قوانين الفيزياء وحكومتنا الرشيدة القادمة

د. مؤيد العابد

ربّما لا يعلم الكثير من الناس أنّ لنا خصوصيّة سياسيّة يحسدنا عليها أهل السياسة والعلم معاً! لا تستغربوا من هذا الكلام فلا خَدَر ولا صداع يمتلكنا ونحن نتكلّم عن السياسة العراقيّة فالخير عند أحبابنا السياسيين دون غيرهم! فلدينا سياسيّون يسيرون مثل الساعة وفق القوانين الفيزيائيّة العامّة والخاصّة! وأبيّن لك ما أفكّر به لكن أرجوك أيّها القاريء العزيز ألاّ تشكّ ولو لبرهة أننّي قد بلغتُ من العمر عتيّا!

القانون الفيزيائيّ الأوّل

عند تقصير المسافات بين نكليونات نواة الذرّة(نقصد بها الجسيمات التي تحتويها النواة وهي إمّا بروتونات موجبة الشحنة أو نيوترونات عديمة الشحنة أو غير المشحونة كهربائيّاً)، تكون حينها أقوى من قوة كولوم التنافريّة بين بروتونات نواة الذرّة. خاصة إذا كان الجسيمان أحدهما من القائمة العراقيّة(الوطنيّة!) والثاني من دولة القانون(الوطنيّة!).

وقد حصل بالفعل هذا التقصير في المسافة، حيث قصرت المسافات بين الجسيمات النوويّة في القائمتين الكريمتين جداً(حيث وصل الكرم إلى أن يقول أحدهما إلى الآخر تقدم لخدمة الشعب الذي يطمح في هذه الساعات إلى تخفيف الكهرباء من البيوت حيث تؤدي هذه الكهرباء الملعونة الى تخدير في قدرات المبدعين من أبناء الوطن!) اللتين إنحصر بهما ومعهما ماضي العراق وحاضره ومستقبله وتأريخه وسياساته وإقتصاده وتجارته ونفطه وفقر مواطنيه وطموحات أصحاب الشهادات العالية( القابعين وراء الحدود ينتظرون فرحاً من وزير التعليم العالي والحالي والغالي طيب الله أنفاسه وكثّر لقاءاته في قناة العراقيّة قبل إنقضاء فترته لنذكره بالخير العميم!! وحفظه المولى هو وبابا غنّوجه!(كما يقول المبدع عادل إمام!)).

ونعود إلى قانوننا الفيزيائيّ:

نقول أنّ التقصير قد حصل بالمسافة بالفعل! حيث إتّفق الجانبان على العمل في المستقبل على تشكيل حكومة شراكة وطنيّة(قد ورد هذا المصطلح على لسان الكثير من الناعقين وكنّا نتمنّى أن يقوم أحد عباقرة السياسة بشرح هذا المفهوم الذي يرددونه ثمّ يشرحون عن شيء إسمه الإستحقاق! وهكذا..) وأعتقد أنّ النواة الناتجة من هذا اللقاء أقصد الحكومة المبجّلة القادمة رعاها الله وكثّر من خيراتها على العراقيين إن كانت من هذا الجانب أو من غيره!!

 من هنا يقول القانون أنّ القوة بين نكليون ونكليون آخر تبدو أقوى من تلك القوى الأخرى! فهل حصل هذا الزخم من القوة بين نكليونينا الحبيبين بسبب قوة التفاعل القادمة من وراء حدود الذرة(مثلاً!) وهل للمفاعل النووي السياسي الامريكي من دخل في ذلك؟! لا نعلم، إلا أنّ سلوك السياسيين يوحي الى الالتزام الكامل بعدم تدخّل الفعل الامريكي على الخط!! لكن من ضمن التخبطات في نياتنا أن لا نعرف لماذا تنتابنا بين الحين والاخر انّ مفاعلات السياسة العراقيّة ومطابخها تسير وفق ما خطط لها!!!

كلّ نوابنا الجدد والقدامى قد تمرّسوا التصريحات المتعلّقة بالحكومة القادمة وأنا بدوري أقدّم لهم الشكر كلّه من شغاف القلب النابض بحبهم! على ما يؤنسوننا به كلّما فتحنا التلفزيون لنسمع تصريحاتهم فنضحك الضحك كلّه حتى بات الكثير من العراقيين يستأنسون بتصريحاتهم الجميلة والدقيقة (من مصدر موثوق لم يرغب بذكر إسمه خوفاً من الحسد!). والادهى عند متابعتي لبرنامج يقدمه علاء محسن الذي إشتهر بكثرة الإطراء للوزراء ولا أعلم لماذا!!

مسكين ذلك الامريكي الذي نتهمه دائما بسوء النيّة! لماذا هذه النية السيئة! لا نعرف!! ولكن يبقى السؤال رغم أنّ كلّ شيء على مايرام فلماذا تتعارك الديكة! فيما بينها؟ وعلى ماذا؟ هل قصر التفاعل فيما بين النكليونات لانتاج قوة رائعة تعيد الأمور الى الوضع الجيد؟! الجواب اذا كان وزراء الحكومة من مثل وزيرنا صاحب البابا غنوج فعلى الدنيا السلام. وصحّ المثل القائل: اذا كان ابو الويو(إبن آوى) قاضينا أخذ ملاجة(تمليك) من ..........

ولك الله يا عراق الآلام!

ولنا عودة مع القوانين الفيزيائيّة!

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 30/حزيران/2010 - 17/رجب/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م