الهواتف الذكية: خيال علمي يتجاوز المعقول

تحويل الصوت إلى كلمات وكف اليد سيكون هاتف محمول

 

شبكة النبأ: بخطى باتت أكثر من سريعة، تتسابق شركات النظم الالكترونية بمختلف صناعتها على ابتداع كل ما هو يستحوذ اهتمام الشراء والمتطلعين للتقنيات المتطورة، حيث طرحت خلال الفترة القصيرة الماضية العديد من الأجهزة الالكترونية الفائقة الذكاء والمعدلة لتقديم أفضل الخدمات المريحة للزبون. وبشكل كان حتى عهد قريب يسجل في خانة الخيال العلمي.

هاتف يقرأ الشفاه

فقد توصل باحثون إلى تكنولوجيا جديدة يمكنها القضاء على عادة تزعج الكثيرين وهي التحدث بصوت مرتفع عبر الهواتف المحمولة.

فنموذج الجهاز الجديد الذي توصل إليه الباحثون يسمح للأشخاص بإجراء محادثات هاتفية صامتة.

وتعمل التكنولوجيا الجديدة عن طريق جهاز يرصد الإشارات الكهربائية الصغيرة الناتجة عن العضلات المستخدمة حينما يقوم شخص ما بالتحدث.

ويمكن للجهاز تسجيل هذه النبضات حتى إذا لم ينطق الشخص كلماته بصوت مسموع ويحولها إلى جهاز آخر يقوم بصياغة الحديث.

وقالت بروفيسور تانيا شولتز عضو فريق البحث "كنت استقل القطار ويظل الشخص الذي يجلس بجواري يتحدث باستمرار وظننت أني بحاجة لتغيير هذا الوضع". واضافت شولتز "أطلقنا على التكنولوجيا الجديدة اسم الاتصالات الصامتة".

والجهاز الجديد تم الكشف عنه خلال معرض سيبت للالكترونيات في ألمانيا ويعتمد على تقنية كهربائية ترصد الإشارات الكهربائية التي تصدرها العضلات وهي الفكرة ذاتها المستخدمة لتشخيص بعض الأمراض وبشكل خاص التي تصيب الأعصاب.

ويحتوى النموذج المعروض في هانوفر بألمانيا على تسعة أقطاب كهربائية تلصق على وجه المستخدم .

وأوضحت الباحثة شولتز أن هذه الأقطاب تقوم ب"التقاط هذه النبضات الكهربائية التي تنتج عندما يحرك الشخص العضلات المستخدمة للنطق ".

النبضات الكهربائية يتم تمريرها بعد ذلك إلى جهاز يسجلها ويضخمها قبل تحويلها عن طريق بلوتوث إلى جهاز كمبيوتر محمول حيث يتم ترجمة هذه الاشارات إلى نص يمكن قراءته.

وقالت شولتز إنه يمكن في المستقبل تخزين هذه التكنولوجيا في الهواتف المحمولة للاتصال الفوري.

وأضافت أنه على الرغم من أن التكنولوجيا لن تكون متوفرة حاليا في الأسواق فإنه يمكن استخدامها في البداية لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا صوتهم بسبب مرض أو حادث.

وأشارت شولتز إلى أنه يمكن استخدام التكونولوجيا بغرض الترجمة الفورية وقالت "يمكنك أن تتحدث بلغتك الأم والنص يمكن ترجمته إلى لغة أخرى".

وليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنية النبضات الكهربائية لاجراء اتصالات صامتة.

وكالة الفضاء الامريكية ناسا أجرت أبحاثا حول استخدام هذه التقنية للاتصال في البيئات الصاخبة مثل محطات الفضاء كما تم تطوير التقنية متقدمة لتستخدم في مراقبة الرحلات الجوية. وقالت شولتز إن وكالة ناسا " استخدمت هذه التقنية في مسائل بسيطة".

وأضافت "إن الفرق بين التقنية التي تستخدمها ناسا و التقنية الخاصة بنا هو أننا يمكننا تسجيل وتكوين جمل مفيدة بشكل مستمر".

راحة اليد تتحول إلى هاتف

على صعيد متصل قد يصبح النقر بإصبع على راحة اليد أو الذراع هو طريقة التفاعل قريباً مع الأجهزة الإلكترونية الصغيرة.

فقد نجح العلماء في الولايات المتحدة في تحديد مواضع على اليد يمكن النقر عليها لإدخال بيانات، وتشغيل أجهزة التليفون المحمول أو مشغل الأغاني. وذلك وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي).

ويقول مخترع التقنية الجديدة "كريس هاريسون"، إن استخدامها يتطلب تدريباً لا تتجاوز مدته عشرين دقيقة.

وكان "هاريسون"، وهو طالب دكتوراه في علوم الحاسب الآلي بجامعة كارنيجي قد عمد إلى اختراع التقنية بهدف التغلب على صعوبات التعامل مع الأجهزة الحديثة المتزايدة في حياتنا.

ويقول "هاريسون"، إن حجم أصابع اليد يملي إلى حد كبير الحجم الذي يمكن أن تصل إليه الأجهزة الحديثة. الأمر الذي دفع "هاريسون" وباحثان من شركة ميكروسوفت هما "دزني تان" و"دان موريس" إلى تطوير تلك التقنية.

وتقوم التقنية التي أطلق عليها اسم SKINPUT أو نظام إدخال البيانات بلمس الجلد، باستخدام الجلد كشاشة لعرض قائمة الاختيارات والأرقام بواسطة جهاز عرض ضوئي صغير. كما تعتمد على استخدام مجسات لالتقاط الموجات التي تتولد عن نقر الجلد بأطراف الأصابع بهدف إدخال البيانات.

وأوضح "هاريسون" أن النقر بالأصابع على الجلد يرسل إشارات عبر الذراع، بعض هذه الإشارات ينتقل على سطح الجلد والبعض الآخر عبر الجسم.

ويمكن للبرامج المصاحبة للمجسات تحديد الموضع على الذراع الذي تعرض للنقر.

ويتوقع "هاريسون" أن يتم تطوير الجهاز ليصبح في حجم ساعة اليد. غير أن هاريسون لم يحدد موعدا لطرح الجهاز في الأسواق.

هاتف للتجسس

في سياق متصل كشف باحثون إنه يمكن تحديد الأنشطة والحركات التي يقوم بها مستخدم الهاتف الجديد كالمشي وصعود السلالم وحتى القيام بأعمال التنظيف.

أطلق باحثون يابانيون هاتفاً محمولاً جديداً قالوا إنه قد يشكل هدية للمديرين وأرباب العمل لأنه يتيح لهم التجسس على موظفيهم من خلال تتبع تحركاتهم وأماكن تواجدهم.

فقد أعلنت شركة "كي دي دي آي" (KDDI) اليابانية العملاقة أن باحثين طوروا مؤخراً تقنية جديدة لهاتف محمول تمكن المهتم من تتبع حتى أدق التحركات التي يقوم بها مستخدمه، ومن ثم ترسل المعلومات التي يتم الحصول عليها إلى مقر الشركة أو الجهة المهتمة بمعرفة مثل هكذا تفاصيل. وذلك وفقاً لموقع بي بي سي.

وتعمل التقنية الجديدة من خلال تحليل حركة جهاز التسارع الموجود في العديد من أجهزة الهاتف الخليوي في العالم.

وقال الباحثون، إنه يمكن تحديد الأنشطة والحركات التي يقوم بها مستخدم الهاتف الجديد، كالمشي وصعود السلالم وحتى القيام بأعمال التنظيف.

وذكرت الشركة المذكورة، إنها تخطط لبيع الخدمة الجديدة إلى زبائن كالمدراء ورؤساء الورش والمسؤولين عن فرق العمل ووكالات التوظيف.

وقال مدير مخبر مختص بالهواتف المحمولة في جامعة اليابان الدولية، واسمه فيليب سوجاي، "فنياً، أعتقد أن هذا الابتكار هام بشكل لا يصدق".

وأضاف "سوجاي" موضحا بقوله، "على سبيل المثال، تكون هذه التقنية الجديدة هامة عندما يتم تطبيقها في مجال التطبيب عن بعد، أو في حالات وأوضاع أخرى تشكِل فيها المراقبة عن بعد أو معرفة تحركات الأفراد أمرا حيويا بالنسبة للخدمة".

وختم "سوجاي" قائلاً، "لكن سيكون هنالك بالتأكيد ثمة نتائج وعواقب سلبية عندما تُطبَّق التقنية الجديدة على الموظفين بغرض التعُّقب أو لتحقيق نسبة مبيعات مثلى".

يُشار إلى أن مجسات الحركة في الهواتف المحمولة لم تكن قادرة قبل الآن على أكثر من التقاط الحركات والتحركات المتكررة التي يقوم بها المستخدم، كالمشي والركض.

إلاَّ أن النظام الجديد الذي تطبقه الشركة اليابانية المذكورة قادر على اكتشاف وضبط السلوك الأكثر تعقيداً، وذلك من خلال استخدام برمجيات تحليل متطورة، يجري تثبيتها في مركز أو قاعدة تخديم معينة، وتقوم بمطابقة نماذج الحركات المختلفة التي تصلها.

فعلى سبيل المثال، بإمكان جهاز محمول من النوع الجديد، يجري تثبيته إلى خصر عامل تنظيفات، أن يخبرنا بالفرق بين الأعمال التي يؤديها العامل، كالحف، أو التنقية، أو الكنس، أو المشي، أو حتى إفراغ سلة مهملات من محتوياتها.

وذكرت شركة "كي دي دي آي"، إن الهدف من النظام الجديد هو تمكين الموظفين من العمل بكفاءة أكبر، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام المدراء لتقييم أداء موظفيهم بشكل أكثر سهولة ويسر، حتى وإن كانوا بعيدين عن مكاتبهم.

ويقول رئيس قسم بحوث الإنترنت في مخابر شركة "كي كي دي آي" للبحوث في طوكيو "هيرويوكي يوكوياما"، "نحن الآن في مرحلة تمكننا من منح المديرين فرصة لتحليل سلوك موظفيهم عن كثب".

أما عن انتشار الجهاز الجديد وتسويقه، فتقول شركة "كي دي دي آي"، إنها تجري حالياً محادثات مع وكالة توظيف يابانية متخصصة بعقود عمال التنظيفات والأمن، وقد أعربت تلك الوكالة عن اهتمامها بالحصول على التقنية الجديدة.

وبشأن إمكانية أن تعد التقنية الجديدة انتهاكاً لخصوصية مستخدميها، يقول "يوكوياما"، "بالطبع يوجد ثمة قضايا تتعلق بالخصوصية، ويتعين حقيقة أن يكون هنالك اتفاق مع الموظفين قبل استخدام مثل هذا النظام".

وأضاف "يوكوياما" قائلاً، "لكن هذا النظام ليس لقمع حقوق الموظفين بالخصوصية. فنحن نفضل التفكير بابتكارنا على أنه يوفر الشعور بالرعاية والأمومة، أكثر من النظر إليه بعقلية الأخ الأكبر الذي يهتم بمراقبة المواطنين ورصد تحركاتهم".

وليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها تقنيات التجسس أو المتابعة عن بعد من قبل الشركات وأرباب العمل في اليابان أو غيرها من دول العالم الأخرى. فغالباً ما تتم مراقبة سائقي الشاحنات وموظفي أقسام المبيعات من خلال استخدام نظام "جي بي إس" (GPS) الذي جرى استخدامه للمرة الأولى في الهواتف المحمولة في اليابان العام 2002.

ولكن منتقدي مثل هذه الأنظمة يتهمون المصنِّعين بالعمل بالتوسط "الفاحش" لدى طبقة المدراء التي تذهب إلى حد المبالغة في حب السيطرة والهيمنة، وهي تكون بذلك أقرب إلى عقلية الأخ الأكبر.

ويقول المنتقدون أيضاً، إن التقنية الجديدة لا بد وأنها ستترافق مع فرص متزايدة لانتهاك حريات وحقوق المستخدمين.

ومن هؤلاء المنتقدين "كازيو هيزومي"، وهو خبير بارز مختص بقضايا حقوق الإنسان في اليابان. يقول هيزومي في لقاء مع بي بي سي، "إن هذا يُعدُّ بمثابة معاملة الناس كالآلات، أو كما القطعان التي تجري مراقبتها والسهر عليها".

ويقول "هيزومي"، "يجب استخدام التقنية الجديدة لتطوير حياة الناس، وليس للتجسس علينا. إنه يصعب تصديق أن شركة معروفة مثل كي دي آي يمكن أن تخرج علينا بنظام تجسس أو تنصت كهذا. إنها خطوة غير مسؤولية بالمرة".

ويختم الخبير الياباني بقوله، "أخشى ما أخشاه أن يكون المواطنون غير مهتمين بغياب الحقوق. وبالنتيجة، وبسبب مثل هكذا تقنية، فإن اليابان تسير نحو عصور الظلام".

مايكروسوفت

من جانب أخر ذكرت تقارير إخبارية إن إمبراطورية برمجيات الكمبيوتر الأمريكية العملاقة مايكروسوفت تعتزم إطلاق خدمة هاتف محمول خاصة بها في وقت لاحق من العام الحالي في ظل رغبتها في تحدي السيطرة المتنامية لمنافستيها جوجل وآبل على سوق الهواتف الذكية. وذكرت مدونة جيزمودو المعنية بأخبار التكنولوجيا على الإنترنت أن الهاتف الجديد سيطرح في يوليو المقبل من خلال شركة الاتصالات الأمريكية العملاقة فيرزون بشكل حصري. يستهدف الهاتف الجديد مستخدمي المواقع الاجتماعية على الإنترنت بشكل خاص. وأشار التقرير إلى أن مايكروسوفت تعتزم البدء بطرح هاتفين جديدين باسم كودي هو بينك وبيور وأن شركة الإلكترونيات اليابانية العملاقة شارب هي التي ستتولى تصنيع الهواتف لحساب مايكروسوفت.

يأتي هذا التقرير بعد إعلان مايكروسوفت الشهر الماضي عن نظام تشغيل جديد للهواتف المحمول أشاد به خبراء التكنولوجيا. اعتادت مايكروسوفت على الاستمتاع بمكانة رائدة في سوق الهواتف الذكية ولكنها تشهد تراجعا لهذه المكانة بسبب منافسة أجهزة مثل آي فون من آبل ونظام التشغيل أندرويد من جوجل إلى جانب هواتف بلاك بيري.

غوغل قادم إلى الشرق الأوسط

الى ذلك بعد اختتامه الكلمة الافتتاحية لقمة أبو ظبي للإعلام أجاب إريك شميت رئيس غوغل على أسئلة الصحفيين التي تضمنت مجموعة عن وصول هاتف غوغل nexus one إلى الشرق الأوسط.

عندما سأل إريك عما إذا كان هاتف غوغل المصنع من قبل HTC سيصل إلى الشرق الأوسط، أجاب جودت بأن غوغل فون سيتوفر في أسواق الشرق الأوسط في الوقت المناسب، وقال شميت بأن الموضوع على لائحة المهام التي تسعى غوغل لتنفيذها.

لكن جودت أضاف أن هناك قائمة طويلة من المهام في المنطقة لكن لا يمكن القول أن هاتف غوغل هو من الأولويات حاليا.

وريثما يتوفر الهاتف في الشرق الأوسط رسميا يمكن لأي كان شراء غوغل فون من موقع غوغل مباشرة على الإنترنت ودفع رسوم الشحن إلى الشرق الأوسط. وأشار شميت إلى الشركة تبيع أرقاما جيدة من هاتفها، لكنه لم يشر إلى أرقام جديدة، بل أصر على تكرار الأرقام ذاتها التي ذكرت في مؤتمر برشلونة للجوال وهي أن 60 ألف هاتف أندرويد يتم شحنه يوميا حول العالم، بما فيها هاتف غوغل.

وكانت غوغل قد كشفت رسميا عن هاتف غوغل nexue one   بنظام أندرويد 2.1 في الخامس من يناير الماضي ليكون متوفرا لجميع المستخدمين حول العالم عبر موقع الشركة لقاء 529 دولار، أو بأسعار أقل تبدأ من 179 دولار مع باقات اشتراك محددة مع شركات الاتصالات الغربية.

يتميز هاتف غوغل بسماكته القليلة 11.5 ميليمتر ووزنه الذي لا يتجاوز 130 غرام، أما شاشته فهي أكبر من شاشة آي فون وهي بقياس 3.7 إنش وتعتمد على تقنية  AMOLED، وتعمل بدقة 480×800 بكسل. يعتمد الهاتف على كاميرا رقمية بدقة 5.0 ميغابيكسل تلتقط الصور الثابتة والفيديو، وهي مزودة بمعدل تقريب رقمي 2س، وضوء LED  لالتقاط الصور في ظروف الإضاءة الخافتة. يدعم الهاتف شبكات الاتصال بجميع أشكالها، واستقبال البيانات، والاتصال بشبكات واي فاي بجميع المعايير، إضافة إلى توافقه مع الإصدار 2.1 من بلوتوث.

وقامت HTC بتصنيع هذا الهاتف الذي يعتمد على معالج كوالكوم بسرعة 1 غيغاهرتز، وأهم ما فيه نظام التشغيل أندرويد 2.1، الذي يجعل من الهاتف كنزا حقيقيا، وذلك نظرا للكم الهائل من البرامج المتوفرة لبيئة أندرويد إضافة إلى خدمات غوغل التي يعد اجتماعها في هاتف واحد مكسبا حقيقيا، ومنها خرائط غوغل، وخدمة البحث من خلال الصور وخدمة غوغل للتوجيه وتطبيقات مستندات غوغل ويويتوب والترجمة وخدمات كثيرة أخرى.

المال مقابل المعلومات

على صعيد متصل ربما تحصل شركات الوسائط التي تتوق لنشر ثقافة الدفع مقابل الحصول على محتوى من الانترنت على ما تريده اذا أعارت مزيدا من الاهتمام لثورة الهاتف الذكي (سمارت فون) التي بدأت تغير الطريقة التي يدخل بها الناس على الشبكة العنكبوتية.

وتستخدم أعداد ضخمة الان الهواتف المحمولة بدلا من اجهزة الكمبيوتر الثابتة للدخول على الانترنت وهو تطور تمخضت عنه نماذج أعمال جديدة تماما في الصين اكبر سوق للانترنت في العالم.

وبدأت فكرة دفع مقابل لقراءة محتوى على الانترنت -وهي فكرة غريبة ظهرت قبل عام فقط- تثبت أقدامها ببطء وان كان بثقة بوصفها نموذج الاعمال التالي في الاعلام الغربي. وقادت الفكرة نيوزكورب التي يرأسها روبرت مردوك. بحسب رويترز.

لكن في الوقت نفسه توقعت مؤسسة جارتنر البحثية أن تفوق مبيعات الهواتف الذكية -التي هي جزء من اقتصاد لقطاع الاتصالات يختلف كثيرا عن اجهزة الكمبيوتر الثابتة- مبيعات اجهزة الكمبيوتر الثابتة بحلول عام 2012. ويعتقد البعض أن هذا قد يتحقق في العام الحالي.

وفي الصين التي يفوق عدد مستخدمي الانترنت بها عدد مستخدمي الشبكة في اي دولة أخرى يقول كاي فو لي الرئيس السابق لعمليات مايكروسوفت ثم جوجل بالصين والذي استقال مؤخرا ليدير شركته الخاصة ان الدفع مقابل المحتوى غير قابل للتطبيق.

وقال لي في قمة ابوظبي للاعلام الاسبوع الماضي "المستهلكون الصينيون لديهم قناعة أكبر بأن الاشياء يجب أن تكون مجانية وبالتالي فان جهود تحصيل رسوم مقابل الحصول على محتوى استثنائي فشلت فشلا ذريعا."

وفي الاونة الاخيرة قررت مجموعات نشر تقليدية مثل نيوزكورب ونيويورك تايمز وأكسل سبرينجر أن تخوض التجربة وتبدأ فرض رسوم مقابل الاخبار التي تنشر على الانترنت مجازفة بتقليل حجم مستخدميها مقابل الحصول على مكاسب محتملة من خلال ايرادات الاشتراكات.

ولم تختبر بعد هذه القرارات -التي اتخذت بعد كثير من الجدل- على المستهلكين بدرجة كبيرة لكن هناك توافقا متناميا على أنه لا يوجد بديل لان عائدات الاعلانات التي تضررت بشدة اثناء الكساد لن تعود الى مستوياتها السابقة.

وقال جون ميلر رئيس قسم الوسائط الرقمية في نيوزكورب "من المؤكد أننا نعتقد أن هناك حاجة الى أن تكون هناك نماذج أعمال مزدوجة الدخل من خلال الاعلانات والاشتراكات."

ويقول ناشرون انهم بحاجة الى أن يعيد المستهلكون النظر في التسليم بأن المحتوى الموجود على الانترنت يجب أن يكون مجانيا لتمويل توفير محتوى اخباري وترفيهي عالي الجودة.

من ناحية أخرى قال لي ان مواصفات الانترنت نفسها وليس احتياجات شركات الاعلام ستكون المحرك وراء كيفية توصيل المحتوى وسداد مقابل له. وخص بالذكر قدرة الشبكة على توفير التسويق وخدمات البيع بضغطة زر واحدة.

وانتشرت متآجر على الانترنت توفر تطبيقات برامج صغيرة مثل الالعاب الالكترونية منذ دشنت شركة أبل متجر التطبيقات الاصلي لهاتف (اي-فون) عام 2008 .

وخلال 18 شهرا حتى يناير كانون الثاني الماضي حمل المستهلكون اكثر من ثلاثة مليارات تطبيق للهاتف المعروف باسم (اي-فون) معظمها مجانية والباقي تقل تكلفته عادة عن دولار واحد.

ورغم السعر المنخفض ترى شركة جارتنر لابحاث تكنولوجيا المعلومات أن الكميات الكبيرة ستعني أن حجم السوق سينمو الى 6.8 مليار دولار عام 2010 .

ويتوقع أن تنمو مبيعات الهواتف الذكية بنسبة 50 في المئة تقريبا هذا العام الى 250 مليون وحدة مقابل نمو نسبته 20 في المئة في وحدات الكمبيوتر لتصل الى 366 مليون وحدة.

وفي الصين يدخل اكثر من نصف مستخدمي الانترنت في البلاد الذين بلغ عددهم 384 مليونا بحلول نهاية العام الماضي على شبكة الانترنت عن طريق جهاز نقال. وقال لي لرويترز ان هذا العدد سيزيد الى 800 مليون خلال خمسة أعوام.

المحمول في الصومال

من جهة اخرى قبل نحو عام قتل مسلحون بالرصاص شقيق الصومالي مختار علي في سوق البكارة المزدحم بالعاصمة مقديشو وسرقوا 200 دولار كانوا بحوزته.

ويقول علي ان شقيقه لم يكن ليلقى حتفه لو كانت خدمة جديدة لتحويل الاموال عن طريق التليفون المحمول كشفت عنها أكبر شركة للاتصالات في الصومال الشهر الماضي متوفرة قبل عام.

وكانت شركة سافاريكوم للاتصالات أول من أطلق خدمة تحويل الاموال عن طريق التليفون المحمول في دولة كينيا المجاورة حيث يصل عدد عملائها الى ثمانية مليون عميل. وبجانب تحويل الاموال الى الاصدقاء والاقارب تتيح الشركة لعملائها دفع فواتير الكهرباء وتلقي أرباح أسهم من بعض الشركات عن طريق التليفون المحمول.

وتقول شركة هورمود للاتصالات وهي أكبر شركة في الصومال ويصل عدد مشتركيها الى أكثر من مليون شخص انها صممت البرنامج الخاص بخدمة تحويل النقود لكنها تلقت مساعدة من ورش عمل ومستشارين تابعين لسافاريكوم. بحسب رويترز.

ومن المتوقع أن تساهم الخدمة الجديدة أيضا في الحد من المخاطر الامنية المحيطة بحمل مبالغ كبيرة من العملة الصومالية في أنحاء أسواق مفتوحة بمنطقتي جنوب البلاد ووسطها.

وبمجرد أن يسجل العملاء للحصول على هذه الخدمة يكون بامكانهم توريد أموال الى شركة التليفون المحمول وتضاف الى أرصدة خطوطهم. ويمكنهم بعد ذلك نقل أموال الى أشخاص اخرين مشتركين في الخدمة بضغطة زر.

وقال علي انه شعر بحزن شديد عندما سمع الخبر الاسوأ بالنسبة له وهو مقتل شقيقه الذي كان ينقل بعض النقود الى متجره عندما قتله لصوص بالرصاص.

وأضاف أنه يعتقد أن حياة شقيقة كانت ستنقذ لو أن خدمة تحويل النقود عبر التليفونات المحمولة قد تم تشغيلها في ذلك الوقت.

وعلى الرغم من 19 عاما من الفوضى في الصومال فان بعض الشركات ازدهرت وتوفر شركات التليفون المحمول في البلاد طوق نجاة مهما ورخيصا للصوماليين حتى يظلوا على اتصال أثناء نوبات القتال الشديد المتكررة في بلادهم.

وشركات تحويل الاموال عمود فقري اخر للاقتصاد الصومالي لان تحويلات الجالية الصومالية الكبيرة في الشتات والتي تقدر بنحو مليار دولار في السنة تبقي العديد من العائلات الصومالية على قيد الحياة.

وقال بشير عيسى علي محافظ البنك المركزي الصومالي لرويترز ان هذا هو شريان الحياة للاقتصاد الصومالي بأكمله وهذه هي بنوك المستقبل في البلاد.

وأضاف أن تشغيل خدمة هورمود لتحويل الاموال عن طريق التليفونات المحمولة وشركات تحويلات الاموال ستحسن توزيع النقود في الصومال حيث يعتمد 1.5 مليون شخص على مساعدات الغذاء حتى يظلوا على قيد الحياة. وذكر أن شركات تحويل الاموال وشركات التليفونات المحمولة أنقذت الصومال.

ويعمل نظام هورمود لتحويل الاموال بالدولار الامريكي وليس الشلن الصومالي ويمكن للمستخدمين نقل ما يصل الى ثلاثة الاف دولار يوميا في جنوب الصومال ووسطه.

وتفضل الشركات التعامل بالدولار وعملات اقليمية مثل الشلن الكيني والدرهم الاماراتي والريال السعودي لتجنب المشاكل التي لها علاقة بالشلن الصومالي الضعيف للغاية.

وقال عبد الراشد علي أينانشي وهو متحدث باسم هورمود لرويترز بالتليفون من مقديشو ان المستخدمين بامكانهم تحويل وتسلم النقود عبر هذا النظام المحلي.

وأضاف أن النظام امن وأن احتمال تعرض هذه الاموال للخطر أقل من خطورة نقلها نقدا أو في حقائب أو في شكل شيكات عبر الصومال.

وتقول حليمة محمد التي تعيش في ميناء كيسمايو بجنوب الصومال والذي يسيطر عليه متمردون لهم صلة بتنظيم القاعدة انها تستخدم الان تليفونها المحمول كحساب في البنك وترسل الاموال الى شركاء عمل لها في مناطق مثل بيدوة في وسط الصومال.

وأضافت حليمة وهي صاحبة متجر أن بامكانها في الوقت الحالي تحويل ما يصل الى ثلاثة الاف دولار من تليفونها المحمول الى أشخاص في مناطق أخرى دون أن يعلم من يجلس بجوارها بالامر. وذكرت أن الامر جيد لامن الصوماليين لانهم يعيشون أوقاتا ينتشر فيها العنف ويمكن أن تستولي الميليشيات على ما لديهم من اموال.

كتائب القسام

حذرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) اليوم من مخاطر استخدام الهواتف النقالة في الاتصال بين مقاتليها مؤكدة انها باتت بمثابة جاسوس صغير تسبب في وقوع عدد من المجاهدين في الاسر او التعرض للاغتيال.

وقالت الكتائب في موقعها على شبكة الانترنت اليوم "ان اعتقادا خاطئا ساد لدى الكثير من المجاهدين منذ انتشار الهواتف النقالة في الاراضي الفلسطينية بأن العدو اصبح عاجزا عن تحديد مكان حاملي هذه الاجهزة لاسيمااذا ما استخدمت للرسائل القصيرة المكتوبة".

واضافت ان دراسات امنية اجريت في سجون العدو من قبل اسرى حركة (حماس) اكدت ان اقتصار استخدام الهاتف النقال للرسائل يشكل خطورة كبيرة على الجانب الامني للمجاهد ويساعد على كشف مكانه وتحركاته بأسهل الطرق.

وكشفت الدراسات انه عندما يجري ارسال الرسائل القصيرة الخاصة بالنقال فانها تمر على جهاز كمبيوتر مركزي به (فلتر) للكلمات قادر على تمييز الكلمات وفرزها وتصنيفها وذلك اثناء ارسال الرسالة بناء على قائمة من الكلمات الموضوعة مسبقا على الكمبيوتر.

ووفق الموقع فان المخابرات الاسرائيلية استطاعت الوصول الى المجاهدين عن طريق الاقمار الاصطناعية بعد تشغيل اجهزة الهاتف التي يجرى ادخالها حيز المراقبة.

وقال ان بريد الانترنت مراقب بشكل مكثف وقد تبين في بعض الحالات ان جميع الرسائل التي ارسلت بواسطة الانترنت كانت بحوزة المخابرات الاسرائيلية حيث استطاعت ان تربطها به عندما استخدم الهاتف النقال والذي حدد هويته. بحسب كونا.

واضاف ان خدمة الرسائل القصيرة تخضع هي الاخرى للرقابة والتخزين بنفس سهولة تخزين المكالمات حيث يتم تخزين وتصنيف هذه الرسائل وارقام الاجهزة التي تستخدم الرسائل واماكن تواجد الجهاز المرسل والجهاز المستقبل.

تحويل الأصوات لكلمات

عادت فكرة التحكم الصوتي بالأدوات الكهربائية والإلكترونية لتطفو إلى السطح مجدداً، بعد أعوام على تراجعها واقتصارها على أفلام الخيال العلمي، فقد دفع التطور التكنولوجي للأجهزة "الذكية" مثل الهواتف و"بلاكبيري" العلماء إلى التفكير في وسيلة للتحكم الصوتي لتجنب إزعاج استخدام الأزرار الصغيرة.

وقد ظهرت بالفعل خدمات تقنية جديدة تحول الصوت إلى أحرف مكتوبة وبالعكس، وبالتالي بات يمكن للمرء إعطاء أوامر صوتية لهاتفه لتصفح الانترنت أو تدوين جملة ما على موقع "تويتر،" أو تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص مكتوبة يمكن النظر إليها بسرعة عوض إضاعة الوقت بالاستماع إليها. بحسب (CNN).

وقال فلاد سينيوها، كبير علماء الصوتيات في شركة "نيوناس" للتكنولوجيا، إحدى أكبر المؤسسات العاملة على تطوير برامج من هذا النوع، إن التقنيات الجديدة تحول الأصوات إلى بيانات رقمية قابلة للعرض على شكل نصوص، وذلك بعملية بالغة البساطة، بعكس النماذج الأولى للنظام التي ظهرت قبل سنوات.

وأضاف سينيوها: "البرامج الجديدة تمنح الكمبيوتر القدرة على فهم الكلمات وأسلوب لفظها، كما تتيح له مع الوقت توقّع ما سيليها من تعابير.. لقد بدأت عملية ردم الفجوة بين الإنسان والكمبيوتر."

ولكن هذه التكنولوجيا تواجه مجموعة من التحديات، أبرزها ضرورة تنقية الأصوات البشرية، ففي حال كان أحدنا يحاول استخدام الخدمة في حافلة عمومية فإن برنامج تحويل الصوت إلى أحرف سيجد صعوبة في التفريق بين الصوت البشري والضجيج الناجم عن زحمة السير اليومية.

كما أن النظام قد يواجه مشكلة اختلاف اللهجات والأصوات، فإن اعتاد هاتف معين على أسلوب كلام مستخدمه الأول، فإنه سيجد صعوبة في فهم سائر المستخدمين إن كانوا ينطقون بلكنة أو نبرة مختلفة.

برامج آي فون

من جانب آخر ادى رواج تكنولوجيا الهاتف الخليوي الذكي (Smartphone) الى بروز مجال استثمار جديد خاص بتطوير البرامج الخاصة بهذا النوع من الهواتف.

هذه البرامج الصغيرة التي تعمل في الهواتف لها وظائف كثيرة وفي بعض الاحيان غير منتظرة، فمنها مثلا البحث عن المراحيض في مترو الانفاق او معرفة حال الطقس في مناطق ممارسة رياضة التزلج او بكل بساطة التسوق عبر الانترنت.

وذلك كله ليس الا نتيجة عمل بعض مبرمجي الكومبيوتر الاذكياء الذين تمكنوا من تطوير برامج تعمل على الهاتف كما لو انها كانت تعمل على الكومبيوتر.

وقد ساهم هاتف آي فون الذي تصنعه شركة آبل بشكل رئيسي في رواج هذه التكنولوجيا والبرامج اذ تم حتى الآن احصاء اكثر من 140 الف برنامج للهاتف منذ ان فتحت الشركة موقع آي تيونز الخاص بها للمبرمجين المستقلين من خارج شركتي آي فون وآبل في يوليو/ تموز 2008.

وبالرغم من كون آي فون الاكثر رواجا، لكن باقي الشركات كبلاكبري ومايكروسوفت وجوجل ونوكيا وسامسونغ وغيرها حذت حذو آبل في تطوير البرامج الصغيرة الخاصة بالهواتف المحمولة المتصلة بالانترنت.

والملفت في هذه البرامج ان اسعارها زهيدة لا تتخطى عادة بضعة دولارات ولكن الكثير من بينها مجانية، علما ان حجم سوق هذه البرامج بات يتخطى الـ2.5 مليار دولار سنويا وفق ما تشير شركة "ادموب" للاعلانات.

وتحاول باقي الشركات التي تصنع هواف ذكية اللحاق بآي فون التي تتصدر السوق، وذلك من خلال الاستثمار في هذا المجال.

ادى ذلك بالاضافة الى شعبية ورواج هذه البرامج الى جعل بعض المبرمجين اغنياء، كما خلق هذا السوق منافسة كبيرة بين الشركات والمبرمجين انفسهم. ولكن من الصعب العثور على مبرمج في هذا المجال يعترف بأنه غني.

ديف كاستلنوفو مرشح ليصبح غنيا، فهو الذي كتب برنامج لعبة "بوكيت جود" الخاصة بآي فون والتي تباع بأقل من دولار واحد والتي قد اشتراها حتى الآن اكثر من مليوني مستخدم لآي فون.

ويقول ديف ان "برنامجه يملك الرقم القياسي في مبيعات برامج آي فون"، الا انه يبدو متفاجئا من الشهرة التي حصل عليها برنامجه.

ويضيف المبرمج الذي يقيم في مدينة سان فرانسيسكو الامريكية ان "شركته خصصت اسبوعا واحدا فقط للعمل على هذا البرنامج كمحاولة لجني بعض المال ووضع اطار لمشروع برنامج لعبة اكبر".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/نيسان/2010 - 17/ربيع الثاني/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م