القراصنة الجدد وحيرة المجتمع الدولي

 

شبكة النبأ: على الرغم من الإجراءات التي أقدمت عليها العديد من الدول للحد من نشاط قراصنة العالم الجدد لا تزال عمليات القرصنة تشكل تحديا مستمرا لحركة السفن والناقلات بشكل كبير.

حيث اقر العديد من المسئولين على أن عمليات مكافحة القرصنة لم تحقق أدنى أهدافها، سيما بعد استمرار عمليات خطف البواخر.

فيما يسعى مجلس الأمن الدولي الى القيام بإجراءات احتياطية أكثر صرامة علها تكون قادرة على الحد من تلك الظاهرة.

محاكم خاصة للقراصنة

اقترح مجلس الأمن الدولي تشكيل محاكم دولية لمحاكمة المتورطين في جرائم القرصنة، كما طالب بصياغة تشريعات أكثر صرامة لمحاكمة وسجن القراصنة الذين ينشطون على السواحل الصومالية.

واعتمد أعضاء المجلس القرار ودعوا فيه كل الدول إلى "تجريم القرصنة في القوانين الوطنية ومحاكمة المشتبه بهم وسجن المدانين من القراصنة الذين يعملون على السواحل الصومالية."

كما طالب المجلس الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، برفع تقرير خلال ثلاثة أشهر حول الخيارات المحتملة لمحاكمة وسجن المتورطين في أعمال القرصنة والنهب المسلح على سواحل الصومال. بحسب السي. ان. ان.

كما سلط المجلس الضوء على دور الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في تقديم المشتبه بهم إلى العدالة بالتعاون مع الحكومة الصومالية.

إحباط هجوم لقراصنة على فرقاطة أمريكية بالمحيط الهندي

ويأتي اجتماع الثلاثاء بعد أيام من قيام وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، لين باسكو، بالكشف عن مشاريع بقيمة 2.1 مليون دولار لمكافحة القرصنة.

كما تزامن مع بدء الولايات المتحدة محاكمة مجموعة تضم 11 صومالياً، يعتقد أنهم من القراصنة الذين ينتشرون قبالة سواحل البلاد.

ومثل المشتبه بهم أمام محكمة أمريكية، في مسعى لمحاكمتهم بتهمة مهاجمة سفن حربية أمريكية وإطلاق النار عليها، في خطوة قال المدعي العام الأمريكي، نيل ماكبرايد، إنها تمثل "رسالة قوية للقراصنة."

وقال ماكبرايد إن على منفذي أعمال القرصنة في خليج عدن إدراك "عواقب مهاجمة البحرية الأمريكية،" مضيفاً أن المتهمين الذين يشتبه في تورطهم بحادثين منفصلين هذا العام قد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة في حال إدانتهم.

وكانت السلطات الأمريكية قد نقلت المتهمين من الصومال إلى فيرجينا لمحاكمتهم، في أول قضية ضد قراصنة تشهدها الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر، وذلك بعد إصرار وزارة الدفاع الأمريكية على عرض المشتبه بهم أمام القضاء.

يشار إلى أن عدة دول تعمد إلى محاكمة قراصنة من الصومال بتهم مخالفة القانون الدولي، وبينها اليمن التي ينظر القضاء فيها بقضية 22 صومالياً، وجهت إليهم اتهامات بالقرصنة البحرية، وهي التهم التي أنكرها جميع المتهمين.

وتقوم كينيا أيضاً بمحاكمة العديد من القراصنة الذين يقعون في قبضة القوات الدولية العاملة بخليج عدن.

لا يمكن وقف القرصنة

في سياق متصل قال ضابط كبير في البحرية الامريكية ان السفن التجارية العابرة لخليج عدن والمحيط الهندي يجب ان تكون مسلحة لتدافع عن نفسها ضد القراصنة الصوماليين لان السفن الحربية الدولية لا يمكنها ان تقوم بالمهمة وحدها ولن تظل هناك الى الابد.

واضاف الاميرال مارك فيتزجيرالد قائد القوات البحرية الامريكية في أوروبا وأفريقيا "يمكننا ان نضع اسطولا بحجم اساطيل الحرب العالمية الثانية هناك ولن نستطيع برغم ذلك تغطية المحيط بأكمله" مشيرا الى هجمات من المنطقة التي تمتد من خليج عدن شمالا حتى قناة موزامبيق جنوبا وسواحل الهند شرقا.

وكانت الولايات المتحدة التي هالها نطاق المشكلة البحرية قد دعت الى مزيد من التركيز دوليا على تعقب أموال القراصنة. بحسب رويترز.

وشدد فيتزجيرالد على التأثير المالي للقرصنة وقال ان مسؤولين كينيين أبلغوه ان العقارات الممتازة في ممباسا ونيروبي "يشتريها أثرياء صوماليون" يقودون عشائر تسيطر على عصابات القرصنة. وأشار الى اتجاه استثماري مماثل في العقارات الاثيوبية. وقال "لا يمكن للولايات المتحدة ان تقوم بهذه المهمة وحدها".

واضاف متحدثا الى الصحفيين في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) " ينبغي للسفن التي تبحر في أعالي البحار اما حماية نفسها واما تحمل المخاطر".

وسئل ان كان يوصي بأن تسلح السفن التجارية نفسها فأجاب "أعتقد أنها ينبغي أن تفعل ذلك."

وتحمل بعض السفن على متنها بالفعل حراسا مسلحين. ويستخدم بعضها الاخر أجهزة حماية سعيا لمنع هجمات القراصنة.

وقال فيتزجيرالد "ينبغي للسفن التجارية ان تتخذ اجراءات الحماية المناسبة... لاننا لا نستطيع ان نوفر ضمان الحماية الكاملة مع حركة السفن."

ويتراوح عدد السفن الحربية العاملة في مكافحة القرصنة في المنطقة بين 30 و40 سفينة طوال الوقت وقال فيتزجيرالد ان من بينها ما يتراوح بين خمس وعشر سفن أمريكية.

واضاف ان القراصنة قادرون "على التكيف مع أساليبنا" من خلال نقل هجماتهم الى المناطق التي تقل فيها دوريات السفن مثل المنطقة الواقعة قرب سيشل أو مضيق موزامبيق.

وتابع "لا أعتقد ان بمقدورنا ان نحافظ على مستوى العملية التي نقوم بها هناك الى الابد" مشيرا الى ان الدوريات اليومية تحد من عدد سفن البحرية الامريكية المتاحة لاولويات أخرى.

وأردف "والاحتفاظ بالسفن هناك يتكلف الكثير من المال. كما يؤدي الى استهلاك السفن نفسها. وثمة أمور أخرى تجري في العالم."

تجلب الرذائل

من جانبه قال رئيس منطقة بلاد بنط شبه المستقلة ان القرصنة قبالة سواحل الصومال أضرت بصادرات الاقليم من الماشية وبقطاع الأسماك وجلبت رذائل مثل الخمور والدعارة.

وامتلأت خزائن القراصنة بأموال طائلة من الفدى التي تقدر بملايين الدولارات وأدت الى تدفق السيارات الفارهة وظهور قصور وسلع فاخرة في بلاد بنط التي أعلنت استقلالها عن الصومال في أوائل التسعينات عندما غرق الصومال في الفوضى والحرب الأهلية.

وقال عبد الرحمن محمد فارول رئيس بلاد بنط لرويترز ان القرصنة أصبحت نشاطا لطائفة كبيرة من الناس بينهم سماسرة واخرون يقومون بتسهيل أعمالهم مما عطل الاقتصاد التقليدي للاقليم. بحسب رويترز.

وأضاف ان القرصنة "عطلت اقتصادنا القائم بشكل تقليدي على تصدير الماشية وصيد الأسماك. لا أحد يخرج للصيد في المياه الآن." ومضى يقول "أفسدوا القيم الثقافية والدينية وجلبوا المخدرات والخمور والدعارة."

ورفض فارول اتهامات وجهتها الأمم المتحدة بأن القراصنة ربما يتعاونون مع مسؤولين في بلاد بنط وانتقد عدم توفر المساعدات من القوى الأجنبية لمساعدة الاقليم على محاربة القرصنة.

وقال ان خطة أعدتها حكومته تتكلف 20 مليون دولار لتدريب قوة لمحاربة القرصنة قوامها 600 رجل ونشر عشرات الزوارق السريعة في 80 مركزا لحرس السواحل لم تجذب اهتمام المانحين.

وأضاف "عرضنا هذه الخطة على كثير من المنظمات من بينها (الامم المتحدة) وحكومات. الكل أثنى عليها لكننا لم نتلق أي مساعدة الى الآن."

ومنطقة بلاد بنط الواقعة في شمال الصومال هادئة نسبيا مقارنة بجنوب الصومال. لكن فارول الذي كان في زيارة لكينيا للاجتماع مع مانحين قال ان كاهل السجون ينوء بالأعباء بعد اعتقال 264 قرصانا وان بلاد بنط في حاجة الى المساعدة لتوسيع طاقة السجون.

وتقوم شركة رينج ريسورسز الأسترالية وشريكها شركة أفريكا أويل بالتنقيب عن النفط الخام في بلاد بنط وقال فارول ان هناك "احتمالات جيدة" في أن تؤتي جهود الشركتين ثمارها.

ولا توجد احتياطيات نفط مؤكدة في الصومال ولكنه جاء في الترتيب الثاني بعد السودان كمنتج كبير محتمل للنفط في مسح أجراه البنك الدولي بالاشتراك مع الامم المتحدة لمنطقة شمال شرق أفريقيا قبل 16 عاما.

تعزيز الامن البحري

الى ذلك قالت الحكومة البريطانية انها تعتزم انشاء وكالة جديدة للامن البحري لرصد ومنع أي تهديدات لموانئها وسفنها.

وقال اللورد وست وزير الامن البريطاني لدى اعلانه خطط تأسيس مركز معلومات الامن البحري ان هجوما انطلق من البحر على مدينة مومباي الهندية في عام 2008 زاد المخاوف بشأن الامن البحري.

كما أن دورة الالعاب الاولمبية في لندن عام 2012 بأحداثها التي سيقام بعضها على الساحل الجنوبي تمثل مشكلات خاصة.

وسيجمع المركز معلومات عن جميع الانشطة المتعلقة بالبحرية البريطانية عن طريق التنسيق وتبادل المعلومات بين الجهات الحكومية بشأن مخاطر مثل الارهاب والقرصنة وتهريب المخدرات. وسيتيح ذلك قدرة أفضل وأسرع على اتخاذ القرار.

وسيقام المركز في المقر المشترك لوزارة الدفاع في نورثوود في ميدلسكس ومن المقرر أن يبدأ العمل قرب نهاية عام 2010.

ويعتمد الاقتصاد البريطاني بدرجة كبيرة على الموانيء البحرية اذ تفيد بيانات اتحاد الموانيء البريطانية أن أكثر من 90 بالمئة من حجم البضائع المنقولة يدخل أو يغادر بريطانيا عن طريق البحر.

وأفاد بيان رسمي "بريطانيا تعتمد على البحر في أمنها ورخائها." وأضاف "التصاعد المستمر في عمليات القرصنة قبالة القرن الافريقي وأعمال الارهاب في مومباي في خريف عام 2008 أشارت الى القدرة والعزم على استغلال البحر في تصدير الارهاب والانشطة غير القانونية."

وتابع البيان "هناك كذلك مساحات شاسعة غير محكومة في محيطات العالم حيث تواصل الاعمال غير القانونية زعزعة استقرار الدول والمناطق بدءا من تهريب المخدرات في البحر الكاريبي الى القرصنة قبالة القرن الافريقي."

وفي هجوم مومباي دخل عشرة رجال المدينة الساحلية في زوارق وهاجموا أهدافا منها محطة للسكك الحديدية وفندقان فاخران ومركز يهودي وقتلوا 166 شخصا.

وألقت الهند اللوم على متشددين يتخذون من باكستان مقرا لهم واوقفت مبادرة سلام مع باكستان الى أن تعاقب اسلام أباد من قالت انهم دبروا الهجوم.

ويقول محللون انه على الرغم من أن أغلب هجمات النشطاء تحدث على البر فان انتشار عمليات القرصنة قبالة افريقيا قد يشجع جماعات مسلحة ذات أهداف سياسية على استخدام البحر بدرجة أكبر خاصة اذا تحسنت اجراءات مكافحة الارهاب على البر.

وحذرت الحكومة الامريكية هذا الشهر السفن من الابحار قبالة اليمن خشية وقوع هجمات لتنظيم القاعدة كالهجوم الانتحاري على المدمرة الامريكية كول قبالة عدن في عام 2000 والذي أسفر عن مقتل 17 بحارا أمريكيا.

وبعد عامين ألحق هجوم لتنظيم القاعدة أضرارا بالناقلة الفرنسية العملاقة ليمبورج في خليج عدن.

ناقلة النفط المختطفة

يذكر إن مدمرة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية تمكنت من اللحاق بناقلة نفط عملاقة قام قراصنة باختطافها قبالة السواحل الصومالية.

وقالت وزارة الخارجية الكورية إن المدمرة وصلت إلى المنطقة التي تتواجد فيها ناقلة النفط وأنها ستحتفظ بمسافة آمنة على مقربة منها.

وتحمل الناقلة حلم سامبو المخطوفة، ثلاثمائة ألف طن من النفط، وكانت في طريقها من العراق الى الولايات المتحدة وعلى متنها 24 شخصيا هم أفراد طاقمها.

ويقول إن من النادر للغاية بالنسبة لأي من دوريات القوات البحرية للبلدان في المنطقة، أن تستخدم القوة ضد القراصنة في حال وجود رهائن معهم.

وصدرت الأوامر للمدمرة الكورية للإبحار بسرعة للوصول إلى موقع وجود الناقلة قبل رسوها على الساحل الصومالي وعلى متنها مجموعة من القراصنة. بحسب البي بي سي.

وقالت شركة فاليرو انيرجي الامريكية لمصافي النفط انها مالكة شحنة النفط الخام التي كانت على متن السفينة وإن الشحنة كانت متجهة الى ساحل الخليج بالولايات المتحدة .

وقد تلقت القوات البحرية المتواجدة في المنطقة اتصالا من الناقلة قال فيه طاقمها أن ثلاثة قراصنة صعدوا إلى الناقلة وأنه لم يتم الإبلاغ عن أي معلومات إضافية.

وادى تزايد نشاط القراصنة الى ارتفاع تكاليف التأمين واجبار بعض السفن الى الدوران حول جنوب افريقيا بدلا من عبور قناة السويس.

وقال مصدر من القراصنة، يدعى محمد، ان السفينة في طريقها الان الى ميناء حرانديري الذي يتخذه القراصنة قاعدة يحتجزون فيها كثير من السفن خلال مفاوضات دفع الفدية.

وعلى الرغم من ان الهجمات في خليج عدن والمحيط الهندي اصبحت تشكل خطرا متزايدا على كل السفن في السنوات الاخيرة فمن النادر ان ينجح القراصنة في احتجاز ذلك النوع من ناقلات النفط العملاقة التي تحمل معظم نفط الخليج الخام الى المصافي.

ووقع اول هجوم ناجح على ناقلة نفط خام ضخمة جدا في اواخر عام 2008، عندما خطف قراصنة السفينة سيريوس ستار المملوكة للسعودية لتصبح اكبر سفينة تخطف حتى ذاك الوقت.

ثالث محاولة اختطاف

ولقي قرصان مصرعه واعتقل العديد أثناء إحباط محاولة اختطاف سفينة قبالة سواحل الصومال، في ثالث حادث من نوعه خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.

وقالت القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، إنها فتحت نيرانها على القراصنة خلال محاولة مهاجمة السفينة "MV الميزان" التي ترفع علم بنما، وكانت متجهة إلى مقديشو.

وأوقفت القوة الأوروبية ثلاثة قوارب للقراصنة واحتجزت ستة مشتبهين، فيما عثر على الضحية الذي توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال تبادل إطلاق النار. وجاءت المحاولة الثالثة بعد اختطاف القراصنة لسفينتي شحن قرابة سواحل الصومال.

وأعلنت القوات البحرية الأوروبية، أن القراصنة خطفوا سفينة تركية ترفع علم مالطا، وعلى متنها طاقمها المؤلف من 21 شخصا، وهم 19 تركيا وأوكرانيان.

ووفقا للمعلومات المتوافرة، فإن السفينة المخطوفة "أم. في. فرجيا،" كانت متجهة من بور سعيد في مصر إلى كاوسيشانغ في تايلاند، إلا أنها غيرت مسارها، ويبدو أنها تتجه إلى ما يسمى بمرفأ القراصنة على الساحل الصومالي. بحسب السي .ان .ان.

وهذه هي ثاني سفينة تختطف، بعد السفينة "MV تلكا" وترفع علم برمودا، التي احتجزها القراصنة في "خليج عدن."

وذكرت القوة الأوروبية "ناف-فور" إن السفينة المملوكة لجزر فيرجين، اختطفت أثناء إبحارها من ميناء "سخنة" في مصر إلى "بوشهر" الإيراني، وعلى متنها 25 بحاراً، منهم 23 يحملون الجنسية السيرلانكية بالإضافة إلى فلبيني وسوري.

وجاءت تلك التطورات خلال أقل من أسبوعين، بعد أن نجح القراصنة في خليج عدن باختطاف ناقلة نفط نرويجية من المياه الواقعة قبالة سواحل مدغشقر، وعدلوا مسارها إلى السواحل الصومالية.

وتزامن ذلك مع إعلان القوات الأوروبية احتجاز 28 قرصاناً بعد مجموعة من العمليات الفاشلة التي شنوها بالمحيط الهندي ضد سفن لصيد الأسماك، والتي انتهت بمواجهات أدت لإغراق مركبين عائدين لهم.

وفي تطور لافت، أصبح أمام السفن خطر آخر غير القراصنة، إذ حذرت مصادر استخباراتية أمريكية، الاثنين، من أن السفن التجارية والعسكرية التي تبحر قبالة السواحل اليمنية معرضة لهجمات قد يشنها مسلحو تنظيم القاعدة.

وقال مكتب الاستخبارات في البحرية الأمريكية إن هناك معلومات "تقترح أن القاعدة مهتمة بشن هجمات بحرية،" على السفن التجارية والعسكرية، في "مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وخليج عدن."

ولم يوضح مسؤولو الاستخبارات طبيعة تلك الهجمات، وكيف سيتم تنفيذها، لكنهم قالوا إنها قد تكون شبيهة بتلك التي تعرضت لها المدمرة الأمريكية "يو أس أس كول،" في أكتوبر/تشرين أول عام 2000.

ويقع اليمن على مدخل مضيق باب المندب، وهو من أهم الممرات الملاحية في العالم، الذي حال أغلق، فسيمنع الوصول إلى قناة السويس عند المدخل الشمالي للبحر الأحمر.

وكان جناح تنظيم القاعدة في اليمن دعا في تسجيل صوتي في فبراير/شباط، إلى "السيطرة على مضيق باب المندب،" معتبراً أن ذلك "سيغلق الباب ويضيّق الخناق على اليهود،" ودعا المسلحين في اليمن إلى مواصلة القتال.

وقال توماس كونتريمان، مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأمنية والسياسية، إنه من الخطأ الربط بين عمليات القرصنة وتنظيم القاعدة، ولكنه أقر بأن الأخير قد يلجأ لهذا الأسلوب بهدف جمع المال اللازم لعملياته، بعدما "تورط في شبكات للاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح"، على حد تعبيره.

وأشاد كونتريمان بالقوات الدولية العاملة بالمياه الدولية المجاورة للصومال، ودعا أصحاب السفن إلى اعتماد إجراءات دفاعية، وقال إن واشنطن سبق أن فرضت ذلك على السفن التي تقوم بنقل مؤن أمريكية لأفريقيا، وقد حقق ذلك نجاحاً كبيراً.

ولدى سؤاله عن الروابط بين تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وحركة الشباب الصومالية، قال المسؤول الأمريكي: "هناك بعض التعاون بينهما، ولكنهما ليسا فصيلاً واحداً، والنظر إليها على هذا الأساس غير صحيح سياسياً."

معارك بالسلاح الثقيل

من جهة أخرى افاد شهود وقراصنة ان معارك بالاسلحة الثقيلة جرت في شوارع قرية هراردير الساحلية في الصومال بين فريقين من القراصنة بسبب خلاف على تقاسم فدية بملايين الدولارات تم الحصول عليها مقابل الافراج عن السفينة اليونانية ماران سنتوروس.

ولم تتسرب اي معلومات مؤكدة حول حصيلة هذه الاشتباكات الا ان مصادر عدة اكدت وقوع ضحايا.

وقال احد زعماء القراصنة الصوماليين ويدعى عبدي ياري من مقديشو "حصلت معارك عنيفة بين المجموعتين اللتين تتصارعان على فدية السفينة اليونانية. لا اعرف حصيلة الضحايا في الوقت الحاضر الا انني متأكد من وقوع ضحايا".

واكد عدد من سكان هراردير (300 كلم شمال مقديشو) التي تعتبر معقلا للقراصنة والتي احتجزت فيها السفينة اليونانية طيلة الاسابيع الماضية حصول المواجهات المسلحة بين القراصنة رغم انهم ينتمون الى قبيلة واحدة. بحسب فرانس برس.

وقال عبدالله حاج محمد الذي يعيش في قرية هراردير في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "القراصنة تواجهوا في معارك عنيفة داخل القرية وشاهدت جثة احد القراصنة وجريحين الا ان الحصيلة يمكن ان تكون اكبر".

وتفيد مصادر عدة ان القراصنة حصلوا على فدية تتراوح بين 5,5 مليون دولار وسبعة ملايين دولار الاحد القيت الاحد من الجو مقابل اطلاق سراح ناقلة النفط اليونانية وهي قد تكون الفدية الاكبر حتى الان التي تدفع لقراصنة.

وغادرت ناقلة النفط اليونانية هراردير الاثنين القرية وهي تتجه جنوبا نحو دوربان في جنوب افريقيا ترافقها قطعة حربية.

السفن المحتجزة

* سقطرى 1 : سفينة مملوكة لليمن اختطفت في 25 ديسمبر كانون الاول عام 2009 في خليج عدن بعد مغادرتها ميناء الشحر في محافظة حضرموت جنوب اليمن. وكان على متن السفن وقت اختطافها طاقم مكون من ستة أشخاص.

* سانت جيمس بارك : ناقلة مواد كيماوية حمولتها 13924 طنا ترفع العلم البريطاني واختطفت في 28 ديسمبر كانون الاول 2009 خلال رحلتها من أسبانيا الى تايلاند وكانت تحمل مواد كيماوية. ارسلت الناقلة نداء استغاثة من خليج عدن قبل اختطافها وعلى متنها طاقم من 12 فردا من بلغاريا وجورجيا والهند والفلبين وبولندا ورومانيا وروسيا وتركيا وأكرانيا.

* أسيان جلوري : ناقلة سيارات ترفع العالم البريطاني واختطفت في الاول من يناير كانون الثاني 2010 على بعد 900 ميل بحري شمالي جزر سيشل. ويتكون طاقمها من 25 فردا ثمانية منهم من بلغاريا بمن فيهم ربان السفينة وعشرة من أوكرانيا وخمسة من الهند واثنان من رومانيا.

* ريم : سفينة بضائع مملوكة لليبيا حمولتها 4800 طن واختطفت في 2 فبراير شباط 2010 في الممر المائي الاستراتيجي جنوب اليمن. وقالت مصادر السفينة انها ترفع علم كوريا الجنوبية لكنها مملوكة لشركة البحر الابيض للملاحة في طرابلس. وكان على متن السفينة عشرة بحارة جميعهم من سوريا.

* النسر السعودي : ناقلة مملوكة للسعودية حمولتها 5136 طنا واختطفت في الاول من مارس اذار 2010 أثناء ابحارها من اليابان الى جدة وعلى متنها طاقم من 14 بحارا احدهم يوناني والاخرون من سريلانكا.

* يو.بي.دبليو أوشن : ناقلة مسجلة بجزر المارشال حمولتها 9 الاف طن وتملكها شركة نرويجية واختطفت قبالة سواحل مدغشقر في 5 مارس اذار 2010. كانت السفينة تحمل زيت الوقود من الامارات العربية المتحدة باتجاه تنزانيا وعلى متنها طاقم من 21 شخصا.

* ساكوبا : سفينة صيد مملوكة لاسبانيا واختطف في مارس 2010 وعلى متنها كينيون وأسباني وبولندي وواحد من الرأس الاخضر وناميبي وسنغاليين اثنين. وقال أندروموانجورا المسؤول ببرنامج مساعدة الملاحين في شرق أفريقيا انه يمكن استخدامها كسفينة أم لشن مزيد من الهجمات.

* فريجيا : سفينة تبريد حمولتها 35244 طن ترفع علم مالطا واختطفت في 23 مارس اذار 2010 قبالة السواحل الهندية وتحمل على متنها 21 بحارا هم 19 تركيا وأوكرانيان.

* ام.في تالقا : سفينة تبريد تحمل علم برمودا واختطفت في 23 مارس اذار 2010 أثناء ابحارها الى ايران من مصر وتحمل على متنها طاقما من 23 سريلانكيا وفلبيني واحد وسوري واحد واختطفت من خليج عدن.

* جالاتي : سفينة صيد تابعة لجزر سيشل اختطفها القراصنة الصوماليون في 28 مارس 2010 وعلى متنها ستة بحارة جميعهم من جزر سيشل على بعد 60 ميلا قبالة سواحل جزر ماهي الجزيرة الرئيسية بالارخبيل.

* ام.في ايسبيرج 1: سفينة دحرجة اختطفت في 29 مارس اذار على بعد 10 أميال من ميناء عدن بخليج عدن وعلى متنها طاقم من 24 فردا.

* البراري : زورق تجاري هندي صغير اختطف في 31 مارس اذار 2010 بعدما غادر ميناء مقديشو حيث تم تفريغ اغذية وأدوية. وعلى متن الزورق طاقم من 11 فردا.

* وبداية الاسبوع الماضي احتجز القراصنة سبعة زوارق صغيرة هندية اخرى عدد افراد طاقمها مجتمعين نحو 100 فرد.

سامهو دريم : سفينة مسجلة في جزر المارشال وتمتلكها كوريا الجنوبية حمولتها 319 الف طن وكانت في طريقها الى الولايات المتحدة قادمة من العراق حيث اختطفت قبالة سواحل شرق افريقيا وتتوجه الان الى مرفأ القراصنة وقاعدتهم في هاراديري. ويوجد على متن السفينة طاقم يضم خمسة من كوريا الجنوبية وتسعة عشر فلبينيا.

حقائق عن القرصنة

وقعت 406 حادثة قرصنة عالميا عام 2009 شملت اعتلاء 153 سفينة (من قبل القراصنة) واختطاف 49 سفينة أخرى.

وكانت هناك 84 محاولة هجوم وتعرضت 120 سفينة لإطلاق نار. وتم احتجاز 1052 من أعضاء طواقم السفن كرهائن. وأصيب ما لا يقل عن 68 من البحارة وقتل ثمانية.

- من جملة تلك الحوادث يتحمل القراصنة الصوماليون المسؤولية عن 217 حادثا في 2009 حيث تم اختطاف 47 سفينة واحتجاز 867 من أعضاء طاقمها كرهائن.

- في 2008 استهدف القراصنة الصوماليون 111 سفينة جرى احتجاز 42 منها. وعلى الرغم من تضاعف الحوادث في 2009 مقارنة بعام 2008 الا أن حوادث الاختطاف الناجحة انخفضت بالنظر الى عدد تلك الحوادث.

- تمر نحو 20 ألف سفينة عبر خليج عدن كل عام متجهة من أول الى قناة السويس.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/أيار/2010 - 16/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م