد الا احصاها, ونسي وتناسى العبد الفقير كرامة الانسان التي منحها الله لعباده, وامره في الدعوة والجدال بالتي هي احسن, ولا اكره في الدين, ولكم دينكم ولي دين!! وان بعض الظن اثم, وان الله يقبل التوبة ويعفو عن السيئات.

فالتحدي الكبير اليوم في رص الصفوف والالفة والمحبة والتعاون, مادام العدو يراهن في قوته وسيطرته على فرقتنا واختلافنا, فحصن "لا اله الا الله" قد عصم دم الملسم وعرضة وماله. ومن لا تروق له معالم الدين فليتذكر اننا بشر نصيب ونخطئ, ومعارفنا وعلومنا محدوده, ونظرتنا غير متلسبه بالعصمة, وليتذكر المثل المشهور" اكلت يوم اكل الثور الاحمر" وليتعلم من الشاعر قوله:

لسانك لا تذكر به عورة امرء             فكلك عورات وللناس السن

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/تموز/2010 - 8/شعبان/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م