غرائب ومهازل محمد عبد الوهاب

سامي جواد كاظم

اللبنة الاساسية التي وضعها شيخ الوهابية محمد عبد الوهاب كانت منخورة بدودة الارضة ونتيجتها هدم الدار على رؤوس الماكثين تحت سقف الوهابية، ومن خلال قراءة افكار هذا الرجل يتضح لنا الى اي مدى حقده على بقية الملل الاسلامية وبالذات الامامية حيث كل كلمة او حرف نطقه هو تكفير للامامية اما بشكل مباشر او مبطن والنتيجة التي لم يفطن لها اتباعه انه ابتدأ بتكفيرهم قبل تكفير غيرهم.

والمستوى المعرفي لهذا الرجل يكاد يكون معدوم حيث لا فقه ولا بلاغة ولا منطق فركاكة كلماته وهزالة افكاره يدلان على نواياه وهاهي بعض الشبهات على كتابه كشف الشبهات الذي ضمنه مجموعة من الفتاوى التكفيرية العشوائية.

ومن كلماته هذه قوله في ص12 (وما ذكرت لي ايها المشرك من القران او كلام النبي(صلى الله عليه ـ واله ـ وسلم) لا اعرف معناه).......

لاحظوا لغة الحوار انه ابتدأ الكلام باتهام المقابل بالمشرك بالرغم من ان هذا المشرك ذكر له ايات قرانية واحاديث نبوية ولان الشيخ يجهل التفسير او يعلمه ولا يستطيع رد الحق فالهروب من النقاش هو ادعاء عدم معرفة المعنى بعد الاتهام بالشرك للمحاور، اضافة الى ذلك ان الذي يحاور الوهابي يذكر ايات قرانية واحاديث نبوية فهل هو مشرك حقا وجاء لمناقشة الشيخ ؟ فان كان كذلك فالشيخ صورة مشوهة للاسلام لعجزه من رد المشرك، واما لو كان المشرك هو مسلم يكون الشيخ حكم على شركه دليل حقده على من يخالفه وهذا يعني اشراك الشيخ بتوحيد الله عز وجل.

هذا الاسلوب هو بعينه يعتمده مشايخ الوهابية اليوم عندما يُحصر بزاوية ضيقة اثناء النقاش ويجهل الجواب وهذا ما حدث بين العماد وعثمان الخميس في حوارهم عبر البالتوك.

وفي ص48 من نفس الكتاب يقول ابن عبد الوهاب (هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه ـ واله ـ وسلم قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويصلون ويؤذنون فان قالوا انهم يقولون ان مسيلمة نبي قلنا هذا المطلوب اذا كان من رفع رجلا الى رتبة النبي صلى الله عليه ـ واله ـ وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة فكيف بمن رفع شمسان او يوسف او صحابيا او نبيا في مرتبة جبار السموات والارض)..........

هنا جاء ليقارن المشرك بالامامي بالرغم من انه لم يذكر الاسم صراحة ولكن حواره هو قلنا وقالوا يقصد بهم الامامية الذين قالوا، بداية لاحظوا قلة معرفة الشيخ بالمنطق والكلام والبلاغة حيث ذكر انهم يصلون ويؤذنون والكلمتان لهما معنى واحد اضاقة الى ان الاذان قبل الصلاة فكان الاولى به ان يقول يصلون ويحجون او يزكون وما الى ذلك من الاعمال العبادية الا ان جهله بالمنطق جعله يتفوه هذه الكلمات.

والان لا حظوا المقارنة التي يريد من خلالها الصاق صورة بمن لا يعترف به بانه اي المخالف يدعي لاشخاص معينين منزلة النبوة او منزلة جبار السموات وهذه التهمة هم اولى بها فان الذي يتجرأ على مخالفة الشيخ من غير الطعن بافكار الشيخ يعد مشرك بالله ويحل دمه وماله وعرضه، فمن هو الذي يرفع اناس معينين بمنزلة جبار السموات؟.

وهذه طامة اخرى للشيخ يقول في ص66 ان التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما).........

وهذا على غرار العلقة التي اخذها ابي هريرة من الخليفة الثاني لما امره رسول الله (ص) ان ينادي بالناس من قال لا اله الا الله محمد رسول الله اسلم، هنا الوهابية تريد الايمان بالقلب والعمل فمن هو الذي يستطيع معرفة ما في القلب(وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو)، وهل يُعرف مافي القلب من خلال العمل؟ اذن لا نفاق ولا منافقين يوجد، منح الشيخ الوهابية الحكم على قلوب الناس ومن شاءوا كفروه ومن شاءوا برأوه، ومن انتم ومن منحكم هذا الحق وما هو دليلكم على تكفير من لايؤمن بقلبه بالرغم من نطقه الشهادتين، الم يتبرأ النبي (ص) من اعمال خالد لما قتل من نطق الشهادتين ؟ فهذا المخرج الوهابي هو لجعل مجتمعهم منبوذ لدى بقية الطوائف حتى تكثر كراهيتهم للانسان وبالتالي من السهولة تهيئة انتحاريين لقتل الابرياء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/نيسان/2010 - 6/جمادى الأولى/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م