الهاتف النقّال... تكنولوجيا تقوّض الاتصالات السلكية

5 مليار شخص يستخدمون الهواتف النقال

 

شبكة النبأ: تتسارع تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية في العالم لتجني إرباحها من 5 مليارات مشترك سنويا. وقد أدت شدة المنافسة إلى نزول نوعيات رخيصة ورديئة من أجهزة الموبايل النقال في الأسواق العالمية، فضلا عن عروض الخدمة الهاتفية المختلفة التي تقدمها شركات الاتصال بأسعار مغرية لاستقطاب اكبر عدد ممكن من المشتركين لتقصير المسافات بين المستفيدين وليصبح العالم قرية صغيرة على النقال.

وأضافت بعض شركات الاتصال والنقال طرق تقنية وتكنولوجية جديدة لإغراء المستهلك منها تطبيقات جديدة على الهواتف متضمنة خط انترنت ومواقع محادثة وتداول الرسائل المجانية أو المكالمات المفتوحة مع الدول الأخرى خارج حدود الدولة الأم.

توقعات بالزيادة

وأعلن الاتحاد العالمي للاتصالات عن توقعه زيادة الاشتراكات في خدمة الهاتف النقال في العالم لتصل إلى 5 مليار مشترك هذا العام، بفضل نمو قطاع الهواتف الذكية في الدول النامية وقطاع

وقدر الاتحاد التابع للأمم المتحدة ويتخذ من جنيف مقراً في بيان أصدره مؤخرا "إنه مع نهاية العام الماضي بلغ عدد المشتركين في العالم 4.6 مليار شخص". بحسب اربيان بزنس

وأفاد الاتحاد أن عدد اشتراكات الهواتف النقالة ذات النطاق العريض سيتجاوز مليار اشتراك هذا العام مقارنة مع 600 مليون اشتراك في 2009، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

من جهته قال الأمين العام للاتحاد "حمدون توريه" في مؤتمر الهواتف النقالة العالمي في برشلونة: "إنه حتى خلال الأزمة الاقتصادية لم نشهد انخفاضاً في الطلب على خدمات الاتصال.. أنا واثق من أننا سنظل نشهد زيادة في خدمات الهواتف النقالة خاصة في العام 2010 حيث سيزداد عدد الذين سيجرون الاتصالات الهاتفية عبر إنترنت".

وأضاف: "إن استخدام الرسائل النصية القصيرة لإرسال تعليمات حول موعد وكيفية أخذ دواء معقد مثل الأدوية المضادة للفيروسات والتلقيحات"، مؤكداً أن مثل هذه الوسائل يمكن أن توفر ملايين الدولارات وتنقذ الأشخاص.

وأضاف: "إن الذين لا يملكون حسابات مصرفية ولكن لديهم اشتراكات لهواتف نقالة، أصبحوا أكثر قدرة على إجراء التعاملات المالية بواسطة هواتفهم في الدول النامية".

وأكد الاتحاد الدولي في تقرير بعنوان قياس مجتمع المعرفة 2010، والذي يظهر انخفاض أسعار الاتصال السريع بالإنترنت في مختلف دول العالم  إلا أن هذه تبقى بعيدة عن متناول الدول الفقيرة.

وتصدرت كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين الدول العربية ويقول سامي البشير مدير مكتب تطوير الاتصال في الاتحاد: " يؤكد التقرير أنه رغم الانكماش الاقتصادي الحالي إلا أن نمو خدمات التقنية والاتصالات يتواصل في جميع أنحاء العالم".

ويشار الى تحسن انتشار التقنية والاتصالات بمعدلات جيدة بينما يتواصل نمو اتصالات الهاتف الجوال ليصل إلى خمس مليارات مشترك في هذه الخدمات على مستوى العالم للعام الحالي.مع تراجع الموجة الواسعة بمعدل 42% بين عامي 2008 و2009، مع ارتفاع الطلب في الدول النامية.

 حيث تحسن مستوى المؤشر في معظم الدول، مع تصدر الهاتف الجوال كمحرك دافع لتبني تقنية المعلومات والاتصالات. ويتوقع الاتحاد الدولي للاتصالات أن يصل عدد مستخدمي الهاتف الجوال عالميا إلى 5 مليارات.

وداعا للاتصالات السلكية

وقال باحثون أمريكيون إن ثلث المنازل في الولايات المتحدة تقريبا تخلت عن خطوط الهواتف الثابتة وتستخدم الهاتف المحمول فقط.

وأظهرت إحصاءات المركز الوطني للصحة أن 15 بالمائة من الأسر لديها هواتف ثابتة تقليدية لكنها تكاد لا تستخدمه بالمرة.

ويعتمد المركز الوطني للصحة -وهو جزء من مراكز مكافحة الإمراض والوقاية منها - بشكل كبير على استطلاعات الرأي عبر الهاتف لجمع معلومات خاصة بالصحة بشأن المواطنين الأمريكيين. والأرقام لها أيضا معان مستترة لصناعة الهواتف المحمولة.

وفحص ستيفن بلومبرج وجوليان لوك من المعهد الوطني للصحة بيانات من استطلاعات شملت 21375 أسرة من بينهم 40619 مدني بالغ و14984 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما. بحسب رويترز.

وجاء في التقرير "واحد من كل أربعة منازل أمريكية (24.5 بالمائة) كان به هواتف لاسلكية فقط (المعروفة باسم الهواتف الخلوية أو الهواتف المحمولة) إثناء النصف الثاني من 2009 بزيادة 1.8 بالمائة عن النصف الأول من 2009."بحسب رويترز.

"إضافة إلى ذلك واحد من بين كل سبعة منازل أمريكية (14.9 بالمائة) به خط ارضي ومع هذا فانه تلقى جميع أو أغلب المكالمات عبر هواتف لاسلكية".

وكشف التقرير المتاح في موقع المركز على الانترنت أن 23 بالمائة من البالغين أو 52 مليون شخص يعيشون في منازل بها هواتف لاسلكية فقط.

وأظهرت الدراسة ان نحو نصف البالغين تقريبا ممن تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 29 عاما يعيشون في منازل بها هواتف محمولة فقط.

نوكيا تتصدر المبيعات

وتصدرت شركة نوكيا قائمة الشركات المطورة للهواتف الجوالة في الربع الأول من 2010 مع بيعها لأكثر من 107 مليون هاتف جوال.

ويظهر هذا الرقم تحسنا في مبيعات الشركة بنسبة 16 % مقارنة بالربع الأول من العام السابق، إذ تمكنت الشركة خلاله من بيع 93 مليون هاتف جوال.

وبحسب الإحصائيات التي صدرت عن مؤسسة الأبحاث IDC فقد عززت نوكيا أرباحها لتصل إلى 464 مليون دولار من الهواتف الجوالة، في حين زادت العوائد التي حققتها الشركة بنسبة 3% لتتجاوز حاجز 12.63 مليار دولار، إلا أن هذا النمو كان أقل من توقعات المحللين الماليين وخبراء الصناعة.

وقد أشار المدير التنفيذي في شركة نوكيا بيكا كالاسفو إلى أن الشركة تواجه منافسة شرسة من قبل الشركات الأخرى المطورة للهواتف الجوالة، فضلا عن تغير أوضاع السوق العالمية.

وحلت شركة سامسونج في المرتبة الثانية لجهة المبيعات، مع بيعها لـ 64 مليون هاتف جوال، في حين جاءت شركة إل جي LG في المرتبة الثالثة، وأخيرا شركة RIM المطورة لهاتف بلاك بيري في المرتبة الرابعة، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها شركة RIM ضمن المراتب الخمس الأولى مع بيعها لأكثر من 10 مليون هاتف جوال خلال الربع الأول مع العام 2010. أما المرتبة الخامسة فكانت من نصيب شركة سوني إيريكسون.

سباق تطبيقات الهواتف

واتضح من دراسة أجريت حديثا أن مبيعات تطبيقات الهواتف المحمولة ستبلغ 17 مليار دولار خلال العامين القادمين.

وتقول الدراسة إن عدد الملفات التي تنزل من خلال الانترنت سيصعد الى 50 مليارا عام 2012 من 7 مليارات حاليا.

وقد لاحظت الدراسة ارتفاع عدد المتاجر الالكترونية التي تروج تطبيقات الهواتف المحمولة من4 قبل عام 2008 إلى 48 حاليا.

وتوصلت الدراسة إلى أن هيمنة أبل على السوق قد تتغير مستقبلا، والى جانب أبل تنشط في السوق شركات بلاك بري وميكروسوفت وجوجل ونوكيا وسامسونج.

ولدى ماركيت بليس التابع لجوجل مثلا 30 ألف من تطبيقات الهواتف المتحركة تستخدم عبر نظام التشغيل الخاص بجوجل.

من جهته يقول الباحث تشيتان شارما ان النمط الذي يسود نظام التطبيقات التي تستخدم الهاتف في طريقه إلى التغيير، ولكن المراقبين يرون أن نموذج أبل سيبقى. وينتظر أن ينشط المنتوج الجديد لأبل (آي باد) السوق حسب المحللين.

وتفيد التقارير أن تطوير التطبيقات التي تستخدم من خلال آي فون شهد نشاطا ارتفع به بنسبة 185 في المائة مع قرب إطلاق آي باد، وستصبح تطبيقات الآي فون قابلة للاستخدام على الآي باد.

إحصائية سورية

وبناء على إحصائية سورية، تبيّنَ أن الهاتف النقال استطاع التغلب على الثابت رغم ارتفاع تكاليفه وتصدر سوق الاتصالات السورية إذ وصل عدد المشتركين في شركتي النقال السوريتين العام الماضي نحو 7.3 مليون مشترك في حين لا يتجاوز عدد مشتركي الثابت 3.716 مليون.

وبحسب وكالة سانا للأنباء فإن قيمة أجهزة النقال التي بين أيدي السوريين تصل إلى نحو 8 بليون ليرة سورية أي ما يقارب 174 مليون دولار أميركي، فيما تقدر حاجة السوق من أجهزة النقال بنحو 4 ملايين جهاز سنويا. بحسب اربيان بزنس.

ووفقاً لتقديرات عدد من مديري المبيعات كوكلاء للشركات العالمية المصنعة لأجهزة النقال فإن معدل مبيعات الأجهزة لكل مندوب مبيعات في هذه الشركات في المتوسط في اليوم الواحد تصل إلى نحو 20 جهازاً وأن كل شركة لديها 15 مندوباً في المتوسط، ما يعني أنها تبيع 300 جهاز في اليوم وبسعر وسطي للجهاز 10 آلاف ليرة (220 دولار) أي نحو ثلاثة ملايين ليرة (66000 دولار) في اليوم.

وتتراوح أسعار الأجهزة بين ألفي ليرة (43 دولار) و45 ألف ليرة ( 1000 دولار) وظهرت مؤخراً أجهزة صينية الصنع في الأسواق رخيصة الثمن إذ تتراوح أسعارها بين 2500 و5000 ليرة أي (55 و 110 دولار).

وكشف صاحب أحد أكشاك بيع الوحدات وبطاقات التعبئة أنه يوزع يومياً بطاقات تعبئة ووحدات بما يقدر وسطياً بنحو 50 ألف ليرة (1100 دولار).

المكالمات بين دول الخليج..

وذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في بيان صحفي أن اجتماعاً لها سيناقش عددا من المواضيع المتعلقة بتشريع وتنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات ومن بينها قرار المجلس الأعلى في دورته ال30 الخاصة بتعزيز بيئة الاستثمار المشترك بين دول المجلس وتنمية الموارد البشرية في مجال تشريع وتنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات.

وبحث الاجتماع أيضا إمكانية توحيد تعرفة الاتصالات بين دول المجلس أو تخفيضها لتصبح مكالمة محلية وإيجاد خطة معتمدة لاستعادة الخدمة بين مشغلي دول المجلس بأسرع وقت ممكن عند حصول الأعطال او الكوارث وإنشاء قاعدة بيانات مشتركة للمشتركين مع المشغلين في دول المجلس يمكن الاستفادة منها في التحاسب والفوترة وغيرها. بحسب (كونا).

كما نظر الاجتماع سبل الاتفاق على آلية السماح لخدمة الصوت على بروتوكول الانترنت وتخفيض وتوحيد تعرفة خدمات الرسائل القصيرة وخدمات المحتوى اضافة الى ايجاد آلية لتصنيف وتقييم الخدمات الاستشارية المقدمة من قبل شركات اجنبية.

ويذكر ان اللجنة رفعت توصياتها إلى الاجتماع القادم للجنة التوجيهية للاتصالات وتقنية المعلومات التي بدورها سترفعها للجنة الوزارية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات والمقرر عقدها خلال شهر يونيو القادم لاعتماد شريحة هاتفية تلغي رسوم التجوال الدولية

كما يشير موقع الشركة إلى إمكانية استلام المكالمات الدولية من خلال شريحة الهاتف العالمية في كل من الإمارات والسعودية ومصر مجانا دون أية رسوم تجوال دوليةأعلنت MVNO WorldSIM خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للجوال في برشلونة عن شريحة هاتف عالمية، تتيح إجراء مكالمات دولية دون رسوم تجوال وذلك في 200 دولة منها الإمارات ومصر والسعودية.

وقد أشارت الشركة أن شريحة الهاتف العالمية ستمكن المستخدمين من توفير 95% من رسوم التجوال الدولي في 200 دولة حول العالم. وستعمل الشركة في المستقبل على طرح هواتف مزدوجة الشريحة بحيث يمكن للمستخدم الاعتماد على شريحته الخاصة والشريحة العالمية لاستخدامها أثناء السفر.

أكشاك انترنت في الشانزيليزيه

من جانب آخر أطلقت باريس إحدى أكثر المدن استقطابا للزوار في العالم الكشك الأولى من اصل 12 كشك هاتف من الجيل الجديد توفر إمكانية الوصول الى شبكة الانترنت.

ودشنت الحجرة المجهزة بشاشة من 17 انش والتي تشغلها مجموعة الاتصالات "فرانس تيليكوم" (اورانج), على الشانزيليزيه احد أكثر الأمكنة التي يرتادها الزوار في باريس. وستوزع الأكشاك الأخرى في أحياء تشهد حركة سياحية كبيرة قرب برج ايفل او محطات القطار الكبرى.

وسيتمكن سكان باريس والسياح على مدة ستة اشهر ومجانا من استشارة حوالى 15 موقعا توفر معلومات عملية مثل تحديد عنوان مطعم او إيجاد موقع لتأجير الدراجات الهوائية.

وبعد فترة ستوسع هذه الخدمة الى مواقع الكترونية اخرى على ان يفرض مقابل مالي للحصول عليها لكن التعرفة والترتبيات المحددة لذلك لم توضع بعد.

والاستخدام المعمم للهاتف النقال لم يأت بعد على أكشاك الهاتف التي يستخدمها ستة الى سبعة ملايين شخص في فرنسا على ما تفيد مجموعة فرانس تيليكوم.

وتتملك المجموعة 145 الف كشك هاتف وهو رقم يتدنى سنويا ومن هنا الاهتمام بتوفير خدمات جديدة. بحسب فرانس برس.

وأوضحت المديرة التنفيذية لشركة اورانج فرانس دلفين ايرنوت "الأشخاص الذين يستخدمون الأكشاك اليوم يملكون هاتفا نقالا بنسبة 99 %. لكنهم يلجئون الى كشك الهاتف عندما تكون بطارية هاتفهم فارغة او لم يعد لديهم رصيد للاتصال".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/أيار/2010 - 7/جمادى الآخرة/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م