كيف ينظر المثقف السعودي

 لصحوة مشايخه في إدانة الإرهاب؟

سامي جواد كاظم

صحيح الوقوف عند الخطأ افضل من التمادي فيه هذا مع صدق النية ولكن هنالك امر مهم هو حجم المترتب على الاخطاء المرتكبة هل يمكن التغاضي عنها ام لا؟ واذا كان لا فهل الذي صحا على اخطائه قادر على الاعتذار ورد الحق لاهله؟ ام انه سيكابر على اعتبار ان الصحوة بحد ذاتها تعتبر اعتذار؟ مهما يكن الامر لا يهم والمهم كيف تنظر الاطراف الاخرى صاحبة العلاقة الى هذه الصحوة؟

مازالت بعض الصحف تخصص اعمدة او مقالات للتعقيب على صحوة مشايخ الوهابية مؤخرا عندما اصدرت بيان تدين فيه الارهاب وتمويله ومن ينشر الفكر الارهابي وهذا البيان يعد شرخا في الفكر الوهابي.

واهم من كتب عن هذه الصحوة هي الكاتبة السعودية عائشة سلمان والتي كتبت بكل جراة عن هؤلاء المشايخ وما تمخض عنه اسلوب تفكيرهم التكفيري، كتبت مقال في جريدة الوطن الممولة من قبل احد امراء ال سعود تحت عنوان ( عن الصحوة..وأشياء أخرى ) واعقبتها بهذه العبارة العميقة ( ما دفعناه ثمنا لأخطاء الصحوة كان كبيرا لأننا استوعبنا ثقافة الموت بدلا من عمارة الأرض ولم نفهم ديننا الفهم الصحيح..).

ان الخطاب الاعلامي السعودي في الاونة الاخيرة بدأ يبعث اشارات الى وجود نمطين من التفكير داخل العائلة المالكة نمط يريد فض الشراكة مع المشايخ الوهابية واخر لا زال متمسك بهم وبنهجهم التكفيري وان كانت الكفة بدأت تميل لنفض غبار الفتاوى الوهابية الا ان الاهم ان هنالك من بدأ يطالب بثمن ما قبل الصحوة، وبدات تخرج حقائق كانت جاثمة على صدورهم لا يتجراون البوح بها خوفا من سوط رجال الحسبة.

المقال الاخير للكاتبة عائشة والذي نشرته في جريدة الوطن ليوم الاربعاء تضمن بعض العبارات التي تعد صفعة لمشايخ الوهابية وما جنت من جرائم بحق الشعب السعودي.

هذه الكاتبة تسال المشايخ اين كنتم طوال الفترة المتصرمة هل كنتم غافلين ام مؤيدين ام رافضين فالرفض مرفوض بقي التأييد والغفلة واحلاهما مر وهذا له ثمن وتتساءل هل كنا على باطل والان صحونا؟

تقول عائشة : إن ما دفعناه ثمنا لأخطاء الصحوة كان كبيرا لأننا استوعبنا ثقافة الموت بدلا من عمارة الأرض وابتعدنا عن ديننا ولم نفهمه الفهم الصحيح.. بل غرست الصحوة فينا تعصبا مذهبيا وتعطيلا للاجتهاد في كثير من الأمور الحياتية الهامة.... ولم يكن من الإنصاف أن نصف مذهبا واحدا بأنه على صواب ونقصي بقية المذاهب والتي احتوت معظمها على تراث نفيس من الجهد والفكر.....انتهى.

وتتحدث عن الفكر الوهابي بكل جراة لتفصح عن ما فهمه الشعب السعودي من الفكر الوهابي عن الاسلام حيث الاسلام الوهابي هو كما تقول الكاتبة : بأنه تقصير الثياب وإطالة اللحى!! وأهملنا تربية النفس والتي تعد من أساسيات الدين. بل أصبحت تغطية الوجه والتصوير والتهليل لكرامات المقاتلين الأفغان من القضايا المصيرية! أما الصحوة لبناء مجتمع متفوق علميا وصناعيا فلم يكن لها وجود.. بل كان التوسع في الفتوى والتي أدت إلى التفكك في العلاقات الأسرية والنسيج المجتمعي.. فهذا قاطع جاره وأخاه لأنهم يشاهدون القنوات الفضائية...انتهى.

هذا اهم ما جاء في مقال الكاتبة والذي يعبر بوضوح عن مدى الظلم والتعسف الذي يعيشه ابناء المذاهب الاخرى قاطبة السنية والشيعية من هذا الفكر المتحجر وحتى نكون اكثر اقناعا عن حال السعودين انقل لكم بعض عبارات التعليقات على المقال.

أبدعت فأقنعت...فتح الله عليك أ.عائشة.....

 ثلاثون عام من الغياب.والتيه.. لقد كانت سنوات ضياع وتجهيل جماعي بأكمله السبب سيدتى اننا اجرنا عقولنا الى من يتكلم باسمنا ويعمل باسمنا ويتاجر باسمنا وكأننا قصر لم نشب عن الطوق بعد.

الحقيقة الغائبة مقال رائـع ونفيس.... !!!!!

 دعونا منهم اصبحوا بشكل كبير جزئاً من الماضي.. لنبني مستقبلاً تكون فيه " صحوة " حقيقيـة.. وشكرا للكاتبة...انتهى.

هذا في السعودية فكيف العراق الذي دفع دما ثمن لغباء واجرام هذه المشايخ وبالامس القي القبض على ارهابي سعودي في العراق لا اعلم متى سيطلق سراحه؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/أيار/2010 - 11/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م