أزمة الحكم في مصر: بين ترسخ التسلط وأفق التغيير

 

شبكة النبأ: بين جولة على المساجد ولقاءات مع أقباط والتقاط صور له مع مشاهير من المفكرين والفنانين، أطلق المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الذي أضحى في غضون بضعة شهور أكثر شخصية معارضة تسلط عليها الأضواء في مصر، حملة ميدانية لكسب تأييد الرأي العام لأفكاره الإصلاحية.

ومن جانب آخر اعتبرَ البرادعي، أن دعم الغرب للأنظمة القمعية في الشرق الأوسط يشجع التطرف الإسلامي. وقال لصحيفة الغارديان البريطانية إن الفكرة القائلة بان البديل الوحيد عن الأنظمة القمعية هو زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وصحبه هي فكرة خاطئة، بل إن الاستمرار في السياسات الحالية سيجعل هذه النبوءة تتحقق". فيما وجّهَ من ناحية أخرى نداء على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك على شبكة الانترنت يدعو فيه إلى الإصلاح في مصر حيث يتزعم الآن جبهة المعارضة.

ويبدأ البرادعي (67 عاما) في الايام المقبلة جولة في المحافظات بدءا من المنصورة احدى كبرى مدن دلتا النيل، لعقد "لقاء شعبي" وفقا للمقربين منه. ويعتزم الدبلوماسي السابق برادعي زيارة الكاتدرائية القبطية بمناسبة عيد الفصح بعدما ادى صلاة يوم الجمعة الماضي في مسجد الحسين ليقوم على الاثر بجولة في القاهرة القديمة حيث التف حوله الكثيرون.

وقال البرادعي لصحيفة الشروق انه طلب حضور قداس عيد الفصح كمواطن عادي. واحتلت صور لقائه مؤخرا مع نحو عشرة من الممثلين والمخرجين المعروفين صفحات الصحف المستقلة والمعارضة.

وقال جورج اسحق المتحدث باسم "التجمع الوطني للتغيير" الذي اسسه البرادعي ويضم نحو ثلاثين شخصية معارضة "نحاول ان نتوصل الى اجماع من اجل التغيير. نتكلم مع الجميع، محامين واطباء وطلابا ومزارعين، كبارا وصغارا".

ويطالب التجمع باجراء انتخابات حرة ونزيهة، واقرار تعديلات دستورية ترفع القيود عن الترشح للانتخابات الرئاسية. ويريد البرادعي بذلك الرد على منتقديه الذين يتهمونه بانه غريب عن البلاد، وانه اكثر دراية باروقة الامم المتحدة من معرفته بالشارع المصري. وقد حصل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على جائزة نوبل للسلام في 2005. بحسب فرانس برس.

وقال عمرو الشوبكي من مركز الاهرام للدراسات السياسية ان البرادعي يحاول الضغط سياسيا على النظام بالاستناد الى الدعم الشعبي. وكان البرادعي عاد في شباط/فبراير الماضي الى مصر من فيينا حيث اقام 12 عاما، واستقبل في مطار القاهرة استقبال الابطال.

وياتي تحركه الميداني ليكمل حملته التي بداها بالفعل بتعبئة نشطة على موقع فايسبوك وبمقابلات صحافية وتلفزيونية كثيرة. وقد نشر مؤخرا على الفايسبوك حيث تضم مجموعته عشرات الاف الأشخاص معظمهم من الشباب رسالة تدعو المصريين للانضام الى "التجمع الوطني للتغيير" اذا كانوا موافقين على مبادئه.

غير ان البرادعي الذي ابدى استعداده للترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 2011 شرط تعديل الدستور، يواجه عقبات جدية. وحتى الان لم يعلن الرئيس حسني مبارك نيته الترشح لولاية خامسة. وهو على رأس السلطة في مصر منذ العام 1981، ويناهز عمره 82 عاما، وقد أجرى مؤخرا عملية جراحية في المانيا اثارت التساؤلات حول قدرته على الاستمرار في الحكم.

وقال الوزير الاسبق علي الدين هلال العضو في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم لوكالة فرانس برس "اذا رغب البرادعي في الترشح وفقا للدستور فأهلا به. الشيء الوحيد الي يتعين عليه فعله هو الانضمام الى حزب سياسي". الا ان البرادعي يرفض هذا الاقتراح معتبرا ان هامش مناورة الاحزاب القائمة ضيق جدا وان اللجنة الوطنية للاحزاب التي يترأسها حاليا الامين العام للحزب الوطني الديموقراطي صفوت الشريف منحازة كثيرا للحزب الحاكم.

البرادعي: دعم الغرب للأنظمة القمعية يشجع التطرف

ومن جانب آخر اعتبر البرادعي، أن دعم الغرب للأنظمة القمعية في الشرق الأوسط يشجع التطرف الإسلامي. وقال لصحيفة الغارديان البريطانية ان "الفكرة القائلة بان البديل الوحيد عن الانظمة القمعية هو (زعيم تنظيم القاعدة اسامة) بن لادن وصحبه هي فكرة خاطئة، غير ان الاستمرار في السياسات الحالية سيجعل هذه النبوءة تتحقق".

واضاف ان "الناس يشعرون بانهم يتعرضون للقمع من جانب حكوماتهم، يشعرون بانهم يلقون معاملة ظالمة من قبل العالم الخارجي، يستيقظون في الصباح فماذا يرون؟ يرون اناسا يتعرضون لاطلاق النار ويقتلون، اناس جميعهم مسلمون، في افغانستان والعراق والصومال والسودان ودارفور".

واكد البرادعي (67 عاما) في المقابلة التي اجرتها معه الصحيفة البريطانية في منزله في القاهرة ان "سياسة الغرب حيال هذا الجزء من العالم فشلت فشلا ذريعا في رأيي"، داعيا الى "اعادة تقييم" هذه السياسة.

واوضح الدبلوماسي المصري ان هذه السياسية "لم تقم على الحوار والتفاهم ودعم المجتمع المدني وعتق الشعوب، بل على دعم الانظمة القمعية ما دام النفط يتدفق".

وعاد البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 2005، الى القاهرة في شباط/فبراير بعدما قضى 12 عاما في فيينا على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد اعلن استعداده للترشح الى الانتخابات الرئاسية في مصر في 2011 اذا ما تعدل الدستور.

ترحيب كبير بمنافس محتمل

وحيّا مئات المصلين محمد البرادعي المرشح المحتمل لخوض انتخابات الرئاسة في مصر عندما أدى صلاة الجمعة في أحد مساجد القاهرة في أول ظهور علني له منذ عودته الى البلاد وسط ضجة اعلامية مؤخراً.

وهرع المصلون والمارة لمرافقة البرادعي الى مسجد الحسين الواقع في المنطقة الاسلامية التاريخية بالعاصمة لأداء صلاة الجمعة وسط هتافات التأييد وهتافات "تحيا مصر".

وقبل زيارة المسجد لم يظهر البرادعي علانية واستقبل بدلا من ذلك زعماء للمعارضة وأكاديميين وأدلى بأحاديث لوسائل الاعلام في منزله على مشارف القاهرة.

وحركت عودة البرادعي الى مصر بعد 12 عاما قضاها في منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المشهد السياسي الساكن.

وكان نحو ألف مؤيد في استقبال البرادعي لدى عودته الى مصر الشهر الماضي لكنه غادر المطار دون مخاطبة الحشود التي اصبحت جامحة. 

ولم يقل مبارك الذي يتعافى في ألمانيا من جراحة اجريت له في السادس من مارس اذار ما اذا كان ينوي الترشح لفترة رئاسة سادسة مدتها ستة اعوام في انتخابات الرئاسة المقررة عام 2011. ويعتقد العديد من المصريين انه سيحاول اذا لم يرشح نفسه تسليم السلطة الى نجله جمال. وينفي الاب والابن مثل هذه الخطط.

البرادعي على موقع فيسبوك

ووجه البرادعي نداء على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك على شبكة الانترنت يدعو فيه إلى الإصلاح في مصر حيث يتزعم الآن جبهة المعارضة.

ووجه البرادعي رسالة مصورة تحث جميع المصريين على الانضمام إلى المجموعة الجديدة التي شكلها وتحمل اسم الرابطة الوطنية من أجل التغيير.

وكان البرادعي قد ألمح في وقت سابق إلى نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2011 في مواجهة الرئيس المصري حسني مبارك البالغ من العمر 81 عاما والذي يحكم البلاد منذ عام 1981.

ويقول كريستيان فريزر مراسل بي بي سي في القاهرة إن ظهور البرادعي على موقع فيسبوك كان يهدف بشكل واضح إلى انتفاض المعارضة المصرية للخروج من غفوتها.

وقال البرادعي في رسالته الأخيرة إنها مسؤولية كل فرد أن يختار من أجل التغيير كما حث مؤيديه لأن يبعثوا برسالة سلمية للمؤسسة الحاكمة مفادها أن الوقت قد حان من أجل الإصلاح.

وأصبح موقع فيسبوك الاجتماعي على شبكة الانترنت ملتقى محوريا بالنسبة لأولئك الذين يدعون البرادعي إلى الوقوف ضد الرئيس مبارك.

ويقول مراسلنا إن قوة الدفع وراء حملة البرادعي الذي عاد الشهر الماضي إلى مصر بعد أن عاش لعدة سنوات خارجها تجعل الأمر وكأنه مجرد بداية واستعدادا للتحدي المقبل.

وأضاف أن الحكومة المصرية لا تتساهل بشكل كبير مع المعارضة وقامت بالفعل باعتقال أحد الناشطين الذي أنشأ مجموعة على موقع فيسبوك لدعم البرادعي .

ويقول محللون إن نداء البرادعي للمصريين يرتكز على أنه شخص مدني في بلد لطالما حكم من قبل العسكريين كما أن سمعته جيدة ولا ترتبط باسمه أية اتهامات ومزاعم بالفساد.

ولكن منتقديه في وسائل الاعلام الرسمية يصورونه على أنه شخصية بعيدة كل البعد عن الحياة في مصر وأنه عاش في الخارج لسنوات عديدة.

الشرطة منعت محاكمة شعبية للحزب الحاكم

من جانب آخر قال ناشطون ان الشرطة المصرية منعتهم بالقوة من عقد محاكمة شعبية للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

وكان مقررا عقد المحاكمة التي دعوا اليها في ناد يقع على نهر النيل بجنوب القاهرة يتبع النقابة العامة للمحامين لكن شهود عيان قالوا ان الادارة أغرقت النادي بالمياه وان الناشطين حاولوا عقد المحاكمة أمامه لكن الشرطة منعتهم.

وقال القاضي السابق محمود الخضيري الذي كان من المقرر أن يرأس المحكمة الشعبية لمحاكمة الحزب الوطني لرويترز "هناك بعض الحاضرين حصل عليهم تعد (من الشرطة"). وأضاف أنه شخصيا لم يتعرض لأذى. بحسب رويترز.

واستقال الخضيري من منصب نائب رئيس محكمة النقض وهي أعلى محكمة مدنية في مصر قائلا انه يحتج على غياب استقلال القضاء.

لكن قضاة اخرين يقولون ان استقلال القضاء مكفول في البلاد ويدللون على ذلك بأحكام عديدة بسجن مسؤولين في الحكومة وأعضاء قياديين في الحزب الوطني.

ويدعم الخضيري الذي شغل سابقا منصب رئيس نادي القضاة في مدينة الاسكندرية الساحلية المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي يقود منذ الشهر الماضي جبهة للاصلاح الديمقرطي في مصر.

وقال المحامي منتصر الزيات الذي ينسق محاكمة الحزب الوطني شعبيا والذي يمثل الادعاء فيها لرويترز ان أعضاء في لجنة الحريات بنقابة المحامين يدعمون المحاكمة وناشطين تعرضوا للضرب.

وأضاف أن المحاكمة الشعبية تتيح "فتح ملفات يصعب أن تفتح أمام القضاء الجنائي لانها ملفات فساد وجرائم واهدار مال عام وفساد سياسي واقتصادي". وتابع "كلها جرائم المفروض أن تنظر أمام القضاء الجنائي (لكن لا يحدث ذلك لان) الحزب الحاكم يحوز السلطة. "المطلوب في هذه المحاكمة فضح سياسات الحزب الوطني الفاشلة التي نعتبرها سبب التأخر في الحياة السياسية المصرية والفساد الاقتصادي والخلل الاجتماعي."

الحزب الوطني يذبح جملا لشفاء مبارك

وقام عدد من رجال الأعمال ونواب مجلسى الشعب والشورى عن الحزب الوطنى في مصر بذبح جمل، أسفل صورة كبيرة للرئيس حسنى مبارك احتفالا منهم بشفائه فى رحلته العلاجية بمستشفى هايدلبرج الجامعى بألمانيا، بحضور عبد الأحد جمال الدين، زعيم الأغلبية بمجلس الشعب، والدكتور محمد الغمراوى، أمين الحزب الوطنى بمحافظة القاهرة، وعبد العزيز مصطفى، وكيل مجلس الشعب، ونواب الحزب: د. شيرين أحمد فؤاد، ومجدى علام، ونبيه العلقامى، عضو الأمانة العامة بالحزب الوطنى.

وبحسب ما نشر موقع صحيفة اليوم السابع أكد رجل الأعمال محمد بطاح، عضو لحزب الوطنى وعضو الغرفة التجارية، والذى قام بتمويل المؤتمر وذبح الجمل، لـ"اليوم السابع" أن ذبح الجمل جاء احتفالا بشفاء الرئيس مبارك وبرقية يرسلها أعضاء الحزب له فى ألمانيا، مشيرا إلى أنه ينوى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، حالة أن تصدر تعليمات حزبية بذلك.

بينما نفى النواب الآخرون أية نوايا للدعاية الانتخابية لهم نظرا لاقتراب موعد انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى وانتخابات مجلس الشعب.

مخاطر سياسية بانتظار مصر..

تمثل حالة عدم التيقن بشأن من سيقود مصر بعد الرئيس حسني مبارك (81 عاما) الذي يتولى السلطة منذ نحو ثلاثة عقود الخطر الداهم الذي يتعين متابعته عن كثب خلال العام المقبل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2011.

يضاف الى ذلك بعض المخاوف المستمرة بشأن الحكم الرشيد والاضطراب الاجتماعي والتشدد الاسلامي. وفيما يلي بعض المخاطر السياسية التي تواجه مصر، بحسب رويترز:

انتقال السلطة

ليس لمبارك خليفة معين ولم يفصح عما اذا كان سيسعى لخوض الانتخابات لفترة جديدة في 2011. واذا لم يفعل فان أكثر وجهات النظر شيوعا هو انه سيسلم السلطة لابنه السياسي جمال (46 عاما).

وقد يسعد هذا مجتمع الاعمال اذ أن حلفاء جمال في الحكومة يقفون وراء اجراءات تحرير الاقتصاد التي ساهمت في تحقيق نمو سريع خلال السنوات الخمس الماضية. لكن نجل الرئيس ليست لديه خلفية عسكرية وهو ما يمكن أن يمثل عقبة في بلد حكمه ضباط كبار سابقون في الجيش منذ عام 1952.

شهدت مصر أول انتخابات رئاسية تعددية في 2005 . لكن القواعد تجعل من المستحيل تقريبا على أي شخص أن يخوض محاولة حقيقية للترشح دون مساندة من الحزب الحاكم. وبالتالي لا يزال من المرجح أن تتم عملية اختيار أي رئيس جديد خلف الابواب المغلقة وليس عبر صناديق الاقتراع.

وفي الماضي كانت الصلاحيات الرئاسية تنتقل دون أي فترة فراغ في السلطة. لكن كان هناك نائب للرئيس عام 1970 حينما توفي جمال عبد الناصر وعام 1981 حين اغتيل أنور السادات. لكن مبارك لم يختر نائبا مما يشيع حالة من عدم اليقين عن كيفية انتقال السلطة. ولا يتوقع معظم المحللين حدوث اضطرابات اجتماعية لكن الشكوك لا تزال باقية.

فقد انضم عشرات الالاف من الانصار الى المواقع الالكترونية التي تساند محاولة رئاسية قد يخوضها محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة مما يعكس الاحباط المكبوت والبذرة الكامنة لحركة احتجاجات.

أما جماعة الاخوان المسلمين وهي جماعة معارضة محظورة لكنها الوحيدة القادرة على حشد الالاف من الانصار المنظمين فتتحاشى الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحكومة. لكن ربما تتحول الى قوة فعالة ان هي غيرت أسلوبها.

واذا ما اكتسبت احتجاجات الشوارع قوة دفع أو أخرجت الاخوان مؤيديها الى الشارع فسيكون الانتقال السلس للسلطة موضع شك.

وأزعج ظهور البرادعي المؤسسة الحاكمة الامر الذي ظهر في السرعة التي هاجمته بها الصحف الحكومية في البداية. واذا ما تحول المحتجون من مئات كما في الحملات السابقة الى عشرات الالاف أو أكثر فقد يمثل ذلك تحديا حتى لقوات الامن المصرية الضخمة. وعندها قد يحدث انتقال أكثر فوضوية.

وتضع مؤسسات التصنيف الائتماني الكبرى مصر دون الدرجة الاستثمارية مباشرة. ويقول محللون ان مخاطر الخلافة لا تشكل ضغوطا قوية لكن حالة عدم اليقين تمثل قيدا على التصنيف الائتماني لمصر.

ما يتعين مراقبته:

-- تدفقات رأس المال. ستشير أي بادرة على تراجع الاحتياطيات بعد ارتفاعها الى أكثر من 34 مليار دولار الى أن البنك المركزي يدافع عن الجنيه المصري أمام بائعيه في الداخل والخارج.

-- السندات الدولية. من المرجح أن يمثل الدين الخارجي الصغير لمصر دليلا يحدد سعر سندات دولية تصدر قريبا واستقرت العوائد على السندات الحالية في مارس اذار بالرغم من الشائعات عن صحة مبارك. لكن تنامي المخاوف حول مسألة الخلافة قد يرفع العوائد.

-- التأمين والاسهم. قد ترتفع تكاليف التأمين ضد التأخر في مدفوعات الديون المصرية بفعل المخاوف حول صحة مبارك لكن من المرجح ألا يصل هذا الارتفاع لمستوى ارتفاع البورصة المصرية. وانتعشت الاسهم المصرية بالفعل عندما بدأت عقود مبادلة الائتمان في الارتفاع بسبب تكهنات حول مبارك بعد الجراحة التي خضع لها في مارس.

-- تحركات في الشوارع. مراقبة ما اذ كان أنصار البرادعي في المواقع الالكترونية يمكنهم الاحتشاد على الارض أو ما اذا كان الاخوان سيغيرون أسلوبهم. سيشير هذا الى ما اذ كانت حركة شعبية يمكن أن تنظم صفوفها بسرعة وتعرقل انتقال السلطة لجمال أو لشخصية أخرى من داخل المؤسسة الحاكمة.

-- تغير موقف البرادعي. سيكون من الاسهل على البرادعي خوض الانتخابات على البطاقة الانتخابية لاحد أحزاب المعارضة القائمة. وقد رفض ذلك لكن لا يزال أمامه حتى منتصف 2010 تقريبا كي يبدل موقفه. سيفتح هذا المنافسة ويزيد من حالة عدم اليقين بشأن أي انتقال للسلطة.

سلامة الاستثمارات والفساد:

زاد تدفق رأس المال خلال السنوات الخمس الماضية التي شهدت خطوات لتحرير الاقتصاد حظيت بالاشادة الواسعة بالرغم من التباطؤ بسبب الازمة العالمية. يشير هذا الى أن المستثمرين الاجانب يأمنون على أموالهم. ولكن دون المزيد من اجراءات المراقبة والمساءلة السياسية قد تزداد تكلفة أنشطة الاعمال.

وصنفت مؤسسة الشفافية الدولية مصر في المركز الحادي عشر بين 19 دولة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ومنحتها المرتبة 111 من 180 دولة على مستوى العالم في مؤشر الفساد لعام 2009 حيث تصنف الدولة الحاصلة على المركز الاول بانها الاقل فسادا. وقالت المؤسسة في مارس ان الفساد في مصر اخذ في التفشي ودعت الى تشديد القيود التي تحكم تولي رجال أعمال لمناصب عامة.

كما يترقب بعض المستثمرين بحذر الصراع القانوني بين أوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم حول ملكية شركة موبينيل للهاتف المحمول. وعرقلت محكمة محاولة الشركة الفرنسية لشراء موبينيل في يناير كانون الثاني.

ما يتعين مراقبته:

-- قضية أخرى على غرار قضية أوراسكوم. قد تبدو أحكام قضائية أخرى ضد شركات أجنبية كاتجاه عام مما يؤثر سلبا على المعنويات في السوق.

التضخم والاحتجاجات:

قفز معدل التضخم في مصر الى 23.6 في المئة في أغسطس أب 2008 تحت وطأة الارتفاع في أسعار السلع الاولية على مستوى العالم. وشابت الاحتجاجات العمالية أعمال عنف قابلتها الحكومة في البداية باجراءات أمنية صارمة ثم بوعود برفع الاجور.

وانخفض معدل التضخم بالرغم من أنه لا يزال يتشبث بمستوى يزيد عن عشرة بالمئة فيما تتجنب السلطات رفع أسعار الفائدة أو تقييد الانفاق في الميزانية خشية أن يضر ذلك بالنمو.

لكن زيادة الاسعار لا تزال قضية حساسة في بلد يصارع معظم سكانه البالغ عددهم 87 مليونا لتلبية احتياجاتهم الاساسية ويعيش خمس مواطنيه على أقل من دولار في اليوم. وأصبحت الاضرابات المطالبة بتحسين الاجور أمرا عاديا على نحو متزايد بالرغم من اخفاق مساعي النشطاء لتشجيع توحيد الجهود.

ما يتعين مراقبته:

-- أسعار الغذاء العالمية. سيظهر أثر ارتفاع أسعار السلع الاولية عالميا سريعا في الاسواق الامر الذي سيزيد من حدة السخط العام.

-- تحرك عمالي منسق. ستشير اضرابات عمالية واسعة الى أن النشطاء يحشدون الجماهير بطريقة فعالة. تمكنت الحكومة من معالجة الاضرابات المنفردة بسرعة من خلال تقديم تنازلات الى حد كبير. أما التحركات الاوسع فستكون مواجهتها أكثر تكلفة.

التشدد الاسلامي:

قاتلت قوات الامن وسحقت حركة مسلحة شنها متشددون اسلاميون في التسعينيات استهدفوا البنوك والوزارء وكبار المسؤولين. وفي 1997 قتل الاسلاميون بالرصاص 58 سائحا في معبد بالاقصر. وسجنت شخصيات كبيرة في الجماعة الاسلامية التي قادت الحملة المسلحة لكن أطلق سراح كثيرين منهم في وقت سابق من العقد الجاري بعد أن نبذوا الايدلوجيات العنيفة.

ولا يرى المحللون مؤشرات تذكر على عودة حركة اسلامية متشددة منظمة للظهور لكنهم يقولون ان من المرجح وقوع تفجيرات من وقت لاخر مثل تلك التي هزت منتجعات سياحية في سيناء من 2004 الى 2006 . وأسفر اخر هجوم عن مقتل سائحة في القاهرة عام 2009.

وتراجعت السياحة التي تمثل 11 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بعد هجمات عام 1997 لكن الاثر الذي أحدثته الهجمات اللاحقة كان محدودا ويرجع هذا جزئيا الى أنه حتى نيويورك ولندن ومدريد تعرضت لهجمات.

غير أن عمليات التمشيط الامني الكثيرة التي تستهدف أي نشاط للاسلاميين تعكس مخاوف رسمية من أنهم قد يعيدون تنظيم أنفسهم في مصر مسقط رأس الكثير من المفكرين الاسلاميين البارزين وايضا أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة.

ما يتعين مراقبته:

-- حملة تفجيرات. يمكن أن تبرهن سلسلة من الهجمات وليس تفجيرا فرديا على أن المتشددين أعادوا تنظيم صفوفهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/نيسان/2010 - 18/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م