حمّى في التحذير من الشيعة وبرود في محاربة الوهابية التكفيرية

مدير وكالة بيت المقدس: الأنظمة السنية ضعيفة دينياً

إعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: لا تنفك المؤسسات الدينية العربية في التحذير ممّا تدعوه بالمد الشيعي في كل مناسبة، دون التطرق للفكر الوهابي المتطرف الذي ملأ العالم بالإرهابيين والتكفيريين ولا لكيفية معالجة هذا الفكر المقيت الذي لا يتورع عن انتهاك حرمات الإسلام والمسلمين كل يوم في العراق وأفغانستان وباكستان وباقي دول العالم دون اعتبار لحياة المدنيين الآمنين من الأبرياء والنساء والأطفال.

فقد حذر عبد الكبير العلوي وزير الأوقاف المغربي الأسبق ومدير عام وكالة بيت المقدس، من ما أسماه بـ نشاط المذهب الشيعي وتجنيد إيران لإمكاناتها المادية والبشرية لنشر هذا المذهب في بلدان أهل السنة، معتبرها وجها من وجوه تصدير الثورة الإيرانية ودعمها للأقليات الشيعية الموجود في دول الخليج وسخائها في ضيافة آلاف الطلبة من بلدان أهل السنة للدراسة في الجامعات والمراكز والحوزات الشيعية الإيرانية وتجنيدها لسفارات إيران في جميع أنحاء العالم لنشر المذهب الشيعي بجميع الوسائل زيادة على القنوات الفضائية التلفزيونية التي تبث محاضرات لعلماء الشيعة يهاجمون فيها مذهب أهل السنة ويفندون أقواله. على حد قوله.

وأضاف العلوي خلال الجلسة الصباحية من الملتقى الخامس للرابطة العالمية لخريجي الأزهر في يومه الثاني، أننا لا نلوم الشيعة إذا أخلصوا في خدمة مذهبهم وعملوا على نشره فذلك حقهم، مؤكدا أنه يذكر هذا الكلام لبيان حدة المعركة العقدية الجارية..

وأكد العلوي، أن معسكر أهل السنة والجماعة ضعيف، وهذا ينذر بخطر كبير والسبب في ذلك هو الفرق بين الأنظمة الحاكمة في دول أهل السنة ونظام الحكم في إيران من حيث مكانة الدين في النظام السياسي. بحسب تقرير صحيفة اليوم السابع المصرية.

في حين أبدى عبد الفضيل القوصى نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، تأييده لما أعلنه الدكتور العلوي معتبرا أن ذلك يدعم الخلاف والتفرقة والذي يسعى الملتقى للقضاء عليها وهو نشر الوسطية والتقريب بين المذاهب الفكرية الإسلامية. في حين لم يتم التطرق نهائيا من جانبه إلى كيفية التصدي للفكر الوهابي المتطرف والمتشدد والذي نشر الإرهاب وشوّه صورة الإسلام في العالم الإسلامي قبل الغربي..

وانتقد العلوي معسكر أهل السنة خاصة في ظل ضعف مواجهته لما أسماه بالمد الشيعي،  معللا ذلك أن الأنظمة الدينية في دول السنة ضعيفة جدا، وهو ما ينذر بخطر كبير بالمقارنة مع نظام الحكم في إيران من حيث مكانة الدين في النظام السياسي..

ولفت إلى أن الأنظمة في الدول السنية اختارت فصل الدين عن الدولة واختارت اللائكية المغلفة بغلاف رقيق من الطقوس الدينية الشكلية، باستثناء السعودية التي تتبنى المذهب الحنبلي والوهابي المتشدد الذي لا ينفك ينتج التطرف والإرهاب، والمملكة المغربية التي تعتبر ملكها أمير المؤمنين!! وتتبنى المذهب الأشعري.

لجنة متخصصة لنشر تعاليم الأزهر

من جانب آخر طالب السفير داتو زين العابدين سفير ماليزيا السابق بمصر ورئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في بلاده وملقى كلمة خريجي الأزهر، بإنشاء لجنة متخصصة تهتم بنشر تعاليم الأزهر في جميع دول العالم خاصة غير العربية، وتأصيل الفكر الأزهري لمواجهة الغلو والتطرف ودعاوى الإرهاب في بعض الدول، والإشراف على تطبيق المنهج الأزهري.

كما طالب الدول الإسلامية والعربية بتقديم الدعم المادي والمعنوي لرابطة خريجي الأزهر التي تضم أكثر من 55 ألف أزهري في جميع دول العالم منهم 10 آلاف ماليزي، موجها الشكر للأزهر الذي يدعم بلاده بتقديم المنح الدراسية للطلاب للدراسة بالأزهر وبلغ عددهم 7 آلاف حاليا.

النفيس: تصدي شيخ الأزهر للشيعة موقف سياسي

وأثارت تصريحات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التي أطلقها مؤخرا بشأن مواجهة انتشار المذهب الشيعي، ردود أفعال حول موقف الأزهر من التقريب بين المذاهب، إضافة إلى إثارة الشيعة.

فقد وصف الدكتور أحمد راسم النفيس، أحد مفكري الشيعة المعروفين، تصريحات الطيب بأنه رأى جانبه الصواب، وقال لصحيفة المصري اليوم: رأي الطيب يعتمد على خلفيات سياسية تتعلق بالصراع الدائر بين محوري الاعتدال والتطرف، الذي حسمه لصالح «التطرف» الذي هو الشيعة في لبنان، من خلال حزب الله والعراق، إضافة إلى تأثر شيخ الأزهر بتصريحات إسرائيل (بأن قادة إيران يمثلون مذهباً دينياً رهيباً).

وأضاف النفيس: شيخ الأزهر لم تتوافر لديه المعلومات السياسية الكاملة حول الشيعة في العالم الإسلامي. لافتاً إلى، أن هذه التصريحات جاءت بناء على توجيهات الذين يزعمون مناصرتهم للسنة، ولكنها تصب في مصلحة الوهابية وانتشارها على الفضائيات للقضاء على دور الأزهر.

مؤكداً أنه رغم هذا الخلاف، فإن شيخ الأزهر الحالي أفضل من طنطاوي الذي لم يعترف مطلقاً بأن الشيعة مذهب إسلامي.

ودعا النفيس شيخ الأزهر للتفرغ لمحاربة الوهابية، الذين يسيطرون على الفكر الثقافي العربي والإسلامي، وأن يتجنب الدخول في صراعات مع الشيعة، التي لن تفيده في عمله لتطوير الأزهر لصالح السنة والشيعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/أيار/2010 - 27/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م